حكم الافطار في صيام عاشوراء

حكم الافطار في صيام عاشوراء وهل يجوز الافطار في صيام عاشوراء الذي يعد من أيام التطوع التي كان يتحراها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحافظ على صيامها، وحث كل مسلم على ذلك لما لها من عظيم الأجر والفضل عند الله -سبحانه- جلَّ وعلا، وفي سطورنا التالية عبر موقع المرجع سنتحدث هل يجوز الافطار في يوم عاشوراء، وما حكم ذلك، ونورد فضل صيامه، وحكم صيامه عن أهل الطائفة الشيعية. 

حكم الافطار في صيام عاشوراء

إن حكم الإفطار في صيام عاشوراء هو ذاته حكم الإفطار في صيام النافلة، وتباينت آراء العلماء في ذلك وفيما يلي نفصلها:

  • الرأي الأول: لا يلزم الشرع أن يتم الصائم في يوم عاشوراء أن يتم صوله، هذا مذهب الشافعية، والحنابلة، مستدلين بما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- في الحديث الشريف من قول: “صنعتُ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- طعامًا، فأتاني هوَ وأصحابُه، فلمَّا وُضعَ الطَّعامُ قال رجلٌ من القومِ: إنِّي صائمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: دَعاكُم أخوكُم وتكلَّفَ لكُم! ثمَّ قال لهُ: أفطِرْ وصُمْ مكانَه يومًا إن شئتَ”.[1]
  • الرأي الثاني: يتوجب على المسلم الذي أن يتم الصيام إذا باشر به، وإذا أفطر لعذر عليه أن يقضي محله يوما آخر، وقال بذلك الحنفية، مستدلين بما روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “أُهديَ لي ولحفصةَ طعامٌ وَكنَّا صائمتينِ فأفطرنا، ثمَّ دخلَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقلنا لَهُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّا أُهدِيَت لنا هديَّةٌ، فاشتَهيناها فأفطَرنا فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا عليْكُما صوما مَكانَهُ يومًا آخرَ”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء قبل قضاء رمضان

حكم من أفطر عمدا في يوم عاشوراء

بما أن حكم صيام عاشوراء هو حكم صيام النفل، فالإفطار المتعمد في هذا اليوم يأخذ حكم الإفطار في يوم النفل، حيث ذهب بعض العلماء وأهل الفقه أنه يتوجب عليه أن يقضي محله يوم آخر إذا كانت لديه نية الصيام وأفطر متعمد، ورأى البعض أنه ليس بصيام فرض فإذا أفطر متعمدا، أو لم يصم في الأساس فلا يترتب عليه شيء، أما المسلم الذي يفطر في صيام الفرص إذا كان ذلك بعذر شرعي كالمرض وجب عليه القضاء، والكفارة بالجماع، أما بدون عذر شرعي فتحب التوبة لله سبحانه وتعالى.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان

حكم من صام عاشوراء وأفطر ناسيا

إنه من المسلم به أن الإنسان معرض للنسيان في كل أموره، وهذا ما هو خارج عن إرادته وسلطانه، أما بالنسبة لمن عقد النية على صيام عاشوراء أو أي يوم آخر فرض كان أم نافلة، ولكنه أفطر ناسيا، فهذا لا يقطع صيامه ويبطله، وإنما يتم صيامه ويصح بإذن الله تعالى، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “مَن أكَلَ في رمضانَ ناسِيًا أو شرِبَ ناسِيًا فلا قَضاءَ عليه، ولْيُتِمَّ صَومَه؛ فإنَّ اللهَ أطعَمَه وسَقاهُ”، [4] ويرى غالبية الفقهاء لا فرق إن أكل كثير أو قليلا، ولكن الشافعية قالوا بعدم صحة الصيام إذا أفطر ناسيا وأكل كثيرا، والرأي الغالب والراجح والأحوط أن لا فرق بذلك.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام عاشوراء قبل قضاء رمضان

حكم صيام عاشوراء عند الشيعة

إن صيام يوم عاشوراء عند الطائفة الشيعية هو مكروه وغير مستحب، وقد نهت الشيعة صيام هذا اليوم، وذلك لما حدث للحسين بن علي ابن ابي طالب -رضي الله عنهم- أجمعين في هذا اليوم المحزن، ولكن الشيعة ينقطعون عن الطعام والشراب طيلة نهار عاشوراء حتى العصر بدون نية الصيام، وبعد العصر يتناولون الطعام والشراب كما يقتات أهل العزاء، فصيام الشيعة في هذا اليوم يختلف عن الصيام بمعناه الحقيقي، وإنما هو حزنا وحدادا على استشهاد الحسين.[5]

شاهد أيضًا: سبب مشروعية صيام يوم عاشوراء

فضل صيام عاشوراء

هناك العديد من الفضائل لصيام يوم عاشوراء نذكر منها:

  • يكفر السنة الماضية: روى أبو قتادة رضي الله عنه، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “صيامُ يومِ عرفةَ إنِّي أحتسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبْلَه والسَّنةَ الَّتي بعدَه وصيامُ يومِ عاشوراءَ إنِّي أحتسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبْلَه”.[6]
  • من أفضل الأيام عند الله تعالى: روى عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”.[7]
  • حافظ النبي عليه: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى يوم عاشوراء ويصمه، وقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي: “ما رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”.[8]

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان حكم الافطار في صيام عاشوراء وتعرفنا من خلاله عن أحد الأحكام الشرعية المهمة لكل مسلم، كما أوضحنا وجهة نظر الطائفة الشيعية بذلك.

المراجع

  1. آداب الزفاف , الألباني ، أبو سعيد الخدري ،  87 ، إسناده حسن
  2. ضعيف أبي داود , الألباني ، عائشة أم المؤمنين ، 2457 ، ضعيف
  3. islamweb.net , حكم الإفطار عمدا أو سهوا في صيام النفل , 08/08/2022
  4. تخريج سنن الدارقطني , شعيب الأرناؤوط ، أبو هريرة ، 2245 ، صحيح
  5. islam4u.com , ما هو الرأي الصائب في صيام يوم عاشوراء ؟ , 08/08/2022
  6. صحيح ابن حبان , ابن حبان ، أبو قتادة ، 3632 ، أخرجه في صحيحه
  7. صحيح مسلم , مسلم ، أبو هريرة ، 1163 ، [صحيح]
  8. صحيح البخاري , البخاري ، عبدالله بن عباس ، 2006 ، [صحيح]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *