من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق

من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق سؤال قد يجول في خاطر الكثير ممّن يحبون التزود من علوم الدّين الإسلامي، وشخصياته العظيمة. ويهتم موقع المرجع في بيان أحوال الصحابة الكرام، وأحوال الشخصيات الإسلامية.

الدعوة الإسلامية

إنّ الدعوة الإسلامية هي ما كان من دعوة الأنبياء والرسل إلى دين الله سبحانه وتعالى. ذلك الدين الحق المنزل من عند الله تعالى الذي أنزله الله سبحانه على أنبيائه ورسله أجمعين هدايةً للناس ورحمة للعالمين. وعلى رأسهم رسول الله محمّد عليه الصلاة والسلام. والذي اصطفاه الخالق لهذه الدعوة . قال تعالى في سورة سبأ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}،[1] فالدعوة إلى الدين الإسلامي تعني إقامته على هذه الأرض، وإقامة شرائعه وعقائده وأخلاقه ومبادئه.[2]

إسلام أبو بكر الصديق

قبل بيان من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق لا بدّ من الحديث عن إسلام أبو بكر الصديق قبل كل شيء. فعندما نزلت الرسالة على سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلم، ذهب الرسول إلى أبي بكر الصديق، والذي كان في الثامنة والثلاثين من عمره، وبلغهّ عن الدين الجديد. فما كان من الصحابيّ الجليل إلّا أن يقبل هذا الدّين وتعاليمه دون تردد. [3]

وكان إسلامه ملفتًا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقد روي في ذلك: “ما دَعوتُ أحدًا إلى الإسلامِ إلَّا كانتْ له كَبوةٌ، غيرَ أبي بَكرٍ؛ فإنَّه لم يَتلعثَمْ”.[4] وعلى الرغم من كون الحديث مرسلًا إلّا أنّه يستدلّ به في إسلام أبي بكر لما له من رواياتٍ في الأثر، والله ورسوله أعلم.[3]

من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق

إنّ ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق هو الزبير بن العوام رضي الله عنه. حيث أسلم الزبير وهو في ريعان شبابه. حينها كانا عمره لم يبلغ السادسة عشر عامًا بعد. وقد كان إسلامه على يد الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنهما. كذلك قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ“.[5] فهو الشاب الذي نشأ في طاعة الله. والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ولد في بطن الكعبة.

الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو عبد الله القرشي الأسدي. يُعدّ أبو عبد الله من أوائل صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن كبارهم، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد لقبه بالحواري. حتّى أصبح معروفًا بحواري رسول الله.[6]

كذلك أمّه هي صفية بنت عبد المطلب عمةّ النبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام. والتي أطلقت على ولدها لقب أبو الطاهر. وذلك تماشيًا مع كنية أخيها الزبير بن عبد المطلب. كما أنّ الزبير بن العوام هو ابن الأخ للسيدة خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين رضي الله عنها.[6]

زوجات الزبير بن العوام

إنّ بيان من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق على أنّه الزبير بن العوام، يدفع إلى التعمقّ أكثر في تفاصيل حياته رضي الله عنه، فقد كانت زوجات الزبير بن العوام سبعة. وهنّ:[6]

• أسماء بنت أبي بكر: والتي أنجبت له خمسًا من الذكور وثلاثًا من الإناث.
• زينب بنت مرثد: والتي أنجبت له اثنين من الذكور وأنثى واحدة.
• الرباب بنت أنيف: كذلك أنجبت له ما أنجبت زينب.
• أم كلثوم بنت عقبة: والتي لم تنجب له إلّا أنثى واحدة.
• كذلك أمّ خالد بن خالد بن سعيد: والتي أنجبت له ذكرين اثنين وثلاثة أناث، وكان اسمها أمة.
• عاتكة بنت زيد: والتي كان قد طلقها قبل فوزه بالشهادة.
• تماضر بنت الأصبغ: لم ينجب منها أي طفل، وإنّما لبث عندها سبعة أيّام، ثمّ طلقها.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة

أولاد الزبير بن العوام

نظرًا لزواجه المتعدد من سبع نساءٍ مختلفة كان للزبير العديد من الأولاد الذكور والإناث، حيث وصل عددهم إلى عشرين ولد، وهم:[6]

• الأولاد الذكور: عبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر من أسماء بنت أبي بكر. وجعفر وعبيدة من زينب، وعمرو وخالد من أم خالد. ومصعب وحمزة من الرباب بنت أنيف.
• الأولاد الإناث: خديجة وأم الحسن وعائشة من أسماء. وحفصة من زينب. وحبيبة وسودة وهند من أم خالد. ورملة من الرباب، وزينب من أم كلثوم.

