صفات الشخص ذو الوجهين
جدول المحتويات
صفات الشخص ذو الوجهين تعد أحد أهم الأمور التي يبحث عنها كافة الأشخاص المضطرين للتعامل مع هذا النوع المنافق من البشر حتى يعرف طباعهم ويتجنب أذاهم، حيث إنه من صفات ذو الوجهين أن يكون غشاشًا ومتلونًا ومتلاعبًا ومؤذيًا لمن حوله مهما كانوا قريبين منه لذلك سنبين عبر موقع المرجع في هذا المقال كل ما يخص الأشخاص ذوي الوجهين لمساعدة من يتعاملون معهم على الاحتياط من أفعالهم واتقاء شرهم بأقصى قدر ممكن.
تعريف الشخص ذو الوجهين
يمكن تعريف الشخص ذو الوجهين بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تكلم عن ذو الوجهين فقال أنه “الذي ياتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” فالشخص ذو الوجهين هو الشخص المنافق الذي يخفي آراءه ومعتقداته الحقيقية عن الناس ويداهنهم جميعًا للوصول إلى مآرب شخصية يرجونها، ولهذا يسمى الشخص ذو الوجهين بالمنافق على الرغم من أنه لا يخفي إنكارًا لله ولا لدينه لأن النفاق بشكل عام يدل على إخفاء الإنسان في نيته لعكس ما يظهره أيًا كان ما يخفيه.
شاهد أيضًا: من علامات النفاق الأصغر
صفات الشخص ذو الوجهين
توجد العديد من الصفات التي عادة ما تكون متأصلة في نفوس الأشخاص ذوي الوجهين وهذه الصفات هي:[1]
- ازدواجية الأخلاق: الشخص ذو الوجهين هو شخص بلا مبادئ ولا مثل عليا ولا يمتلك أي معايير أخلاقية ثابتة ولا يعترف بالقيم والأخلاق أصلًا، فبالنسبة للشخص ذو الوجهين لا يهم مدى دناءة الفعل الذي سيقوم به طالما أنه سيقوده للحصول على ما يرغب في الحصول عليه.
- عدم حفظ الأسرار: الشخص ذو الوجهين يستحيل أن يحفظ أسرار الآخرين مهما كانوا قريبين منه بل سيسعى لإفشائها لتملق الآخرين أو حتى ليشعر نفسه بالأهمية ويجد ما يتسلى بالحديث عنه غير عابئ بما سيصيب الأشخاص الذين أفشى أسرارهم من ضرر بسبب إفشاء هذه الأسرار.
- الكذب: بما أن الشخص ذو الوجهين لا يقول ما يبطنه أبدًا فمن الطبيعي أن يكون كاذبًا، فكل ما يقوله الشخص ذو الوجهين هو كلام غير حقيقي لا يخرج منه إلا لاستدرار عواطف الآخرين والتقرب منهم فقط.
- تغيير الكلام: الشخص ذو الوجهين يستحيل أن يثبت على كلام قاله فهو يغير كلامه باستمرار تبعًا للموقف الذي هو فيه والشخص الذي يتعامل معه، ولهذا يكره المواجهات ويفر منها بشكل دائم.
- الخيانة: الشخص ذو الوجهين غالبًا ما يكون خائنًا بطبيعته ومحب للمؤامرات، وبالنسبة إليه لا يوجد أشخاص مقربين يمكن أن يعتبروا محصنين من خيانته، فهو على استعداد لخيانة أي إنسان مهما كانت علاقته به طالما أن ذلك سيكفل له تحقيق الغرض الذي يود الوصول له.
- الانتهازية: ذو الوجهين هو شخص وصولي لأقصى حد وهو غالبًا ما ينتهز ضعف الآخرين لإيذائهم والحصول على منافع منهم لم يكن من الممكن أن يقوموا بتقديمها له في الأحوال الطبيعية.
- البعد عن الدين: ذوي الوجهين غالبًا ما يكونون غير متدينين وبعيدين عن الدين بشكل كلي، وحتى إن أظهروا تدينهم فلن يفعلوا ذلك إلا لاتخاذ الدين كستار للتخفي وراءه.
- متملق: الأشخاص ذوي الوجهين يمكن معرفتهم بسهولة عن طريق ملاحظة تملقهم الدائم لكل من حولهم، فهم يوزعون المدح والمجاملات بشكل مكثف ومثير للتقزز على الأشخاص الأقوياء والمهمين بغرض الاستفادة منهم.
- خائن للوعود: الشخص ذو الوجهين لا يمكن أن يحافظ على وعوده أبدًا لأنه بلا أخلاق ولا يؤمن بالوعود، فالوعود بالنسبة له ليست إلا كلمات يقولها لإنهاء موقف وجد نفسه فيه ومن شبه المستحيل أن يلزم نفسه بتنفيذها.
شاهد أيضًا: متى يحافظ المنافق على وعوده
كيفية اكتشاف الشخص ذو الوجهين
يمكن اكتشاف حقيقة الأشخاص ذوي الوجهين عن طريق ملاحظة ظهور العلامات التالية عليهم:
- مخالفة أقوالهم لأفعالهم: الأشخاص ذوي الوجهين لا يكون كلامهم نابعًا عن قيم وأخلاقيات يؤمنون بها لكن عن رغبة في تملق الأشخاص الذين يتعاملون معهم، لذلك دائمًا ما تكون أفعال ذوي الوجهين مختلفة عما يقولونه بشكل تام، فأفعالهم هي ما يعبر عن حقيقتهم وليس كلامهم.
- اختلاف أسلوبهم مع الناس حسب مناصبهم: الشخص ذو الوجهين هو شخص وصولي ومتملق ويشعر بنقص في داخله لذلك غالبًا ما يتغير أسلوبه حسب منصب الشخص الذي يتحدث معه ومدى قوته، فإن كان من يتحدث معه ذو سلطة تملقه وتقرب منه وخضع له وإن كان بلا سلطة عامله بشكل سيء ومتعال ليرضي شعوره الداخلي بالقوة وبأنه ليس دنيئًا ضعيفًا كما هي حقيقته.
- يختلف كلامهم حسب المواقف: بما أن الأشخاص ذوي الوجهين بلا مبادئ ولا قيم فكلامهم يختلف حسب الموقف الذي هم فيه والغرض الذي يحاولون الوصول إليه، فالفعل بالنسبة لهم تتحدد صحته أو خطئه على أساس المنفعة التي سيحصلون عليها من ورائه لا على أساس الفعل نفسه.
- لا يتقيدون بالقواعد التي يقيدون بها الآخرين: على الرغم من أن ذوي الوجهين عادة ما يكثرون من الكلام عن القواعد الأخلاقية والأدبية إلا أنهم يفرضونها على الآخرين فقط ولا يقومون بتقييد أنفسهم بها.
كيفية التعامل مع الشخص ذو الوجهين
إذا كان الإنسان مضطرًا للتعامل مع شخص من ذوي الوجهين يتوجب عليه الالتزام بالتعليمات الآتية لتجنب أذاه بقدر الإمكان:
- الحرص: الشخص ذو الوجهين هو شخص خائن ومخادعًا ويتحين الفرص لإيذاء من حوله لذا ينبغي الحرص منه والتعامل معه بيقظة دائمة.
- البعد عن قول الأسرار: الشخص ذو الوجهين يستغل أسرار المحيطين به لابتزازهم أو للوصول إلى منافع عبر إفشائها لذا يتوجب على من يتعامل معه أن يحرص على ألا يخبره بأي سر يخصه مهما كان تافهًا.
- وضع حدود واضحة: حتى يتجنب من يتعامل مع ذي الوجين أن يقوم ذو الوجهين بنشر إشاعات عنه يتوجب عليه أن يضع حدودًا واضحة في علاقتهما بحيث يكون ظاهرًا لكافة الناس أنهما ليسوا أصدقاء وأن كل ما يمكن أن يقوله عنه ذو الوجهين هو كذب بالضرورة.
- تحسين العلاقات مع المعارف المشتركين: يتوجب على من يتعامل مع ذي الوجهين تحسين علاقته مع المعارف المشتركين بينهما حتى يخبروه بأي شيء يقوله ذو الوجهين عنه.
- عدم تصديق ذي الوجهين: في حالة سماع الشخص الذي يتعامل مع ذي الوجهين لأي شيء منه ينبغي عليه ألا يصدقه وأن يتذكر أن ذو الوجهين كاذب بطبعه يهوى التآمر والإيقاع بين الناس.
شاهد أيضًا: كيف أتعامل مع حماتي المنافقة
الفرق بين الشخص ذو الوجهين والشخص الكاذب
يتفق كلًا من الأشخاص ذوي الوجهين والأشخاص الكاذبين في صفة الكذب وعدم قول الحقيقة لكن على الرغم من ذلك فذوي الوجهين يختلفون عن الكاذبين اختلافًا كاملًا، ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص الكاذبين يمكن إصلاحهم لكون كذبهم غالبًا ما يكون ناتجًا عن خوف من المصارحة بالحقيقة أو عجز عن قولها وفي أغلب الأحيان لا يكون ناتجًا عن نية سيئة، أما الأشخاص ذوي الوجهين فكذبهم لا يكون إلا عن نية خداع من حولهم ورغبة في تضليل جميع من يتعاملون معهم وإيهامهم أنهم في صفهم جميعًا حتى يستطيعوا استغلال كافة المحيطين بهم.
شاهد أيضًا: الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وترك الصلاة وأذية الجار والخيانة والغدر أمثلة على
حكم الشخص ذو الوجهين في الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين “تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” فهم في الدين الإسلامي أشر الناس وأسوأهم، وقد حدد الله عز وجل العدين من طرق العقاب للمنافقين وذوي الوجهين في الدنيا والآخرة كما سنبين في السطور التالية:[2]
عقاب ذوي الوجهين في الدنيا
توجد العديد من العقوبات التي فرضها الله عز وجل على ذوي الوجهين في الدنيا وهي:
- الوعظ والتوبيخ: يجب وعظ ذوي الوجهين وتوبيخهم على أفعالهم لقول الله تعالى “أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا”.[3]
- التهديد: إذا لم يرتدع المنافقون وذوي الوجهين عن سوء أفعالهم بالوعظ والتوبيخ ينبغي تهديدهم بالتشهير والحرمان من الصحبة لقول الله تعالى “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلًا”.[4]
- التشهير: إذا لم يرتدع ذوي الوجهين عن أفعالهم يتوجب على المسلمين التشهير بهم ليحذرهم الناس مصداقًا لقول الله عز وجل “يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون”.[5]
- حرمانهم من الاجتماع بالمسلمين: إذا لم ينته ذوي الوجهين عن أفعالهم يجب منع اختلاطهم بالمسلمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم حين منع الصلاة في مسجد الضرار وهدمه.
عقاب ذوي الوجهين في الآخرة
توعد الله جل وعلا ذوي الوجهين بالعذاب في الآخرة وقرنهم بالمشركين، حيث قال في كتابه العزيز “وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدون فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم” [6] كما قال أيضًا “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا”[7] وتدل هذه الآيات على أن الشخص ذا الوجهين الذي يموت على نفاقه بلا توبة لن يكون مصيره إلا إلى النار.
شاهد أيضًا: أعظم صفات المنافقين الواردة في سورة المنافقين في الآية الأولى هي صفة
بينا في هذا المقال صفات الشخص ذو الوجهين بشكل خاص وكل ما يتعلق بالتعامل مع الشخص ذو الوجهين من حيث طريقة اكتشاف مكائده وأسلوب التعامل معه وحكمه في الدين بشكل عام لمساعدة الأشخاص الذين يتعاملون مع البشر ذوي الوجهين على معرفة كيفية تجنب أذاهم.
المراجع
- quora.com , What are some traits of a two-faced person? , 09/03/2022
- alukah.net , حكم المنافق في الإسلام , 09/03/2022
- القرآن الكريم , سورة النساء آية 63 , 09/03/2022
- القرآن الكريم , سورة الأحزاب آية 60 , 09/03/2022
- القرآن الكريم , سورة التوبة آية 64 , 09/03/2022
- القرآن الكريم , سورة التوبة آية 68 , 09/03/2022
- القرآن الكريم , سورة النساء آية 145 , 09/03/2022
التعليقات