من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، خاصّة أنّ الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة كانت هي حجر الأساس في تأسيس الدّولة الإسلامية بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإنّ موقع المرجع يهتمّ بعرض تلك التفاصيل بالاستناد إلى أقوال أئمة أهل العلم، وكتب السيرة النبوية الشريفة، وتفصيل ذلك في هذا المقال.

من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

إنّ رفيق الرسول في رحلة الهجرة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقد بنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختياره لذلك الصحابي الجليل بسبب شخصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خاصة أنّه كان من أقرب الأشخاص إليه وقد كان أبو بكر رضي الله عنه يطيع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منشطه  وضعفه، ولا يعصيه أبدًا وهذا إن دلّ فإنّما يدل على حكمة سيد الخلق والعالمين عليه الصلاة والسلام في اختيار الرجل الصحيح للمكان الصحيح.[1]

شاهد أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

كانت الهجرة هي بمثابة الخلاص للمسلمين من الأذى الذي باتوا يتعرضون له في مكة المكرمة، وخاصّة أنّ أمرهم في مكة باتت مهددًا من قبل المشركين، فاختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة إلى المدينة المنورة مع أصحابه، واختار رفيقًا له في رحلته أبا بكر الصديق، وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبه دون أن يفطن إليهم أحد، ولمّا اتفق الكفار على قتله فطنوا إلى عدم وجوده فتقفوا أثره فاختبأ عليه الصلاة السلام في غار ثور.[2]

فادركه المشركون ولكنّهم لم يروه، وكان أبو بكر الصديق يسمع ارتطم أحذيتهم بالأرض ويقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لو نظر أحدهم إلى موضع ق.دمه لرآهم، ولكن في ذلك الغار لم تكن المسألة فقط رجلان اختبآ ولكن كانت المسألة هي قيام دولة إسلامية عظيمة بعد ضعف، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون، وكان طريق الهجرة مليئًا بالأحداث والمعجزات التي لا تحدث إلا مع نبي حقّ من حلب شاة كان لا يأتيها اللبن وإسلام رجل بعد أن أراد برسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أذى وكادت الرمال أن تبتلعه.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرا وقصة حجه في السر

من رافق الرسول في هجرته

من الجدير بالذّكر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن في الهجرة مع الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لو حدهما، والمتقصي لأخبار الهجرة يجد أنّ الطريق ما بين مكة المكرمة والمدينة شائك وطويل ولا بدّ فيه من آخر يساعدهما في المسير، فأخذا معهما غلامًا يساعدهما في المسير وهو عمر بن فهيرة، وفي الطّريق كان لا بدّ من دليل يُساعدهم على اتخاذ الطريق الصحيح من أجل الوصول إلى المدينة بسلام.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بأسد الله

دليل الرسول في الهجرة إلى المدينة

لقد كان دليل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة رجل يُقال له رقيط، وقد استأجره أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون دليلًا لهما في الطريق، وكان المسير إلى المدينة المنورة صعبًا طويلًا وقد كثُرت فيه المشاق حتى أنّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد تعرضت للدغة كادت أن تودي بحياته، ولكنّ الله سلّم.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي روى عنه النبي

نتائج هجرة الرسول إلى المدينة

لقد كانت للهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة نتائج جليلة عظيمة، ومن أهمها:

على الصعيد الاجتماعي

إنّ صلب المآخاة كانت أن يقدم الصحابي لأخيه من ماله ويُقاسمه إرثه وكل شيء حتى تكون رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم، وقد قال تعالى في سورة الحشر: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[4] [5]

على الصعيد السياسي

لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رئيس الدّولة الإسلامية، والرئاسة له كانت رئاسة تكليف من الله تعالى فهو النبي العظيم، وقد وضع الحدود التي يتعامل بها المهاجرون والأنصار وحتى اليهود مع بعضهم البعض، إذ اليهود هم العنصر الوحيد غير الإسلامي المتغلغل بينهم.[5]

على الصعيد الاقتصادي

لقد كان اليهود هم القائمون على أمر التجارة والسوق المعتاد عند الجميع هو سوق بني قينقاع، فقرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يغيّر من ذاك الوضع وأقام سوقًا خاصًّا للمسلمين فكان القائمون عليه مسلمين والإدارة فيه إسلامية ويُباع ويشترى به بطريقة إسلامية، فقده المسلمون.[5]

على الصعيد العسكري

إنّ المسألة الآن ما بين الكفار والمسلمين بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة المنورة هي مسألة عسكرية، فهناك قوة عظيمة يترأسها الكافرون وقوة أخرى الآن تصعد بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر لا بدّ له من تجهيز جيش قوي وأسلحة ووضع خطط حربية.[5]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقاً له

أصل التقويم الهجري

لقد بدأت فكرت التأريخ في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أرسل إليه أبو موسى الأشعري يطلب منه أن يكون لكتبه تاريخًا، إذ عادة ما يصل كتابه إليهم ولا تاريخ عليه فيؤدي ذلك بالضرورة إلى عدم معرفة التوقيت، فتشاور الصحابة بين بعضهم البعض مع عمر بن الخطاب وهو خليفة رضي الله عنه، فاقترحوا أن يكون التاريخ من الهجرة النبوية الشريفة لأنّ كان فيها تفريقًا ما بين الحق والباطل، فكان ذلك.[6]

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة  وهل كان لوحده معه، وما اسم الدليل ومن أين أتوا به حتى تمكنوا من طريق المدينة المنورة، وتمّ الحديث عن أصل التقويم الهجري ومن أين جاءت فكرة التأريخ بغير الميلادي، وغير ذلك مما يتصل بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *