فضل الخلفاء الراشدين
جدول المحتويات
فضل الخلفاء الراشدين هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، حيث إنّ الصحابة الكرام هم خيرة خلق الله بعد الأنبياء والرسل، وقد مرّت أمّة الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمرحلة الخلافة الراشدة، وهي فترة من الزّمن امتازت بفضلها وبركتها عن باقي الأزمنة والفترات التي تلتها، وفيها حكم أفضل الناس وخيرة الصحابة، وعبر موقع المرجع سيتمّ بيان فضائل الخلفاء في العصر الراشدي.
الخلفاء الراشدين
إنّ الخلفاء الراشدين هم الصحابة الذين استلموا الحكم بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، وهم بالترتيب عبد الله بن أبي قحافة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب الفاروق، وعثمان بن عفان ذو النورين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، لقب الخلفاء الراشدين بهذا اللقب لأنّ فترة حكمهم امتازت بالرشد والحكمة، فنشروا الخير والرحمة العدل، واتسعت في عهدهم مساحة الدولة الإسلامية، ففتحوا الشام والعراق ومصر وغيرها وفيما يأتي سيتمّ التعرف على فضل الخلفاء الراشدين.[1]
شاهد أيضًا: كم مدة حكم الخلفاء الراشدين
فضل الخلفاء الراشدين
لم يحتكر الخلفاء الراشدين الولاية والسلطة أو تفردوا بها، ولكنّهم تمّ اختيارهم لفضلهم على الناس، وقد أجمع عليهم أهل الحلّ والعقد، فقد أجمع الأنصار والمهاجرين على أبو بكر، واختير عمر تزكيةً من أبي بكر وبرضا المسلمين، واختير عثمان بتشاور الصحابة وتوافقهم، واختيار علي رضي الله عنه بإجماع المسلمين باختلاف نسب تأييدهم، ومن فضائلهم ما سيتم ذكره آتيًا:[1]
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
هو عبد الله بن أبي قحافة لقّب بالصديق لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج، وهو أول من آمن به من الرجال، وهو رفيقه في هجرته، وصاحبه في الغار، وصاحبه في حياته كلّها، ومما ورد في فضل أبو بكر:
- روى أبو بكر الصديق قال: “قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!”.[2]
- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا”.[3]
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر الفاروق هو الخليفة الراشدي الثاني، وهو من السبّاقين للإسلام، والذي وُصف إسلامه بأنّه فتح ووصفت خلافته بأنّها رحمة، وقد فرح المسلمون بإسلامه فرحًا عظيمًا، وكان سببًا في الجهر بالدعوة، وكان من وزراء النبي وخاصته، ومما ورد في فضل عمر بن الخطاب:
- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إيهٍ يا ابنَ الخطابِ ! والذي نَفْسِي بيدِهِ ما لقِيَكَ الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا ؛ إلَّا سلَكَ فجًّا غيْرَ فَجِّكَ”.[4]
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بَيْنا أنا نائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ، وعليهم قُمُصٌ، فَمِنْها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ، ومِنْها ما يَبْلُغُ دُونَ ذلكَ، وعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وعليه قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ، قالوا: فَما أوَّلْتَهُ يا رَسولَ اللَّهِ قالَ: الدِّينَ”.[5]
عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو أمير المؤمنين عثمان بن عفّان الأمويّ القرشيّ ثالث الخلفاء الرّاشدين، الّذي كانت تستحي منه الملائكة عليهم السّلام، كان من السباقين للإسلام وهو من أهل الهجرتين، وممّا ورد في فضله رضي الله عنه ما يأتي:
- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ”.[6]
- روى أنس بن مالك قال: “أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ”.[7]
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الرّاشدين، هو ابن عمّ رسول الله وهو أوّل من أسلم من الصّبية، وأوّل فدائيّ في الإسلام، كان له عند رسول الله منزلةً عظيمة، وهو الّذي تزوّج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ومما ورد في فضله:
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لِعَلِيٍّ: (أمَا ترضى أنْ تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ مِن موسى غيرَ أنَّه لا نبيَّ بعدي)”.[8]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ، غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، أوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عليه فَإِذَا نَحْنُ بعَلِيٍّ وما نَرْجُوهُ، فَقالوا: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عليه”.[9]
شاهد أيضًا: مركز الدولة في عهد الخلفاء الراشدين
كم عدد سنوات الخلفاء الراشدين
ورد في صحيح أبي داود حديث شريف يقول: “خِلافةُ النُّبوَّةِ ثَلاثونَ سَنةً، ثمَّ يُؤتِي اللهُ الملكَ- أو مُلكَه- مَن يشاءُ، قال سعيدٌ: قال لي سَفينةُ: أمسِكْ عليكَ: أبو بكرٍ سنتين، وعمرُ عشرًا، وعثمانُ اثنتي عشرةَ، وعليُّ كذا، قال سعيدٌ: قلتُ لسفينةَ: إنَّ هؤلاء يزعمون أنَّ عليًّا لم يكن بخليفةٍ، قال: كذبَتْ أستاهُ بني الزرقاءِ – يعني: بني مرْوانَ”.[10] حيث أنّ الخلافة الراشدة استمرّت من بعد العهد النّبويّ ثلاثون عامًا فقط، حيث كان لأبي بكرٍ عامان، ولعمر عشرة أعوام، ولعثمان اثنتي عشرة عامًا، ولعليٍّ ستّة أعوام، ومن بعدها توالى المسلمون على الخلافة في الدّولة الإسلاميّة العظيمة.
شاهد أيضًا: من هو خامس الخلفاء الراشدين
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا فضل الخلفاء الراشدين حيث عرّفنا بالخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وذكرنا بعضًا من مناقبهم وفضائلهم، وأخيرًا تمّ الحديث عن عدد سنوات الخلافة لكلّ منهم.
المراجع
- ar.islamway.net , فضائل الخلفاء الراشدين رابط المادة: http://iswy.co/e12fpf , 20/01/2022
- صحيح البخاري , البخاري/ أبو بكر الصديق/ 3653/صحيح
- صحيح البخاري , البخاري/ عمرو بن العاص/ 3662/ صحيح
- صحيح الجامع , الألباني/ سعد بن أبي وقاص/ 2667/ صحيح
- صحيح البخاري , البخاري/ أبو سعيد الخدري/ 3691/ صحيح
- صحيح مسلم , مسلم/عائشة أم المؤمنين/2401/صحيح
- صحيح البخاري , البخاري/أنس بن مالك/3675/صحيح
- صحيح ابن حبان , ابن حبان/سعد بن أبي وقاص وأم سلمة/6643/أخرجه في صحيحه
- صحيح البخاري , البخاري/سلمة بن الأكوع/3702/صحيح
- صحيح أبي داود , الألباني/ سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم/4646/حسن
التعليقات