صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان هو ما سيتمّ توضيحه وبيانه عبر هذا المقال، فهذا الحديث من جملة الأحاديث التي شاعت وانتشرت بين أواسط المسلمين، وتنتشر بكثرة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث يتبادلها الناس على رسائل الهواتف وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان صحة حديث فضل تبليغ شهر رمضان.

حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

اشتهر بين الناس من عامّة المسلمين حديث “من بلغ الناس بشهر رمضان حرمه على النار” ومثله أحاديث كحديث: “إذا سبق شخص بإخبار شخص آخر عن شهر رمضتن حرمت عليه النار” وغير ذلك من الأحاديث التي يتبادلها بعض الناس مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفيما يأتي سيتمّ التعرف على صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان وأحكام العمل به ما شابهه من الأحاديث.

شاهد أيضًا: ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان واسرارها وفضلها

صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

إنّ حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان حديثٌ مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا وجود له لا في كتب السنة ولا في أيّ كتب تفسير ولم يقم بذكره أيّ أحدٍ من أهل العلم، ولم يتمّ تصنيفه في الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة حتّى، لذلك من المحتمل أنّه تمّ وضعه حديثًا، وقد ذكر ابن الجوزي قوله عن الأحاديث الموضوعة: “ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع”. وأن يناقض الأصول يعني أن يكون خارجًا عن دواوين الإسلام من المسانيد، والكتب المشهورة، وهذا الحديث لم يرد لا في كتاب ولا في مسند ولا ما نحوهما، ومن المهم للمسلمين أن يعلموا أنّه قد ورد في الصحيح ما رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه”.[1] والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه

فضل من يسبق غيره بالإخبار عن رمضان

لا وجود لأيّ نصٍ شرعيٍ صحيح يشير إلى أنّ التبليغ عن شهر رمضان المبارك له فضل أو أنّ السبق إليه له أجر، وبتوضيح صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان فإنّ من الضروري للمسلم أن يعلم أنّه لا يوجد مصل هذه الأحاديث، ولا بدّ من عدم تداولها بين الناس لما فيها من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه فمن يتعجل وينشر الأخبار الكاذبة عن النبي عليه الصلاة والسلام أن يتوب إلى الله وأن لا يساهم في نشر هذا الكذب والإثم إلى الناس والله أعلم.[3]

أحاديث عن شهر رمضان لا تصح

كذلك من المهم مع بيان صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان وهو حديثٌ مكذوبٌ موضوعٌ باطل، فمن الضروري الإشارة إلى الأحاديث التي لا تصح والمنتشرة عن رمضان، وهي فيما يأتي:[4]

• “شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار”.
• “صوموا تصحُّوا”.
• “لو يعلم العِباد ما في رمضان، لتمنَّت أمتي أن يكون رمضان السَّنة كلها، إنَّ الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحَول إلى الحول”.
• “اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان”.
• “مَن أدركه شهر رمضان بمكة فصامه، وقام منه ما تيسَّر، كتَب الله له صيام مئة ألف شهر رمضان في غير مكة، وكان له كل يوم حملان فرس في سبيل الله، وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله، وكل يوم له حسنة، وكل ليلة له حسنة، وكل يوم له عتق رقبة، وكل ليلة له عتق رقبة”.

شاهد أيضًا: حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان

حكم العمل بحديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

لا يجوز للمسلم أن يعمل بحديث من بلغ عبادي بشهر رمضان ولا في غيره من الأحاديث المكذوبة، ولا يصحّ نشر الأحاديث إلا بعد تأكد ثبوت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فليس كلّ ما يقال يبادر المسلم إلى نشره، فالكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم يوجب النار على العبد، ولذلك لا يصح العمل بهذا الحديث ولا نشره ولو حتّى مزاحًا أو من غير اعتقادٍ فيه.

ختامًا قد بيّنا صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان، وحكم العمل فيه، وفضل من يسبق غيره بالإخبار عن رمضان، وتمّ ذكر بعض الأحاديث التي لا تصحّ عن شهر رمضان المبارك.