قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة

قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة هي واحدة من قصص الأنبياء التي يجب تعليمها لأبنائنا؛ حيث أنها تحمل الكثير من العبر والدروس المستفادة التي من شأنها أن تعلمنا معنى الصبر ومجاهدة النفس وضرورة إخلاص العبودية للمولى (عز وجل) لتحقيق كل ما يتمناه الفرد في الدنيا والآخرة، لذلك يعرض لكم موقع المرجع قصة سيدنا يونس مختصرة لكي نتمكن من الإطلاع على تفاصيل تلك القصة، والتوصل إلى معرفة وإدراك اهم العبر المستفادة منها.

من هو نبي الله يونس عليه السلام؟

يونس عليه السلام هو نبي كريم أرسله الله (عز وجل) إلى قومه ليعظهم وينصحهم، ويدلهم على طريق الله، ويذكرهم بيوم القيامة، ويدلهم على طريق الجنة، ويعظهم بالبعد عن طريق النار.

اما عن نسبه؛ فهو يونس ابن متى وهو من نسل سيدنا إبراهيم عليه السلام. يقول البعض أن متى هي أمه، أي انه نُسب إلى أمه كما هو الحال مع نبي الله عيسى بن مريم، بينما يقول آخرون أن متى هو والده، ولكن لا أحد يعلم الحقيقة كاملة.

يُطلق على سيدنا يونس عليه السلام اسم ذا النون ويونان وصاحب الحوت، وهو أحد الأنبياء التي تعتبر قصته مع قومه من اهم القصص في القرآن الكريم لأن بها مواعظ وحكم ودروس مستفادة أرسلها الله لنا في كتابه العزيز لدراستها ومعرفتها لنتعلم منها ونعيش بها في كل ما يخص أمور حياتنا.

من هم قوم يونس عليه السلام؟

بُعث سيدنا يونس عليه السلام إلى مدينة نينوي في شمال العراق حيث يوجد قوم يعبدون الأصنام، يبلغ عددهم أكثر من مائة ألف شخص، وقد كانوا يشركون بالله (عز وجل)، فأرسل الله اليهم سيدنا يونس لكي يرشدهم ويدلهم على طريق الله لعبادته وحده لا شريك له، لكنهم كذبوه، وأصروا على عبادتهم للأصنام التي لا تنفع ولا تضر.

استمرت دعوة سيدنا يونس لقومه نحو ثلاث وثلاثين عام، ولم يؤمن خلال تلك الفترة سوى رجلين، لذلك يأس سيدنا يونس عليه السلام من قومه، وخرج من بلدتهم وتركهم بعد أن وعدهم بأن الله سيحل عليهم عذابه بكفرهم وشركهم. تُرى ماذا حدث بعد أن ترك نبي الله يونس قومه وخرج من نينوي؟ [1]

شاهد أيضًا: قصة النبي يوسف مختصرة

قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة

لكي نتمكن من فهم ودراسة قصة سيدنا يونس عليه السلام؛ علينا التمحص في كل مرحلة من مراحل تلك القصة المتمثلة فيما يلي:

بعثة سيدنا يونس لقومه

سيدنا يونس هو من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد اختاره الله ليرسله إلى الآشوريين الذين كانوا يسكنون عند نهر دجلة وروافده. كانوا هؤلاء القوم يعبدون الأصنام الذين كانت تُسمى على أسماء مدنهم ومن بينهم إلههم الأكبر الصنم آشور؛ ذلك الإسم الذي سُمي به أيضًا ملكهم آشور.

عندما بُعث اليهم نبي الله يونس عليه السلام؛ قام بدعوتهم إلى عبادة الله (عز وجل) وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام، والبُعد عن نواهي الله، والتحلي بالأخلاق الحميدة، وقد قام الله بإبلاغه بالأمور التي يجب عليه أن يُبلغها لقومه.

رفض قوم يونس الإيمان بدعوته

استمرت دعوة سيدنا يونس لما يقرب من ثلاث وثلاثين عام ولم يؤمن به إلا رجلين، بينما استمر باقي قومه في ضلالتهم وعبادتهم للأصنام، وهنا غضب سيدنا يونس من قومه غضب شديد، وأنذرهم أن الله سيُرسل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام لكفرهم به، ورفضهم الإيمان برسالته.

وخرج سيدنا يونس من نينوي بعد أن نفذ صبره لرفض قومه الإيمان برسالته التي أرسلها الله (عز وجل) اليهم، وقد عاتبه الله في ذلك على نفاذ صبره وتعجله وتركه لقومه قبل أن يأذن الله له بالخروج والتوقف عن دعوتهم لعبادة الله.

بعد خروج سيدنا يونس من بلدته؛ آمن قوم يونس جميعهم برسالته بعد أن تيقنوا بأن عذاب الله واقع لا محال لهم، وأخذوا يبحثون عنه ليخبروه بأنهم تابوا إلى الله (عز وجل)، وتضرعوا اليه، طامعين في عفوه ومغفرته عليهم. لذلك يُطلق على نبي الله يونس عليه السلام النبي الذي آمن به جميع قومه.

سفر سيدنا يونس عليه السلام بالسفينة

يتسائل البعض عن سبب اختيار نبي الله يونس السفر بالسفينة، وتتمثل الإجابة في رغبته في قصد البحر للسفر بعيدًا عن قومه، لذلك عندما وجد السفينة؛ ركب مع ركابها، وسارت في البحر، لكنها توقفت فجأة في عرض البحر لارتفاع الموج الذي أثر تأثير كبير على حركتها، وزاد من ثقلها. وهنا أصبح من الضروري أن يتم القاء أحد ركاب السفينة في البحر لتخفيف الثقل الموجود عليها حتى تتمكن من استكمال سيرها بالبحر، وهنا كانت المفاجأة..

إلقاء النبي يونس في البحر

قام ركاب السفينة بالإتفاق على إلقاء أحد الركاب في البحر لتخفيف الحمل الموجود على السفينة حتى تتمكن من استكمال رحلتها، على أن يتم اختيار اسم الشخص من خلال عمل قرعة حيث سيتم إلقاء الشخص الذي يخرج اسمه في القرعة.

فعندما قاموا بعمل القرعة؛ خرج اسم سيدنا يونس، فقالوا أنهم سيعيدون عمل القرعة لأنه رجل صالح ولا يريدون إلقاءه في البحر، ولكن القرعة ظلت تقع عليه حتى ألقى بنفسه في البحر.

حال سيدنا يونس في بطن الحوت

عندما ألقى سيدنا يونس عليه السلام بنفسه في البحر؛ التقمه حوت عظيم حيث أمره الله عز وجل بالتقام نبيه دون أن يكسر عظمه أو يهشم لحمه، فبقى سالم داخل بطن الحوت، وهو يشكر ربه على انقاذه له في عرض البحر.

أثناء وجود سيدنا يونس داخل بطن الحوت؛ أخذ يستمع إلى أصوات الكائنات وهي تسبح لله عز وجل، وهنا بدأ سيدنا يونس بالتضرع إلى الله (عز وجل) والتقرب اليه بالدعاء حيث كان في ظلماته الثلاث: ظلمة البحر، ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل.

اما بالنسبة للفترة التي مكث خلالها سيدنا يونس في بطن الحوت؛ فقد اختلفت آراء العلماء حولها؛ حيث قال البعض أنه مكث لمدة ثلاثة أيام، بينما قال آخرون أنه مكث لمدة سبع أيام، وأشار آخرون إلى أنه قد مكث في بطن الحوت أربعين يوم والله ورسوله أعلم.

دعاء سيدنا يونس عليه السلام

تضرع سيدنا يونس عليه السلام إلى الله (عز وجل)، ثم قال دعائه الشهير الذي خلده الله في كتابه؛ حيث قال الله تعالى :” وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”. سورة الأنبياء- الأية رقم: 87

وهنا استجاب الله (عز وجل) إلى نبيه لما في ذلك الدعاء من إخلاص لله وتوحيده والاعتراف بالتقصير، لذا يقول علماء الدين أن تلك الدعوة من احب الدعوات التي تُنجي صاحبها من كل كرب ومن كل غم بإذن الله تعالى.

خروج نبي الله من بطن الحوت

بعد دعاء سيدنا يونس لربه؛ استجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه ليلقيه على الشاطئ حيث كان ضعيف يحتاج إلى الطعام والشراب والستر، وهنا أنبت الله له شجرة اليقطين ليتغذى منها، وقد اختار الله تلك الشجرة لما فيها من نفع كثير ليأكل من ثمرها ويستظل بها. كما أنه كان يشرب من لبن احدى الدواب الجبلية حتى قوي جسده وعاد كما كان بفضل الله (عز وجل). [2]

عودة سيدنا يونس عليه السلام إلى قومه

بعد أن أتم المولى (عز وجل) نعمته على سيدنا يونس عليه السلام؛ أمره بالدعوة إلى الله مرة أخرى، وأرسله إلى قوم آمنوا به، ويُقال في ذلك الأمر أنهم قومه الأوائل، بينما يقول البعض الآخر أنهم قوم آخرون.

وقد كان الهدف من تلك القصة هو التمحيص الإلهي والتربية الربانية لنبيه ليتعلم وجوب الصبر، وتنفيذ أوامر الله ( عز وجل) ومجاهدة النفس والاستعانة بالله (سبحانه وتعالى).

اقرأ أيضًا: قصة نوح عليه السلام مختصرة

متى توفى سيدنا يونس عليه السلام؟

توفى نبي الله يونس عليه السلام في بلدة كفرا وهي البلدة التي وُلد بها، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد، ومازال مقامه موجود في البلدة التي تُوفي فيها بلبنان، وهو مُحاط بالآثار وبعض الحجارة المنقوشة بالنقوش التاريخية التي تعرضت للتكسير والسرقة.

روائع الإعجاز العلمي والبياني في قصة سيدنا يونس

تُثبت لنا قصص الأنبياء والرسل بشكل عام مدى دقة القرآن الكريم، وصدق آياته، والإعجاز العلمي والبياني بها، واليكم فيما يلي بعض النقاط لتوضيح بعض روائع الإعجاز العلمي والبياني في تلك القصة:

  • عندما عبر القرآن الكريم عن لحظة ابتلاع الحوت لسيدنا يونس؛ فإنما قال التقمه الحوت وليس أكله الحوت أو ابتلعه، حيث أن الفعل التقم يدل على أن سيدنا يونس كان عالقًا في فم الحوت لأنه لو وصل إلى بطنه لكان ذلك بمثابة موت محقق لنبي الله يونس، كما أنه مكث في فمه لكي يتمكن من التنفس حيث يطل الحوت برأسه فوق الماء كل 10 دقائق.
  • اختار الله (عز وجل) الحوت ليلتقم سيدنا يونس لأنه لا يمتلك أسنان للمضغ، بل يتغذى على العوالق والقشريات والأسماك الصغيرة جدا، فهو لا يستطيع أن يبتلع أسماك كبيرة أو إنسان داخل معدته.
  • عندما يقوم الحوت بابتلاع كميات كبيرة من الحبار؛ فإنه يحتاج إلى الخروج إلى الشاطئ يوميًا لكي يتخلص من رائحة العنبر الناتجة عن هضم الحبار بمعدته، وهذا هو سبب إلقاء الحوت لسيدنا يونس على الشاطئ.
  • اما اختيار الله (عز وجل) للفظ “بطنه”؛ فذلك لأن البطن في اللغة تُطلق على المكان الواسع سواء معدته أو فمه أو رئتيه.
  • اما بالنسبة لاختيار الله (عز وجل) لشجرة اليقطين لينبتها لنبيه؛ فقد جاء هذا الاختيار لأن هذه الشجرة تتميز بأوراقها الكبيرة التي عملت على حمايته من حرارة الشمس الشديدة، كما انها منعت اقتراب الذباب منه. ومن جانب أخر؛ يمكن أن يتم تناول ثمرة اليقطين بمجرد ظهورها دون الحاجة إلى الانتظار لحين نضجها، ويمكن أن يتم تناولها نيئًا، بالاضافة إلى سهولة الحصول عليها دون أي عناء أو جهد.

العبر والدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس عليه السلام

في قصة سيدنا يونس الكثير من العبر والدروس المستفادة، لذلك يتوجب علينا أن نتعلمها ونفهمها، كبارًا وصغارًا، فقد ذكرها الله (عز وجل) في القرآن الكريم حتى تكون عبرة ودرس لنا، ومن اهم العبر المستفادة من تلك القصة:

  • وجوب تحلي المسلم بالصبر، ومجاهدة النفس في سبيل الله (سبحانه وتعالى).
  • يُشترط على المرء أن يخلص في عبادته لله (عز وجل) حتى يتمكن من تحقيق آماله وأمانيه، فكل شيء بيد الله، لذلك علينا التضرع إلى الله (سبحانه وتعالى) والتقرب اليه بالدعاء حتى يصلح أحوالنا، ويحقق لنا ما نتمنى، ويعطنا من خيره وفضله في الدنيا والآخرة.
  • يجب على المرء المواظبة على التوبة التي تعتبر الأداة الوحيدة لنجاة الإنسان في دنياه.[3]

وبذلك نكون قد انتهينا من سرد قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة لنتعلم منها، ونفهم العبر المستفادة من تلك القصة التي ذكرها المولى في كتابه العزيز لتكون درسًا لنا يعلمنا كيفية التعامل مع كافة أمور حياتنا في الدنيا، وكذلك للوصول إلى الفوز العظيم في الآخرة.

المراجع

  1. myislam.org , THE STORY OF PROPHET YUNUS , 18/2/2021
  2. islamawareness.net , Story of Prophet Yunus/Jonah (pbuh) , 18/2/2021
  3. oleantimesherald.com , The power of repentance , 18/2/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *