نصائح وإرشادات عن التنمر وأنواعه وأشكاله وأسبابه

نصائح عن التنمرنصائح وإرشادات عن التنمر وأنواعه وأشكاله وأسبابه، الذي انتشر في الآونة الأخيرة بكثرة في المجتمعات العربيّة، ويعد التنمر أحد المشاكل الاجتماعية التي تترك الكثير من الآثار السّلبيّة على صحّة الفرد النّفسية. وقد تؤدي بالطفل المتنمّر بِهِ إلى الإصابة بالاكتئاب والشعور بالقلق الدائم وقلة الثقة بنفسه وبالآخرين، ويمكننا القول الشخص المتنمِّر والشخص المتنمّر به هما ضحايا لأخطاء الكبار، بسبب اكتسابهم هذه العادة منهم. ومن خلال سطورنا التالية في موقع المرجع سنتعرف على معنى التنمر، وسنقدم عدّة نصيحة عن التنمر.

ما معنى التنمر

التنمر هو أحد أشكال السلوك العدواني الذي يقوم به شخص ما (المتنمِّر) بشكلٍ مقصود ومتكرر بالإساءة اللفظية لشخصٍ آخر (المتنمَّر بهِ)، مما يتسبب للمتنمر به بالإصابة بمشاكل نفسيّة وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين، وفي بعض الأحيان يؤدي التنمر إلى إصابته بالاكتئاب والانعزال عن العالم الخارجي وذلك لعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.[1]

الأسباب التي تجعل الطفل متنمرًا

هناك الكثير من الأسباب التي تُكسب الطفل عادة التنمر على أقرانه ويشعر باللذّة عندما يتنمر على غيره، ومن أبرز أسباب التّنمر هي:

  • يعتبر شعور الطفل بالنقص العاطفي هو أبرز أسباب التمر والذي قد يكون سببه التفكك الأسري، أو انعدام الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة الواحدة، أو بسبب شعوره بالظلم من قبل أفراد عائلته وبعدم أخذه مساحة كافية داخل الأسرة.
  • تعرض الطفل للعنف الأسري من قبل أحد الأبوين أو كلاهما أو إخوته وعدم وجود رادع لذلك.
  • تعرض الطفل للتنمر من أشخاصٍ آخرين سواء في المدرسة أو في الشارع، مما يجعله يتحوّل لشخصٍ متنمرٍ.
  • الدلال الزّائد للطفل داخل الأسرة بشكل مبالغ فيه، مما يوّلد لديه شعور أنّ بإمكانه التسلط والتحكم بالآخرين دون أدنى مراعاة لمشاعرهم.

الأسباب التي تجعل الطفل متنمرًا به

يوجد بعض الصفات التي تتسبب في جعل الطفل ضحية للتنمر، ومن الضروري معرفتها والعمل على تغيير هذه الصفات لمساعدة الطفل في التخلص من تنمر الآخرين، وأبرز صفات الطفل المتنمر به هي:

  • ضعف شخصية الطفل وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، بسبب كونه ضحية للعنف الأسري أو القهر والسيطرة المفرطة من المحيطين به.
  • الضعف الجسدي للطّفل وبالتالي لا يمكنه الدفاع عن نفسه ورد الظلم عنها.
  • تربية الطفل على ثقافة الضعف وأن الأفضل له أن يكون ضحيةً بدلًا من أن يكون جانبا.

شاهد أيضًا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد

نصائح عن التنمر

بعدما أن تعرفنا على معنى التّنمر والأسباب التي تجعل الطفل إمّا متنمِّرًا أو متنمرًا به، أصبح بإمكاننا الكشف عن أنواع التنمر وأشكاله وتقديم بعض النّصائح والإرشادات للتّخلص من هذه الظّاهرة الضّارة:

نصائح وإرشادات عن التنمر

من الضروري توعية وتحصين الأطفال ضدّ التّنمر، وتقديم النصائح لهم ليتمكنوا من مجابهة المواقف التي يتعرضون فيها للتّنمر، وهناك الكثير من النصائح للتّخلص من ظاهرة التّنمر، نذكر منها:[2]

  • وجود القدوة الحسنة ومعظم الأحيان تكون أحد الأبوين، لذلك يجب على الأبوين الالتزام بالأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين، ويبتعدان كل البعد عن التّنمر أو الإساءة اللفظية للآخرين.
  • غرس القيم الدينية وزيادة الرادع الديني في نفس الطفل منذ صغره.
  • زيادة ثقة الطفل بنفسه وبناء شخصيته منذ الصغر، بعدم السماح لأحد بأن يتنمر به أو يؤذيه.
  • استخدام القصص والحوار الإيجابي لغرس فكرة أن الحق أقوى من القوة في نفس الطفل.
  • التحدث إلى الطفل دومًا والإنصات إليه جيدًا حتى يلجأ لك إذا ما واجه أي مشكلة مع العالم خارج المنزل.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي من الممكن أن يتواجد بها أطفال متنمرون، حتى لا يكون الطفل عرضة للتنمر ولا يكتسب منهم هذا السلوك السيء كذلك.
  • تقوية جسد الطفل بتعليمه رياضة ليتمكن من الدفاع عن نفسه وتكسبه ثقة بنفسه.
  • تعويد الطفل على أن يكون عونًا للمحيطين به، والضعفاء على وجه الخصوص، حتى إذا رأى طفلًا آخرًا يتعرض للتنمر دافع عنه.
  • تشجيع الطفل ومساعدته على إيجاد أصدقاء جيدين أسوياء، بحيث لا يفسدون تربيته وأخلاقه ولا يسببون له الألم النفسي.
  • في حال تعرض الطفل للتنمر أو رأى أمام عينيه من يتعرض له نشرح له مدى بشاعة ما يحدث حتى لا يحاول تجربته مع غيره.
  • قيام المعلم داخل الفصل والمدرسة بدوره في ردع الطفل المتنمر ومساعدة الطفل المتنمر به على الدفاع عن نفسه.
  • من الضروري وجود تعاون بين البيت والمدرسة بخصوص موضوع التنمر وإعطائهم الأطفال بشكلٍ عام تعليمات لتحذيرهم من التنمر وتوعيتهم بمدى الضرر الناجم عنه.
  • الإنصات للطفل عندما يشتكي من التنمر وعدم لومه على عدم الرد والدفاع عن نفسه، بل الإصغاء إليه تمامًا ليخرج كل ما بداخله حتى لا يؤثر الأمر بشكل سيء على نفسيته.

أنواع التنمر

يعد التنمر بأنه أحد المشاكل الاجتماعية المنتشرة في المجتمع، حيث أنه يتكون من ثلاثة أنواع رئيسية من التنمر وهم كالآتي:

  • التنمر اللفظي: هو إطلاق اسم أو وصف غير محبب بالنسبة للطفل ونعته به، أو استخدام ملصقات أو كتابات مسيئة للطفل.
  • التّنمر العنصري: ومعناه وضع فروق عنصرية أو مادية بين الأشخاص، والتمييز فيما بينهم حسب مكانتهم الاجتماعية أو عرقهم.
  • التنمر الجسدي: يتمثل التنمر الجسدي بإلحاق الضرر الجسدي بالفرد أو بممتلكاته، وذلك من خلال القيام بتصرفات كضربه أو قرصه والبصق عليه، أو تخريب أغراضه والقيام بحركات باليد مزعجة ومسيئة.

أشكال التنمر

ينقسم التنمر إلى قسمين أساسيين هما:

  • التنمر المباشر: ويكون هذا النوع من التنمر من خلال استخدام العنف كالضرب والدفع وشد الشعر والطعن والصفع والعض والخدش وغيرها من الأفعال المؤذية.
  • التنمر غير المباشر: وهو الذي يتضمن تهديد الشخص باللفظ، وذلك من خلال نشر الشائعات عنه، ورفض الاختلاط معه ونقده لباسه أو عرقه أو لونه أو دينه، بالإضافة إلى تهديد كل من يختلط معه أو يدعمه.

أسباب التنمر

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر بين الأطفال، وهي كالتالي:

  • تفشي العنف في المجتمع ككل، سواء داخل البيوت أو في الشوارع أو في أي مكان، مما ساعد في انتشار التنمر.
  • وجود فوارق طبقية كبيرة بين الأشخاص مما يجعل الطبقات الفقيرة تتعرض للتنمر من قبل الطبقات الغنية، فيلجؤون للتنمر كوسيلة لفرض وجودهم.
  • وجود مشاكل نفسية واضطرابات سلوكية لدى الطفل وعدم تلقي العلاج المناسب لها.
  • تعرض الطفل للعنف الجسدي داخل المنزل مما يجعله يعنف من هو أضعف منه خارج المنزل.
  • انعدام دور المعلم في التوعية ضدّ التّنمر، وترك زمام الأمور بحيث يتصرف كل طالب كما يريد.
  • مشاهدة الطفل للبرامج الكرتونية العنيفة أو الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على العنف.

شاهد أيضًا: موضوع عن يوم الطفل العالمي 

كيف أعرف أن طفلي ضحية تنمر

هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أنّ الطفل وقع ضحية التنمر، ويمكن معرفتها من خلال بعض التغيرات الحاصلة للطّفل، ومن هذه العلامات نذكر ما يلي:[3]

  • فقدان الرغبة بالذهاب إلى المدرسة، وملاحظة تأخر في مستواه الدّراسي.
  • إحساس الطفل بالصداع المتكرر وآلام المعدة.
  • حدوث تغيير في قائمة الأصدقاء لدى الطفل.
  • حدوث اضطراب في نوم الطفل وقد يستيقظ أحيانًا فزعًا، أو يتبول لا إراديًا أثناء نومه.
  • تعرض الطفل لنوبات بكاء بدون وجود سبب محدّد، كما أنّ حساسيته تزداد.
  • انعزال الطفل وعدم رغبته في التفاعل مع العائلة.

التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني هو الاستفادة من وسائل التكنولوجيا والإنترنت وتقنياته لإيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية. وأصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني أو “الابتزاز الإلكتروني” منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة وخاصة بين الشباب في المدارس والجامعات، ومن الأمثلة عليها: الاتصالات والرسائل التي تسعى للترهيب والإيذاء والتخويف والتلاعب والقمع وتشويه السمعة أو إذلال المتلقي. أو قد يذهب إلى أبعد من ذلك فيكون عن طريق تعديل صور الأشخاص على الإنترنت ونشرها. ويوجد نوع آخر وهو انتحال شخصية ما، أو استبعاد الشخص من مجموعة تواصل اجتماعي.

مخاطر التنمر على الطفل والمجتمع

للتنمر تأثير سلبي كبير على الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، حيث أن الفرد الذي يتعرض للتنمر لا يملك أي طريقة للدفاع عن نفسه مما يفقد ثقته بنفسه وبالمجتمع الذي يحيط به، ومن أبرز مخاطر التنمر هي كالتّالي:

  • انخفاض شهية للطفل للطّعام والتّسبب بآلامٍ في المعدة عند تناول الطّعام.
  • عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة وانخفاض تحصيله الدراسي.
  • إصابة الطفل بالاكتئاب وقد يختار العزلة عن أفراد أسرته.
  • شعوره الدائم بالحزن والوحدة وفي بعض الأحيان يسوقه هذا الشعور للانتحار.
  • إحساسه بالتوتر والقلق الدائمين.
  • ارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض.
  • الإحباط وفقدان الرغبة بالقيام بنشاطات.
  • حدوث مشاكل في النوم والأرق مما يسبب إرهاق بشكل كبير.
  • عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية وضعف الثقة بالآخرين.

شاهد أيضًا: موضوع عن التنمر قصير جداً

طريقة التعامل مع المتنمرين

ذكرنا سابقًا أنّ التنمر مشكلة اجتماعية خطيرة، ولا تحدث فقط في المدرسة، بل تحدث أيضًا في أماكن العمل أو في المنازل أو في الشارع. ويجب التعامل مع هذا النوع من البشر بحرص شديد، وسنورد في الفقرة التالية بعض النصائح للتّعامل مع هؤلاء الأشخاص:[4]

  • إخفاء الشعور بالإهانة على الشخص المتنمر وعدم إحساسه أنّه استطاع التّأثير على شخصية المتنمر عليه.
  • الإحساس بالقوّة الدّاخلية الموجودة لدى كل شخص.
  • نجنب التعرض لهم بل مقابلة سلوكهم بالتّجاهل، والابتعاد عن طريقهم قدر المستطاع.
  • الرد على الإهانة بكلمات ذكية مما يسبب السخرية والضحك من الشخص المعتدي.

علاج التنمر

بالتّأكيد يمكن علاج ظاهرة التنمر أو الحدّ من انتشارها من خلال زرع الأخلاق الحميدة بين الأشخاص، وفيما يلي سنذكر بعض النّصائح لعلاج ظاهرة التنمر:

  • تربية الأطفال في ظروف صحية جيّدة بعيدة عن العنف والاستبداد.
  • تعزيز عوامل الثقة بالنفس والكبرياء وقوة الشخصية لدى الأطفال.
  • بث برامج تعليمية ودينية ووثائقية هادفة والابتعاد عن البرامج العنيفة.
  • بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر والتواصل الدائم معهم وترك باب الحوار مفتوحاً دائماً، لكي يشعروا بالراحة للجوء إلى الأهل.
  • تحسين القدرات العقلية لدى الأطفال من خلال الألعاب، والابتعاد عن الألعاب العنيفة.
  • المتابعة الدائمة لسلوكيات الأبناء من قبل الآباء في سن مبكرة والوقوف على السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.
  • مراقبة الأبناء على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والانتباه لأي علامات غير عادية.
  • تجنب وقوع الأطفال في أوقات فراغ واستثمار الطاقات والقدرات الخاصة للأفراد بالبرامج والأنشطة التي تعود عليهم بالنفع.
  • الانتباه إلى أي علامة من علامات التنمر المذكورة سابقاً في حال ظهرت على الطفل والحديث معه على الفور بهدوء.
  • يتوجب على الحكومات وضع قوانين صارمة لمعاقبة ممارسي التنمر بكافة أشكاله.
  • وجود مرشد اجتماعي أو نفسي في كل مدرسة مع تعزيز أهمية التواصل مع المرشد في حال التعرض لأي نوع من أنواع العنف أو الأذى.

إلى هنا نصل لختام مقال اليوم الذي استرسلنا من خلاله بالحديث عن التنمر، فقدمن تعريف التنمر ونصائح وإرشادات عن التنمر وأنواعه وأشكاله وأسبابه، كما تحدثنا عن نصائح عن التنمر وأسبابه وأشكاله وطرق علاجه، وسلطنا الضوء على كيفية التعامل مع المتنمرين.

المراجع

  1. stopbullying.gov , What Is Bullying , 16/02/2022
  2. humanrights.gov.au , What is bullying?: Violence, Harassment and Bullying Fact sheet , 16/02/2022
  3. kidshealth.org , Dealing With Bullying , 16/02/2022
  4. ar.wikihow.com , ar.wikihow.com , 16/02/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *