قصة وردت في اواخر سورة البقرة
جدول المحتويات
قصة وردت في اواخر سورة البقرة ، حيث تعدّ سورة البقرة من سور القرآن الكريم الكريم وأطولها ،حيث يبلغ عدد آياتها مائتان وستةٍ وثمانين آية، وهي السّورة الثّانية في ترتيب المصحف الشّريف بعد سورة الفاتحة، سمّيت ببسورة البقرة لأنّ فيها قصة بقرة بنو اسرائيل، وتحوي الكثير من القصص ذات العبرة الكبيرة، وفيها ألف أمر وألف نهي ألف حكم وألف خبر، فهي سورةٌ عظيمة حالها كحال سور القرآن الكريم جمعاء، وفي هذا المقال يخبرنا موقع المرجع عن قصة وردت في اواخر سورة البقرة وتفاصيلها.
قصة وردت في اواخر سورة البقرة
إنّ القصة التي وردت في اواخر سورة البقرة هي من خمسة أحرف قصّة جالوت وطالوت، وهي قصّةٌ مثيرة وذات عبرةٍ كبيرة للمسلمين، حيث أنّ طالت وجالوت ملكين من ملوك بني إسرائيل وكانت قصّتهما تتلخص في ثلاث آياتٍ من سورة البقرة بقوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.[1]
حيث أنّ طالوت وجالوت كانا ملكين في عصريهما، وكان ذلك في زمن سيّدنا داود -عليه السّلام- وقد كان أصغر أبناء أبيه، عندما سمع طالوت ملك بني إسرائيل ينادي ويحرّض النّاس على قتل جالوت، ووضع جائزةً لمن يقتله بأن يزوذجه ابنته وأن يُشركه في ملكه، وكان داود -عليه السّلام يرمي بالمقلاع فناداه حجرٌ أن خذني فبي ستقتل جالوت ومثل حجرين آخرين، حتى اصطفّ الجيشين وتواجها وبرز جالوت ينادي أن يبارزه أحدٌ من بني إسرائيل، فبرز له داود فقال له جالوت ارجع فإنّي أكره قتلك، فأجابه داود ولكني أحب قتلك، فضربه بحجرٍ صرعه فيه وفرّ جيشه هارباً، فعظم شأن داود وكبر حتّى حسده طالوت على ميل بني إسرائيل إليه، فأراد قتله لكنّ العلماء نهوه عن ذلك فقتلهم جميعاً حتّى لم يُبق عالماً، ثم أحس بفعلته وندم وتاب، وقيل أنّه كان يخرج إلى القبور فيبكي حتّى يبل الثّرى تحته، ثمّ أخذ يبحث عن عالمٍ ليسأله أمن توبة، فلم يجد، حتّى نُصح أن اترك الملك واخرج فقاتل في سبيل الله، ففعل وتنازل عن لملك لداود -عليه السلام- وقاتل حتّى قُتل.[2]
شاهد أيضًا: قصة اثر فيها الرسول أصحابه على نفسه
بنو إسرائيل
قصة وردت في اواخر سورة البقرة تحكي عن ملوك بني اسرائيل فمن هم بنو إسرائيل، حيث أنّ هذا المصطلح يطلق على القبائل التي أسّسها أولاد نبيّ الله إسرائيل وهو يعقوب -عليه السّلام- واسم إسرائيل تعني المجاهد مع الله أو المستقيم مع الله، أما قبائل بنو إسرائيل الاثني عشر فقد أسسها أولاد يعقوب، وهم، يوسف وبنيامين أبناء راحيل بنت لابان وابنة خال يعقوب، وروبين ويهودا وشمعون وزبولون وياساكر ودينا وهم أولاد ليا أخت راحيل، ودان ونفتالي وأمّهما بيلها، وجاد وعشري وأمّهما زيلفا، فبنو إسرائيل هم شعبٌ من ذريّة يعقوب لن إسحق بن إبراهيم -عليهم السّلام- حيث ذُكرت قصصهم وقصص أنبيائهم في القرآن الكريم، في العديد من السّور كسورة البقرة وسورة آل عمران ويوسف ويونس والقصص وغيرها.[3]
قصة تولي طالوت الملك على بني إسرائيل
طالوت ورد ذكره في القرآن الكريم في قصة وردت في اواخر سورة البقرة حيث انّه كان أوّل ملكٍ من مولك بني إسرائيل في العهد القديم، حيث ظلّ بنو إسرائيل بعد قدومهم إلى فلسطين مع نبيّ الله موسى -عليه السّلام- من غير ملك، وقد تعرّضوا في تلك الفترة لغزوٍ من الأمم القريبة منهم كالعماليق، وأهل مدين و أهل فلسطين والآراميّين وغيرهم، فمرّةً يغلِبون ومرّةً يُغلبون، وكان في تلك الفترة قائدٌ جبّارٌ يحاربهم وهو جالوت، حيث أنّه غلبهم وسلب منهم تابوت العهد، وهو الصّندوق الذي فيه التوراة، فعزّ عليهم ذلك لأنّ الله -سبحانه وتعالى- كان يعزّهم به، حينها طلبت بنو إسرائيل من رجلٍ اسمه صموئيل يُقال أنّه نبيّ أن يختار لهم ملكاً يحكمهم ويقودهم وينظّم أحوالهم، فاختار لهم طالوت ملكاً ولكنّه لم يعجبهم ووجدوه غير جديرٍ بالعرش، وكان قبولهم به أن كان له آيةٌ أنّ التّابوت سيعود إليه محمولاً من الملائكة فرضوا بذلك، حيث قام طالوت حينها بتكوين جيشٍ من بني إسرائيل تجهّزاً لملاقاة العماليق بزعامة جالوت.[4]
المواجهة بين جيشي طالوت وجالوت
صار طالوت ملكاً على بني إسرائيل وفي ذلك الوقت كان يتربّص بهم عدوّهم جالوت وقومه العماليق، فقام طالوت بشتكيل جيشٍ من بني إسرائيل وخرج لمحاربة العماليق، وفعلاً قام بجمع حوالي ثمانين ألفاً من الجنود وخرجوا للقاء العدو، لكنّ القائد طالوت كان رجلاً حكيماً ومُبصراً بطبيعة بنو إسرائيل، وعارفٌ بهم حيث كان يشكّ بصدقهم وثباتهم، فقام باختبارهم أثناء مسيرهم، فقال لهم أنّ الله سيختبركم بنهرٍ سنمرّ عليه أثناء الحرّ، فلا تشربوا منه وإنّ من اضطّر أن يشرب فغرفة ماء، وأمّا من شرب وأكثر الشّرب فلا يتبعني في الجيش فإنّي عنه غنيّ، وبالفعل مرّ الجيش بالنّهر وعصى أوامره الأغلبيّة العظمى من الجيش حيث شربوا من النّهر، ولم يطعه إلا القليل منهم، فتجاوز النّهر مع القلّة المؤمنين، ووصلّ إلى جيش جالوت، ولما رأوا جيه قالوا لا طاقة اليون لنا بجالوت وجنوده، لكنّه ذكّرهم كم من فئةٍ قليلةٍ هزمت فئةً كثيرة بإذن الله.
شاهد أيضًا: ما الحكمة من ايراد القصص القراني
هزيمة جيش جالوت على يد سيدنا داود
عندما التقى من تبقّى من جيش طالوت بعد اخبتراه لهم بجيش جالوت، خرج جالوت متحدّياً ومتبختراً بقوّته، وقد كان رجلاً قويّاً تهابه الجيوش، حتذى قيل أنّه يستطيع قتال جيش بمفرده، نادى جالوت في جيش طالوت أمن مقاتلٍ يقاتلني فلم يجب أحد خوفاً منه، فقام طالوت بالنّداء بالنّاس أنّ من يقتل جالوت سيزّوجه ابنته وسيجري حكمه في ملكه، وقد كان من بين الجيش داود -عليه السّلام- الذي أرسله أبوه ليأتي بأخبار أخوته الذين خرجوا مع الجيش وقد كان فتيّاً لا خبرة له بالقتال ولا بالحروب، لكنّه كان يجيد الرّمي بالمقلاع، وقيل أنّه وهو يسير مع الجيش ناداه حجر أن احملني فأنا الذي ستقتل بي جالوت، وناداه أخر وناداه ثالث، فحملهم داود في مخلاته، وخرج داود إلى الملك طالوت يستأذنه أن يخرج لقتال جالوت ملك العماليق، والذي كان جبّاراً قويّاً بالمقارنة مع داود الفتى الشاب، فحذّره طالوت ونبّهه بالخطر لكنّ داود أصرّ عليه، وخرج إلى جالوت فلمّا رآه جالوت قال ارجع فإنّك صغير وإني أكره ان أقتلك فأجابه نبيّ الله ولكنّي أحبّ أن أقتلك، وحمل الأحجار الثّلاثة ووضعها في قاذفته فصارت حجراً واحداً، ثمّ رمى بها جالوت ففلق رأسه وصرعه بعد أن أصاب جبهته، ثمّ تقدّم إليه وأخذ منه سيفه وحزّ به رأسه ليعلن فوز جيش طالوت على جيش جالوت.
مضمون قصة طالوت وجالوت
جعل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم دستوراً للنّاس ومنهجاً للمسلمين، وقد جعل فيه قصصاً ودروساً وعبر كقصة وردت في اواخر سورة البقرة وغيرها من القصص، فقد قصّ القرآن قصّة طالوت وجالوت على المسلمين ليعتبروا بها ويستفيدوا من أحكامها في الحياة، ويقيموا الدّين حقّ إقامته، ومن مضامين قصة طالوت وجالوت والدّروس المستفادة منها ما يأتي:[5]
- شعور المؤمن أنّه صاحب دينٍ وعقيدة وحقّ، وأنّ عدو المؤمنين أهل ضلالةٍ وكفر، ولذلك شُرّع الجهاد.
- على المؤمن أن لا يتغيّر حماسه لعقيدته ودينه لا في الرّخاء ولا في الشّدّة، فينبغي للمسلم أن ينضج التّربية الإيمانيّة في قلبه، حتّى لا يتولّى عن الحقّ وقت الشّدّة.
- إنّ من صفات بنو إسرائيل أنّهم يجادلون الحقّ بالباطل، حيث أنّهم اعترضوا على ملك طالوت، فجادلوا في اختيار الله لهم، حتّى أتاهم نبيّهم بآية أن يرجع التّابوت على يد الملائكة إلى طالوت.
- من صفات طالوت أنّ الله يعثه ملكاً على بني إسرائيل لكي يقودهم في الجهاد، وكان من صفاته أنّه رجلٌ ذو علم وذاحب بسطةٍ في الجسم، وهذا ما ينبغي للمسلمين اتّباعه باتّخاذهم قادتهم العسكريّين.
- إنّ العامل النّفسيّ ضروري في نفوس المؤمنين وقوّة الإرادة لا بدّ من تنميتها في النّفوس.
- إنّ المؤمن يستمدّ قوّته من ربّه وليس من العدد والعدّة.
- الغلبة دوماً تكون للإيمان الصّادق إذا التقى بالكفر الماحق.
من خلال هذا المقال تمّ التّعرف على قصة وردت في اواخر سورة البقرة ، والتّعرّف على من هم بنو إسرائيل، حيث أنّ هذا المقال بيّن قصة طالوت وجالوت، و قصة تولي طالوت الملك على بني إسرائيل، و المواجهة بين جيشي طالوت وجالوت، ورى المقال كيفية هزيمة جيش جالوت على يد سيدنا داود، وختم ببيان مضمون قصة طالوت وجالوت.
المراجع
- سورة البقرة , الآية 249،250،251
- wikiwand.com , جالوت , 20/08/2021
- wikiwand.com , بنو إسرائيل , 20/08/2021
- wikiwand.com , شاؤول الملك , 20/08/2021
- islamweb.net , دروس مستفادة من قصة طالوت , 20/08/2021
التعليقات