خطوات حل المشكلة مع مثال

خطوات حل المشكلة مع مثال من الطّبيعي ألا تخلو حياتنا من المشاكل، على اعتبارها سلسة من الأحداث المترابطة بأسباب ونتائج تتولد عنها تلك المشاكل المختلفة في درجة تعقيدها ومعطياتها ضمن مجالات متنوعة فرضتها الأنماط المعيشيّة، تبدأ بالمشاكل الشخصيّة وصولًا إلى المشاكل المهنيّة والاجتماعيّة، ونظرًا لضرورة حلّ هذه المشاكل باستراتيجيّات وطرق صحيحةٍ، يهتمّ موقع مرجع بتسليط الضّوء على هذه الطّرق من خلال مقالنا التّالي الذّي سنتحدّث فيه عن خطوات حل المشاكل بأنواعها المختلفة، إلى جانب عرض أهم المهارات اللّازمة لذلك. 

مفهوم حل المشكلة 

حلّ المشكلة هو فعلٌ قائمٌ على تحديد المشكلة بمعرفة أسبابها وصولًا إلى الهدف المرجو قبل وجودها تجنبًا لأثار وقوعها، مع العلم من الممكن أن يكون الحل جزئيًا قادرًا على تخفيف الأثار قدر الإمكان أو من الممكن أن يكون حلًا كاملًا قادرًا على انتزاع المشكلة، كأنها لم توجد، على سبيل المثال من غير الممكن القضاء على الجوع في كل بقاع الأرض ولكن من الممكن إيجاد يعض الأفعال التّي من شأنها أن تُخفّف نسبة الجوع إلى حدّ ما، ولكن بشكل عام يحتاج إيجاد حل المشكلة إلى استراتيجيّات خاصّة قائمة على التّحليل، وتحديد البدائل، والأولويّات، واختبارها وصولًا إلى التّنفيذ الصّحيح. 

شاهد أيضًا: خطوات استراتيجية حل المشكلات

خطوات حل المشكلة 

لحلّ أي مشكلة مهما كان نوعها لا بد من اتباع منهجيّة قائمة على الخطوات التالية:[1] 

تحليل المشكلة

لا بد من معرفة السّبب الكامن وراء المشكلة، ويكون ذلك بجمع كل البيانات المُتعلّقة بها، وتقييمها مع عزل الظّروف المساهمة المحتملة، بالإضافة إلى تحديد ما يجب معالجته في سبيل الوصل إلى الحلّ، ولإتمام هذه الخطوة من خطوات حل المشكلة بنجاح، يجب توّفر المهارات التّالية:  

  • القدرة على جمع البيانات.
  • تحليل البيانات.
  • تقصّي الحقائق.
  • التّحليل والاستنتاج. 

توقع حلول المشكلة 

بعد معرفة الأسباب، يجب وضع مجموعة من الحلول الممكنة، وغالبًا ما يُفضّل وجود أكثر من رأي في هذه الخطوة، سواء عن طريق العمل الجماعيّ الهادف إلى إيجاد حل أو من خلال الاستماع والاصغاء لوجهات نظر مختلفة واستنباط ما أمكن منها من حلول، مع العلم نادرًا ما تكون الاستراتيجيّة الوحيدة هي الطّريق الواضح لحل مشكلة وخاصةً إن كانت معقدة؛ كما أن ابتكار مجموعة من البدائل سيساعد على تغطية الأسباب، ويُقلّل من خطر التّعرض للفشل النّهائيّ في حال إخفاق الاستراتيجيّة الأولى المختارة، ومن المهارات اللازمة لهذه الخطوة، نذكر ما يلي: 

  •  العصف الذّهني. 
  • التّفكير الإبداعي. 
  • التّنبؤ.
  • القدرة على التّصميم والتّخطيط. 

تقييم حلول المشكلة 

بعد طرح الحلول والتّنبؤ بنتائجها اعتمادًا على طبيعة المشكلة، يجب أن تُقييّم أفضل الحلول من قبل الفرق المَعينّة، أو قادتها، ولكن بشكل عام من الضّروري أن يُقيّم صاحب القرار الحلول المقترحة على أساس التّكاليف المحتملة، والموارد المطلوبة، والعوائق أمام نجاح تنفيذ الحل المطروح. ومن المهارات اللازمة لذلك نذكر: 

  • التحليل.
  • المناقشة.
  • العمل الجماعي.
  • اختبار التنمية.

تنفيذ خطة العمل 

بالوصل إلى هذه الخطوة سيكون مسار العمل قد تحدد، لذلك يجب تنفيذه جنبًا إلى جنب مع المعايير التي يمكن أن تُحدد سرعة ودقّة العمل، وهذا يتطلّب مهارات مثل: 

  •  الإدارة.
  • التّعاون. 
  • إدارة الوقت. 
  • تطوير المعايير. 

تقييم فعالية حل المشكلة النهائي 

بمجرد تنفيذ الحلّ، لا بدّ من تقييمه إذ كان يعمل على تحقيق الهدف المطلوب مع التّحقق من مدى سرعته وفاعليته في ذلك، إذ وبهذه الطّريقة، سيتمكّن المعنيّ بالأمر من معرفة فيما إذ حُلت المشكلة أو أنّها على طريق الحلّ الصّحيح، وفي حال لم يكن ذلك سيتوجّب عليه تغير استراتيجيته بسرعة لإيجاد حل آخر أكثر نفعًا، وهذا يتطلب: 

  • تحليل البيانات. 
  • شدّة الملاحظة. 
  • القدرة على المتابعة.
  • القدرة على استكشاف الأخطاء. 

شاهد أيضًا: خطوات حل المشكلة

خطوات حل المشكلة مع مثال 

بعد التّعرف على خطوات حل المشكلة فيما سبق، سنسقط تلك الخطوات على مثال عمليّ لمشكلة قائمة، على سبيل المثال: تعرّض مدير مطعم ما إلى مخالفة قانونيّة تمنعه من متابعة افتتاح المطعم، بسبب شكوى من أحد زبائنه بخصوص جودة الطعام وارتفاع الأسعار، ولحل هذه المشكلة يجب عليه ما يلي: 

  • تحديد المشكلة: إذ أن مشكلته تتمحور حول عدم قدرته على افتتاح المطعم ومتابعة العمل، أما السّبب وراء المشكلة هي عدم مطابقة طعامه للجودة المطلوبة مع ارتفاع الأسعار. 
  • تحديد الهدف من حل المشكلة: مما لا شكّ فيه أنّ الهدف من إيجاد حل لهذه المشكلة هي إعادة افتتاح المطعم.
  • توقع حلول المشكلة: يوجد عدد من الحلول الممكنة للمشكلة السّابقة، إذ يمكن لصاحب المطعم أن يفتتح مطعمًا آخر في منطقة أخرى أو أن يدخل في قضايا قانونية لمواجهة الشكوى قضائيًا والانتظار حكم المحكمة، كما من الممكن أن يقيم صلحًا مع صاحب الشكوى مع التّعهد بتغيير طاقم العمل، مما يضمن جودة طعام مناسبة، بالإضافة إلى القيام بدراسة دقيقة لإيجاد أسعار مناسبة ومنافسة. 
  • تقييم حلول المشكلة: بالنّظر إلى الحلول السّابقة نلاحظ أن افتتاح مطعم جديد أمر غاية بالصعوبة من ناحية التكاليف والدراسة الحقيقية بغية قدم تكرار الأخطاء السّابقة، لذلك يعد حلًا صعب التنفيذ حاليًا، أما عن الحل الثّاني قد تأخذ الأمور القانونيّة الكثير من الوقت، ولا يوجد أي ضمان لربح الدعوة أو إصدار أي حكم يتيح عودة المطعم للعمل، إذًٍا يبقى الحل الأخير وهو الأنسب إذ أنه قائم على إرضاء جميع الأطراف. 
  • تنفيذ خطة العمل: بعد دراسة الحلول واختيار أفضلها، لا بد من المسارعة إلى التنفيذ، والذّي يتضمّن مقابلة صاحبة الشكوى بشكل شخصي أو عن طريق محامي، لكسب رضاه والاعتذار منه بطريقة معنوية ومادية، بهدف التنازل عن الدّعوى المقامة. 
  • تقييم فاعلية الحل النهائية: وهذا يتوقف على نتيجة المقابلة مع صاحب الشكوى، حيث وإن انتهت بموافقته على سحب الدّعوى، لا بدّ من الملاحقة القانونيّة لباقي الإجراءات، للمسارعة إلى إيجاد حل بديل في حال عدم نجاح الحلّ المقترح أو إجراء التّعديلات اللّازمة التّي تتطلبها مجريات الأحداث. 

شاهد أيضاً: خطوات حل المسألة

أنواع المشكلات 

يوجد عدة أنواع للمشكلات التي من الممكن مواجهتها في الحياة الشخصيّة أو المهنيّة، إذ تختلف هذه المشكلات في درجة تعقيدها، وصعوبة حلّها، وغالبًا ما تُصنّف هذه المشكلات ضمن إحدى الأنواع الأربعة التّالية:[2] 

  • المشكلة البسيطة: هي المشاكل التّي تكون فيها العلاقة بين السّبب والنّتيجة واضحةً جدًا، إذ لا تحتاج إلى ذلك القدر الكبير من التحليل، ويمكن حلها بطرق تقليديّة بديهيّة موجودةً غالبًا في جعبة الحيل الخاصة بكل فرد. 
  • المشكلة المعقدة: هي نوع من المشاكل القائم على المعرفة التّامة بأن الحل حاليًا غير موجود، ولكن يمكن معرفته، وهنا يكون دور الخبير بهذه المشكلة؛ لأنه بمجرد التّأكد من أنّ المشكلة قابلة للحل، يمكن التّوصل إلى حل، حتّى لو تبيّن أنّها صعبة، وذلك من خلال امتلاك المعرفة القادرة على اكتشاف السّبب والنّتيجة، على سبيل المثال: عند تعطّل سيّارة السّائق، من الممكن أنّه لا يستطيع إصلاحها، ولكنّه على معرفة بأن الميكانيكيّ صاحب الخبرة بهذا المجال سيتمكّن من إيجاد الحلّ لمشكلته. 
  • المشكلة المركبة: هي المشكلة الصّعبة التّي لا تملك حلًا لها، ولا تعلم كيف يمكن الحصول على حل أو حتى الاقتراب منه؛ لذلك كل ما يمكن فعله هو تجربة حلول مقترحة مع مراقب النّتائج، وتكرار المحاولات مرة تلوى الأخرى في سلسلة من التّجارب الصّغيرة خلال فترات زمنيّة قصيرة حتّى الوصل إلى الحل الأمثل. 
  • المشكلة الفوضوية: يمكن أن يكون هذا النوع من المشاكل الأخطر عل الإطلاق، إذ أنّه لا وقت للتّفكير بحلّ، وإنّما لا بدّ من اتخاذ خطوات سريعة قادرة على الحدّ من نتائج المشكلة وأثارها قبل الوصل إلى حل مناسب لها، ويمكن توضيح ذلك بالكوارث الطّبيعية، مثل التّسونامي والزّلازل، إذ تسعى الجهات المعنيّة إلى الحدّ من أثار الكارثة التّي لن تتيح لك المجال لمواجهتها بحل جذريّ. 

المهارات الأساسية في حل المشكلات 

على الرغم من أن حل المشكلات مهارة بحد ذاتها، إلا أنّ القيام بها بالشّكل الصّحيح يتطلّب مجموعة من المهارات الأخرى، التّي تضمن سير خطّة العمل بنجاح، ومن هذه المهارات نذكر:[3]  

  • الاستماع الفعال: لا بدّ أن يتمتّع المعنيّ بحل مشكلة ما بمهارة الاصغاء والاستماع الجيّد، ممّا يمكّنه من فهم المشكلة وكل ما يتعلق بها بشكل صحيح عن طريق إعطاء الاهتمام لكل كلمة في حديث عارض المشكلة. 
  • التحليل: بالتأكيد إنّ المهارات التّحليليّة حاسمةً لحلّ المشاكل، حيث أنّ فهم المشكلة على طاولة المفاوضات القائمة على التّفكير النّقدي من أفضل الاستراتيجيّات القادرة على إيجاد أعظم الحلول.   
  • البحث: يجب التّمتع بقدرة عالية على البحث والتفتيش لإيجاد كل البيانات المتعلّقة بالمشكلة، ممّا يساهم في العثور على الخيوط الموصلة إلى الحل. 
  • الإبداع: في بعض الأحيان، عند مواجهة مشكلة ما قد تتعرض لمجموعة من القيود التّي تفرض عليك الإبداع للتغلّب عليها، وذلك من خلال قدرتك على التّفكير خارج الصّندوق. 
  • اتخاذ القرار: في الغالب يمكن أن يكون للمشكلات حلول متعددة، مما سيفرض القدرة على اتخاذ القرار الصّائب لتنفيذ الحلّ الأنسب. 

شاهد أيضًا: خطوات البحث العلمي بالترتيب

أهم النصائح في حل المشكلات 

تُعتبر القدرة على حل المشاكل فنًا تضبطه خطوات محددة، وتزيده دقةً مهارات معيّنة، كما لا بدّ من اتباع بعض النّصائح لضمان سير الخطوات بشكل صحيح، واستغلال المهارات بالشّكل الأمثل، ومن هذه النّصائح نذكر ما يلي:[4]  

  • المحافظة على الهدوء: إذ من المهم جدًا عدم التّوتر وضبط الأعصاب، ممّا يضمن لك عدم اتخاذ قرارات مُتسرّعة، قد كون السّبب في تعقيد المشكلة بدلًا من حلّها؛ لذلك فكّر بهدوء في المشكلة وأسبابها. 
  • الابتعاد عن الاستنتاجات اللّحظية السّرعية: لا بدّ من التّحقق والتّقصي في المشكلة، والاستناد إلى الأدلة الدّامغة لدعم الافتراضات القائمة قبل اتخاذ أي قرار. 
  • تقسيم المشكلة: يمكن أن يكون من المفيد تقسيم المشكلة إلى أجزاء، وتحديد بعض الإجراءات التّالية لمعالجة كل جانب منها على حدا.   
  • التفكير بالمشكلة من وجهات نظر مختلفة: حيث أنّ النّظر في المشكلة من زوايا مختلفة يمكن أن يساعد على تحديد الحلول الفعّالة التي من الصّعب إيجادها في حال التّفكير من زاوية واحدة، وتتبلور أهميّة هذه النّصيحة في شكل خاص عند الاستماع إلى وجهات نظر الأفراد المؤثرين على المشكلة. 
  • الإبداع في إيجاد الحلول: في كثير من الأحيان يتطلب حل المشكلة الخروج على المألوف في إيجاد حلٍّ غير اعتيادي، فإن كانت الأدلة تشير إلى أن إجراء التغيرات على ممارسات العمل سيكون مفيدًا، لا تتردد في المضي قدمًا في ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار دراسة الخطوات بشكل جيد. 
  • أخذ استراحة: إذ يجب أخذ قسطًا من الراحة أثناء التفكير بحل المشكلة، وخاصة قي حال عدم إحراز تقدم جيد رغم محاولات كثيرة، مما سيعطي الفرصة لإعادة شحن قدراتك ومسح الخيوط المبعثرة في فضاء تفكيرك.  
  • التحلي بالمثابرة: لا تشعر بالإحباط إذا كنت غير قادر على حل المشكلة بالسّرعة التّي ترغب في حلها، خُذ وقتك لإيجاد الحلّ الصّحيح، خذ استراحة، هذا أفضل بكثير من القفز إلى استنتاجات غير دقيقة أو التّسرع في اتّخاذ القرارات. 

شاهد أيضاً: الفرق بين الرؤية والرسالة والهدف

إلى نحن نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا خطوات حل المشكلة مع مثال الذّي تحدّثنا من خلاله عن مفهوم حلّ المشكلة وخطواتها مع ذكر مثال توضيحي استنادًا إلى الأفكار المطروحة، بالإضافة إلى ذكر أهم النّصائح والمهارات المستخدمة في حل المشكلات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *