حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع

حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع، سؤالٌ سنجيب عنه خلال هذا المقال، إنّ أحكام الحجّ كثيرةٌ وعديدة، وعلى من أراد الحجّ أن يتعرّف عليها، وأن يلمّ بها لكي لا يقع في الخطأ أو المحرّم، وإنّ الحجّ هو الرّكن الخامس من أركان الإسلام، وفريضةٌ عظيمة شرّعها الله تعالى في أشهرّ محرّمات، ويهتمّ موقع المرجع ببيان هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع، أم لا يجوز في الشّريعة الإسلاميّة، كذلك بيان ماهو طواف الوداع وما هوا طواف الإفاضة.

أركان الحج وواجباته

قبل بيان حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع لا بدّ من الحديث عن الحج وأركانه وواجباته، فالحجّ هو الرّكن الخامس من أركان الإسلام الّتي أخبرنا عنها رسولنا الكريم عليه الصّلاة والسّلام، فقد في حديثه المبارك: “بُنِي الإسلامُ على خَمسٍ : شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصيامِ رمضانَ وحجِّ البَيْتِ”.[1] وإن ّللحجّ أركانٌ أربعة لا يصحّ الحجّ إن اختلّ أو تُرك أحدها، ومن تركها فلا يستطيع جبرها بفديةٍ أو كفّارة، وبذلك تكون حجّته غير صحيحةٍ، والأركان هي:[2]

  • الرّكن الأول: الإحرام، وهو أن ينوي المسلم الدّخول في النّسك.
  • الرّكن الثّاني: الوقوف بعرفات، ويكون ذلك في اليوم التّاسع من شهر ذي الحجّة.
  • الركن الثّالث: طواف الإفاضة.
  • الرّكن الرّابع: السّعي بين الصّفا والمروة سبعة أشواط.

واجبات الحج

أمّا واجبات الحجّ فهي سبعة واجبات، يجوز تركها، لكنّ الواجب على من تركها أن يذبح الحاجّ بهيمةً من البهائم، فالدية تكون بالدّم، ويصحّ الحجّ بتركها، والواجبات هي:

  • الإحرام من الميقات المنصوص عليه شرعاً لكلّ بلدٍ من البلاد.
  • الوقوف بعرفات ٍإلى غروب الشّمس اتّباعاً لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • المبيت في مزدلفة ليلة عيد الأضحى كما بات رسول الله.
  • المبيت في منى ليالي أيّام التّشريق.
  • رمي الجمار.
  • الحلق والتّقصير للرّجال والنّساء.
  • طواف الوداع.

شاهد أيضًا: هل يجوز رمي الجمرات قبل الزوال

حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع

أما عن حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع من عدمه هو أنّه يجوز تأخير طواف الإفاضة مع طواف الوداع، فقد أكدّ العلماء صحّة تأخير طواف الإفاضة حتّى وقت مغادرة مكّة المكرّمة، حيث يطوف الحاجّ طواف الإفاضة مع طواف الوداع، فوقت طواف الإفاضة مفتوحٌ وطويل، وينتهي وقته بانتهاء شهر ذي الحجّة المبارك، فمن لم يطف طواف الإفاضة في شهر ذي الحجّة وطافه بعد انتهاء الشّهر وجب عليه ذبح فدية، ويكره تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيّام التّشريق كرهاً شديداً، لكن من طافه بعدها، وذبح فديةً لتأخرّه، فحجّته صحيحةٌ بإذن الله تعالى، لكنّ الأصحّ هو اتّباع سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وألّا يأخّر الحاج طواف الإفاضة إطلاقاً، فيطوف طواف الإفاضة يوم النّحر، ثمّ يرمي الجمرات،  ثمّ يذبح الهدي ويذبح الهدي، ثمّ يقصّر أو يحلق رأسه، فإذا أراد مغادرة مكّة المكرّمة طاف طواف الوداع، وخرج منها، كما أفتى في هذه المسألة الشّيخ ابن بازٍ رحمه الله تعالى فقال: ألّا حرج على من أخّر طواف الإفاضة إلى حين وقت مغادرة مكّة المكرّمة، ويجوز للحاجّ أن يطوف طواف الإفاضة في وقت طواف الوداع، فيجمعهما في طوافٍ واحدٍ يجزئ عن الاثنين، ولكن كما سبق وذكرنا أن تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيّام التشريق بغير عذر، فيه كراهةٌ شديدة، أمّا تأخيره إلى ما بعد شهر ذي الحجّة، فيجب حتماً ذبح فدية لذلك، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا:  متى فرض الحج في اي سنة

طواف الوداع

بعد بيان حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع، سيتمّ الحديث عن طواف الوداع وحكمه، فطواف الوداع هو الطّواف الذي يقوم به المسلم الحاجّ عند انتهائه من النّسك وقبل الخروج من مكّة المكرّمة، وسمّي بالوداع لأنّه يودّع به البيت،  أمّا حكمه فهو واجبٌ في الحجّ وليس واجباً في العمرة، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة وأهل االعلم، وقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه نقل عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الحديث الذي قال فيه: “كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”.[4] وبذلك وجب على الحجّاج في الحجّ أن يطوفوا طواف الوداع، وبالمقابل لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه طاف طواف الوداع بعد العمرة، ويشترط لمن أراد طواف الوداع عدّة شروط منها:[5]

  • يُشترط على الحاج أن يكون من أهل الآفاق فليس على المكّي أو من نوى الإقامة بمكّة أن يطوف طواف الوداع.
  • يُشترط الطّهارة من الحيض والنّفاس، ولا يجب على الحائض والنّفساء دمٌ بتركه.
  • أن يكون طواف الوداع آخر عملٍ يقوم به في البيت الحرام.

طواف الإفاضة

إنّ طواف الإفاضة تعني السّير والزّحف ومنه طواف الإفاضة يوم النّحر حيث يفيض الحاجّ من منى إلى مكّة فيطوف ويرجع، وقد سمّي بطواف الإفاضة لأنّه يأتي بعد إفاضة الحاج من منى إلى مكّة، وسمّي بطواف الزّيارة وطواف الصّدر وطواف الواجب، أمّا حكمه فهو ركنٌ من أركان الحجّ ولا يصحّ الحجّ بدونه، وقد أجمع أهل العلم على أنّه واجب، قال تعالى في كتابه الحكيم: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.[6] ويُشترط به أن يكون بعد الوقوف بعرفة، فلو طاف الحاجذ قبل عرفة لما سقط عنه فرض الطّواف، وأفض وقتٍ له هو أوّل أيّام النّحر في أوّل النّهار بعد رمي الجمرات والنّحر والحلق وذلك من السّنة، وليس له آخر وقت ويجوز تأخيره، ولكن يجب القيام به قبل خروج ذي الحجّة، فلو خرج لزمه دم والله ورسوله أعلم.[7]

هل يجوز الجمع بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد بنيتين

إنّ بيان حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع هي ذاتها جواب السّؤال هل يجوز الجمع بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد بنيتين، وقد أجاب أهل العلم على هذا السّؤال بأنّ الجمع بين الطّوافين الوداع والإفاضة بطوافٍ واحد وبنيّتين  جائزٌ شرعاً، فطواف الوداع واجبٌ على الحاجّ بقول جمهور العلماء، وقول الشّافعيّة فيه أنّه سنّة لأنّه خفّف عن الحائض، والجمع بين الطّوافين جائز لأنّ المقصود بطواف الوداع هو أن يكون الطّواف آخر عهد الحاج بالبيت الحرام وليس مقصوداً لذاته، فتأخير الحتج طواف الإفاضة إلى آخر مكوث الحاجّ بمكّة يجوز ويُغني عن طواف الوداع، والخير فوق الخير أن يطوف طواف الإفاضة لوحده ثمّ يطوف الوداع فإنّه ينال بذلك أجراً فوق أجر.[8]

سنن الحج

قد تحدّثنا فيما سبق عن حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع ؟ أمّا الآن فسنذكر تباعاً سنن الحج، والسّنن هي الأفعال الّذي يستحبّ للحاج فعلها في الحجّ، ويصحّ الحجّ بتركها، ولا تجب لها الفدية، وهذه السّنن هي:[2]

  • الطواف سبعة أشواطٍ عند القدوم، أي طواف القدوم.
  • المبيت في منى في اليوم الثّامن من ذي الحجّة.
  • الرَّمَل في الأشواط الثّلاثة الأولى عند الطّواف.
  • الاضطباع في الأشواط الثّلاثة الأولى من الطّواف.
  • الاغتسال عند الإحرام.
  • لبس إزارٍ ورداء ٍأبيض نظيف.
  • التّلبيّة منذ ميقات الإحرام وحتّى رمي جمرة العقبة.
  • تقبيل الحجر الأسود.
  • ذكر الله تعالى ودعؤه بالأدعية المأثورة.

إلى هنا تكون انتهت هذا المقال الذي أجاب عن سؤال حكم تأخير طواف الافاضة مع الوداع، بعد بيان أركان الحجّ و واجباته وسننه، وقد عرّف بطواف الافاضة وطواف الوداع، وبيّن أنّه يمكن الجمع بين الطّوافين بطوافٍ واحد عند طواف الوداع فهو يُجزئ عن طواف الإفاضة.

المراجع

  1. صحيح ابن حبان , ابن حبان/عبدالله بن عمر/158/اخرجه في صحيحه
  2. islamweb.net , أركان الحج وواجباته وسننه , 23/07/2021
  3. islamqa.info , تأخير طواف الإفاضة حتى يكون عند الوداع , 23/07/2021
  4. صحيح أبي داود , الألباني/عبد الله بن عباس/2002/صحيح
  5. dorar.net , طوافُ الوَداعِ: أسماؤُه وسببُ تَسمِيَتِه , 23/07/2021
  6. سورة الحج , الآية 29
  7. dorar.net , تعريفُ طوافِ الإفاضةِ , 23/07/2021
  8. binbaz.org.sa , حكم جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع , 23/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *