ما هو الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه

ما هو الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه ؟ من الأسئلة التي من الممكن أن تواجه المسلم في حياته اليومية، وحتّى أنّها ترتبط بشعائر الدين الحنيف، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الإسلام للنّاس كافّة دستورًا ومنهجًا، يُنظّم لهم أمور حياتهم ويرشدهم بما فيه خيرٌ لهم ومنفعة، فلم يترك الإسلام أيّ شيءٍ في الحياة إلا ونظّمه حتّى الطّعام، فبيّن حلاله وبيّن حرامه، وحدّد نافعه وحدّد ضارّه، وفي هذا المقال سيوضّح موقع المرجع نوع الطّعام الذي أجاز الإسلام أكله وحرّم بيعه.

ما هو الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه

إنّ الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه هو لحم الأضحية، حيث أنّ الشّرع الإسلامي أباح للمضحّي أن يأكل من أضحيته وأن يُطعم منها وأن يدّخر، وأباح له أن يهدي ويتصدّق، وذلك باتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة، ولقوله تعالى في كتابه العزيز: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.[1] كما نُهي عن بيع الأضحية أو جزءٍ منها للجزّار وغيره سواءً الجلد والأحشاء وغيرها ولا حتّى لحمها، وذلك بدليل ما رواه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا. [وفي رواية]: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. وَليسَ في حَديثِهِما أَجْرُ الجَازِرِ”.[2] فيكون لحمها لما نُيت له، وبذلك لا يجوز بيعه بل يجوز أكله والتّصدّق منه والإطعام للأهل والجيران والمساكين وغيرهم.[3]

شاهد أيضًا: حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

تعريف الأضحية وحكمها

إنّ الأضحية هي ما يذبحه المسلمون ممّا رزقهم الله م بهيمة الأنعام في عيد الأضحى المبارك تقرّبًا من الله -سبحانه وتعالى- والأضحية شعيرةٌ من شعائر الإسلام، شرّعها كتاب الله وسنّة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وأجمع عليها المسلمون، فقد جاء في كتاب الله قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.[4] وقد ثبت في الصّحيح أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ضحّى وأمر النّاس بأن يُضحّوا، وبذلك لم يختلف أحدٌ من المسلمين على مشروعيّة الأضحية، لكن كان خلاف أهل العلم هل هي سنّةٌ مؤكّدة أم واجبة، فقول جهور العلماء أنّها سنّةٌ مؤكّدة ومنهم الشّافعي ومالك وأحمد، أما أبو حنيفة وما اختاره ابن تيمية أنّها واجبة على المسلمين، وقيل أنّها سنّةٌ مؤكّدة للقادر عليها.[5]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية إسلام ويب

الحكمة من مشروعية الأضحية

إنّ الإسلام لم يُشرّع أمرًا للمسلمين عبثًّا، فلكلّ أمرس حكمةً ومقصدًا بالغًا، والحكمة من مشروعية الأضحية والتي هي الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه ما يأتي:[6]

  • في الأضحية مثالٌ لشكر المسلمين لله -عزّ وجلّ- على نعمه وفضله.
  • الأضحية إحياءٌ لسنّة نبيّ الله إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السّلام- وذلك حين أمره الله -صبحانه وتعالى- أن يقوم بذبح ولده، حيث امتثل الأب والابن لأمر الله وصبرا على حكمه، ليكون الفداء لإسماعيل من الله بذبحٍ عظيم من السّماء، وذلك كان في يوم النّحر.
  • يتعلّم المسلم عند الأضحية الصبر وطاعة الله، الذي يستلهمه من صبر إبراهيم عليه السّلام على حكم الله، وتسابقه مع ابنه لتنفيذه.
  • إنّ الأضحية سبيلٌ للتّوسعة على الأهل والجيران والفقراء، وبها تتآلف القلوب وتزداد المحبّة بينها.
  • في ذبح الأضحية تصديقٌ لقول الله وإخباره، أنّه هو الخالق للأنعام لينتفع بها النّاس، وقد أذن لهم بذبحها ونحرها والاستفادة منها.

شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية

ما هي شروط صحة الأضحية

لا تكون الأضحية صحيحةً ومقبولة من المسلم، إلا إن توافرت فيها شروطٌ معيّنة ومُحدّة في الذبيحة لتكون مقبولة وصحيحة، ومن تلك الشّروط:[7]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام:  وبهيمة الأنعام تُقال لكلٍّ من الإبل والبقر والغنم من ضأنها ومعزها.
  • أن تكون الأضحية قد بلغت سنًّا معيّنة: فقد حدّد الشّرع مُسبقًا عمرًا معيّنًا لكل نوعٍ من بهيمة الأنعام، وبه تصلح أن تكون أضحية، وذلك بأن تكون جذعة من الضّأن أو ثنيّةً من غيره، فالنّبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بذبح المسنة أو الجذعة، فالمسنة هي الثنية وما فوقها، والجذعة ما دون ذلك، والثّني من الإبل ما له خمس سنين، والثني من البقر ما له سنتان، ومن الغنم ما له سنة.
  • أن تكون الأضحية من غير عيب: حيث لا بدّ لها أن تكون خاليةً من العيوب المانعة، وهي العور البيّن الذي تنخف العين به، والمرض البيّن الذي تظهر أعراضه، والعرج البيّن الذي يمنعها من مسايرة الصّحيحة في الممشى، والهزال المزيل للمخ، ويتبعها ما كان مثلها أو أشدّ منها.
  • أن يكون المضحّي مالكًا للأضحية ولا يتعلّق بها حقٌّ للغير: فلا يجوز له أن يضحي بالمغصوب أو المرهون أو المسروق وغيره.
  • أن تكون الأضحية في الوقت المُحدّد شرعًا: والذي هو من بعد صلاة العيد إلى غروب آخر يوم تشريق.

شاهد أيضًا: هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية

شروط ذبح الأضحية

بعد معرفة ما الطعام الذي يجو اكله ولا يجوز بيعه والاطّلاع على شروط صحة الأضحية، فإنّه لا بدّ للمسلم أن يعلم أنّ لذبح الأضحية شروطٌ لا يجب أن يتهاون عنها، ومن تلك الشّروط:[8]

  • أن يكون الذّابح مسلمًا: فلا يجوز أن يذبح الأضحية كافر أو مشرك، ويجوز أن يكون من أهل الكتاب.
  • النّية وقصد التذكية: فلو ذُبحت البهيمة من غير قصدٍ ودون نيّةٍ فلا تحلّ أضحية.
  • الإخلاص لله: فلا يجوز للمسلم أن يذبح لغير الله ولا يهلّ لغيره، وذلك من أشدّ المحرّمات.
  • التّسمية: فيشترط أن يُسمّى على الذّبيحة لتكون أضحية.
  • إنهار الدّم: ويكون بتفجيره حتّى يكون كالنّهر المندفع بشدّة، وذلك يتحقق بقطع الأوداج والحلقوم والمريء.
  • العقل في الذّابح: فيُشترط أن يكون الذابح عاقلاً، فلا تصحّ التّذكية من مجنون ولو سمّى.
  • الحلّ في الذّبيحة: فلا يجوز ذبح الحيوانات المحرّمة كالصّيد في الحرم.
  • الذّبح بأداةٍ معيّنة: حيث أنّه يجب أن تكون الذكاة بمحدد من حديد أو حجر.

شاهد أيضًا: شروط الأضحية من الغنم

آداب وسنن الأضحية

إنّ من الأمور المستحبّة للذّابح أن يستقبل القبلة بالأضحية عند الذّبح، وأن يُحسن الذّبحة، ويُحسن قبلها للذّبيحة، فيعرض عليها الماء لتشربه، ويلا يعرض عليها السّكين، ولا يذبح الأخت أمام أختها، ومن الأمور المستحبّة أيضًا أن يكبّر بعد أن يسمّي الله، ثم يدعو ربّه ويسأله القبول، وكذلك للأضحية آداب وسنن أخرى ومثال ذلك:[9]

  • حلق الشّعر وتقليم الأظافر للمضحّي: وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولان، فقيل أنّه يحرم على من نوى الأضحية إذا رأى هلال ذي الحجة أن يحلق شعره ويقلّم أظفاره حتّى يُضحّي، وقيل أنّه ليس مُحرّمًا لكنّه مكروه، فعن أمّ سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”.[10]
  • أن يقوم المضحّي بذبح الأضحية بيده: وهي من الأمور المسنونة والمستحبّة، فالأولى لمن يستطيع الذّبح أن يفعل ذلك بيده، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه ذبح أضحيته بيده.
  • الأكل والإطعام والإدخار من الأضحية: فقد أجاز الإسلام أن يأكل المضحي من أضحيته ويطعم ويدّخر وذلك باتفاق أهل العلم، وهي من الأمور التي توسّع على النّاس وتؤلّف قلوبهم.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية في الليل

وقت الأضحية

من شروط صحّة الأضحية أن تُذبح في وقت الأضحية، ومن الأسئلة الشّائعة بكثرة ما هو الوقت الذي تُذبح فيه الأضحية، وقد حدّد الإسلام وقتًا مُخصّصًا لها حيث يبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك مباشرةً، وينتهي بغروب شمس اليوم الثّالث والأخير من أيّام التّشريق، وهو اليوم الثّالث عشر من شهر ذي الحجّة، فبذلك تكون أيّام الأضحية التي يجوز الذبح فيها أربعة أيّامٍ كاملة، يوم النّحر وثلاثة أيّام التّشريق، وقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- يُسارع للذّبح بعد صلاة العيد مباشرةً، ولذلك من الأفضل أن يُبادر المسلم بالذّبح بعد صلاة العيد، وقال أهل العلم أنّ من ذبح قبل أن تنتهي صلاة العيد لم تصحّ أضحيته وكانت ذبيحته للحمٍ فقط، ومن ذبح بعد غروب شمس آخر أيّام التّشريق كذلك لا تصحّ أضحيته، إلا لو تأخّر بعذر، فتكون نيّته أن يذبح في الوقت الشّرعي لكنّه تأخّر لنسيان الوكيل أن يذبح، أو أن تهرب الذّبيحة فلا يجدها إلا بعد فوات الوقت المحدد، فإنّها والله أعلم تُقبل منه، ويجوز للمسلم أن يذبح في الليل والنّهار ولكنّ النّهار أفضل.[11]

شاهد أيضًا: هل يجوز إهداء الأضحية

كيفية توزيع الأضحية

إنّ الأضحية من الصّدقات العظيمة الّتي يمكن للمسلم أن يقدّمها لوجه الله تعالى، وتعدّ من أفضل وأعظم الأعمال الصّالحة عند الله تعالى، وقد سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأضحية في عيد الأضحى للمسلمين، لكن كيف يكون توزيع الأضحية عند ذبحها، فكما جاء في الأثر عن الصّحابة الكرام، فإنّ الأفضل للمسلم أن يقسم الضّحيّة إلى ثلاثة أقسامٍ متساوية، يأكل الثّلث ويطعم منه أهل بيته، ويتصدّق بثلث، ويدّخر الثّلث أو يطعم منه من أراد، كذلك قال أهل العلم والفقهاء، أنّه يمكن للمسلم أن يقسم الأضحية إلى نصفين، يأكل النّصف، ويتصدّق بالنّصف الآخر، وقد ورد حديثٌ عن ابن عبّاس أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ”.[12] والأفضل للمسلم أن يعمل بالحديث الوارد عن النّبيّ، فتلك هي السّنّة الصّحيحة والله أعلم.[13]

شاهد أيضًا: محظورات الاضحية للنساء وحكم شراء الأضحية من مال الزوجة

حكم الإهداء من الأضحية

قد أجازت الشّريعة الإسلاميّة للمسلم أن يُهدي من الأضحية المذبوحة لأهله أو أقاربه أو جيرانه حتّى لو لم يكونوا من الفقراء، فللمسلم أن يفعل ما يشاء في أضحيته، كما أجاز الشّرع أن يهدي المسلم الأضحية كاملةً لأخيه المسلم، وللاثنين الأجر كاملاً بإذن الله تعالى، ويمكن للمسلم أن يهدي أضحية لوالده أو أمّه أو جاره أو صديقه أو أخيه، وكلّه جائز، كما يجوز للمسلم أن يهديهم جزءاً منها أو نصفها أو ثلثها، كما يشاء هون وله حريّة التّصرّف بها، ومن أهدى من أضحيته شيئاً كان له أجر التّضحية أوجر اتّباع سنّة رسول الله، فقد أمرنا الرّسول الكريم بالتّهادي لزيادة روابط المحبة والترابط والأخوّة بن المسلمين.[14]

شاهد أيضًا: شروط الأضحية من النساء وآداب ذبحها

شروط إباحة الأكل من الأضحية

إنّ الأضحية من الأمور المشروعة والمسنونة للقادر عليها من المسلمين، ومن السّنة أن يأكل منها المسلم ويُهدي ويتصدّق، وهذا الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فمن ضحّى بنيّةٍ عاديّةٍ وكانت أضحيته مسنونة فهذا جاز له الأكل منها، أما لو وجبت عليه الأضحية فقد اختلف العلماء في جواز أكلها، فمنهم من قال أنّه لا يجوز أن يأكل من الأضحية الواجبة على المضحّي كأضحية النّذر والتّعيين، وبعض أهل العلم قال أنّه يجوز له الأكل من الأضحية مهما كانت حالها، ولكنّ الشّرط المسترك لإباحة الأكل من الأضحية هي أن لا تكون واجبة على المسلم.[15]

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما هو الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه، حيث تحدّثنا عن الأضحية وحكمها وشروط أكلها، وكيف للمسلم أن يوزّعها، ومتى يكون وقت ذبحها، بالإضافة إلى ذكر آداب ذبح الأضحية وحكم الإهداء منها وغيرها من الأحكام المتعلّقة بالأضحية.

المراجع

  1. سورة الحج , الآية 27
  2. صحيح مسلم , مسلم/علي بن أبي طالب/ 1317/صحيح
  3. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 08/10/2021
  4. سورة الحج , الآية 3
  5. islamqa.info , تعريف الأضحية وحكمها , 08/10/2021
  6. alukah.net , حكمة مشروعية الأضحية , 08/10/2021
  7. islamqa.info , شروط الأضحية , 08/10/2021
  8. alukah.net , كيفية ذبح الأضحية وشروطه , 08/10/2021
  9. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 08/10/2021
  10. صحيح مسلم , مسلم/أم سلمة أم المؤمنين/ 1977/صحيح
  11. islamqa.info , وقت ذبح الأضحية , 08/10/2021
  12. كشاف القناع , أبو موسى المديني/ عبد الله بن عباس/22/3/حسن
  13. islamweb.net , السنة في تقسيم الأضحية , 08/10/2021
  14. islamweb.net , حكم إهداء من لم يضح أضحية إلى والده , 08/10/2021
  15. islamweb.net , حكم الأكل من الاضحية الواجبة بالتعيين , 08/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *