من هم الصابئون المذكورين في القران الكريم

من هم الصابئون المذكورين في القران الكريم، القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى-، المُنزل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، المعجز بلفظه، المتعبّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، ومن خلالِ موقع المرجع سندرجُ معنّى كلمةُ الصابئّة الواردُ ذِكُرُها في سورة البقرّة.

من هم الصابئون

تَحدثَ القرآنُ الكريّم عنْ قصصِ الأقوامِ السابقّة، وذكرَ دياناتّهُم، ومن بينَهم الصابئة، حيثُ قال الله -سبحانهُ وتَعالى-:  (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[1]، وصَبَأ أي خرجُ من دين إلى ديّن، والصابئَةُ مُصطلحٌ يشيرُ إلى قوم زعموا أنّهم على دينِ نوح -عليّه السلام-،[2] وقيّل أنّهم أتباعُ إبراهيم -عليّه السلام-،[3] وقد يكون إطلاق اسم الصّابئة عليهم بسبب أنّهم كانوا يتّبعون شريعة أحد الأنبياء ثمّ حرّفوها وغيّروا فيها، فكأنّهم خرجوا من دين إلى دين.

شاهد أيضًا: من هم الخراصون الذي تم ذكرهم بالقرآن

هل الصابئة ديانة سماوية

تَعددتْ أقوالُ الفقهاء والمُؤرخيّن في أصلِ الصابئة، حيث أنّهمْ ذُكروا عدّة مرّات في كتابِ الله من غير تفاصيل كثيرة حول مكان وزمان وجودهم، وتفاصيل عقيدتهم وطقوسهم، وقد قيّل إنّهم قوم لا دين لهم، وقيل: بل هم عبدة الملائكة، وذهب ابن خلدون إلى أنّهم عبدة الكواكب، وقيل إنّهم موحّدون لا نبيّ لهم ولا كتاب، وتُشيّرُ آيات القرآن الكريّم إلى أنّه كان أوّل أمرهم أتباعًا لأحد الأنبياء، وبالتالي أصحاب دين سماويّ، وذلك من تكرّر ذكرهم مع اليهود والنصارى وهم أهل كتاب، وتحديد مصطلحٍ خاصٍ بهم هو “الصابئون”، لكنّهم أشركوا وحرّفوا دينهم، كما أنّ قُريّشَ اعتادت على نعت المسلمين بالصّابئة أو الصّباة، وهذا يشير إلى أنّ الصابئ في عقليّة القرشيّ المشرك هو الموحدّ، وأنّهم وصفوا الموحّد بالصّابئ لخروجه عن دين قريش، كما يدلّ وصف ابن حزم لبعض عباداتهم أنّ لهم أصلا سماويًا، فهو يذكر أنّ الصّابئين يصلّون خمس صلوات في اليوم والليلة باتّجاه الكعبة المشرّفة، ويصومون رمضان، ويحرّمون الميتة والدّم ولحم الخنزير وما ذُبح لغير الله -تعالى-.

عقيدة الصابئون

تنقسّمُ عقيّدةُ الصابئة إلى قسميّن مُختلفيّن، وهُم الصابئة المُوحدون الذين كانوا يُؤمنون بالله -سبحانهُ وتعالى-، والصابئة المشركون وهُم عبّدةُ النجومِ والكَواكِب، حيثُ كانَ باعتقادهم أنّها أقربُ الكائناتِ لله -تعالى-، ويعتقدونَ بوجود أكثر من قوّة مدبّرة للكون، ولكنّ واحدةً من هذه القوى هي القوّة العظمى،  ويجعل الصّابئة لكل كوكبٍ أو نجمٍ مقدسٍ تمثالاً، ويقدّسون مظاهر الطّبيعة المختلفة، كالنّار والشّهب، لأنّهم يعتبرونها مرتبطةً بالكواكب التي يعبدونها، وتتضمن عقيدة الصّابئة أمورًا فلسفيّة متعلقة بظواهر الكون وحركة الكواكب، فهم يعتقدون أن الكواكب تؤثّر في الأشياء في ظروفٍ معيّنة.

شاهد أيضًا: معنى القدير الذي يرى ويبصر كل شيء

مواقع تواجد الصابئون

يتواجدُ الصابئونَ على ضفافِ نهريّ دجلة والفُراتْ، ويتواجدونَ في عدد من مُدنِ العراق مثل بغداد وكركوك والموصل والسليمانيّة، كما ينتشرون على ضفاف نهري الكارون والدز، ويتواجدون في بعض مدن إيران السّاحليّة خاصّة، كالمحمرة.

إلى هُنا نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا من هم الصابئون المذكورين في القران الكريم، حيثُ سلطنَا الضوءُ على منْ هم الصابئون من جميّع المصادرِ والأدلة التي جاءت في تفسيّر ذلكَ لمُختلفِ الآياتِ والكتب.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 62
  2. shamela.ws , كتاب لسان العرب , 15/05/2022
  3. shamela.ws , المفصل في كتاب لسان العرب

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *