من هو زوج اسماء بنت ابي بكر

من هو زوج اسماء بنت ابي بكر هو أحد الأسئلة الشّائعة التي تُطرح بين أواسط المسلمين، حيث كان للنّساء الصّحابيّات دوراً كبيراً وعظيماً في التّاريخ الإسلاميّ، منذ بداية الدّعوة وحتّى انتشار الإسلام، ومن النّسوة التي كان لهنّ أثراً كبيراً وواضحاً في الدّعوة الإسلاميّة هي الصّحابيّة الجليلة اسماء بنت أبي بكر، والتي يبحث الكثير من المسلمين عن تفاصيل حياتها المميّزة، حيث سيقدّم موقع المرجع في هذا المقال تفصيلاً عن حياة اسماء بنت ابي بكر وسيعرّف بمن هو زوج اسماء بنت ابي بكر ومن هو ابنها.

من هو زوج اسماء بنت ابي بكر

إنّ زوج اسماء بنت ابي بكر هو الصّحابيّ الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، تزوجّها الزّبير قبل الهجرة وهاجرت وهي حاملٌ بولده، وكان أوّل مولودٍ يولد في الإسلام بعد الهجرة، كان الزّبير بن العوّام فقيراً ولم يكن من أغنياء قريش ولا العرب، ولم يكن لديه سوى فرسه، فعملت أسماء على إعانته في كسب قوت العائلة، فمن هو الزبير بن العوام.

الزبير ابن العوام

الزبير هو صحابيٌّ جليل الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب الأسديّ القرشي، يعدّ الزّبير من كبار الصّحابة -رضوان الله عليهم- وأوائلهم، يلقّب بالحواري، وهو ابن عمّة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأطلق عليه هذا اللقب خاتم النّبيّين، يكنّى الزبير أبا عبد الله، وأمّه صفيّة بنت عبد المطّلب  وهو ابن أخو أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وزوجته أسماء بنت أبي بكر، كانت ولادة الزّبير في مكّة، وتوفّي والده وهو صغير فربّته أمّه تربيةً حازمة ليكون مقاتلاً ويستطيع الدّفاع عن قومه، أسلم وهو ابن ستّة عشر، وكان من أوائل المسلمين وقد تعرّض في بداية إسلامه لإضطّهاد المشركين وظلمهم، كان الزّبير عسكريّاً فذّاً وقد شهد المشاهد مع المسلمين، وأبلى بلاءً حسناً مع جيوش الإسلام.

وقد شارك مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بد وغزوة أحد وغزوة الخندق، بل حتّى أنّه لم يتخلّف عن غزوةٍ غزاها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقد كان ركناً في بناء دعائم الإسلام، وفيٌّ لا يهاب الموت فارسٌ شجاع، حتى بعد وفاة النّبيّ -صلى الله عله وسلّم- بقي الزّبير على عهده، فكان من قادة الجيوش في عهد أبي بكر، وشارك في حروب الرّدة وقاتل في الشّام، وشارك في فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب، وقد كان من السّتة أهل الشّورى الذين عيّنهم عمر بن الخطّاب ليختاروا أمير المؤمنين بعده، وكان من جملة أنصار الخليفة عثمان بن عفّان في الفتنة، ولمّا قتل عثمان ندم الصّحابة ومن بينهم الزّبير على عدم مساعدته، وانطلقوا لأخذ الثّأر من قتلة عثمان، فاشتعلت الفتنة بين المسلمين كان علي بن أبي طالب قد بويع بالخلافة، ويلتقي المسلمين في مواجهةٍ مسلحّة بعد اشتعال نار الفتنة، لكنّ الزبير انصرف بنفسه عن القتال، وعاد إلى المدينة لكنّ ابن جرموز لحقه وقتله بطعنة غدرٍ وهو قائمٌ يصلي، فكان مقتله بوادي السّباع بالبصرة، سنة ستٍّ وثلاثين للهجرة.[1]

اقرأ أيضًا: أول من سل سيف في سبيل الله

أسماء بنت أبي بكر

إنّ الزبير بن العوام -رضي الله عنه- هو زوج اسماء بنت ابي بكر -رضي الله عنها- وهي صحابيّةٌ جليلة وهي أسماء بنت عبد الله بن عثمان بن التّيمية، أمّها تقيلة بنت عبد العزّى، أسلمت في مكّة وتزوّجها الزّبير وهاجرت وهي حاملٌ منه بولده عبد الله، وكان ولدها أوّل مولودٍ يولد في الإسلام بعد الهجرة، عاشت أسماء وعمّرت إلى أن ولي ابنها الخلافة، وقد كان إسلامها متزامناً مع إسلام أبيها أبو بكر، وكانت في الرّابعة عشرة من عمرها عند إسلامها، وكان ترتيبها في الإسلام الثّامنة عشر بين الرّجال والنّساء، فهي من السّباقين إلى الإسلام، كان لها من الزّبير بن العوّام خمسة أبناءٍ ذكور وثلاث بنات، وهم عبد الله والمنذر وعاصم والمهاجر وخديجة وأمّ الحسن وعائشة، وعروة، شهدت اليرموك مع زوجها وأبلت فيها بلاءً حسناً، اشتهرت أسماء بنت أبي بكر برواية الحديث عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- فكان من جملة ما روت ستّة وخمسين حديثاً، وعرفت بالجود والكرم والمنطق والبيان، وقد توفّيت في سنة 73 هـ بعد مقتل ابنها الزّبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.[2]

لماذا سميت أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين

كانت تسمّى أسماء بن ابي بكر بذات النّطاقين وسبب التّسمية هذه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- سماها به، وذلك لأنّها هيّات له لمّا أراد الهجرة سفرةً من طعام، فاحتاجت أن تشدّها ولم تجد معها شيء، فشقّت خمارها نصفين فشدّت بنصفه السّفرة، واتّخذت النّصف الآخر منظقاً، حيث أنّه وعند هجرة المسلمين من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة، بقي أبو بكر الصّديق ينتظر هجرة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وكان أبو بكر يأخذ الزّاد والمتاع من ابنته، فلم يجد حبلاً ليربط به الزّاد فأخذت أسماء -رضي الله عنها- نطاقها فضقّته نصفين وربطت بنصفه الزّاد، والنّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كان شاهداً على ذلك، فسمّاها ذات النّطاقين، وأخبرها أنّ الله -سبحانه وتعالى- أبدلها نطاقها هذا في الجنّة.[3]

صفات أسماء بنت أبي بكر

بعد الحديث عن من هو زوج اسماء بنت ابي بكر الصّدّيق رضي الله عنهم أجمعين، لا بدّ من الحديث عن صفات الصّحابيّة الجليلة ذات النّطاقين أسماء بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، فكما روي في الأثر وسيرتها الكريمة، أنّها كانت ذاتٍ علمٍ وأدبٍ وبلاغة ٍكبيرة، وقد كانت تقول الشّعر وتكتبه، فقد كانت رضي الله عنها ذات منطقٍ وبيان، وأخذت أسماء عن أبيها علم تعبير الرّؤيا، وعلّمت بعضاً من النّاس هذا العلم لمّا برعت فيه، وعُرفت بجودها وكرمها وصلاحها، وتقواها وورعها وكثرة تعبّدها لخالقها سبحانه، كما كانت من أسخى النّاس وأكثرهم صدقةً وزكاةً، فكانت لا تدّخر درهماً لغدها أبداً، وكانت رضي الله عنها تحثّ بناتها على كثرة الصّدقة، كذلك إذا مرضت تعتق كلّ ما ملكت يمينها، حيث كانت تتّبع قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ”.[4] كما اشتهر عنه بأنّها سديدة تفكيرها ورأيها، وحضور ذهنها حتّى عندما كبرت في السّن، رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

وفاة أسماء بنت أبي بكر

قد ذكرنا سابقاً من هو زوج اسماء بنت ابي بكر، وسنتحدّث الآن عن وفاتها، فقد عاشت أسماء بنت أبي بكر ٍالصدّيق رضي الله عنها، مائة عامٍ لم ينقص من عقلها شيئاً أبداً، بل ظلّت حاضرة الذّهن، قويّة الشّخصيّة، مثابرةً على عبادتها وطاعتها، صابرةً على البلاء وما أصابها بعد أن قُتل ابنها عبد الله بن الزّبير بن العوّام رضي الله عنهما، فبعد أن قتله الحجّاج وصلبه ببضع ليالٍ، توفّيت أسماء رضي الله عنها، وفاضت روحها الطّاهرة إلى خالقها، وكان ذلك في السّنة الثّالثة والسّبعين للهجرة النّبويّة، وهي آخر من مات من المهاجرين والمهاجرات، رضي الله عنها ورحمها وجزاها عنّا كلّ خير.[5]

من هو ابن أسماء بنت أبي بكر

أنجبت السيّدة أسماء بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، خمسة أبناءٍ وثلاثة بناتٍ للزّبير بن العوّام رضي الله تعالى عنه، والأولاد هم عبد الله وعروة والمنذر والمهاجر وعاصم، وخديجة وعائشة وأم الحسن، وأمّا من برز منهم وعُرف بين النّاس وخلّد اسمه التّاريخ الإسلاميّ فهو عبد الله بن الزّبير، وهو أوّل مولودٍ في الإسلام، ولد في قباء في عام الهجرة، وتربّى ونشأ نشأةً صالحةً وطيّبة، فكان يحفظ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو صغير السّن، وعُرف بكثرة حبّه للعبادة ومثابرته عليها منذ صغره، كذلك حبّه الشّديد للجهاد في سبيل الله تعالى، وكان أحد العبادلة الفقهاء، وقد روى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث، ورى عنه آخرون كأخيه عروة بن الزّبير رضي الله عنهما، وقد توفّي شهيداً في معركةٍ خاضها ضدّ الحجّاج بعد أن فرض على مكّة المكرّمة حصاراً شديداً، وكان ذلك في السّابع عشر من جمادى الأولى في السّنة الثّالثة والسّبعين للهجرة المباركة، وتوفّي عن عمر اثنين وسبعين عاماً رضي الله عنه.[6]

قدّمنا في هذا المقال إجابةً كافيةً عن السّؤال من هو زوج اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهم أجمعين، حيث تحدّثنا عن بعض أحداث حياته وسيرته الكريمة، كذلك ذكرنا نبذةً من سيرة الصّحابيّة الجليلة أسماء بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما، وعن ابن الزّبير وأسماء، عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهم.

المراجع

  1. marefa.org , الزبير بن العوام , 20/08/2021
  2. marefa.org , أسماء بنت أبي بكر , 20/08/2021
  3. islamstory.com , أسماء بنت أبي بكر .. ذات النطاقين , 20/08/2021
  4. صحيح الجامع , الألباني/أبو أمامة الباهلي/3358/حسن
  5. alukah.net , أسماء بنت أبي بكر الصديق , 20/08/2021
  6. islamstory.com , عبد الله بن الزبير , 20/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *