قصة اصحاب الاخدود والعظة والعبرة منها

قصة اصحاب الاخدود والعظة والعبرة منها من القصص المهمة التي وردت في القرآن الكريم، وهي من القصص المليئة بالعبر والمواعظ العظيمة التي يمكن استنباطها واستخلاصها من هذه القصة، ولهذا يهتمّ موقع المرجع في ذكر قصة أصحاب الأخدود وذكر أهم العبر والمواعظ التي يمكن أخذها من هذه القصة، كما سيتم تسليط الضوء على قصة أصحاب الأخدود كما وردت في القرآن الكريم، وسيتمُّ ذكر قصة اصحاب الأخدود مختصرة جدًا وكاملة ومكتوبة ايضًا.

قصة اصحاب الاخدود والعظة والعبرة منها

تُعدُّ قصة أصحاب الأخدود من القصص المذكورة في القرآن الكريم وهي من أشهر القصص التي سردها القرآن للعبرة والموعظة وللاطلاع على سير الأولين وأخبارهم، وفيما يأتي سوف نسرد قصة اصحاب الأخدود، وسوف نسلط الضوء على العبرة والعظة التي يمكن أخذها من هذه القصة:

قصة أصْحاب الأخْدود كاملة

جاء في قصة أصحاب الأخدود أنَّه كان في قديم الزمان غلامًا نبيه فطن يعيش في قرية محكومة من قبل ملك ظالم، وكان هذا الملك يدعي الألوهية، ويدعم هذا الادعاء ساحر يعينه على الكذب وخداع الناس، ومع مرور الأيام كبر الساحر، فطلب من الملك أن يأتي له بولد يعلمه السحر ليكون خليفته عند الملك بعد وفاته، فوقع الاختيار على هذا الولد الفطن الحذق اللبيب، وصار هذا الفتى يقابل الساحر ويتعلَّم منه السحر بناء على طلب الملك والساحر نفسه، وكان هذا الفتى يمر براهب في كل يوم وهو في طريقه إلى الساحر الذي يتعلم منه، فيجلس مع هذا الراهب ويحادثه ويسأله، وكان أحيانًا لا يذهب إلى الساحر، فما كان من الساحر إلَّا أن يضربه ويوبخه ويعنفه.

وبسبب ضرب الساحر المتكرر لهذا الصبي أخبر الصبي الراهب بما يحدث معه، فقال له الراهب: “إن خفت من الساحر فاخبره أن أهلك قد منعوك من القدوم وإن خفت من أهلك فأخبرهم أن الساحر قد قام بحبسك”، وفي يوم من الأيام بينما كان الفتى في طريقه إلى الراهب، رأى دابة عظيمة تقطع على الناس طريقهم، فوقف أمامها وقال في نفسه: “اليوم أعرف الساحر أفضل عند الله أم الراهب”، ثمَّ قال: اللهمّ إن كان شأن الراهب عندك أفضل من الساحر فاقتل هذه الدابّة بحجري، وأمسك هذا الفتى حجرًا ورماه على الدابة فماتت، فأدرك أنَّ الراهب أعظم عند الله تعالى من الساحر، ثمَّ ذهب إلى الراهب وأخبره بالأمر، فأشار عليه الراهب أن يخفي الأمر وأخبره أنَّه سيكون له شأن كبير، وأوصاه ألَّا يخبر عنه إذا تعرض للابتلاء.

وصل الغلام في أمره إلى شأن عظيم، فكان يشفي الناس من الأمراض ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، وكان يشترط الفتى على الناس أن يدخلوا في دين الله تعالى إذا أرادوا منه أن يشفيهم من أسقامهم وعللهم، فما بقي في القرية من مريض إلَّا سلم ودخل في دين هذا الفتى، وقد علم أحد جُلَّاس الملك بأمر هذا الفتى، وكان مريضًا، فذهب إلى الفتى وآمن بدينه فشفاه الله تعالى بإذنه، ولمَّا علم الملك بشفاء هذا الرجل، سأله عن شفائه ومرضه، فقال الرجل: “إنّما شفاني الله”، فغضب الملك من هذا الجواب، وادَّعى الربوبية لنفسه من دون الله، فقال له الرجل: “إنّ الله هو ربّي وربّك”، فأمر الملك بأن يُعذَّب الرجل، فعذبوه حتَّى دل على الغلام.

بعدما وصل الأمر إلى الغلام، جيءَ له إلى الملك، فأمر الملك بتعذيبه حتَّى دل الغلام على الراهب، فجيءَ بالراهب، فتم تعذيبه حتَّى مات ولم يرجع عن دينه، ثمَّ عُذِّب جليس الملك حتَّى مات ولم يرجع عن دينه، ثمَّ أمر الملك الجند بأخذ الغلام إلى أعلى الجبل ورميه من شاهق إن لم يرجع عن دينه، فلما صعدوا به الجبل، قال الغلام: “اللهمّ اكفنيهم بما شئت” فاهتز الجبل ورجف فتردَّى الجند إلى أسفل الجبل، فعاد الغلام إلى الملك، فأمر الملك أصحابه أن يحملوه في سفينة ويلقوه في عرض البحر، فلمَّا وصلوا إلى عمق البحر دعا الغلام ربه فنجَّاه وأغرق من معه من جند الملك، وعاد إلى الملك.

ثمَّ قال الملك للغلام أنَّه يستحيل أن يكتب الله قتله على يد الملك إلَّا بطريقة واحدة، وهي أن يصلبه على جذع وأن يجمع الناس وأن يأخذ سهمًا من كنانة الغلام، وأن يقول: باسم الله ربّ الغلام، ويرمي السهم على الغلام المصلوب، فلمَّا فعل الغلام ما أراد، وقع السهم في صدغ الغلام، فمات الغلام، ثمَّ صاح الناس أجمعين، آمنا بربِّ الغلام، ولمَّا آمن الناس برب الغلام، ازداد غضب الملك، فأمر أن تحفر الاخاديد وتُضرم فيها النيران وأن يُلقى في هذه الأخاديد كلُّ من لا يرجع عن دين الغلام، فرمَّى الملك الظالم المؤمنين في الأخدود، وهذه هي قصة أصحاب الأخدود كاملة بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

العبرة والعظة من قصة أصحاب الأخدود

يمكن استخلاص الكثير من المواعظ والعبر من قصة أصحاب الأخدود، وفيما يأتي نسلط الضوء على أشهر هذه العبر والمواعظ المستخلصة من القصة:

  • إنَّ بطل هذه القصة غلام صغير، جعل الله له شأنًا عظيمًا، والعبرة المستفادة من هذه النقطة هي ضرورة الاهتمام بالأطفال، والصبيان ومتابعتهم، فقد يشاء الله لهم أن يصنعوا ما عجز عن صنعه أعتى الرجال.
  • إنَّ الله تعالى لا يخيب رجاء من استجار به، وأنَّ الثقة بالله هي أهم أمر في الإيمان، وأنَّ الموت في سبيل الإيمان بالله تعالى أمر عظيم يستوجب الثواب العظيم.
  • من العبر المستفادة أيضًا أنَّ الإصرار على الدعوة والإيمان من أعظم الأمور التي ينبغي على كلِّ مؤمن أن يتحلَّى بها، فإظهار الحق يجب أن يكون الغاية العليا للإنسان في حياته.
  • من العبر المستفادة ضرورة التوكُّل على الله عزَّ وجل، والاعتماد عليه في الأمر كلّه؛ فقد كانت ثقة الغُلام بالله -تعالى- عَظيمة، وتتضح هذه العظمة في موقفه تجاه جنود الملك وتعامله معهم عندما صعدوا به الجبل وأبحروا به في البحر.
  • أكَّدت قصة أصحاب الأخدود أنَّ النصر لا يكون حصرًا بانتهاء المشركين، وبقاء المؤمنين، بل قد يكون النصر بتحقيق الأهداف والغايات، والغاية هي نشر الإيمان وتثبيته في قلوب الناس وهذا ما حصل في قصة أصحاب الأخدود تمامًا.
  • ومن العبر المستفادة أيضًا ضرورة الصبر على المحن من قبل المؤمنين مهما جارت الأيام واشتدَّت الظروف.

قصة أصْحاب الأخْدود مختصرة جدا

يمكن تلخيص قصة أصحاب الأخدود بأنَّ غلامًا فطنًا ذكيًا وضع الله أمامه الحق والباطل، فاختار الحق وناض من أجله، فأجرى الله على يد هذا الغلام المعجزات، وجعله يصمد في وجه الملك الطاغية، وشاء له الله تعالى أن يجتمع عليه الناس وأن يكون سببًا في إيمانهم وأن يكون هذا الغلام سببًا في حفر الأخاديد من قبل الملك، ورمي الناس الذي أصروا على الثبات على دينهم في هذه الأخاديد، والله تعالى أعلم.

قصة أصْحاب الأخْدود في القرآن الكريم

لقد وردت قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم في سورة البروج، وهي من القصص التي قصَّها الله على الناس لكي تكون عبرة وموعظة للناس في جميع أمرهم، وفيما يأتي الآيات التي وردت فيها هذه القصة: “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ”، والله تعالى أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن قصة اصحاب الاخدود والعظة والعبرة منها ونكون قد فصلنا في العبر والمواعظ المستفادة من هذه القصة وسلَّطنا الضوء على قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *