فوائد سورة الشمس الروحانية

فوائد سورة الشمس الروحانية هو ما سنتحدّث عنه في هذا المقال، فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم رحمةً وزكاةً للنّاس، وجعل فيه أعظم الخيرات والفضائل والفوائد، فهو الشّفاء لكلّ داء، وبه الحلول لكلّ المصائب والمشاكل بإذن الله تعالى، وإنّ القرآن الكريم فيه العديد من السّور والآيات الّتي تحمل خيرًا ونفعاً كثيرًا للإنسان، وموقع المرجع سبيّن لنا فوائد وفضائل إحدى سور القرآن العظيمة، ويعرّفنا على مقاصد هذه السّورة ومضامينها.

 سورة الشمس

هي السّورة الواحدة والتّسعين في ترتيب المصحف العثمانيّ وهي من السّور الّتي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، فهي سورةٌ مكيّة، وذلك ما اتّفق عليه جمهور أهل العلم، وقد بلغ عدد آياتها خمس عشرة آيةً وهي بعد بسم الله الرّحمن الرّحيم: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. [1] كما أنّ هذه السّور العظيمة هي السّورة السّادسة والعشرين حسب ترتيب النّزول، فقد نزلت قبل سورة البروج وبعد سورة القدر، وإنّ سورة الشّمس ليست من السّور القرآنيّة الّتي ورد لها في السّنّة المباركة أكثر من اسم، حيث أنّ لها اسمًا واحدًا وهو سورة الشّمس، نسبةً إلى ذكر الشّمس في أوّل آيةٍ من آياتها الكريمة، والله أعلم. [2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم

فوائد سورة الشمس الروحانية

إنّ سورة الشّمس واحدةٌ من سور القرآن الكريم الّتي لم يرد فيها أحاديثٌ مباركةٌ تحكي عن فضلها وفوائدها وتأثيرها على قارئها، حيث أنّ أهل العلم لم يقفوا على أيّة نصوصٍ من السّنّة المباركة أو أثر الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، تتحدّث عن الفضل أو الفوائد الّتي تحملها سورة الشّمس، ولكن قد وردت أحاديثٌ موضوعةٌ وضعيفةٌ في هذه المسألة، ولكنّ وجب التّنويه على عدم الأخذ بهذه الأحاديث أو نشرها، ونذكر منها الحديث الّذي يقول: “من صلَّى يومَ الفطرِ بعد ما يُصلِّي عيدَه أربعَ ركعاتٍ يقرأُ في أوَّلِ ركعةٍ بفاتحةِ الكتابِ و{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وفي الثَّالثةِ {وَالضُّحَى} وفي الرَّابعةِ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، فكأنَّما قرأ كلَّ كتابٍ أنزله اللهُ على أنبيائِه، وكأنَّما أشبع جميعَ اليتامَى، ودهَنهم، ونظَّفهم، وكان له من الأجرٍ مثلُ ما طلعت عليه الشَّمسُ، ويُغفرُ له ذنوبُ خمسين سنةً”. [3] ولا يجب على المسلمين العمل بمثل هذه الأحاديث بسبب عدم ثبوت صحّتها، ولأنّها بلا سندٍ أو أصل، لكنّ سورة الشّمس يبقى لها فضل القراءة والتّدبّر والتّلاوة والعمل بمقتضاها، فقراءة القرآن الكريم من الأعمال الصّالحة الّتي يُكتب فيها أجرٌ عظيمٌ وكبير، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في فضل قراءة القرآن: “من قرأ حرفًا من القرآنِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها”. [4] 

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة يس 7 مرات للرزق والزواج وقضاء الحاجة

مضامين سورة الشمس

تضمّنت سورة الشّمس العديد من الموضوعات والمقاصد والّتي سنذكرها لكم فيما يأتي تباعًا، ومضامين سورة الشّمس هي: [5]

• تضمّنت الحديث عن النّفس البشريّة الّتي جعلها الله تعالى اختبارًا للإنسان، والّتي تكون جاهزةً ومستعدّة للتطّبّع إمّا بالخير أو الشّر.
• تضمّنت الحديث عن المجتمع الفاسد الّذي ينتشر فيه الفساد نتيجة البعد عن الله تعالى والإعراض عن دعوة الرّسل والأنبياء.
• تضمّنت الحديث عن العقوبة الّتي يكتبها الله تعالى على القوم الفاسدين، والّتي تشمل الصّالحين الّذين غضوا البصر عن الفساد ولم يمنعوه أو يحاولوا الإصلاح والدّعوة لله تعالى.
• تضمّنت الحديث عن قوم ثمود الّذي عصوا الله تعالى وأعرضوا عن دعوة نبيّهم ومكروا له، فأهلكهم الله تعالى بما ظلموا وكسبوا.
• تضمّنت السّورة الحديث عن أنّ المسلم إن اختار طريق الحقّ كانو له النّجاة من الهلاك، أمّا إن اختار الطّريق والسّبيل الخطأ فإنّ مصيره المحتوم هو الهلاك والعذاب.

شاهد أيضًا: فضل قراءة اخر ايتين من سورة البقرة

القسم في سورة الشمس

قد اُفتتحت السّورة الكريمة بالقسم، فقد أقسم الله تعالى بالشّمس وضحاها، وأقسم بالقمر الّذي يسطع ليلًا، كذلك أقسم بالنّهار واللّيل، وأقسم بالنّفس البشريّة الّتي يعجز الإنسان عن فهمها وتحليلها ما بلغ من العلم والحكمة، ومهما تقدّم  وتطوّر ذكاؤه وزادت معرفته، وكان جواب هذا القسم هو فلاح الإنسان الّذي زكّى نفسه عن الشّرور والكفر والشّرك، وطهّرها بالإيمان والطّاعة والانقياد لأمر الله تبارك وتعالى، كذلك كان جواب القسم خيبة وخسران من لم يزكِّ نفسه عن الآثام والمعاصي، وتركها تنقاد وتسير حسب الهوى والشّهوات ومتاع الدّنيا، ولقد أقسم الله سبع مرّاتٍ في هذه السّورة الكريمة ليعلّم الإنسان ويعرّفه بعظم صلاح النّفس وأهميّتها، وأنّه -سبحانه وتعالى- قد خيّره بين الصّلاح وبين الفسق والفجور والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

القوم الذين ذكرتهم سورة الشمس

بعد أن تحدّثنا سابقًا عن فوائد سورة الشمس الروحانية، لا بدّ من الحديث عن القوم الّذين ذكرتهم هذه السّورة العظيمة، فهم قوم ثمودٍ الّذي بُعث لهم النّبي صالح عليه السّلام، ليدعوهم إلى دين التّوحيد وعبادة الله تعالى دون الإشراك به شيئًا، ولقد أعطاهم الله تعالى معجزة النّاقة الّتي خرجت من الصّخر حيّة، وصار أهل القرية يشربون من لبنها الوفير بإذن الله تعالى، ثمّ مكر المعرضون عن دعوة الحقّ والمكذبون لها، فعقروا النّاقة وذبحوها، فكان مصيرهم الهلاك والعذاب بما أعرضوا به عن الصّواب والحقّ وظلموا أنفسهم، والله لا يظلم أحدًا أبدًا. [7]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا فوائد سورة الشمس الروحانية، حيث قدّمنا فيه تعريفًا بسورة الشّمس وآياتها الكريمة، وذكر مضامينها والقسم فيها والقوم الذين تحدثت عنهم هذه السّورة العظيمة.