من هو الصحابي الذي حج سرا وقصة حجه في السر
جدول المحتويات
من هو الصحابي الذي حج سرا هو السّؤال الّذي يشكّل محور هذا المقال. فقد فضّل الله -سبحانه وتعالى- الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم على بقيّة النّاس. و كذلك شهد لهم رسول الله بأنّهم خير القرون وأفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل، وإنّ مكانتهم عند الله تعالى رفيعةٌ وعظيمةٌ في الدّنيا والآخرة. ويساعدنا موقع المرجع في معرفة من هو الصّحابي الذي حج سرا، وما هي القصّة والسّبب وراء ذلك.
فريضة الحج
فريضة الحج هي خامس أركان الإسلام وآخرهم. وهي زيارة البيت الحرام وأداء مناسك مخصوصةٍ، وبصفة مخصوصةٍ ووقت ٍمعيّن. وقد فرض الله تعالى الحجّ على المسلمين وأمرهم به ولو مرّةً واحدةً في العمر فقط. كما رحمهم وخفّف عنهم حيث أمر من كانت لديه المقدرة والاستطاعة على الذّهاب للبيت الحرام، على سبيل المثال: توافر المال للسّفر والزّاد، والصّحة الكاملة لتجنّب المرض وتعب الأسفار. و كذلك فإنّ الله -سبحانه وتعالى- قد عدّ من ترك الحجّ وهو مستطيعٌ وقادر بأنّه كافرٌ بالله تعالى. ومعارضٌ لأمره وعاصيٌ له، وثبت ذلك في قوله جلّ وعلا: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.[1]
كذلك لفريضة الحجّ أجرٌ عظيمٌ وخير كثير في الدّنيا والآخرة، فالحجّ من أفضل الأعمال الّتي تقرّب من الله تعالى. وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بعضٍ من حديثه الشّريف، أنّ في الحجّ عتقٌ من النّار وغفران للذّنوب جميعها. وما جزاء الحجّ إلّا جنّات النّعيم في الآخرة. و كذلك من فضائل الحجّ المبرور النّجاة من الفقر والآثام، ويستجيب الله تعالى كلّ من دعاه وهو بيته الحرام ويعطيه ما يريد وما يسأل، وللحجّ منافع وفوائد عظيمةٌ تعود على المجتمع والعالم الإسلاميّ كاملاً. ومنها أنّه يذكّر النّاس بيوم الحشر والحساب، كما يذكّرهم بأنّهم جميعاً متساوون. وكذلك أنّهم جميعهم إخوةٌ ولا فرق بينهم. والله أعلم.[2]
من هو الصحابي الذي حج سرا
إنّ الصحابي الذي حج سرا هو الصّحابيّ الجليل وسيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه. وحدث ذلك عندما ترك جيش المسلمين في العراق، بعدما ضمن الانتصار على المشركين في المعركة وسقوط جيوشهم. فترك الجيش ولحق بالحجّاج في مكّة المكرّمة. وحجّ دون إذن خليفة رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أبا بكرٍ رضي الله عنه، ولم يتعرّف عليه أحدٌ حينها.
فقد عرف عن سيف الله المسلول بأنّه رغم انشغاله بالجهار والمعارك، إلّا أنّه كان محافظاً على عباداته وأدائها على أكمل وجهٍ دون نقص، وعرف أيضاً بحبّه الشّديد لذلك، فلحق موسم الحجّ وحجّ سرّاً، وقد عدّ عمر بن الخطّاب بأنّ حجّه دون استئذان الخليفة أمراً عظيماً لا يجوز التّغاضي عنه، فلا يجوز ترك جيش المسلمين دون قائدٍ، وخاصّةً في تلك الفترة الّتي كثرت فيها الأزمات السّياسيّة والحروب ضدّ الفرس والرّوم معاً. و كذلك قد ذكرت قصّة حجّه سرّاً في كتاب البداية والنّهاية لابن كثير والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي قتلته الجن وما السبب
خالد بن الوليد
خالد بن الوليد، هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ، أشهر وأبرز القوّاد في العالم الإسلاميّ، وقد لقّبّه رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بسيف الله المسلول، فقد أعطاه الله تعالى الحنكة والفطنة والقدرة على دخول المعارك والنّصر فيها. فخالد -رضي الله عنه- لم يقد معركةً ولا غزوةً إلّا وانتصر فيها على عدوّه. فسمّي بسيف الله المسلول الّذي سلّه الله تعالى على الكفرة والمشركين وأعداء الإسلام.[3]
ولد خالد بن الوليد في مكّة المكرّمة، وكان مناصراً للمشركين في بداية انتشار الإسلام. وحتّى بعد الهجرة المباركة. كما شارك في العديد من المعارك ضدّ المسلمين، فهو من حوّل نصر المسلمين في غزوة أحد إلى هزيمة ٍبعد أن قتل الرّمان والتف حول جيش المسلمين، كما أنّه كان قائداً على الخيّالة الّتي وقفت لمواجهة المسلمين عند عقد صلح الحديبية، وكان لخالد بن الوليد رضي الله عنه بعد إسلامه الكثير الأدوار العظيمة الّتي أدى فيها مهمّاته بكلّ إخلاصٍ وعزيمةٍ وصدق.[3]
فكانت على يديه فتح بلاد فارس والشّام، كما شارك أيضاً في حروب الرّدّة في عهد خليفة رسول الله أبو بكر ٍالصّدّيق. و كذلك قد صحّت قصّةٌ عنه أنّه كان قد احتفظ بشعر ناصية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قلنسوته، فكان يأمل فيه ويتفائل عند خوضه الحروب، وقد حدث في معركة اليرموك أن ضاعت قلنسوته، فأمر بالبحث عنها وأتعب النّاس بذلك الأمر، فعاتبه الخليفة على فعلته، فأخبره بأنّ القلنسوة فيها بعضٌ من شعر النّبيّ وأنّه كان يحتفظ به ويستنصر به والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي لقب بداهية العرب
نشأة خالد بن الوليد
ولد سيف الله المسلول خالد بن الوليد في مكّة المكرّمة، وكان ذلك سنة خمسمائةٍ واثنين وتسعين للميلاد، وقد كان ابناً لأحد أسياد قريشٍ ومن أشرافها، كما عرفت مكانته العظيمة بين قومه ونسبه الرّفيع، وثراءه العظيم، وأعطته قريشٌ لقباً في الجاهليّة وهو ريحانة قريش. وذلك لأنّه كان يكسو الكعبة عاماً، وقريشٌ بأكملها تكسوها عاماً آخر.[3]
وكذلك قد كان -رضي الله عنه- كريماً جوداً، يطعم النّاس في مواسم الحجّ وعند اشتغال سوق عكاظ، وإنّه قد اتّسم بالمهارة العالية في الفروسيّة، فقد تعلّمها منذ صغره وبرع فيها، وكانت لديه القدرة على القتال بسيفين في وقتٍ واحدٍ، مع القدرة على قيادة الفرس بالرّجلين. ولم يكن يتمتّع بهذ القدرة إلّا هو والزّبير بن العوّام رضي الله عنهما، ومهارته في الفروسيّة وبراعته فيها هي من أبرز المقوّمات الّتي جعلته قائداً من قواد فرسان قريش وجيوشها.[3]
إسلام خالد بن الوليد
جاء إسلام خالد الوليد متأخرّاً، فقد أسلم في صفر من العام الثّامن للهجرة المباركة. وكان ذلك بعد أن أسلم أخوه الوليد بن الوليد رضي الله عنه، وقد أسلم بعد أن كتب له أخاه رسالةً ذكر فيها ما قاله عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد سأل عنه أخاه الوليد عندما اعتمر عمرة القضاء. وكذلك قد تعجّب لإعراضه عن الإسلام حتّى الآن وهو صاحب ذكاءٍ وفطنةٍ. ويعرف التّفريق بين الحقّ والباطل.[3]
حيث قال -عليه الصّلاة والسّلام- عنه أنّ ما مثله من جهل الإسلام. ولو جعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيراً له، ولقدّمناه على غيره، وعندما قرأ خالد بن الوليد رسالة أخيه الوليد، سرّ بشدّة لما قاله رسول الله عنه، فانطلق إلى المدينة مع عثمان بن طلحة وعمرو بن العاص. يريدون أن يسلموا فاستقبلهم رسول الله وأسلموا على يده في أوّل يومٍ من صفر في السّنة الثّامنة للهجرة والله أعلم.[3]
قصة حج الصحابي خالد بن الوليد في السر
إنّ الصحابي الذي حج سرا هو خالد بن الوليد. وكان ذلك دون استئذان الخليفة، وكان ذلك في عهد خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، وذلك كان بعد أن انتصر على الفرس وهزمهم في أرضهم. فترك جيشه وأسرع ليلحق فريضة الحجّ قبل أن ينقضي وقتها. وحجّ سرّاً ولم يتعرّف عليه إخوانه المسلمون ولا الخليفة الّذي كان يؤدّي فريضة الحجّ في بيت الله الحرام رضي الله عنه، فأدّى مناسك الحجّ وعاد على الفور ليترأس جيش المسلمين الذي تركه في الحيرة في العراق. وعندما علم الخليفة أبو بكر عاتبه على ذلك عتاباً شديداً والله أعلم.[4]
صفات خالد بن الوليد
لسيف الله المسلول خالد بن الوليد الكثير من الصّفات العظيمة. الّتي جعلته من أعظم القوّاد الّذين قادوا جيوش المسلمين، على مرّ التّاريخ. و كذلك استحقّ بها اللّقب الّذي أطلقه عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو لقب سيف الله المسلول. ومن صفاته:[5]
- الأخلاق الحسنة والحميدة.
- كذلك الحنكة في المجال العسكريّ.
- والذّكاء والفطنة.
- وكذلك البراعة في الفروسيّة.
- والكرم والجود.
- وكذلك اتّخاذ القرارات الصّائبة.
- التّضحية والفداء في سبيل الله.
- الشّجاعة الفائقة.
- كذلك عمق التّفكير في كلّ الأمور.
وفاة خالد بن الوليد
إنّ بيان من هو الصحابي الذي حج سرا على أنّه خالد بن الوليد. يقتضي الخوض في ذكر وفاة خالد بن الوليد. فقد توفّي سيف الله المسلول خالد بن الوليد في بلاد الشّام. وتحديداً في حمص. وكان ذلك في السّنة الحادية والعشرين للهجرة المباركة. وعندما كان يحتضر دمعت عيناه ثمّ انسابت الدّموع منها بحرقةٍ حزناً، لأنّه سيموت على فراشه. وهو الّذي لطالما اشتاق للشّهادة. وتمنّاها أثناء الحروب والمعارك والغزوات الّتي خاض فيها.[6]
شاهد أيضًا: معلومات عن الصحابي زيد بن حارثة
من هو الصحابي الذي حج سرا وهو خالد بن الوليد القائد المسلم المخزوميّ. والّذي اشتهر كأبرز القادة حنكةً وبراعةً في المجال السّياسيّ. وقد ذكر المقال سيرته وبعض المعلومات عنه، كمال ذكر قصّة حجّه سرّاً بعد ترك جيشه في العراق للّحاق بموسم الحجّ.
المراجع
- سورة آل عمران , الآية 97
- alukah.net , فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعهما , 07/03/2021
- islamweb.net , من الذي وضع حدود مكة ؟ ومن الذي حج سرا ؟ , 07/03/2021
- islamstory.com , خالد بن الوليد , 07/03/2021
- islamstory.com , فتح بصرى , 07/03/2021
- alukah.net , جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد , 07/03/2021
- islamstory.com , خالد بن الوليد , 07/03/2021
التعليقات