عوامل نجاح فريق العمل

عوامل نجاح فريق العمل، يعتبر العمل الجماعي الناجح من الأمور المهمة لتحقيق أكبر قدر من الإنتاجية والإنجاز الذي لا يمكن تحقيقه على المستوى الفردي بأي شكل، لكن هناك عوامل تحدد مدى نجاح ذلك العمل الجماعي الذي يستطيع صاحب العمل أو المسؤول من خلاله أن يحتفظ بمواهب موظفيه وإنتاجيتهم وأيضًا ولائهم في ظل سوق العمل العالمي شديد التنافس، وذلك لأنه ببساطة هناك قيود يجب ضبطها لتأسيس عمل جماعي منتج وغير سلبي، وفي هذا المقال نستعرض معكم على موقع المرجع أهم العوامل التي تحدد نجاح فريق العمل.

عوامل نجاح فريق العمل

تسببت التنافسية الشديدة التي يشهدها عصرنا الحالي وتحديدًا القرن الواحد والعشرين ومدى الكم الهائل من انتشار الشركات ومؤسسات العمل مع العولمة في ترسيخ مبدأ جديد للأعمال، وهو أن الإدارة التي تتمثل في الأمر والنهي لم تعد متواجدة وحلت محلها أساليب أخرى يحصل بها صاحب العمل أو المدير على ولاء موظفيه وسعيهم لتحقيق أكبر إنتاجية ممكنة، كما تم ربط الرضا الوظيفي بمستويات التعاون بين فريق العمل والتواصل المفتوح بقيود أخفّ بين المدير وموظفيه، وهذه هي أهم عوامل نجاح فريق العمل:

التواصل الفعال

لا شك في أن يكون أهم عامل لتأسيس فريق عمل ناجح ومنتج هو وجود الاتصال والتواصل الفعال، وكمدير مسؤول أو صاحب عمل عليك أن تمتلك مهارة تواصل جيدة تجعلك مستمعًا جيدًا وكذلك الأمر على كل عضو في فريق العمل، فاكتساب الخبرة وتحقيق التميز الاستثنائي يحدث عندما لا نفترض أن كل شخص لديه نفس المعلومات، وعند حدوث التواصل يمكن جمع شتى الأفكار الممكنة مع زيادة الاحترام والتقريب بين أعضاء فريق العمل بشكل متناغم.[1]

الكفاءة

الكفاءة هي عنصر رئيسي يتم من خلاله اختيار أعضاء الفريق المناسبين للعمل، لكن هناك نوع آخر من الكفاءة يجب أن يتّسم به المدير المسؤول ويتمثل في تطوير الأنظمة التي تسمح للفريق أو كل عضو فيه باستغلال إمكانياته لتتناغم مع الأعضاء الآخرين بحيث يكون كل فرد على دراية بقدراته وقدرات المجموعة بشكل عام، وبالتالي يسهل تنظيم عبء العمل وفقًا لإمكانيات كل شخص وجهده ووقته.

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من ضغوط العمل

الانخراط في الأفكار

قد يؤدي اختلاف الأفكار إلى خلافات تؤدي بدورها إلى صراع، لكن الصراع الذي نقصده يمكن أن يكون جيدًا في بعض الأحيان، فهذا النوع من الصراع هو ما يجعل الفريق قادرًا على تقديم الأفكار ومناقشتها وبدونه سيفقد الفريق فرصًا لإيجاد أفضل الحلول والمشكلات، وهذا ما نطلق عليه النقاش الصحي القائم على اختلاف الأفكار.

التركيز على تحقيق النتائج الجماعية

لعل أكثر مميزات العمل الجماعي هي تخفيف العبء ومقدار الضغط الذي نجده في الأعمال الفردية، وقد يتهرب البعض من العمل الجماعي لأسباب تتمثل في صعوبة التناغم بين فريق العمل وبعضه أو عدم وجود روابط ثقة، ومن أهم الحلول التي تُمكن قائد العمل من تفادي هذه السلبية هو التركيز على المهام ذات التأثير الجماعي والتي لا تتحقق إلا بمشاركة جميع أعضاء الفريق ومن خلالها يمكن الوصول إلى نتائج لا يمكن تحقيقها على المستوى الفردي.[2]

الدعم

لا شك في أن جميع بيئات العمل باختلاف مجالاتها توفر تحديات قد يمكن التعبير عنها أحيانًا بأنها تحديات تكسب فريق العمل خبرة وترفع من كفاءته الوظيفية، وأحيانًا أخرى تكون عبارة عن ضغوط عمل مثقلة، وهذا ما يحاول قائد العمل تجنبه قدر الإمكان عبر تكوين بيئة قوية لفريق العمل تكون بمثابة آلية دعم لموظفيه، ويحدث ذلك بجعل كل عضو يمكنه مساعدة الآخر على تحسين الأداء الوظيفي وتطبيق مبدأ يربط التطور المهني وإنجاز المهام بشرط العمل الجماعي، فاعتبارات بناء الثقة والاعتمادية تؤدي إلى توفير بيئة عمل أكثر إنتاجية على الرغم من أنها قد تتعرض لخلل في حال فقدان أحد أعضاء الفريق لسببٍ ما.

اقرأ أيضًا: كيف تغيرين من بيئة العمل الصعبة؟

التفويض وتحديد المسؤوليات

يمكن تعريف التفويض على أنه القدرة على توظيف المهمة بتكليف العضو الأكثر ملائمةً لها من أعضاء فريق العمل، ويعتمد ذلك على مدى فهمك لنقاط القوة والضعف في كل عضو بالفريق، ولعل هذه إحدى أهم مزايا العمل الجماعي القوي التي تتمثل في أن المسؤول وأعضاء الفريق قادرون على تحديد كافة جوانب المشروع وتخصيص المهام المتعلقة به للأعضاء الأكثر ملائمة لكل

بناء الثقة بين أعضاء الفريق

لا شك في أن بناء الثقة يستغرق بعض الوقت وأنه في بادئ الأمر تكون الثقة مهتزة أو مفقودة بعض الشيء بين بعض أعضاء الفريق على الأقل، وهنا تكون مسؤولية صاحب العمل في التركيز أولًا على بناء الثقة، ويأتي ذلك بحث كل عضو على الانفتاح وتوضيح نقاط قوته ونقاط ضعفه حتى لا يشعر بتخوف أو ضغوطات في حال تسلّم مهام جديدة عليه، بل في المقابل يشعر بأن هناك من يستطيع مساعدته في تلك المهام، كما يجب على القائد تطبيق المساواة بعدم تفضيل أحد الأعضاء على غيره واعتبار الفريق عنصر واحد يهدف للمنافسة وليست عناصر متفككة تتنافس داخليًا.

تحديد أولويات واضحة

ترتبط أسباب ضعف الإنتاجية في بعض الأحيان بالأولويات المتضاربة، ولهذا ينبغي تحديد أولويات العمل بالنسبة لأعضاء الفريق بشكل فردي وبالنسبة للفريق ككل، فذلك يدفع الفريق إلى الالتزام بشكل أكبر لتحقيق الهدف الذي أصبح أكثر وضوحًا من التشتت بين المهام المختلفة المبهمة، كما أن تلك الأولويات تجعل كل عضو أكثر تنظيمًا وفعالية.[3]

تنويع المسؤوليات وعدم المركزية

من أحدث الأساليب التي يتخذها خبراء الإدارة لقيادة فريق العمل هي تنويع المسؤوليات، بحيث يكون كل عضو في فريق العمل مُكلف بالتركيز على مهمة بعينها وكأنه الرئيس التنفيذي المُكلف بإتمامها والإشراف على نتائجها، وقد حلّ هذا الأسلوب محل الأسلوب الإداري القديم الذي كان يعتمد على المركزية في اتخاذ القرارات، بحيث يكون المدير المسؤول أو قائد فريق العمل هو الذي يحدد كل المهام ويراقبها بشكل مطلق، ولعل أهم مميزات تنويع المسؤوليات بين أعضاء الفريق هي بناء الثقة وكسب ولاء الموظفين بتحميل ذوي الكفاءة منهم مسؤوليات تؤدي إلى تطورهم مهنيًا واعتبارهم أعضاءً فعالين.

وضع خطة جيدة

بعد اختيار الموظفين ذوي الكفاءة والعمل على بناء الثقة والتواصل؛ يأتي دور وضع خطة مناسبة لفريق العمل، لتوفير الوقت والجهد، ومن الضروري أن تتناسب تلك الخطة مع المستوى العام للفريق وكذلك نقاط القوة ونقاط الضعف لكل عضو، وبالطبع الدراسة القائمة للشركات المنافسة وأبحاث السوق واحتياجات العملاء.

مبدأ الفرصة الثانية

يكون الموظفون أكثر إنتاجية في بيئات العمل الأقل توترًا، ويتحمل صاحب العمل أو المدير المسؤول مهمة تخفيف ذلك التوتر في بيئة العمل عبر توفير الفرص وعدم الضغط على فريق العمل بمسؤوليات تفوق طاقته أو الوقوف على أي ضعف في الإنجاز، بل يجب التحلي بالمرونة والتجاوز بشكل محدود لاكتساب ثقة أعضاء الفريق وولائهم بإعطائهم الفرصة لتحسين مستوى الإنتاج وتقديم نتائج أكثر إيجابية والتزامًا.

