حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً
جدول المحتويات
حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً هو أحد المواضيع الهامّة الّتي سنتحدّث عنها في هذا المقال، فالشّريعة الإسلاميّة المباركة قد أحاطت بكلّ شيءٍ وعلّمت المسلم ما يحلّ له وما يُحرّم عليه، وقد شملت جميع جوانب حياته، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على حكم اتّخاذ قبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عيدًا ومزارًا للمسلمين، وسنبيّن معنى الحديث الّذي نهى عن اتّخاذ القبور مساجدًا وعيدًا.
حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً
إنّ حكم اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً هو أمرٌ محرّمٌ ولا يجوز في الشرع الحكيم، ولقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين عن ذلك، وأمرهم بعدم اتّخاذ القبور مساجد، كذلك أخبرهم بأنّ صلاتهم وسلامهم عليه يصله أينما كانوا وحيثما ذهبوا، وذلك في قوله -صلّى الله عليه وسلّم- الّذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ”.[1] ومعنى اتّخاذ قبر رسول الله عيدًا، أي الإكثار والمبالغة في زيارته، والمعاودة إليه، والعيد تعني المعاودة والتّكرار عبر الزّمن، والشّريعة الإسلاميّة حرّمت على المسلم أن هذا الأمر يعدّ نوعًا من أنواع الشّرك والعياذ بالله تعالى، ولأنّ الله تبارك وتعالى لعن اليهود الّذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد يصلّون عندها ويتعبّدون عندها، فما ورثوا من ذلك إلّا الطّرد من رحمة الله تعالى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لعنَ اللَّهُ اليَهودَ اتَّخذوا قُبورَ أنبيائِهِم مساجدَ”.[2] فينبغي للمسلم أن يلتزم بأمر النّبيّ وأن ينتهي عن اتّخاذ قبره عيدًا وأن يتوجّه إلى التّوبة وطاعة الله تعالى والاستغفار لذنوبه علّ الله تعالى يبدل سيئاته حسنات. [3]
شاهد أيضًا: البقاء عند القبور وغيرها تعظيما لها أو طلبا للبركة من أصحابها ، هو تعريف ل
شرح حديث ولا تجعلوا قبري عيدا
قال النّبيّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام: “لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ”.[1] ففي بداية الحديث يأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بألّا يجعلوا البيوت قبورًا، وأن يحيوها بالطّاعة والعبادة وذكر الله تبارك وتعالى والتّبتّل إليه، فالبيت الّذي لا يقوم أهله بالعبادة الأعمال الصّالحة كالمقابر خاوية، وأخبر النّبيّ بأنّ صلاة المسلمين وسلامهم عليه تبلغهم حيثما كانوا دون العناء والمشقّة للوصول إلى قبره من اجل الصّلاة عليه، سواءً كانوا في مناطق قريبةً من قبره الشّريف أو بعيدة كلّ البعد عنه، ولقد خصّ الله تعالى نبيّه الكريم بأن شرّع له بأن يُدفن في بيته، ولكنّه تبارك وتعالى قد حرّمها على المسلمين ونهى عنها، فلا يجوز للمسلم أن يُدفن في بيته، وقال عليه الصّلاة والسّلام لا تجعلوا قبري عيدًا، أي مكانًا تُعاد له الزّيارة بتكلّفٍ ومبالغةٍ في كلّ حينٍ وحين، وهذا النّهي ما هو إلّا حرصٌ من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أمّته لئلّا يرتكبوا ما يغضب الله تعالى ويسوقهم إلى الهلاك في الدّنيا والآخرة، والله أعلم.
شاهد أيضًا: حكم رش الماء على القبر
معنى اتخاذ القبور مساجد
إنّ معنى اتخاذ القبور مساجد ينقسم إلى ثلاثة معاني وهذه المعاني الثّلاثة قد ناقشها العلماء واستنبطوا الأدلّة عليها من الأحاديث النّبويّة المباركة، وهذه المعاني الثّلاثة هي:[4]
- اتّخاذ القبور مساجد يعني الصّلاة على القبور.
- اتّخاذ القبور مساجدًا يعني الصّلاة للقبور والتّوجّه إليها بالدّعاء.
- اتّخاذ القبور مساجد يعني بناء المساجد على القبور والصّلاة فيها.
حكم اتخاذ القبور مساجد
اتّفق أهل العلم والمذاهب الفقهيّة الأربعة على أنّ اتّخاذ القبور مساجدًا هو محرّمٌ تحريمًا شديدًا، وقد قال بعض أهل العلم أنه كبيرةٌ من الكبائر، ولا يجوز لمسلمٍ أن يتخذ أيّ قبرٍ من القبور مسجدًا ومصلّى، ولا حتّى قبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد لعن الله تعالى الّذين يتّخذون القبور مساجدًا بكلّ ما معانيه وطردهم من رحمته في الدّنيا والآخرة، والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: دعاء زياة قبر الرسول مكتوب أجمل أدعية زيادة قبر الرسول الصحيحة
أدلة تحريم اتخاذ القبور مساجد
وردت العديد من الأحاديث الّنبويّة الكريمة الّتي تفيد بتحريم اتخاذ القبور مساجدًا، نذكر منها ما يأتي:
- “قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”.[6]
- “إنَّ أُولئِكَ إذا كان فِيهمْ الرجُلُ الصالِحُ فماتَ ، بَنَوا على قبْرِهِ مسْجِدًا ، و صَوَّرُوا فيه تِلكَ الصُّوَرِ ، أُولئِكَ شِرارُ الخلْقِ عند اللهِ يومَ القيامةِ”.[7]
- “أيها الناسُ إنه قد كان لي فيكم إخوةٌ وأصدقاءٌ ، وإني أبرأُ إلى الله أن يكون لي فيكم خليلٌ ، ولو كنتُ مُتَّخِذًا من أمتي خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ، وإنَّ ربي اتَّخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيمَ خليلًا ، ألا إنَّ من كان قبلكم كانوا يتَّخِذون قبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجدَ ، ألا فلا تتَّخِذوا القبورَ مساجدَ ، إني أنهاكم عن ذلك”.[8]
شاهد أيضًا: هل البكاء على الميت يعذبه في قبره
زيارة القبور
أمر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأوصى بزيارة القبور للرّجال من المسلمين، فزيارة القبور تذكّر المسلم بالآخرة، وهذا الأمر سنّةٌ نبويّةٌ مؤكّدةٌ ويجب على جميع الرّجال المسلمين اتّباع هذه السّنة المباركة، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: “زوروا القبورَ فإنَّها تذَكِّرُكمُ الآخرةَ”.[9] الزيارة تكون بالدّعاء للموتى والتّرّحم عليهم وطلب المغفرة من الله لهم، وقد نهى النّبيّ النّساء عن زيارة القبور وقد ذكر أنّ الله تعالى لعن من زارت القبور من النساء فلا يجوز لهنّ زيارة القبور إطلاقًا.[10]
شاهد أيضًا: حكم اتخاذ قبر النبي عيدا
المراجع
- صحيح أبي داود , الألباني/أبو هريرة/2042/صحيح.
- مسند أحمد , أحمد شاكر/أبو هريرة/16/320/إسناده صحيح
- dorar.net , النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا , 02/01/2022
- dorar.net , معنى اتخاذ القبور مساجد , 02/01/2022
- dorar.net , أدلة تحريم هذا الاتخاذ وحكمه ومذاهب العلماء فيه , 02/01/2022
- صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/437/صحيح
- صحيح الجامع , الألباني/عائشة أم المؤمنين/2010/صحيح
- صحيح الجامع , الألباني/جندب بن عبد الله/2745/صحيح
- صحيح ابن ماجه , الألباني/أبو هريرة/1285/صحيح
- binbaz.org.sa , آداب زيارة القبور ومشروعية زيارتها وبيان الزيارة المحرمة , 02/01/2022
التعليقات