ما هي السورة التي سميت باسم وقت من أوقات الزمن

ما هي السورة التي سميت باسم وقت من أوقات الزمن هو السّؤال الّذي يشكّل محور هذا المقال، وقد قسّم العرب النّهار واللّيل إلى فتراتٍ ووضعوا لكلّ فترةٍ اسماً مخصّصاً لها، وقد ذكرت هذه الأسماء في القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات الكريمة، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة السورة التي سميت باسم وقت من اوقات الزمن وما هي مقاصدها وما هو تفسير آياتها وفضلها.

سور القرآن الكريم

إنّ القرآن الكريم هو كلام الله -جلّ وعلا- الّذي أنزله على رسول الأمّة الإسلاميّة محمّدٍ -عليه الصّلاة والسّلام- وقد كتبه الله عنده في اللّوح المحفوظ حتّى أوحى به لنبيّه بواسطة الملك جبريل عليه السّلام، وقد أنزله الله تعالى في ليلة القدر من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا جملةً واحدة، ثم بداً بالنّزول مفرّقاً على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- واستمرّ مدّة ثلاثٍ وعشرين عاماً، وبعد أن اكتمل نزول القرآن الكريم جمعت سور القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ وذلك بعد وفاة الرّسول، وبلغ عدد سور القرآن الكريم مائة وأربعة عشر سورةً منها الطّوال ومنها القصار ومنها ما بينهما.[1]

كما قسّم علماء الأمّة الإسلاميّة سور القرآن الكريم إلى سورٍ مدنيّةٍ وسورٍ مكّيّة، وذلك حسب الموضوعات الّتي تتحدّث عنها السّور وحسب الفترة الّتي نزلت بها سور القرآن، فالسّور المكّيّة هي ما نزل في مكّة المكرّمة وما حولها، أمّا السّور المدنيّة هي ما نزل في المدينة المنوّرة وما حولها، ووضع عثمان بن عفّانٍ ترتيباً لسور القرآن الكريم بعد أن جمع القرآن الكريم وبقي حال السّور وترتيبها كما هو حتّى هذا اليوم والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني

ما هي السورة التي سميت باسم وقت من أوقات الزمن

إن السورة التي سميت باسم وقت من اوقات الزمن هي سورة الضّحى، وهذا السّؤال قد طرح بكثرةٍ وكان له العديد من الإجابات لكنّ الأنسب والأصحّ كان سورة الضّحى، فقد ورد في القرآن الكريم العديد من السّور الّتس سمّيت باسم وقتٍ من أوقات الزّمن ومنها سورة الليل وسورة الفجر وسورة الجمعة، وفي هذه السّور قد أقسم الله -جلّ جلاله- بالزّمن، وهذ الامر خاصٌّ به ولا يجوز لأحدٍ الإقسام بالزّمن أو أيّ شيءٍ آخر إطلاقاً.[2]

وقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الحلف والقسم بغير الله تعالى، وعدّ ذلك من الشّرك والعياذ بالله، وقد ورد ما يثبت ذلك في الأحاديث الشّريفة، وسورة الضّحى الّتي سميّت بهذا ااسم هي من السّور الخاصّة بالرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- فهي تخاطب الرّسول بشكلٍ مباشرٍ في جميع آياتها، كما حملت في معانيها الكثير من الفوائد والدّروس والأحكام،  والله ورسوله أعلم.[2]

سورة الضحى

هي سورةٌ مكّيّة النّزل حسب اتّفاق علماء الأمّة الإسلاميّة، وقد بلغ عدد آياتها إحدى عشرة آيةً كريمة، وهذه السّورة تحمل المعاني البليغة و الدّروس والمقاصد العظيمة، وسمّيت سورة الضّحى بهذا الا سم وذلك لأنّها الله -جلّ وعلا- قد افتتحها بالقسم بالضّحى والّذي كما سبق وورد أنّه اسم وقتٍ من أوقات الزّمن، وكذلك قد ورد في سبب نزول هذه السّورة العظيمة أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فتر عنه الوحي فترةً ليست بالقصيرة في بداية الدّعوة بعد بعثته بمدّة، فحزن واشتاق إليه وقيل أنّه قد أصابه المرض إثر ذلك.[3]

فبدأت قريشٌ بحملةٍ كبيرةٍ تكذّب الرّسول وتفتري عليه بأنّ ربّه قد تخلّى عنه وتركه وحيداً، فزاد عليه ذلك مصابه وأصابه بالهمّ والكدر، فأنزل الله تعالى الوحي عليه بسورة الضّحى، ليخبره ويبشّره بأنّه ليس وحيداً ، وأنّه -سبحانه وتعالى- لم يتركه وحده في هذا الطّريق، وأخبر الله -تبارك وتعالى- رسوله بأنّه هو راعيه منذ طفولته وهو مؤنسه في يتمه وحزنه، وهو معينه على مواجهة الصّعاب في أيّامه القادمة ، وهو ناصره وكافيه وحسبه على أذى المشركين وظلمهم وطغيانهم والله أعلم.[3]

دلالات تربوية على سورة الضحى

تضمّنت سورة الضّحى العديد من المقاصد والنّقاط الهامّة الّتي يجب أن يفهمها ويدركها الإنسان طوال حياته، وخاصّةً عند مواجهة العقبات والصّعاب، وعندما يسكن الهمّ القلب فيكدره، فمن مقاصد سورة الضّحى وغاياتها ما يأتي:[4]

• أنّ الدّنيا دار ابتلاء وامتحان، وكلّ إنسانٍ يبتليه الله -سبحانه وتعالى- على قدر محبّته له ومكانته عنده.
• وكذلك أنّ البلاء والابتلاء من سنن الله -سبحانه وتعالى- والّتي من غير الممكن أن تتغيّر أو تتبدّل.
• كما أنّ على المسلم شكر الله -تبارك وتعالى- على نعمه وفضله، وبيّن هذا الأمر بذكر بعضاً من فضله ونعمه على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
• أنّ من واجب المسلم الاعتناء والرّحمة بالفقراء والمساكين والأيتام، وأنّ في الفضل الّذي رزقه الله إيّاه حقٌّ معلومٌ لهم.
• ذكّر الله -سبحانه وتعالى- النّبيّ بيتمه وفقره وهو صغير، وأنّه قد كرّمه وأغناه بعد فقره ورعاه في يتمه وحاجته وحفّه بالعناية والمحبّة.
• أنّ الآخرة وما فيها من خيرٍ وفضلٍ،أفضل من الحياة الدّنيا الفانية ومافيها.
• بيان تكريم الله تعالى لرسوله الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- بالفضل الّذي أحاطه به والعطاء الّذي مدّه به.
• دحض افتراءات المشركين وتكذيب أقوالهم بأنّ الله تعالى قد ترك نبيّه وحده وقطع عنه الوحي.

تفسير سورة الضحى

تحمل سورة الضحى بين كلماتها الكثير من المعاني العظيمة والبليغة، فما ورد في  تفسير سورة الضّحى حسبما جاء عن علماء التّفسير، أنّ الله تعالى قد افتتح سورة الضّحى بالقسم، حيث أقسم بالصّباح المنير بعد ظلمة اللّيل وانقضاء الفجر، وكذلك قد أقسم بوقت اللّيل الّذي يأتي بعد صخب النّهار فيسكن فيه النّاس وينامون بعد ضجّة النّهار وتعبه، وأقسم بنفسه بأنّه هو الّذي سيرزقه بالرّاحة والسّكينة وهو الّذي سيزيل همّه وحزنه وكدره.[5]

كما سأل الله -سبحانه وتعالى- ووجّه السّؤال لرسوله الكريم أليس الله هو الّذي اعتنى به ورعاه في طفولته، وهو الّذي هداه إلى الصّراط المستقيم، وهو الّذي أغناك بعد الفقر وأعطاك من فضله ونعمه، ومن بعدها أمر رسوله الكريم بأن لا يقهر الأيتام بل يعاملهم بلينٍ ورحمةٍ ولطف، كما أمره أيضاً بإكرام السّائلين وإطعامهم وعدم زجرهم، وفي نهاية السّورة أمر الله -تعالى- نبيّه بأن يحدّث النّاس بالنّعم الّتي رزقه إيّاها وألّا يخفيها والله ورسوله أعلم.[5]

ما هي السور التي سميت باسم وقت من أوقات الصلاة

سمّيت بعض السّور باسم أوقات الصلاة، وإنّ تسمية السّور تعود إلى عهد الصّحابة الكرام فهم من اجتهد في هذه المسألة، فكانت تسمية السّور غالباً بحسب ما تفتتح به كلّ سورة، والسور الّتي سمّيت بأسماء أوقات الصّلاة هي:[6]

• سورة الفجر: وهي سورةٌ مكّيّة النّزول وذلك باتّفاق أهل العلم، وهي عاشر السّور المنزّلة على النّبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- ويبلغ عدد آياتها اثنين وثلاثين آيةً كريمة.
• وكذلك سورة العصر: وهي سورةٌ مكيّة بقول جمهور العلماء المسلمين، ويبلغ عدد آياتها ثلاث آياتٍ فقط، فهي من قصار السّور، وترتيبها حسب النّزول هو الثّالث عشر.

شاهد أيضاً: ما هي السورة التي تسمى عروس القرآن

ما هي السورة التي سميت باسم وقت من أوقات الزمن السؤال الذي طرحه عنوان المقال وكانت الإجابة أنّها سورة الضحى، كما ذكر معلوماتٍ وفيرةٍ عن سورة الضحى كتفسيرها، ومقاصدها، وكذلك قد ذكر أسماء السّور الّتي سمّيت باسم أوقات الصلاة.