اقرأ أيضًا: تعريف ضغوط العمل

متابعة مستوى الفريق

من الضروري أن يتم التركيز على تحسن أداء فريق العمل وتطور مهارات كل عضو فيه بشكل مستمر، ويمكن أن يحدث ذلك بعدة وسائل أشهرها هو عقد الاجتماعات الدورية لمناقشة الأفكار والمهام ونقاط القوة والضعف، ووضع الاستراتيجيات والخطط ذات الأولوية، كما يعتمد المدير الفعال على أسلوب التحدث بشكل فردي إلى كل عضو في فريق العمل لتوضيح نقاط القصور ونقاط القوة كذلك.

خطوات القيادة الفعالة لفريق العمل

تتعدد بيئات العمل التي تكون في حاجة إلى عمل جماعي، ولهذا تقوم المنظمات والمؤسسات بتجميع فرق عمل واختيار أعضائها على أساس الخبرة المهنية والكفاءة المرتبطة بالمهام المطلوبة، وبعد ذلك يأتي دور قائد فريق العمل الذي يقوم بتوجيه الفريق وإسناد المهام للأعضاء لتحقيق النتائج المرجوة، وهذه هي خطوات القيادة الفعالة لفريق العمل:

  • النظر في نقاط قوة ومهارات كل عضو بالفريق وكذلك نقاط ضعفه لاختيار المهام المناسبة له.
  • التواصل الفعال مع أعضاء الفريق لبناء الثقة والتقريب بين الأفكار ووجهات النظر وتوحيد الهدف.
  • عرض متطلبات العمل واحتياجاته والنقاط الرئيسية المستقبلية لفريق العمل.
  • الاتفاق على وضع خطة عمل وبدء توزيع المسؤوليات لكل عضو.
  • عقد اجتماعات دورية قصيرة بهدف متابعة الإنتاج والتطور.
  • تقديم الدعم وتبنّي مبدأ الفرصة الثانية لتخفيف التوتر في بيئة العمل واكتساب ولاء الموظفين واحترامهم.

صفات القائد الناجح في بيئة العمل

تعتبر سمات القيادة من المهارات التي يمكن اكتسابها مع الوقت والممارسة بشكل مستمر، وذلك على عكس الظن الشائع بأن القيادة هي مهارة يولد بها الأشخاص فقط، وهذه هي أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد الفعال بين فريق العمل:

  • مهارة التواصل الفعال: يعتبر القائد محاور ممتاز قادر على شرح المشاكل والحلول بدقة كما أنه بارع في الإنصات.
  • الثقة واتخاذ القرار: يمتلك القائد الفعال القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وطمأنة فريق العمل وكذلك تحفيزه لرفع مستوى الإنتاجية.
  • قوة الشخصية: يعرف القائد الفعال كيفية السيطرة على الأمور التي يتوجب التحكم في مجرياتها، كما يمكنه التعامل مع مختلف الشخصيات في بيئة العمل بشكل يفرض فيه أسلوبه وينال احترام فريق العمل.
  • التخطيط الجيد: يهتم القائد الناجح بدراسة معطيات كل مشكلة والحلول الممكنة لها بهدف تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية مع أقل احتمال ممكن للخسارة.
  • الالتزام الأخلاقي: يضع القائد الفعال لنفسه قيود معروفة ولعل أهمها هي القيود الأخلاقية التي يراعي من خلاله مبادئه ويبتعد عن الأساليب الملتوية والأنانية في العمل.

كيفية تطوير مهارات القيادة

يمكن للمرء أن يقوم بتطوير مهارات القيادة لديه عبر اتخاذ مجموعة من القرارات والخطوات التدريجية، ولعل أولى الخطوات اللازمة لذلك هي التعامل مع الأشخاص الذين يتمتعون بسمة القيادة والتعلم منهم في الأسلوب وطريقة التفكير، كما يمكن تطوير مهارة القيادة من خلال التعرّض لمواقف وفرص حقيقية تستوجب اتخاذ قرارات كبرى وجادة، فالتحديات هي التي تصنع القادة الفعالين، خصوصًا تلك التي يتم التعلم منها واعتبارها خبرات سابقة.

اقرأ أيضًا: أسئلة لا تطرحها في مقابلات العمل

إلى هنا نختتم مقالنا عوامل نجاح فريق العمل، والذي تطرقنا فيه إلى أهم العناصر التي تؤثر بشكل إيجابي ورئيسي في نجاح فريق العمل بالمؤسسات وتؤدي إلى تحقيق الإنتاجية والفعالية المرجوّة التي تُمكن شركات العمل من الصمود في ظل التنافسية الشديدة التي يشهدها العصر الحالي.

المراجع

  1. deakinco.com , THE FIVE ELEMENTS OF SUCCESSFUL TEAMWORK , 05/12/2021
  2. bluesteps.com , Key Factors to Managing Successful Teams , 05/12/2021
  3. smallbusiness.chron.com , Critical Success Factors in Team-Based Organizations , 05/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *