ما هو التكامل الحسي

ما هو التكامل الحسي الذي يظهر لدى بعض الأطفال عندما يتعذر على دماغ الطفل نقل الرسائل الحسيّة من وإلى الدّماغ، مما يؤثر سلبًا على قدرة الطفل على التّعلم، ويتعذر على دماغ الطفل تنظيم المدخلات الحسية بطريقة صحيحة، كما ويؤثر على حركته أو سلوكه. فما هو التكامل الحسي؟ هذا ما سيعرضه موقع المرجع في مقالنا التّالي.

ما هو الإدراك الحسي

يعرف الإدراك الحسي بأنّه تنظيم وتحديد وتفسير المعلومات الحسية بهدف تمثيل وفهم المعلومات، وتنظيم المدخلات الحسيّة المستقبلة من البيئة المحيطة، ومن ثمّ معالجتها ليجعلنا قادرين على استخدام أجسادنا بفاعلية مع المحيط الخارجي. كما ويتضمن الإدراك الحسي مجموعة من الإشارات التي تمر عبر الجهاز العصبي.

ويقسم الإدراك الحسي إلى عمليتين هما:

• • معالجة المدخلات الحسية والتي تعمل على تحويل المعلومات ذات المستوى المنخفض إلى معلومات ذات مستوى أعلى مثل استخراج الأشكال للتعرف على الأشياء.
  • المعالجة المرتبطة بمفاهيم الشخص وتوقعاته والتي بدورها تؤثر على الإدراك.

ما هو التكامل الحسي

التكامل الحسي هو عبارة عن اضطراب يحدث عندما يتعذر على دماغ الطفل تنظيم المدخلات الحسية بطريقة مناسبة، وتنشأ هذه المدخلات الحسية من معلومات يتلقاها الدماغ من خلال الحواس، وإن كانت تختلف هذه الاضطرابات في شدتها إلّا أنّها تتشابه في بعض الخصائص أو الأعراض لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب التكامل الحسي. وتشمل هذه الأعراض صعوبة التركيز وعدم القدرة على ضبط النفس ومهارات حركية ضعيفة. فتعتبر عملية اللمس مرحلة هامة من مراحل نمو الطفل، وهي بداية مرحلة استخدام حواسه، لمعرفة واستكشاف محيطه، وقد لا يبتعد الطفل الذي يعاني من التكامل الحسي من القيام بهذه التجربة الحسية. وبالتالي فمن المؤكد أنّ ذلك سيؤثر على مجال واحد أو أكثر من مجالات الحياة الرئيسية: كالإنتاجية واللعب والترفيه أو أنشطة الحياة اليومية.

شاهد أيضًا: كم عدد الخلايا العصبية في جسم الإنسان

أعراض الإصابة بالتكامل الحسي

تنقسم أعراض اضطراب التكامل الحسي إلى ثلاثة أقسام وهي:

الأعراض السلوكية

تكون عادة هي أوضح الأعراض وتشمل:

• الابتعاد أو الانسحاب عند لمس الشخص.
• مشاكل في السلوك مثل العصبية والعناد.
• بعد شعوره بالحزن والإحباط يحتاج لوقت طويل للهدوء.
• يرفض تناول طعام معين ذا ملمس غريب.
• لديه حساسية من أنواع أقمشة معينة، ويفضل الملابس الناعمة.
• لديه كره شديد لتوسيخ يديه.
• لا يبدع أثناء الألعاب الجديدة ويشعر بأمان بإعادة نفس الألعاب أو البرامج التلفزيونية لساعات.
• لديه حساسيّة للأصوات العالية والمزعجة مثل مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية.
• يملك حساسية شديدة للروائح القوية.
• لديه قوة في الملاحظة فيلاحظ أصغر الأشياء أو الأصوات التي لا ينتبه لها معظم الناس.
• قد يؤذي الآخرين أثناء اللعب ويتصرف بخطر.

الأعراض الجسدية

تشمل الأعراض الجسديّة ما يلي:

• فقدان التوازن والوقوع المتكرر.
• التّأخر في بعض المهارات الحركية مثل الجري والقفز.
• التأخر في إتقان بعض المهارات الحركية الدقيقة مثل استخدام القلم والمقص.
• الحركة بشكل مستمر.
• ضعف القدرة على التنسيق بين أعضاء الجسم.
• لديه مستوى عالي في تحمل الألم.

الأعراض النفسية

والتي غالبًا ما تشكل أرقًا للأهل وتشمل:

• عدم التفاعل مع الأطفال من نفس العمر.
• الانعزال عن المحيط.
• ينتابه شعور بالخوف في التجمعات.
• تجنب الوجود ضمن مجموعات كبيرة.
• الشعور بالقلق الدّائم والإحباط.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنة والنصف

أنواع المشاكل الحسيّة

تنقسم المشاكل الحسية إلى أربعة أنواع، وهي:

اضطرابات القولبة الحسيّة

يكون المصاب فيها يعاني من تنظيم الاستجابة للمدخل الحسي، وينتج عنها سلوك التجنب أو الاستجابة السلبية القوية للمثيرات الحسية، ولا تكون مزعجة للآخرين.

أعراض اضطرابات القولبة الحسيّة

أبرز الأعراض الظاهرة هي:

• سرعة التشتت من الأصوات والإزعاجات.
• فرط الحساسية للأصوات.
• يكره قص الأظافر أو الشعر.
• لا يحب الملابس في بعض ملامسها المحددة أو قياسها أو مظهرها.
• يعاني من صعوبة في الاستغراق بالنوم أو البقاء نائماً.
• سهولة التشتت من المثيرات البصرية.

اضطراب الوضعية البصري

وهي مشكلة في السّيطرة على الحركة، تظهر من خلال نقصان في الشّدّ العضلي أو الثبات المفصلي، وضعف في استخدام حاسة البصر. وهي مشاكل شائعة مع مشكلات جهاز التوازن والإدراك الفراغي.

أعراض اضطراب الوضعية البصري

من أبرز أعراضه:

• شكله هزيل مقارنةً مع الأطفال الآخرين.
• يشعر بالإرهاق والتعب بسرعة.
• من الصعب إجلاسه في مقعده.
• ينخفض جسمه خلال الجلوس.
• يعاني من صعوبة في التواصل البصري أو التتبع البصري للأشياء مثل القراءة.
• أغلب الأحيان يسقط ويتعثر أثناء المشي.
• يشعر بثقل الأشياء بشكل كبير عندما يحملها.
• لديه تبسط في القدم.

اضطراب التمييز الحسي

ويعاني المصاب بهذا النوع من مشكلة في التعرف وفي تفسير الاختلافات والتشابهات.

أعراض اضطراب التمييز الحسي

• يقفز بشكل كبير على السرير.
• يصطدم بكثرة أو يدفع الآخرين.
• يمسك الأشياء بقوة أو يستخدمها يضغط عليها بشكل كبير.
• يسقط الأشياء أو ينقر عليها بشكل متكرر.
• يضع الأشياء غير الصالحة للأكل في فمه أو يلحسها أو يمضغها أو يمصها.
• يسعى للحركة، مثل الدوران حول نفسه.
• يخاف من المرتفعات أو المراجيح أو التزحلق.
• يظهر ضعفًا في التوازن.

صعوبات التخطيط الحركي

وهي عبارة عن صعوبات تعترض المريض في التخطيط أو التتابع أو تنفيذ الحركات الجديدة، وتظهر على شكل حركات غريبة غير متناسقة. عادةً ما تظهر خلال الأنشطة الجديدة أو الحركات التي لا يقوم بها بشكلٍ متكررٍ.

أعراض صعوبات التخطيط الحركي

• يواجه صعوبات في مهارات الحياة اليومية مثل ارتداء الملابس أو استخدام أدوات الطعام.
• تناول الطعام بطريقة غير منتظمة.
• يواجه صعوبات في اتباع التّعليمات المركبة.
• لديه رغبة شديدة في الرّوتين والثبات وعدم تجريب شيء جديد.
• طريقة مسكه للقلم غريبة.
• يعاني من ضعف في الكتابة.
• يبتعد عن المشاركة بالأنشطة الرياضيّة.

اقرأ أيضًا: ترتبط العضلات مع العظام بواسطة

علاج التكامل الحسي

ويُعد علاج التّكامل الحسي نوعًا من العلاج المهني، فيتمّ عن طريقه وضع الطّفل في غرفة مصممة بشكل خاص للعلاج، وذلك لتحفيز جميع حواسه وقيامه بتحديها. خلال الجلسة يقوم المعالج بتوفير مستوى عالٍ من التحفيز الحسي ليتمكن الطفل من التّعامل معه، ومن ثم يشجعه المعالج على الحركة داخل الغرفة، ولهذا العلاج أربعة مبادئ أساسيّة هي:

• التحدي الصحيح: ويشمل ذلك أن ينجح الطفل في مواجهة التحديات التي يتم تقديمها له على شكل أنشطة الممتعة.
• الاستجابة التكيفية: تعني قدرة الطفل على تكييف سلوكه مع الاستراتيجيات الجديدة، وذلك استجابةً للتحديات المطروحة أمامه.
• المشاركة النشطة: تعني مشاركة الطفل بالأنشطة المقدمة له.
• توجيه الطفل: ويتم ذلك باستخدام ما يفضله الطفل للبدء بالتجارب العلاجية أثناء الجلسة.

وبهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي تحثنا فيه عن الإدراك الحسي، ومن ثم أجبنا عن استفسار ما هو التكامل الحسي. كما وتطرقنا إلى ذكر أعراضه السلوكية والجسدية والنفسية، بالإضافة إلى أنواع المشاكل الحسيّة، وأخيرًا طريقة علاج التكامل الحسيّ.