قصة نوح عليه السلام مختصرة
جدول المحتويات
قصة نوح عليه السلام مختصرة من أروع القصص التي تحوي الكثير من الدروس والعبر، فقد مكث سيدنا نوح -عليه السلام- في دعوة قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، وفي هذا المقال سنذكر قصة نوح عليه السلام مختصرة، وسنوضح بعثته -عليه السلام- ودعوته لقومه، ومعجزة السفينة، كما سنوضح عذاب الله لقوم نوح، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة القصص الإسلامية، والمعلومات والاحكام الشرعية الهامة.
قصة نوح عليه السلام مختصرة
إن قوم سيدنا نوح -عليه السلام- هم بنو راسب وكانوا على عبادة الأصنام، وسبب عبادتهم لهذه الأصنام أنه كان فيهم أناس صالحين ماتوا فبنوا لهم تماثيل تخليدًا لهم ولذكراهم، لكي يتذكروهم بها، ولم يكونوا يعبدون هذه الأصنام في البداية، ولكن جاء جيل آخر من بعدهم ووسوس لهم الشيطانُ أن آباءهم كانوا يعبدون هذه التماثيل، وبعدها أصبح هذا الجيل يدعوا هذه الأصنام واتخذها آلهة، يعبدها، ويستغيث بها، ويطوف حولها، وهكذا غرقوا في الضلال، قال -عزّ وجلّ-: “وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا”.[1][2]
بعثة نوح عليه السلام
بعث الله -سبحانه وتعالى- نوحاً -عليه السلام- إلى قومه وهم قوم بنو راسب، وذلك بعد انحرافهم عن الفطرة السليمة، وظهور الضلال فيهم، وانكارهم لله تعالى، فكان -عليه السلام- أول رسول يرسله الله إلى الناس.
دعوة سيدنا نوح لقومه
بدأ نبي الله -عليه السلام- بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، وعدم الاشراك به، ولكنهم أصروا عل كفرهم وعنادهم، فكانوا يفرون من نبي الله ويضعون أصابعهم في آذانهم؛ حتى لا يسمعوا كلامه، وكانوا يتّغطّون بثيابهم، وظل نبي الله على هذا الحل يدعوهم إلى دين اللَّه تسعمائة وخمسين عامًا، ولكن لم يؤمن معه إلا عدد قليل جدًّا، وبقي أغلب قومه على كفرهم، فدعا عليهم نوح -عليه السلام- أن يُهلكهم اللَّه، وألا يترك واحدًا منهم على ظهر الأرض، فقال -تعالى- على لسان سيدنا نوح: “رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا”.[3]
السفينة معجزة سيدنا نوح
استجاب اللَّه -تعالى- لدعوة نبي الله، وأوحى إليه -تعالى- أنه لن يؤمن معه إلا الذين آمَنوا معه من قبل، وأمره -تعالى- أن يبدأ بصناعة سفينة، لحكمة من الله -تعالى- وكانت صناعة السفينة بعناية من الله، قال تعالى:”وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا”،[4] وبدأ نبي الله بصناعة السفينة، وكان عندما يمر عليه أحد من قومه الكافرين يستهزؤون به، وكان يرد عليهم نبي الله أنهم إنما يسخرون اليوم، ولكن غدًا سوف يسخر منهم عندما يركب السفينة ويراهم يعذبون، وبعد أن انتهى نبي الله من صناعة السفينة، أمره اللَّه أن يحمل فيها المؤمنين، وأهلَه، وأن لا يحمل معه في السفينة الكافرين.
عقوبة قوم نوح
عندما ركب نوح ومن معه من المؤمنين في السفينة بدأ الطوفان فقد نزل ماء شديد الغزارة لم يسبق للبشرية أن رأت مثله، وأصبح الماء يتفجر من الأرض، حتى التقى الماء النازل من السماء بالماء النابع من الأرض، قال تعالى: :”فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ”، [5] وكان مع من بقي من الكفار ابن نوح، فناداه أبوه ليركب معهم في السفينة، ولكنه لم يسمع للنصيحة، وأخبر أباه أنه سيلجأ إلى جبل مرتفع يحميه من الماء، فكان من نتيجة عصيانه لنبي الله أنْ غَرِق مع الكافرين، وغرق جميع الكفار في هذا الطوفان، وبعدها أمر الله -تعالى- أن تبتلع الأرض ما عليها من ماء، وأن تتوقف السماء عن إنزال الماء، وأمر السفينة أن ترسو، وجفَّت الأرض، ونجا القوم المؤمنين، فتوجه نوح -عليه السلام- إلى اللَّه عز وجل داعيًا: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”.[6]
شاهد أيضًا: قصة النبي يوسف مختصرة
الدروس المُستفادة من قصّة سيّدنا نوح
في قصة نوح عليه السلام الكثير من الدروس والعبير، وفيما يلي بعضًا منها:[7]
- أن جميع الأنبياء والرسل يدعون إلى عبادة الله وحده وعدم الاشراك به، قال -تعالى-: :قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ”.[8]
- أن من الضروري للداعي أن يستخدم جميع السبل لدعوة الناس إلى عبادة الله، فكان نبي الله نوح يدعوا قومه سرّاً وجَهراً، وليلاً ونهاراً، كما كان يستخدم أسلوب الترغيب، والترهيب، فرغبهم بعبادة الله عن طريق اخبارهم بالثواب في الدنيا والاخرة من الأموال والأولاد والامطار، ودخول الجنة، ورهبهم من الاشراك به وذكرهم بعقاب الله لمَن عَصاه، وأقام البراهين والحجج على صِدق الدعوة والرسالة.
- إخلاص جميع الأنبياء في الدعوة لله، فقد قال الله -تعالى- على لسان سيدنا نوح عليه السلام- :”وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّه”.[9]
- ذكر الله والتعلق به في جميع الأحوال فعندما ركب نوح -عليه السلام- في السفينة قال بسم الله مجراها ومرساها.
- أن الصبر من أعظم ما يتصف به المسلم، فقد صبر نوح -عليه السلام- في دعوته مدة ألف سنة إلّا خمسين عاماً.
ذكرنا في هذا المقال قصة نوح عليه السلام مختصرة فقد مكث سيدنا نوح عليه السلام في دعوة قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ولكن أغلبهم بقي على كفره فأخذهم الله بعذابه، وبينا الدروس والعبر المستفادة من قصة نبي الله نوح.
المراجع
- سورة نوح - الآية 23
- alukah.net , قصة نوح عليه السلام , 2021-2-3
- سورة نوح - الآية 26
- سورة هود: آية 37.
- سورة القمر: آية 11، 12.
- سورة نوح: آية 28
- alukah.net , من وحي قصة نوح عليه السلام , 2021-2-3
- سورة الأعراف: 65
- سورة هود: 29
التعليقات