من هو أول شهيد في غزوة أحد

من هو أول شهيد في غزوة أحد ؟ من التّساؤلات التي يطرحها المسلمين بين بعضهم، فقد غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من الغزوات وقام بالكثير من الفتوحات في سبيل نشر الدّعوة الإسلاميّة، والغزوات الإسلاميّة من الأمور الهامّة التي ينبغي لكلّ مسلم أن يطذلع عليها، ليبقى على اطّلاعٍ دائم بحال المسلمين الأوائل، ولينهل من أخلاق أصحاب النّبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك ليستفيد من الدّروس والعبر التي توجد في كلّ غزوة، وتعدّ غزوة أحد إحدى أهمّ الغزوات في الإسلام، لذلك يهتمّ موقع المرجع بالتّعريف بمن هو أول شهيد في غزوة أحد.

غزوة أحد

لمعرفة من هو أول شهيد في غزوة أحد لا بدّ من التّعرف أولّاً على غزوة أحد ذاتها، فهي المعركة التي وقع يوم السّبت 7 / شوال /3 هـ بين المسلمين في المدينة المنوّرة بقيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وبين أهل مكّة ومن والاهم من القبائل، وكانت غزوة أحد بعد غزوة بدر التي هُزم فيها المشركون، الذين لم تهدأ ثائرتهم بعد الهزيمة المنكرة، والتي قُتل فيها خيرة فرسانها وجُرحت فيها كرامتها وزعزعت مكانتها بين القبائل العربيّة، وكان المسلمون قد سيطروا على طرق التّجارة التي أثّرت على قريش وانقطعت إمدادات مؤنها، فقام أبو سفيان يؤلّب قومه على المسلمين وجمع القوات من القبائل حتّى جمع ثلاثة آلاف رجل ومائتي فارس، وأخرج معهم النساء والعبيد ليثيروا الحميّة في المقاتلين، فأرسل العباس وقد كان لم يسلم بعد إلى المسلمين يحذّرهم مما هو مقبلٌ عليهم، فاجتمع النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بأصحابه وشاورهم في الخروج من المدينة للقاء العدو أو البقاء فيها والتّحصّن فيها، فاجتمع القوم على الخروج لملاقاة المشركين، لحماس المسلمين للقتال وشوقهم للشّهادة، فكان جيش المسلمين مكوّناً من ألف رجل.

في الطّريق انسحب عبد الله بن أبيّ بن سلول ومعه ثلث الجيش وهو يقصد أن يوهن عزائم المسلمين، وأن يوقع الفرقة في صفوفهم،  ووصل الجيش إلى جبل إحد وعسكر هناك، وقسّم النّبي -صلى الله عليه وسلّم- الجيش إلى ثلاثة كتائب، وهي كتيبة المهاجرين بقيادة مصعب بن عمير، وكتيبة الأوس بقيادة أُسيد بن حضير، وكتيبة الخزرج بقيادة الحبّاب بن المنذر، وانتخب خمسين رامياً من أمهر الرّماة وجعل عليهم عبد الله بن جبير وأمرهم أن يكونوا على جبل عينين مقابل أحد، وقال لهم: “إن رأيتُمونا تَخطفُنا الطَّيرُ، فلا تبرَحوا من مَكانِكُم هذا حتَّى أُرْسِلَ لَكُم، وإن رأيتُمونا هزَمنا القومَ وأوطَأناهُم فلا تبرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليكُم”.[1] لكنّهم لم يطيعوا النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- فلما رأوا الغلبة لجيش المسلمين طمعوا في الغنائم وغادروا أماكنهم وكان ذلك سبباً في خسارة المسلمين للمعركة بعد التفاف خالد بن الوليد بجيش المشركين عليهم.[2]

شاهد أيضًا: قصة مصعب بن عمير مع اخيه ابي عزيز بن عمير في غزوة بدر مختصرة

من هو أول شهيد في غزوة أحد

إنّ أول شهيد في غزوة أحد هو الصّحابي الجليل عبد الله بن حرام الأنصاري رضي الله عنه، فهو من شهداء غزوة بدر والذي أظلّته الملائكة في جنازته بعد استشهاده، وكلّمه الله -سبحانه وتعالى- بعد موته، ولم يتغير جسده بعد دفنه، وقد ورد عن جابر ابن عبد الله بن حرام -رضي الله عنه-  أنّه قال: “دَعاني أَبي، وقد حَضَرَ أُحُدًا، فقال لي: يا جابرُ، إنِّي لَأُراني أوَّلَ مَقتولٍ يُقتَلُ غدًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنِّي لن أَدَعَ أَحدًا أَعَزَّ منكَ غَيرَ نفْسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّ لكَ أَخَواتٍ، فاستَوصِ بهِنَّ خَيرًا، وإنَّ عليَّ دَينًا، فاقضِهِ عنِّي. قال: فكان أوَّلَ قَتيلٍ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فدَفَنَّاه هو وآخَرَ في قَبرٍ واحدٍ، وكان في نفْسي منه شَيءٌ، فاستَخرَجْتُه بَعدَ سِتَّةِ أَشهُرٍ كيَومَ دَفَنْتُه”.[3] فقد كان أوّل الشهداء في غزوة أحد، الغزوة الهامة الحافلة بالمواقف والعبر، والتي استشهد فيها سبعون صحابيّاً من خيرة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- والذي نزل فيهم قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.[4] فبيّن الله بها فضل الشهداء وكرامتهم.

شاهد أيضًا: من هو صاحب سر الرسول

عبد الله بن حرام الأنصاري

عبد الله بن حرام أول شهيد في غزوة أحد وهو عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج، الأنصاري السّلمي، يكنّى أبو جابر، وهو أحد نقباء ليلة العقبة شهد بدراً واستشهد يوم أحد، كان عبد الله بن حرام قبل الإسلام سيّداً من سادات الخزرج وشريفاً من أشرافها، أسلم عبد الله بن حرام فيما يرويه كعب بن مالك عن قصة إسلامه، أنّه لمّا خرجوا إلى الحج وواعدوا رسول الله -صلى الله عليع وسلم- العقبة وكانت من أوسط أيّام التّشريق، وكانوا يكتموا أمرهم عن المشركين ممّن معهم وكان بينهم عبد الله بن عمرو بن حرام، وهو سيّدٌ من ساداتهم فخاطبوه وقالوا له أنّهم لا يرضون أن يكون حطباً من حطب جهنم، ودعوه للإسلام فأسلم وحضر العقبة وكان نائباً فيها، كان عبد الله ب حرام بعد إسلامه حريصاً على مصلحة المسلمين، حتّى كان ذلك بعد استشهاده،  وقد بذل للنّصيحة ما بذل، فكان ممّن نصح القوم الذين عادوا مع عبد الله بن أبي بن سلول، وكان يرجوا الشّهادة في أحد ونالها بفضل الله، ولما قُتل يوم أحد مثّل المشركون بجثّته، ومن كرامته أنّ الملائكة ظلّت تظلّه بأجنحتها حتى دفن، وكانت وفاته في العام الهجريّ الثالث في غزوة أحد.[5]

شاهد أيضًا :أول من سل سيف في سبيل الله

وصية عبد الله بن حرام الأنصاري

بعد معرفة أنّ عبد الله بن عمرو بن حرام هو أول شهيد في غزوة أحد، فلا بدّ من معرفة أنّه قد ترك وصيّةً لابنه، ووصية عبد الله بن جرام الأنصاري لابنه عُرفت فيما روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- وأرضاه، حيث أنّه قد نادى عبد الله بن حرام ابنه جابر، وذلك قبل الخروج في أحد، وقال له لا أراني إلا مقتولاّ في هذه الغزوة، وأخبره أنّه عزيزٌ عليه هو ورسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأخبره أيضاً أن عليه ديناً وأوصاه بأن يقضيه عنه إن هو استُشهد، وذكّره بأخواته من البنات أن يستوصي بهنّ خيراً، وفي هذه الوصيّة درسٌ وعبرة وفائدة، ففيها الإرشاد إلى برّ الأولاد بآبائهم، في حياتهم وفي مماتهم،  وكذلك الاستعانة على ذلك بإخبارهم بمكانتهم في القلوب وقدر محبّتهم، وفي الوصيّة دلالة على شيء مهم في الإيمان أن يكون النّبي -صلى الله عليه وسلّم- أحب إلى النّفس من النّفس، وأحب من كلّ شيء حتّى الولد، وفي الوصيّة تذكيرٌ للأبناء على ضرورة العمل بوصيّة الآباء.

شاهد أيضًا : من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

شهداء غزوة أحد

استشهد في غزوة أحد سبعون صحابيّاً، سطّروا بدمائهم وأرواحهم صفحاتٍ مضيئة في بذل النّفس والرّوح في سبيل الله، وقد أخبر الله أنّ الشهداء الذين قتلوا في هذه الدار أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار، وقد دفن شهداء أحد في مكان استشهادهم بأمرٍ من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأمرهم أن يوسّعوا القبور ويدفنوا الاثنين والثّلاثة، فكان يُجمع بين الرّجلين في كفنٍ واحد، وشهداء غزوة أحد هم:[6]

  • حمزة بن عبد المطلب.
  • حنظلة بن ابي عامر.
  • مصعب بن عمير.
  • عبد الله بن عمرو بن حرام.
  • عمرو بن الجموح.
  • خارجة بن زيد.
  • سعد بن ربيع.
  • النعمان بن مالك.
  • عبدة بن الحساس.
  • مالك بن سنان.
  • سهل بن قيس.
  •  عمرو بن معاذ.
  • الحارس بن انس بن رافع.
  • عمارة بن زياد بن السكن.
  • سلمة بن ثابت بن وقش.
  • عمرو بن ثابت بن وقش.
  • رفاعة بن وقش.
  • اليمان ابو حذيفة بن اليمان.
  • صيفي بن قيظي.
  • الحباب بن قيظي.
  •  عباد بن سهل.
  • عبد الأسهل إياس بن أوس بن عبد الأعلم .
  • عبيد ابن التيهان.
  • أبو سفيان ابن الحارث ابن قيس ابن زيد.
  • أنيس بن قتادة.
  • خيثمة أبو سعد.
  • عبد الله بن سلمة.
  • سيبق بن خاطب بن الحارث بن هيشة .
  • أوس بن أرقم بن قيس بن النعمان.
  • مالك بن سنان بن الأبجر.
  • سعد بن سويد بن قيس بن عامر.
  • عتبة بن ربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة.
  • علبة بن سعد بن مالك بن خالد بن نميلة.
  • حارثة بن عمرو.
  • نفث بن فروة بن البدي.
  • عبد الله بن ثعلبة.
  • قيس بن ثعلبة.
  •  طريف الجهيني.
  •  ضمرة الجهيني.
  •  نوفل بن عبد الله.
  • العباس بن عبادة بن نضلة.
  •  النعمان بن مالك بن ثعلبة بن غنم.
  •  مجدر بن ذياب.
  • عنترة مولى بني سلمة.
  • رفاعة بن عمرو.
  •  خلاد بن عمرو بن الجموح.
  •  المعلى بن لوذان بن حارثة بن رستم بن ثعلبة.
  • ذكوان بن عبد الله قيس.
  • عمرو بن قيس.
  • قيس بن عمرو بن قيس.
  •  سليط بن عمرو.
  • عامر مخلد.
  • أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو ابن مالك.
  •  عمرو بن مطرف بن علقمة بن عمرو.
  •  أوس بن حرام.
  • أنس بن النضر بن ضمضم.
  •  قيس بن مخلد كيسان مولى بني النجار.
  •  سليم بن الحارث.
  • النعمان بن عمرو.
  • وهب بن قابوس.
  • الحارث بن عقبة بن قابوس.
  • عبد الله بن حجش.
  • سعد مولى خاط.
  • شماس بن عثمان بن الشريد.
  • عبد الله ابن الهبيت.
  • عبد الرحمن بن الهبيت.

فوائد من غزوة أحد

بعد خسارة المسلمين لغزوة أحد بسبب عصيانهم لأوامر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- نزلت آياتٌ تتلى في كتاب الله إلى يوم يبعثون في هذه الغزوة، وعددها ثمانٍ وخمسون آية من سورة آل عمران، بدأت بذكر أول مرحلة من مراحل الإعداد للمعركة، وانتهت بالتّعليق على نتائج المعركة، وذكر الحكم منها، ففيها تربية للأمّة في كلّ زمان ومكان ومن فوائد غزوة أحد:[7]

  • أنّ المعصية والفشل والتّنازع في الأمر من أسباب تخلف النّصر في الأمّة الإسلاميّة، فعصيان الرّماة وتنازعهم على الغنائم كان سبباً في ذهاب النصر عن المسلمين.
  • إنّ إيثار الدنيا على الآخرة يفقد عون الله للمسلمين ويؤخّر تأييده ونصره لهم.
  • يكرم الله عباده المخلصين بنيل الشّهادة التي هي من أعلى الدّرجات والمراتب.
  • غزوة أحد تأكيدٌ على سنّة الله في الأرض في الصّراع بين الحقّ والباطل، فالحرب سجال يومٌ لك ويومٌ عليك لكنّ الغلبة في النذهاية للمؤمنين فدولة الباطل ساعة ودولة الحقّ إلى قيام الساعة.
  • إنّ الجنّة تحتاج لجهد وبذل للوصول إليها، وكذلك النذصر الرّخيص لا يدوم.
  • على المسلمين أن يأخذوا بالأسباب المادّية والمعنوية مع التّوكّل على الله.

في نهاية هذا المقال تمّ التّعرف على من هو أول شهيد في غزوة أحد، بعد التّعريف بغزوة أحد، ثمّ الخوض في سيرة الصّحابي الجليل عبد الله بن حرام الأنصاري، وقد ذكر المقال وصية عبد الله بن حرام الأنصاري، وعدّد شهداء غزوة أحد وفضائلها.

المراجع

  1. صحيح أبي داود , الألباني/البراء بن عازب/2662/صحيح
  2. islamweb.net , غزوة أحد , 24/08/2021
  3. الاستذكار , ابن عبد البر/جابر ابن عبد الله/156/4/إسناده صحيح
  4. سورة آل عمران , الآية 169
  5. islamstory.com , عبد الله بن حرام , 24/08/2021
  6. islamweb.net , شهداء غزوة أحد , 24/08/2021
  7. islamweb.net , فوائد ودروس من غزوة أحد , 24/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *