ما الفرق بين الهدي والاضحية

ما الفرق بين الهدي والاضحية وهي من أعمال يوم النحر بمنى في الحج، فمن حكمة الله -سبحانه وتعالى- أن أمراً عبأه بالحج إلى بيته الحرام، وأمرهم أن يهدوا هديًا، أو يذبحوا أضحيةً توزعان على الفقراء والمساكين، ولكلّ واحدةٍ منهما أحكامها وشروطها وسننها وآدابها، وتختلف الموجبات لها والمسببات، ولذلك فإن موقع المرجع يهتم عبر هذا المقال ببيان ما هي أوجه الاتفاق والاختلاف بين الهدي والأضحية.

الفرق بين الهدي والاضحية

الأضحية تختلف عن الهدي اختلافًا كبيرًا، فالهدي هو ما يهدى إلى الحرم، والأضحية هي ما يذكي أيّام النحر بنية التضحية، والأضحية سنّة على كلّ قادر من المسلمين من أهل المدائن والقرى والسفر والحضر والحاج، أما الهدي فهي تجب وتسن للحاج فقط بحسب نوع نسك حجه.

فمن حيث الحكم يكون الهدي واجبًا في الحج عند وجود سببه من تمتع أو قران أو لزوم دم، أما الأضحية فلا تجب، بل هي سنة مؤكدة وليست بواجبة، ويفرق أهل العلم بين الأضحية والهدي من حيث العيوب، فالأضحية يجوز تبديلها بأضحية أفضل منها لو حصل فيها عيب. أما الهدي فلا يجوز.[1]

اقرأ أيضًا: هل الهدي واجب على الحاج

الفرق بين الهدي والأضحية من حيث شروط كل منهما

ذكر أهل العلم أنّ عديد الشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية لصحتها، ومن تلك الشروط لا بد أن تكون الأَضحية ملكًا للمضحي، ولا يتعلق بها حقٌ لغيره، فلا تصح لو كانت لغيره، أو كانت بما لا يملكه كالمال المغصوب، ولا بدّ أن تكون من جنس الأضاحي التي حددها الشرع الحكيم وهي الغنم والإبل والبقر والضأن والمعز، وأن تبلغ السن المعتبرة بأن تكون ثنيًا أو جذعًا بحسب كلّ نوع، وأن تخلو من العيوب والأمراض.

أما الهدي فمن شروطها أنّه لا يُجزئ عنها إلا ما كان من الإبل ثني ومن البقر ومن الماعز، ومن الضأن جذع، ولا بدّ أن يكون من بهيمة الأنعام، وأن تبلغ السن المعتبرة، وأفضلها أسمنها وأغلاها وأنفسها، وتجزئ فيها الشاة عن واحد والبدنة والبقرة عن سبعة.[2]

الفرق بين الهدي والأضحية من حيث الوقت والمكان

ذكر أهل العلم أنّه يجوز ذبح الهدي في أيّ موضع من الحرم، ولا يختص الذبح بمنى، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه، وسلم أخبر أنّ منى وفجاج مكة كلها مكان نحر، ويكون الهدي بعد انتهاء مناسك الحج، أما الأضحية فلا يختص ذبحها في مكانٍ معين، فيجوز ذبحها في أيّ مكانٍ في الأرض بمكة أو بغيرها، ويذبحها الحاج وغير الحاج من المسلمين من أهل المدائن والقرى وأهل السفر والحضر والحج بمنى وغيرهم من كان معه هدي، ومن لم يكن معه هدي، ويكون وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس آخر يوم من أيّام التشريق.[3]

اقرأ أيضًا: على من يجب الهدي في الحج

أوجه التشابه بين الهدي والأَضحية

مع وجود الفروقات الكبيرة بين الهدي والأَضحية، إلا أنّ هنالك أوجه تشابه كبيرة بينها، ومن تلك الأوجه ما يأتي:

كلاهما عبادة يتقرب من خلالها المسلم إلى الله -سبحانه- وتعالى، وكلاهما يكون من الذبح من بهيمة الأنعام؛ مما رزق الله عباده شكرًا لله على نعمه وتقربًا إليه.

  • كلاهما يكون حصرًا من بهيمة الأنعام التي أشار إليها القرآن الكريم وهي الإبل والبقر والغنم، بخلافٍ بين أهل العلم من الأفضل بينها.
  • تتفق في أنّ شرطًا من شروطها خلوها وسلامتها من العيوب والآفات والأمراض، فالله -سبحانه وتعالى- لا يقبل إلا طيبًا، فلا تجزئ المريضة ولا العرجاء الظاهر عرجها، ولا العوراء البين عورها.
  • تتفق في شرط السن المعتبرة فيما بينها، فالشاة سنة وأكثر والبقرة سنتين وأكثر والناقة خمس سنين وأكثر.
  • كلاهما يُقصد بهما إراقة الدماء فلا يجزئ إخراج القيمة عنهما أبدًا، بل يجب الذبح ولا شيء سوى الذبح والله أعلم.

اقرأ أيضًا: شروط الأضحية من الغنم

ما هو الفرق بين الهدي والأضحية والفدية لابن عثيمين

سُئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن الفرق بين الهدي والأضحية والفدية، فأجاب بقوله في ذلك:[4]

“أما الأضحية فهي ما يذبح في أيام عيد الأضحى تقرباً إلى الله – عز وجل – في عامة البلدان في مكة وغيرها. وأما الهدي فهو ما يهدى إلى الحرم من الإبل والبقر والغنم بمعنى أن يبعث الإنسان بشيء من الإبل أو البقر أو الغنم يذبح في مكة، ويتصدق بها على فقراء الحرم، أما الفدية فهي ما كانت عن ترك واجب أو فعل محظور مثال عن ترك الواجب أن يترك الإنسان رمي الجمرات، فيجب عليه فدية يذبحها في مكة، ويوزعها على الفقراء”.

اقرأ أيضًا: كم سعر الاضحية في الرياض وما أهم النصائح لاختيار الأضحية

تعريف الهدي ومشروعيته

الهدي هو ما يذبحه الحاج وجوبًا أو تطوعًا من الإبل والبقر والضأن والمعز بعد إتمامه مناسك الحج، وقد نقل كثيرٌ من أهل العلم الإجماع على ذلك، ويجزئ من الهدي شاةٌ أو سبع بدنة أو سبع أبقار، وفي العمر يجزئها الثني وما فوقه، ويجوز الاشتراك في الهدي من الإبل والبقر إلى حد سبعة أشخاص، ولا يجوز الاشتراك في الشاة، ولا يجوز أن يستعاض عن ذبح الهدي بالتصدق بقيمته، ويكون وقته من بداية يوم النحر، وقيل ينتهي بانتهاء أيام التشريق.[5]

اقرأ أيضًا: شروط الاضحية من الغنم

تعريف الأضحية ومشروعيتها

عرّف أهل العلم الأضحية في اللغة أنّها اسمٌ لما يتمّ التضحية به، أي يتمّ ذبحه أيام عيد الأَضحى المبارك، وجمعها الأضاحي، وتعرف الأضحية في الاصطلاح الشرعي، أنّها ما يتمّ ذبحه من بهيمة الأنعام يوم النحر من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق تقربًا من الله -سبحانه- وتعالى، والأضحية مشروعةٌ بإجماع أهل العلم، وهي شكر لله -سبحانه وتعالى- على نعمه، وفيها إحياء لسنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وفيها توسعة على النفس، وعلى أهل البيت.[6]

ختامًا نكون قد اطّلعنا على ما الفرق بين الهدي والأضحية، وتعلمنا أوجه الخلاف وأوجه الشبه بين الهدي والأضحية، كما عرّف الهدي، وعرّف الأضحية وبيّن مشروعية كلٍّ منهما، كما ذكر شروطهما.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *