الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه
جدول المحتويات
الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه، كان نزول القرآن الكريم على مرحلتين، المرحلة الأولى، نزوله من اللّوح المحفوظ إلى بيتِ العزّة في السماء الدنيا، والمرحلة الثانية، نزوله من السماء الدنيا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأمّا النزول الأول فقد نزل دفعةً واحدة، وكانَ وقتُ نزولهُ بعد بعثةِ النبي مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على الصحابي الذي جمع القرآن الكريم.
الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه
ختم الله -تعالى- الكتب السماويّة بالقرآن الكريم، فكان هو آخر ما نزل من وحيٍ على البشرية، وقد تكفّل الله -عزّ وجلّ- بحفظه منْ أي تحريف أو تغيير، وقد تكفّل الله -تعالى- ببقاء القرآن الكريم وخلوده، حيث جعله حجّةً للبشريّة إلى قيام الساعة، وقد تحدّى به الله -تعالى- جميع الناس، وتنزلَ القرآن الكريّم على النبي -صلى الله عليّه وسلم- بواسطةِ الوحيْ جبريّل، وقد أمر النبي الصحابة -رضي الله عنهم- بكتابة القرآن الكريم، لحفظه بين الصحابة والمسلمين على مدار العصور، والصحابيْ الذيْ تم تكليفهُ بتتبعِ القرآن الكريمَ وجمعهُ، هوَ؟
- الصحابيْ زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ-.
شاهد أيضًا: بعد جمع القران الكريم تم حفظه عند ام المؤمنين
التعريف بزيد بن ثابت
الصحابيّ الجليلَ الشابْ زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري، أنصاريٌّ من الخزرجِ، وكانَ من كتابِ الوحيِ لنبيَ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، أسلمَ وعمرهُ أحد عشرَ عامًا، وأولَ مشاهدهُ الخندق، ولم يُقبلّ للقتالِ في غزوتِي بدر وأُحد لصغرِ سنّهُ، قيّل بأنَ لهُ كنيتينِ وهُما أبو سعيّد، أو خارجة، وكان ذكيًّا سريع البديهة، وعلى علم كبيّر بعلم المواريثِ والفرائض، وهو الذي قام بكتابة الكتب إلى الملوك، وردّ الجوابات بأمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وحضرته، وكان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- يجيد اللغة الروميّة والقبطية والفارسية والحبشيّة، واشتهرُ بعبادتِه وزُهدهُ في الحياةِ الدنيا، وتعلقهُ بالله.[1]
لقب زيد بن ثابت
لُقب زيد بن ثابت -رضيَ الله عنّهُ- بترجمان رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، وذلك لأن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- طلب إليه أن يتعلم لغة اليهود، ويتعلم غيرها من اللغات، ليتمكنَ منْ التواصِل مع الذين يأتونه من غير العرب ففعل ذلك في وقت قصير، وكان يترجم لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الكتب الخارجية، وقد روى زيد -رضي الله عنّهُ- أنّ رسولَ الله سألهُ، فقال له: (أتُحسِنُ السُّريانيَّةَ؟ قُلْتُ: لا قال : فتعلَّمْها فإنَّه تأتينا كُتُبٌ قال: فتعلَّمْتُها في سبعةَ عَشَرَ يومًا قال الأعمشُ: كانت تأتيه كتُبٌ لا يشتهي أنْ يطَّلِعَ عليها إلَّا مَن يثِقُ به).
شاهد أيضًا: من اول من امر بجمع القران الكريم
العلوم التي برع بها زيد بن ثابت
برع الصحابيّ الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ- في علوم عدّة، حيثُ اشتهرَ بالتفسيرِ، والقضاءِ، والفتوى، وعُرف بحنكتهِ في علم الفرائض أو علم المواريث، حتى رُويّ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: (وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ)[2]، وقال سليمان بن يسار: “ما كان عمر ولا عثمان يقدمان على زيد بن ثابت أحدًا في القضاء، والفتوى، والفرائض، والقراءة”.
وفاة زيد بن ثابت
اختلف أهل العلم من المؤرخين في تاريخ وفاة الصحابي زيد بن ثابت -رضيْ الله عنّهُ-، حيثُ قيل إنّه تُوفّي في سنة خمس وأربعين للهجرة، وقيل في سنة خمس وخمسين للهجرة، وقد توفي زيد قبل غروب الشمس، وكان رأي الأنصار أن يُدفن في الصّباح، على عكس رأي زيد بن خارجة الذي رأى أن يُدفن قبل الصّباح، وتمّ تغسيله بالماء، ثم بالسِّدر، ثم بالكافور، وتم تكفينه بثلاثة أثواب، وحين توفي زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: “مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا”.
شهادة الصحابة في زيد بن ثابت
عُرف الصحابي زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ- بحنكتهِ وفطنتّهِ وعلمهِ وعبادتهِ وزُهدهِ في الدُنيّا، ومنْ شهادةِ الصحابّةَ فيّه، ما يأتّي:
- قال ابن عباس قال: “لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم”.
- لما مات زيد بن ثابت قال ابن عمر: “يرحمه الله، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها، فرقهم عمر في البلدان، وحبس زيد بن ثابت بالمدينة، يفتي أهلها”.
صفات زيد بن ثابت
للصاحبي الجليلَ زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ- عددًا من الصفاتِ التي ميّزتَهُ عن غيرهِ من الصحابة والفقهاء في عصرهِ، ومنّها:
- زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ- من كتابِ الوحي، فقدْ كان رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يستدعي زيدًا حينما يأتي إليّه جبريل بآيات من القرآن الكريّم.
- في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- جمع زيد القرآن من الحجارة والعظام والألواح، وجعلها في مصحف واحد، وذلك عقب معركة اليمامة، واستشهاد عدد كبير من حفظة القرآن الكريم.
- نبغ زيد بن ثابت في علم المواريث، حتى شهد له -صلى الله عليه وسلم- أنه أفرض الصحابة، فكان مرجًعا للناس إزا اختلفوا في المواريث.
- زيد بن ثابت من علماء الصحابة وفقهائهم، وله قدرهُ ومكانتهُ بينهم.
جمع زيد بن ثابت للقرآن الكريم
زيّدُ بن ثابت -رضي الله عنّه- أحدُّ كتاب الوحي، ومِمَن حفظوا القرآن الكريم في صدورِهم، وقد جمعَ كتاب الله سُبحانهُ في عهد خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنّه- عقبَ استشهاد كبار حُفّاظ القرآن الكريم في معركة اليَمامة، وأورد له اقتراح عمر بن الخطّاب بجمع القرآن الكريم، خشية ضياعه، وبيّن أن زيد بن ثابت من ثِقات الحفّاظ لكتاب الله، فأمره بأن يتتبّعَ ما عند الصّحابة من صُحف من القرآن الكريم ليجمعَها في مكان واحد، فتتبعه زيد حتى جمعه في مصحف واحد لينال شرف جمع القرآن الكريم.
إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه، حيثُ تعرفنا على الصحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنّهُ- أحدُّ كتبة الوحي، وأول من جمع القرآن الكريم بأمر من خليفة المسلمين أبي بكر الصديق.
المراجع
- shamela.ws , كتاب جمع القرآن , 13/04/2022
- صحيح الجامع , الألباني ، عبدالله بن عمر ، 868 ،صحيح
التعليقات