من أين يستخرج الملح

من أين يستخرج الملح فالملح هو مادة طبيعية ومتوفرة في عدة أماكن من العالم، وتعد عملية استخراج الملح من العمليات الهامة، فجميع المواد الطبيعية التي تتوافر في الطبيعة الأم، هي مواد غير صالحة للإستخدام بشكل مباشر من قبل الإنسان، ولذلك تنشط هذه الصناعة في الوقت الحالي، وذلك نظراً لأهمية هذه المادة في حياتنا ونظامنا الغذائي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على الملح وأماكن استخراجه المختلفة، كما سنتعرف على أنواع الملح المعروفة وطريقة تحضير ملح الطعام.

الملح

الملح هو من أقدم أنواع المواد التي عرفها الإنسان، وتعرف باسم كلوريد الصوديوم، حيث أنه  يتكون من 40٪ صوديوم و 60٪ كلوريد، وبالرغم أن الكثير من الناس لا يعرف عن الملح سوى الملح الذي نستخدمه مع الطعام، إلا هناك أنواع كثيرة منه، ولها استخدامات مختلفة، ويتكون الملح بشكل عام من بلورات بيضاء متفتتة وقابلة للذوبان، وهو أحد أكثر المعادن وفرة على هذا الكوكب، حيث أنه يوجد بكميات غير محدودة سواء في الأرض اليابسة أو في المحيطات، وقد عرف الإنسان القديم الملح في عدة استخدامات غير الاستخدامات الحديثة في عصرنا الحالي، ففي العصور السابقة، استخدم الإنسان الملح لتغطية الجثة الميتة لحفظها، وذلك من حيث أن البكتيريا لا تنمو ولا تزدهر فيه، وكذلك الأمر بالنسبة للمحللات.[1]

شاهد أيضًا: فوائد الملح الخشن للبشرة والشعر

من أين يستخرج الملح

يستخرج الملح عادة من مياه البحار أو قاع المحيطات أو من المناجم التي تبحث عن رواسب الملح الجوفية أو من الصخور الملحية، ويعد الملح من المواد الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها وتدخل بشكل مباشر وأساسي في جميع الصناعات الغذائية إضافة إلى الاستخدامات الأخرى، كما أن الملح هو مادة مصنعة بحد ذاتها، فقد يتم معالجتها وتكريرها لبعض الاستخدامات المعينة، وقد يستخدم الملح بصيغته الخام، أو يتم إضافة بعض المواد الأخرى، مثل اليود الذي يتم إضافته إلى ملح الطعام.[1]

من أين يستخرج الملح الصخري

يعتبر مصطلح الملح الصخري هو الاسم الشائع ل الهاليت، ويستخرج الملح الصخري من كافة أنحاء العالم التي كانت تمتلك أي نوع من المسطحات المائية المالحة، فالملح الصخري هو عبارة عن رواسب ملحية للملح الذي ينتمي إلى هذه المسطحات المائية، بما في ذلك البحيرات الجافة والبحار الداخلية والخلجان ومصبات الأنهار المغلقة في المناطق القاحلة من العالم، ويعود الملح الصخري إلى أزمنة مختلفة من الماضي الجيولوجي للأرض، ويمكن استخراج الملح الصخري أيضاً من الصحراء الملحية، كما هو الحال في صحراء الملح الأمريكية.[1]

كيف يتم الحصول على الملح من ماء البحر؟

قبل توفر الأجهزة والمعامل الحديثة لصناعة ومعالجة الملح في الوقت الحالي، كان الملح البحري تاريخياً أحد أهم مصادر الملح الذي استخدمه البشر، وعادة يتم استخلاص وحصاد الملح بعدة طرق، ومن أهم تلك الطرق:[2]

  • استخراج الملح بالتبخر: وهي من أكثر الطرق البدائية التي استخدمها الإنسان القديم والتي ما زالت قائمة إلى حد الآن في بعض البلدان، حيث يتم وضع مياه البحار في برك أو بحيرات صغيرة للغاية وتسمى الملاحات، ويجب أن تكون الملاحات معرضة لأشعة الشمس، ومع مرور الوقت، يتبخر الماء ليبقى الملح قابعاً في الأرض.
  • استخراج الملح بالتقطير: وهي عملية بسيطة يمكن تنفيذها في المنزل، وببساطة، تتم هذه الطريقة بغلي ماء البحر في قدر مغطى وشبه مكشوف، حيث أن الماء سيتبخر ويصطدم بالغطاء ليتم تقطيره في وعاء آخر، ويبقى الملح في القدر، والسبب في نجاح هذه العملية، أن درجة غليان الملح أعلى بكثير من درجة غليان الماء، ولذلك لا يتبخر الملح مع الماء. 
  • استخراج الملح بالتناضح العكسي: ويتم ذلك عن طريق دفع الماء من خلال مرشح قابل للنفاذ،  مما يؤدي إلى زيادة تركيز الملح  على المرشح مع دفع الماء للخارج، وتعد هذه الطريقة من الطرق المكلفة في عالم صناعة الملح، وذلك لإن مضخات التناضح العكسي غالية الثمن، ولذلك هي قليلة الاستخدام على المستوى الصناعي، وتستخدم بالنوادر في المنزل.
  • استخراج الملح بالغسيل الكهربائي: وتتم هذه العملية عن طريق وضع أنود سالب الشحنة وكاثود موجب الشحنة في الماء، بحيث يفصل بينهما غشاء مسامي، وبعد تطبيق تيار كهربائي على الأنود والكاثود، سوف يجذبان أيونات الصوديوم الموجبة وأيونات الكلور السالبة.

استخراج الملح من المناجم

الملح الذي يتم استخراجه من مناجم التعدين، هو ذاته الملح الصخري الذي يتم جمعه من المسطحات المائية الجافة والمترسبة، ولكن الملح الذي يستخرج من المناجم، لم يتراكم على سطح الأرض مثل الملح الصخري، وإنما يتم استخراجه من تحت سطح الأرض، وخاصة في عمق المحيط، حيث تترسب طبقات الملح في قعره، وتتم عملية التنقيب من خلال الآلات الحديثة، التي تستطيع الوصول حتى أعماق 400 م تحت سطح الأرض، وبعد الحصول على الملح، يتم نقله إلى المصانع لمعالجته.[2]

استخراج الملح عن طريق التعدين بالمحلول

تنتمي هذه العملة إلى عملية التعدين من مناجم الملح، فبعد الكشف عن مكامن الملح الباطن وحفر البئر للوصول إليه، يتم دفع الماء تحت الضغط إلى حفرة البئر المحفورة في أعمق نقطة من قاع الملح، وعندها يذوب الملح، فيحول الماء إلى محلول ملحي ويحفر خندق أو كهف في طبقة الملح، وعندها، يتم ضخ المحلول الملحي مرة أخرى إلى السطح لنقله إلى محطة التنقية، حيث تتم إزالة الكالسيوم والمغنيسيوم والشوائب الأخرى قبل البدء في عملية تبخير المحلول الملحي.[2]

كيف يصنع ملح الطعام

بعد نقل الملح من مواطن استخراجه، يدخل في حيز التصنيع، وتتم هذه العملية في معامل كبيرة مع معدات ضخمة ومعقمة، وخاصة في مراحله الأخيرة، وتبدأ هذه العملية بتنقية الملح من الشوائب، حيث أنه داخل المصانع، يوجد مختبرات تقيس مستويات الشوائب والمعادن الأخرى، وبعد التخلص منها، يتم وضع الإضافات الأخرى التي تعد مهمة للغاية، ومن حيث أن النسبة الأكبر من الملح هي 97% من كلوريد الصوديوم، فإن باقي الإضافات تشكل 3% فقط، ومن هذه الإضافات:[3]

  • اليود: وتشمل مكونات اليود المضاف إما يوديد البوتاسيوم، يوديد الصوديوم أو يودات الصوديوم، ويعتبر اليود هام جداً في الملح، وذلك لإنه يحمي من الكثير من الأمراض الخطيرة، ومن أهمها التخلف الذهني والفدامة عند الأطفال وقصور وتضخم الغدة الدرقية.
  • عوامل مقاومة التكتل: وذلك لمنع الحبوب من الاتصاق ببعضها، ومن أشهرها سيليكات الكالسيوم أو سيليكات الصوديوم وغيرها الكثير.
  • سكر العنب: والذي يستخدم لتثبيت اليود في الملح، ومنع انفصاله عن ذراته.
  •  فلوريد الصوديوم: وهو عنصر مهم من حيث أنه يساهم في منع تسوس الأسنان.
  • البوتاسيوم: والذي يساهم مع الصوديوم في الحفاظ على توازن الكهارل في جسم الإنسان.
  • الأملاح المعدنية: مثل أملاح الحديد واليوديد، ومن أهمها فومارات الحديدوز، وهو عنصر هام في منع فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • حمض الفوليك: المتمثل بفيتامين ب 9، ويساهم بشكل كبير في منع عيوب الأنبوب العصبي وحالات فقر الدم عند الرضع، كما أنه يساهم بشكل فعال بمنع التشوهات الخلقية الشائعة أثناء الحمل.

هل ملح الطعام قلوي؟

يعتبر ملح الطعام مركب محايد، وهذا يعني أنه ليس مركب حمضي ولا قلوي، حيث أن مستوى الأس الهيدروجيني لملح الطعام العادي، يبلغ حوالي 7 فقط، وبالتالي هو ضعيف من حيث حموضته وقاعدته، ونتيجة لذلك، يعتبر ملح الطعام آمنًا نسبيًا للاستهلاك في نظام غذائي منخفض الحموضة طالما أنه معتدل، ولا يسبب تفاقم أعراض ارتجاع المريء، كما أن الصوديوم الذي يحتويه، مهم للعديد من العمليات التي تحدث في الجسم، كما أن الصوديوم مع البوتاسيوم، يساهمان في الحفاظ على توازن الكهارل في جسم الإنسان، ومع ذلك، لا يجب تناول الملح بكميات كبيرة، فالملح مركب يحتوي على 97% من كتلته على الصوديوم، وهذا يزيد من ضغط الدم وقد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.[3]

شاهد أيضًا: لفصل الملح عن الماء نستخدم

أنواع الملح

يوجد أنواع كثيرة من الملح الذي يتم استخدامه في الوقت الحالي، وغالباً ما يؤثر المصدر الذي تم أخذ الملح منه في تركيبة وشكل ذرات الملح، ومن أشهر أنواع الملح المعروفة:[3]

  • ملح الطعام: وهو الملح المكرر، ويعد الأكثر استخداماً وشيوعاً في العالم، ويتميز بقوامه الناعم جداً، كما أنه معقم بشكل صحي.
  • ملح البحر: وقوامه خشن، ويوصف بأنه أقل استخداماً، فهو غير مكرر وقد يحتوي على الشوائب، إضافة إلى نسب من المعادن الأخرى.
  • ملح الهيمالايا الوردي: وأمبر استخراج واستخدام له في باكستان الآسيوية، وغالبًا ما يحتوي هذا الملح على كميات ضئيلة من أكسيد الحديد، وهذا ما يمنحه اللون الوردي.
  • ملح الكوشر: ويتميز بأنه يمتلك بنية قشرية خشنة عن باقي أنواع الملح الأخرى، كما أن نكهته ومذاقه مختلفة عن غيره.
  • ملح السلتيك: وهو بالأصل نوع من ملح البحر، ويستخدم غالباً في أوروبا وخاصة فرنسا، ويتميز بلونه الرمادي وقوامه الرطب، فهو يحتوي على القليل من الماء

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من أين يستخرج الملح والذي تعرفنا من خلالها على مادة الملح وأماكن استخراجها في الطبيعة الأم، كما تعرفنا على كيفية صنع ملح الطعام وما هي المواد التي يحتويها وما هي أنواع الملح الأخرى.

المراجع

  1. britannica.com , salt , 13/12/2021
  2. salz.ch , Extracting salt , 13/12/2021
  3. thoughtco.com , What Is Table Salt? , 13/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *