ما هو السن القانوني للزواج في السعودية 1446

ما هو السن القانوني للزواج في السعودية، يُعد الزواج سنة الحياة، ومن خلال الزواج تعمر الأرض، ويتكاثر النسل، ونظرًا لأن رابطة الزواج من الروابط  المهمة، والتي يترتب عليها العديد من الآثار، كان لا بد من وضع العديد من القيود  على إجراء عقد الزواج، ومن هذه القيود السن القانوني للزواج، لذلك خصص موقع المرجع هذا المقال لتوضيح ما هو عقد الزواج، وما هو السن القانوني للزواج في السعودية، وذكر متطلبات عقد الزواج في السعودية، وتوضيح السن القانوني لزواج المرأة في السعودية، وما هو زواج القاصرات، ونسبة زواج القاصرات في السعودية، وكيفية القضاء على ظاهرة زواج القاصرات، وأخيرًا بيان أهمية الزواج.

ما هو عقد الزواج

يُعرف عقد الزواج (بالإنجليزية: marriage contract) من الناحية اللغوية بأنه: “الضمُّ والتداخل، ويكون بمعنى التزويج، ويكون بمعنى وطء الزوجة”، أمّا من الناحية الاصطلاحية فإنه يُعرف: “عقد التزويج؛ أي: تعاقد بين رجل وامرأة بموافقة وليها، يقصد به استمتاع كلٍّ منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع سليم”، ويجدر بالذكر أن عقد الزواج مشروع مؤكد، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا منْ قَبْلكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً وَمَا كَانَ لرَسُولٍ أَنْ يَأْتيَ بآيَةٍ إلَّا بإذْن اللَّه لكُلّ أَجَلٍ كتَابٌ﴾[1]، أيضًا حث الرسول -صلى الع عليه وسلم- على الزواج، وبالتالي الزواج هو واجب شرعي على كل مسلم استطاع ذلك، وكان يخشى على نفسه من الوقوع في الزنا إذا تركه، وقد قال بعض أهل العلم: أن النكاح سُنَّة.[2]

وبالتالي إن عقد الزواج حاله كحال باقي العقود؛ كعقد البيع وعقد العمل وإلى غير ذلك، لكن هو أقرب ما يكون إلى العقود الشخصية، وليس تلك العقود المُتعلقة بالأعمال، والأصل العام في كافة العقود الرضا، كذلك الحال في عقد الزواج، فإنه قائم على رضا المتعاقدين؛ أي كل من الزوج والزوجة، وقد اختلف الفقهاء حول أركان عقد الزواج، منهم من يقول إلى أن عقد الزواج يتكون من 3 أركان، وهي: العاقدان، الإيجاب والقبول، ومحل العقد؛ أي المعقود عليه، أما البعض الآخر رأى أن أركان العقد هي الإيجاب والقبول، ولكن يميل الرأي السائد إلى اعتبار أن لعقد الزواج ركنان أساسيان لا يقوم بينهما، وهما: الإيجاب والقبول، ولا يوجد أي أركان أخرى؛ ولعل السبب يعود في ذلك أنهما لا يفترضان وجود كلا المتعاقدين، حيث لا يوجد حاجة لذكرهما عند توضيح أركان عقد الزواج، وقد نص قانون الأحوال الشخصية على: “أن الزواج ينعقد بإيجاب من أحد العاقدين، وقبول من الآخر”.[3]

اقرأ أيضًا: شروط فسخ عقد النكاح في السعودية

ما هو السن القانوني للزواج في السعودية

لم تجز المملكة العربية السعودية الزواج لأي شخص، بل جعلته مشروطًا بعمر معين، وذلك لكل من المرأة والرجل، حيث نظمت وزارة العدل السعودية شروط عقد الزواج في المملكة العربية السعودية، كما أنها حددت السن القانوني للزواج، والمعمول به في المملكة، والمتمثل ببلوغ كل من الزوج والزوجة 18 سنة وأكثر، حيث تم توضيح ذلك في اللائحة التنفيذية، والتي نصت على: ”يلزم قبل إبرام عقد الزواج التأكد بأن تزويج من قلّ عمره عن 18 سنة، ولن يلحق به الضرر ويحقق مصالحه الفضلى ذكرًا كان أو أنثى”، حيث تم إصدار مثل هذا القرار بعد الخلافات التي جرت بشكلٍ كبير في المملكة حول هذا الأمر، وعلى أثر ذلك تم صدور هذا القرار من قبل وزارة العدل بناء على توصية مجلس الشورى السعودي.

كان القرار ينص على عدم تزويج أي شخص أقل من 18 سنة، حيث اعتبروا من هم أقل من 18 سنة أطفالًا غير مُهيئين للزواج، فالزواج يعني تحمل المسؤولية، ولا يستطيع تحمل هذا المسؤولية إلا من هو كفؤ لها، كما أن يجب على كل طرف اختيار الشريك المُناسب لإكمال الحياة معه، فالعلاقة الزوجية ليست علاقة عابرة، بل هي علاقة دائمة ومستقرة وثابته، وبموجبها يترتب العديد من المسؤوليات المُلقاة على عاتق كل من الزوج والزوجة، والذي يتعين عليها أن يتحملا هذه المسؤولية بشكلٍ كامل، كما أن الزواج يعني الذرية، وصلاح الزوجان يعني صلاحها، وفساد الزوجان يعني فساد الذرية، وهذا الأمر لا يجب أن يحدث على الإطلاق، وهذه هي الحكمة الأساسية من جعل السن القانوني للزواج 18 سنة.

اقرأ أيضًا: كم مدة صدور صك الطلاق

متطلبات عقد الزواج في السعودية

لعقد الزواج في المملكة العربية السعودية العديد من المتطلبات والتي ينبغي توافرها، ومن هذه المتطلبات:[4]

• يتعين حضور كل من أطراف عقد الزواج، وهما الخاطب والمخطوبة، بالإضافة إلى ولي المرأة، على أن تكون معهم جميعهم ما يثبت شخصيتهم(بطاقة الأحوال ودفتر العائلة الأصل).
• يتعين أيضًا بالإضافة إلى البند الأول حضور اقرأين من جهة المرأة ووليها ويٌفضل أن يكونا من القرابة المباشرة معهما، على أن يكون معهم أيضًا ما يُثبت شخصيتهم؛ والحكمة من إحضار الاقرأان حتى يشهدا على إجراء العقد ومقدار كل من المهر والمؤخر، وكافة شروط العقد الأخرى.
• العمل على إحضار التقرير الطبي والذي يجب إجراؤه ما قبل الزواج، وذلك لكل من الخاطب والمخطوبة، ويجب أن يكون التقرير الطبي صادر من مستشفى معتمد في المملكة العربية السعودية.
• العمل على التأكد بشكلٍ جدي من رضى المخطوبة وموافقتها الكاملة على الزواج ودون أي ضغط مُسبق من أي أحد وذلك من خلال سؤال المأذون شخصيا لها عن موافقتها على ذلك الزواج وعن شروطها التي تريدها.
• العمل على معرفة مقدار المهر وفي حال إن كان مقبوض أو غير مقبوض ومقدار الصداق المعجل والمؤجل.
• العمل على إحضار وثيقة الطلاق الأصل وذلك للمرأة المطلقة والعمل على التأكد من انتهاء العدة وعدم مراجعتها من زوجها الأول.
• يجب إحضار وثيقة الوكالة الأصل إذا كان عقد الزواج قد يجرى بوكالة من الولي أو الخاطب ويتأكد من أن الوكيل مخول بالتزويج أيضًا بموجب الوكالة.
• يجب إحضار وثيقة حصر الورثة الأصل للمرأة التي توفى والدها أو المتوفى عنها زوجها​.

اقرأ أيضًا: كيف اعرف نتيجة فحص الزواج في السعودية

السن القانوني لزواج المرأة في السعودية

لم يفرق القانون في المملكة العربية السعودية بين الرجال والنساء فيما يتعلق بسن الزواج، حيث أنه بشكلٍ عام جعلت المملكة السن المسموح له بالزواج هو بلوغ 18 سنة فأكثر، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الرجال دون النساء، بل حتى النساء أيضًا يجب أن يكون سنها 18 سنة لإجراء عقد الزواج في المملكة العربية السعودية، فالمرأة هي أساس الأسرة، وبناءً على ذلك يجب أن تكون المرأة مؤهلة للزواج، وأن تتحمل جميع المسؤوليات المُترتبة عليها بموجب عقد الزواج، والتي تتعلق بالزوج من جانب، ورعاية الأطفال من جانب آخر، وأخيرًا مُتطلبات الحياة الزوجية بشكلٍ تام.

ما هو زواج القاصرات

زواج القاصرات (بالإنجليزية: Underage marriage): “هو زواج يكون فيه إما أن تكون المرأة أقل من 18 عامًا”، وتشمل معظم حالات زواج الأطفال فتيات، وكثير منهن في ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، زواج الأطفال منتشر في الدول العربية بشكلٍ كبير، تختلف التقديرات بشكل كبير بين المصادر فيما يتعلق بمدى ونطاق زواج الأطفال، قدّر المركز الدولي للبحوث حول منشورات المرأة واليونيسيف معدل زواج الأطفال في بعض الدول العربية بنسبة 47% من خلال استطلاعات العينة لعام 1998، بينما ذكرت الأمم المتحدة أنها بلغت 30% في عام 2005، في تقرير التعداد السكاني لعام 2001، ذكرت أن في بعض الدول العربية عدم وجود فتيات متزوجات دون سن العاشرة، و 1.4 مليون فتاة متزوجة من بين 59.2 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 10 و 14 عامًا، و 11.3 مليون فتاة متزوجة من بين 46.3 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عامًا.

ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا أنه “منذ عام 2001، انخفضت معدلات زواج الأطفال في أحد البلدان العربية بنسبة 46% بين عامي 2005 و 2009، تم حظر زواج الأطفال في عام 1929 بموجب بعض القوانين العربية، على سبيل المثال؛ في عهد الاستعمار البريطاني، تم تحديد الحد الأدنى القانوني لسن الزواج بـ 14 عامًا للفتيات و 18 عامًا للفتيان، تحت احتجاجات المنظمات الإسلامية في الهند البريطانية غير المقسمة، صدر قانون الشريعة لقانون الأحوال الشخصية في عام 1937 الذي يسمح بزواج الأطفال بموافقة ولي أمر الفتاة، وبعد استقلال الهند في عام 1947، خضع القانون لمراجعين، تم رفع الحد الأدنى للسن القانونية للزواج إلى 15 للفتيات في عام 1949، وإلى 18 عامًا للإناث و21 عامًا للذكور في عام 1978.

نسبة زواج القاصرات في السعودية

بينت صحيفة الوطن السعودية أن هناك العديد من حالات زواج القاصرات التي رفع أمرها إلى مراكز الحماية الأسرية بالمنطقة الشرقية، تم تحويلها من قبل وزارة العدل، وذلك خلال الشهور الأولى تقريبًا من هذا العام، هذه الحالات تشمل العديد من الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن الحد الأعلى المشروط للزواج وهو 18 سنة في السعودية، وأوضحت مراكز الحماية الأسرية والإيواء البيان الآتي: “استقبال خلال الربع الأول من عام 2021 حوالي 2069 بلاغًا، منها 38 حالة إيواء، واستقبال 417 حالة لزواج قاصرات، تتفاوت أعمارهن غالبًا بين 15 وأقل من 18 عامًا، تم تحويلهن لمراكز الحماية لتقديم الاستشارة النفسية والاجتماعية لهن”؛ وذلك من أجل التأكد من مدى علمهن بشكلٍ عام عن طبيعة الحياة الزوجية التي هن على مشارفها، وكيفية استعدادهن لهذه الخطوة، وإن كن جديرات بذلك أم لا.

اقرأ أيضًا: كم المهر في السعودية وتكاليف الزواج

القضاء على مشكلة زواج القاصرات

على الرغم من أن زواج القاصرات قد تم حظره بموجب القانون الدولي، لا يزال زواج الأطفال يمارس في بلدان حول العالم، وغالبًا في مجتمعات تكافح الفقر والبطالة، لن يكون إنهاء هذه الممارسة عملاً سهلاً، لكن يُمكن ذلك من خلال التعاون مع الشباب والآباء وقادة المجتمع والحكومات، يمكننا تغيير وضع حد لهذه الممارسة الضارة، فيما يلي 5 طرق تعمل بها Plan International لمنع وإنهاء زواج الأطفال في المجتمعات التي نعمل فيها:[5]

تعليم الفتيات

يلعب التعليم دورًا مهمًا في حماية الفتيات من زواج القاصرات، في الواقع، كلما طالت مدة بقاء الفتاة في المدرسة، قل احتمال زواجها قبل سن 18 وإنجاب أطفال خلال سنوات المراهقة، بالإضافة إلى ذلك، يكفل التعليم للفتيات اكتساب المهارات والمعرفة لإيجاد عمل ووسيلة لإعالة أسرهن، يمكن أن يساعد ذلك في كسر حلقة الفقر ومنع زواج الأطفال الذي يحدث نتيجة للفقر الشديد و / أو المكاسب المالية.

تمكين الفتيات

لكل فتاة الحق في تقرير مستقبلها، ولكن لا تعرف كل فتاة ذلك – ولهذا السبب يعد تمكين الفتيات أمرًا بالغ الأهمية لإنهاء زواج الأطفال، عندما تكون الفتيات واثقات من قدراتهن، مسلّحات بمعرفة حقوقهن، بالإضافة إلى أنهن مدعومات من قبل مجموعات أقران من فتيات متمكنات أخريات، فإنهن قادرات على الوقوف وقول “لا” للإجبار مثل زواج الأطفال، يمكن للفتيات المتمكنات إعادة تشكيل وجهات النظر وتحدي المعايير التقليدية لما يعنيه أن تكون فتاة.

حشد المجتمع الأوسع للوقوف من أجل حقوق الفتيات

غالبًا ما يكون الآباء وقادة المجتمع مسؤولين عن تقرير متى ومن تتزوج الفتاة، في العديد من المجتمعات التقليدية، يُعتقد أن الزواج يحافظ على أمان الفتيات وحمايتهن وتوفيره اقتصاديًا من قبل أزواجهن، ومع ذلك، فإن العكس هو الصحيح – فالزواج يهدد صحة الفتيات البدنية والعقلية، في الواقع، الفتيات اللائي يتزوجن قبل سن 18 هن أكثر عرضة للعنف المنزلي والإبلاغ عن أول تجربة جنسية لهن كانت قسرية، علاوة على ذلك، فإن الأطفال العرائس أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وأكثر عرضة لتجربة مضاعفات مميتة أثناء الحمل والولادة، عندما يتم توعية الآباء وقادة المجتمع بالعديد من العواقب السلبية لزواج الأطفال، يمكن أن يلهمهم ذلك لتغيير آرائهم والتحدث عن حقوق الفتيات وتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه.

توفير فرص الدخل للفتيات وعائلاتهن

إن توفير فرص كسب العيش للأسر مثل قروض التمويل الأصغر هو وسيلة فعالة لمنع زواج الأطفال الذي يحدث نتيجة للحاجة المالية، عندما تزيد الفرص الاقتصادية للأسر، تقل احتمالية اعتبار بناتهم أعباء اقتصادية، هذا صحيح بشكل خاص إذا كانت الفتاة في المدرسة تكتسب مهارات قيمة من شأنها أن تساعد في توليد الدخل في المستقبل.

التماس الحكومة وتشجيع القوانين الداعمة

في البلدان التي ينتشر فيها زواج الأطفال، فإن مطالبة الحكومة برفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 18 عامًا يعد خطوة أولى حاسمة للتغيير الإيجابي، وبمجرد زيادة الحد الأدنى للسن، من الضروري الاستمرار في زيادة الوعي بهذه القوانين بين المسؤولين الحكوميين وقادة إنفاذ المجتمع لضمان تطبيق القوانين، السياسات القانونية الأخرى؛ مثل تسجيل شهادات الميلاد والزواج، هي أدوات قوية لمنع زواج الأطفال.

الزواج مدرسة لا يدخلها إلا من كان مؤهل لها بصورة كبيرة، لذلك قررت قوانين الأحوال الشخصية في غالبية الدول تحديد سن معين للزواج، كذلك الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقد حددت أيضًا سن المرأة والرجل عند عقد الزواج، كما تم الإجابة عنه في سؤال ما هو السن القانوني للزواج في السعودية، والذي تبين أنه لا يقل عن 18 سنة لكل من المرأة والرجل.