من هو عميد الأدب العربي

من هو عميد الأدب العربي في القرن الماضي والذي استطاع أن يقدم أفكارًا هامة أثرت في مسيرة الأدب العربي واجتاز محنته الجسدية التي كادت أن تؤثر عليه لولا وجود زوجته التي ساندته كثيرًا، كثيرة هي منجزات عميد الأدب العربي في كتب التراث والأدب، ولذلك فإن موقع المرجع يهتم بذكر معلومات تلك الشخصية والنظر في مفصليات حياتها، من أجل الوقوف مع أهم إنجازاتها ودوافع تلك الإنحازات.

الأدب العربي

الأدب العربي هو كل الأعمال التي كتبت باللغة العربية على اختلاف أقسامها فهي موزعة ما بين الشعر والنثر وكذلك القصص والمسرحيات والنقد والرواية وغيرها، والأدب العربي ليس مرتبطًا في ظهوره بالإسلام؛ أي إنّ الأدب أقدم من الإسلام مثل الشعر الجاهلي الذي بات أنموذجًا حقيقيًا تتجسد من خلاله الفصاحة والجمال، فكانت أنواع الأدب الأخرى بمثابة الأبناء لتلك اللوحة الأولى وهي لوحة الشعر.[1]

من هو عميد الأدب العربي

إن عميد الأدب العربي هو طه حسين الأديب المصري والناقد العربي المعروف في الأوساط الأدبية الذي عاصر عمالقة الأدب من أمثال الرافعي ومي زيادة والعقاد وأحمد حسن الزيّات وغيرهم، واستطاع وحده أن يغير في مسيرة الرواية العربية وقد خرج بالكثير من الأفكار التي ما زالت حتى الآن من أكثر الأفكار جدلية، فأُلّفت كتب كثيرة في الرد عليه ومنهم من اتفق معه، ولكن أيًا يكن فقد استطاع طه حسين أن يترك إرثًا أدبيًا كبيرًا.[2]

نشأة طه حسين عميد الأدب العربي

ولد طه حسين في مصر عام 1889 ميلادي، وكان من الأشخاص الذين عُدوا رمزًا للحداثة العربية ولد في صعيد جمهورية مصر العربية وكانت بداية تعليمه في الكتّاب وهو المكان الذي كان يرتاده الأطفال من أجل التعلم قبل وحود المدارس، ولما أتقن القراءة والكتابة والحساب التحق عميد الأدب العربي بالأزهر فتعلم فيه العلوم الشرعية والأدبية، وكان قد فقد بصره في سن الثالثة من عمره أي إنه لم يلد أعمى في بداياته بل كان ذلك نتيجة تلقيه لعلاج خاطئ أدى فيما بعد لفقد بصره.[2]

شاهد أيضًا: من هو ويليام شكسبير

الحياة العلمية لطه حسين

لما أتقن طه حسين القراءة والكتابة التحق بالأزهر الشريف وقد كان من أوائل الأشخاص الذين يلتحقون بجامعة عام 1908م، وقد علق والده عليه الكثير من الآمال خاصة بعد إبداء أساتذته إعجابهم بذاكرته المتوقدة وفهمه الثاقب وعقله النير، استطاع طه حسين الحصول على درجة الدكتوراه عام 1914 ميلادي بدرجة امتياز، وبسبب آرائه المختلفة عن السائد في ذلك العصر بعثت مصر بطه حسين إلى فرنسا ليكمل هناك تعليمه، فاستطاع أن يكتب أطروحته الثانية التي تحمل عنوان “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”، ولما عاد من فرنسا عمل أستاذًا للغات الأجنبية مثل اليونانية والرومانية ثم عين بعد ذلك أستاذًا للأدب العربي وبعدها صار عميدًا للكلية.[3]

أساتذة طه حسين

لقد مر على طه حسين الكثير من الأساتذة والمعلمين ومن بينهم:[4]

• سيد المرصفي.
• محمد جاد الرب.
• محمد عبده.
• محمد بخيت.
• أحمد كمال باشا.
• أحمد زكي.

شاهد أيضًا: من هو الشاعر المخضرم

من هي زوجة طه حسين

تزوج طه حسين من الفرنسية سوزان بريسو التي أخذت لقبه فيما بعد لتكون سوزان حسين وقد رافقته في حياته قرابة ستين عامًا فكانت تقرأ له ويستمع إليها، وقد ولدت سوزان بريسو سنة 1895م وهي مسيحية كاثوليكية وقد تعرفت على طه حسين حين أخذت دور القارئ له الذي يحتاج إلى من يقرأ المعلومات عليه من أجل إتمام أبحاثه ودراسته، وقد ألّفت عقب موت طه حسين كتابًا سمّته “معك” تحدثت فيه عن حياتها مع حسين.[5]

طه حسين والأدب الجاهلي

لقد كان لطه حسين آراء غاية في الجرأة وخاصة في كتابه الذي ألفه “في الأدب الجاهلي” وقد ناقش في هذا الكتاب قضية الشعر في الأدب الجاهلي وذكر أنه منحول ومكذوب وكله قد كُتب بعد الإسلام ونسب للجاهليين، وقذ أثار حفيظة الأدباء العمالقة في ذلك الوقت من أمثال الرافعي ومحمد لطفي ومحمد الخضري الذين سجلت مناظراتهم الأدبية في طيات الكتب خاصة أن طه حسين في كتابه ذاك تجرأ على القرآن والإسلام وقد رفعت الدعاوي القضائية عليه ولكن صدرت براءته ذاكرين أن قصده لم يكن الإساءة.[6]

شاهد أيضًا: من هو حاتم الطائي ولماذا قيل أكرم من حاتم الطائي

مؤلفات طه حسين

لقد استطاع طه حسين أن يترك إرثًا أدبيًا كبيرًا، ومن أهم مؤلفاته:[3]

• الأيام.
• أدبنا الحديث ما له وما عليه.
• الأديب.
• الشيخان.
• المعذبون في الأرض.
• بين بين.
• تجديد ذكرى أبي العلاء.
• على هامش السيرة.

جوائز طه حسين

لقد استطاع طه حسين عبر مسيرته الأدبية من الحصول على الكثير من الجوائز أهمها:[7]

• جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
• جائزة الدولة في الآداب.
• جائزة حقوق الإنسان.
• ميدالية منظمة اليونيسيف.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف سلسلة العبقريات في الادب العربي

وفاة طه حسين

توفي طه حسين عام 1973 ميلادي بعد أن يلغ من العمر أربعة وثمانين عامًا بعد أن قّم خدمات كبيرة للأدب العربي، وقد نعاه كثير من الأدباء من أمثال العقاد الذي قال: “فيه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي” وقال في نعوته إبراهيم مدكور: “اعتدّ تجربة الرأي وتحكيم العقل استنكر التسليم المطلق ودعا إلى البحث والتحري بل إلى الشك والمعارضة وأدخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلَّمًا من قبل أن يطبق فيها وأدخل في الكتابة والتعبير لونًا عذبًا من الأداء الفني حاكاه فيه كثير من الكُتَّاب وأضحى عميدَ الأدب العربي بغير منازع في العالم”، رحمه الله.[2]

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن شخصية طه حسين وعلمَ القارئ من هو عميد الأدب العربي مع تعريف موجز بأهم مفصليات حياته وماذا قدم للأدب العربي وكيف تعرف على زوجته وما الإرث الحضاري الذي خلفه.