المعارك التي شهدها الزبير بن العوام

شهد ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق الزبير بن العوام الكثير من المعارك والغزوات مع المسملين. فقد كان -رضي الله عنه- من الأركان القويّة التي ساهمت في بناء دعائم الدّين الإسلاميّ، فلم يرد أنّه قد تخلّف عن أي غزوةٍ من الغزوات التي غزاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد إسلامه. ومن الغزوات والمعارك التي شهدها الزبير بن العوام:[6]

• شهد غزوة بدر.
• وغزوة أحد.
• و كذلك غزوة الخندق.
• كما شهد صلح الحديبية.
• وخيبر.
• وفتح مكة.
• وحنين.
• والطائف.
• وفتح الشام.
• و كذلك معركة اليرموك.
• فتح مصر.
• الجابية.

أخلاق الزبير بن العوام

بالتأكيد إنّ ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق كان يتمتع بالأخلاق الحسنة الطيبة. وقد ورد من أخلاق الزبير بن العوام:[7]

• الوقوف عند أوامر رسول الله: وقد روي في الصحيح من الحديث: “أنَّهُ حَدَّثَهُ: أنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شِرَاجِ الحَرَّةِ، الَّتي يَسْقُونَ بهَا النَّخْلَ، فَقالَ الأنْصَارِيُّ: سَرِّحِ المَاءَ يَمُرُّ، فأبَى عليه؟ فَاخْتَصَما عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلزُّبَيْرِ: أَسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ المَاءَ إلى جَارِكَ، فَغَضِبَ الأنْصَارِيُّ، فَقالَ: أَنْ كانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ: اسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ المَاءَ حتَّى يَرْجِعَ إلى الجَدْرِ، فَقالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إنِّي لَأَحْسِبُ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ في ذلكَ: {فلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بيْنَهُمْ} [النساء: 65]”.[8]
• التوكل على الله: فقد كان -رضي الله عنه- جوادًا شجاعاً يجود بروحه ونفسه متوكلًا على الله في السراء والضراء.

رواية الزبير بن العوام للحديث الشريف

كذلك كان الزبير بن العوام -رضي الله عنه- من الصحابة الرواة لأحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومن رواية الزبير بن العوام للحديث الشريف:[7]

• عن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال : “دَبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ ، والبغضاءُ هي الحالقةُ ، حالقةُ الدِّينِ لا حالقةُ الشَّعرِ ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه لا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا أفلا أُنبِّئُكم بشيءٍ إذا فعلتُموهُ تحَاببْتم أَفشوا السلامَ بينَكم“.[9]

مناقب الزبير بن العوام

كان ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق هو الزبير بن العوام. والذي عدّه الكثير من المؤرخين الإسلاميين من مغاوير الإسلام وأبطاله، وإنّ من مناقب الزبير بن العوام:[7]

• كونه أوّل من سلّ سيفه في سبيل الخالق عزّ وجلّ.
• و كذلك كونه حواريّ النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم. فقد روى جابر بن عبد الله أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن يَأْتِينِي بخَبَرِ القَوْمِ يَومَ الأحْزَابِ؟ قَالَ الزُّبَيْرُ: أنَا، ثُمَّ قَالَ: مَن يَأْتِينِي بخَبَرِ القَوْمِ؟، قَالَ الزُّبَيْرُ: أنَا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ”.[10]
• كما أنّه قد نزلت بسيماه الملائكة. وقد روى عروة بن الزبير: “كانت على الزُّبَيْرِ عمامةٌ صفراءُ معتجِرًا بِها يومَ بدرٍ ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ : إنَّ الملائِكَةَ نزلَت على سيماءِ الزُّبَيْرِ“.[11]
• جمع الرسول له بين أبويه في يوم قريظة. وهو ما رواه الزبير بن العوام: “جمعَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أبويهِ يومَ قُرَيْظةَ فقالَ : بأبي وأمِّي”.[12]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته

وفاة الزبير بن العوام

في الختام لا بدّ من الحديث عن موقف استشهاد الزبير بن العوام رضي الله عنه، فعندما كان الزبير في وادي السباع نزل فيه مصليًّا. وأثناء قيامه بصلاته جاءه من خلفه ابن جرموز غادرًا به فقتله. وسارع ابن جرموز إلى عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه. يبشّره بالعدوان على الزبير. فلم يستقبله وأمر بطرده. [7]

وهو ما رواه زر حينما قال: “استأذَنَ ابنُ جُرموزٍ على عليٍّ وأنا عندَه، فقال علِيٌّ: بَشِّرْ قاتِلَ ابنِ صَفيَّةَ بالنَّارِ؛ سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لكلِّ نَبيٍّ حواريٌّ، وحواريَّ الزُّبَيرُ”.[13] وقد قتل الزبير في شهر جمادى الأول في السنة السادسة والثلاثين للهجرة.[7]

شاهد أيضًا: من هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم

من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق مقالٌ قيه تمّ الحديث عن الدعوة الإسلامية قبل كل شيء. ومن ثمّ ذكر المقال إسلام أبو بكر الصديق وإسلام الزبير بن العوام رضي الله عنهما، كما أخبر المقال بسيرة الصحابيّ الجليل الزبير بن العوام، وعن مناقبه ومعاركه التي شارك فيها. وفي الختام ذكر موقف استشهاده رضي الله عنه.