علاج الدوخة والدوار في أقل من دقيقة
جدول المحتويات
علاج الدوخة والدوار في أقل من دقيقة، فالدوخة عرض شائع، يصيب آلاف الناس يوميّاً، ويكاد لا يوجد شخص، لم يشعر بالدوار لبضع لحظات في حياته، أو حتى ساعات، وربما أيام. كما أننا جميعا، نستطيع أن نميز، الشخص المعاني من الدوار، فنراه يغمض عينيه، يترنح قليلاً محاولاً التوازن، أو التمسك بشيء ما حوله، لكيلا يسقط، وفي الغالب فإنه يفضل الجلوس، وبما أنّ أغلبنا، لا يدرك سبب تحسّن الشخص عند الجلوس، لأننا لسنا ملمين حقيقةً، بأسباب الدوار، فسيوضح موقع مرجع، في هذا المقال، أسباب الدوخة، وطرق علاجها المختلفة، مع شرح الآلية الفزيولوجية لحدوث الدوار.
الدوخة والدوار
بلغة المريض، فهي إحساس بخفة في الرأس، أو ربما ثقل في منطقة العينين والجبهة، يشعر فيه الشخص، أنّه على وشك السقوط، وأنّه غير قادر على ضبط توازن جسمه، أما بلغةٍ طبيةٍ، فهو شعورٌ كاذبٌ، بأنّ محيطك يدور حولك، أو أنك تدور حول نفسك، لذا غالباً ما يحاول الشخص إغلاق عينيه وفتحها عدة مرات، محاولاً التركيز على حقيقة ما يشعر، ليدرك أن السبب ليس فيما يراه طبعاً، فالرؤية لديه سليمة، إذاً، ماذا يحدث ليجعل الشخص يشعر بذلك؟ في البداية، علينا أن نعلم، أن توازن جسمك، مسؤول عنه نظام مستقل، يتألف من مستقبلات الحس والتوازن، ومن الدماغ، مع تنسيق دقيق بين هذه المكونات. فعند حدوث اضطراب في الأذن الداخلية مثلاً، سترسل إشارات عصبية، لها علاقة بالتوازن ووضعية الجسم، إلى الدماغ، لا تتوافق مع الإشارات التي ترسلها، باقي مستقبلات الحس السليمة، وبمحاولة من الدماغ لحل هذا الالتباس، يحدث شغور الدوخة، فهي إذاً، بمثابة إنذار من دماغك، أنّ هناك خللاً ما.[1]
شاهد أيضًا: هل الدوخة من اعراض الحمل المبكر
ما المسؤول عن التوزان في الجسم
من المهم توضيح أركان جهاز التوزان في الجسم، لفهم أسباب الدوار، فهذا الجهاز يعتمد على، مستقبلات الحس والتوزان في الجسم، وهي الأذن الداخلية، والعين، ومستقبلات الحس العميق في الجسم. هذهمستقبلاتهبس المستقبلات حساسة للضغط، فهي المسؤولة عن نقل السيالات العصبية للدماغ، عندما تضع قدمك على الأرض مثلا، عندما تتمسك بشيء ما بيديك. تنقل الإشارات من هذه الأعضاء، إلى الدماغ، ولا سيما المخيخ، ليتم ترجمتها وفهمها، واتخاذ الفعل الإرادي أو اللإرادي المناسب. إذاً، المهم في التوازن هو مستقبلات التوزان، والدماغ.
ما هو عضو التوازن في الأذن الداخلية
تتكون الأذن الداخلية، من الدهليز والقنوات الهلالية الثلاث المتعامدة. تحتوي القنوات على سائل، يدعى اللمف الباطن، له دور في الاستجابة الحركية للجسم، حيث يتحرك هذا السائل حسب حركة الجسم، ونتيجة هذه الحركة، تتنبه خلايا معينة بآلية معقدة، مرسلةً سيالات عصبية إلى العصب الدهليزي، الذي ينقلها إلى جذع الدماغ. أما الدهليز، فيحتوي ما يدعى، بغبار التوازن، الذي تستجيب للجاذبية الأرضية، في توضع على الخلايا الشعرية ضمن الأذن، حسب وضعية الجسم، مما ينبه ألياف العصب الدهليزي.
أسباب الدوخة والدوار
رغم كثرة الأسباب، التي تؤدي للدوخة، إلا أنه يمكننا القول، إنها إما اضطرابات على مستوى مستقبلات التوازن، أو اضطراب في عمل الدماغ، والذي يكون، في أغلب الأحيان، بسبب نقص التروية التي يتلقاها. نذكر من هذه الأسباب:
اضطراب في عمل الدماغ
تلعب العوامل المؤدية، لنقص تروية الدماغ، الدور الأكبر، في حالات الدوار والدوخة، إلا أن المشاكل العصبية، على مستوى الدماغ والمخيخ، تشكل حالات هامة، بل وخطيرة، نذكر من هذه الأسباب:
- فقر الدم بنقص الحديد: حيث يسبب نقص الحديد، اضطراب تركيب الهيموغلوبين، مؤدياً إلى تدني قدرة الكريات الحمر، في أداء وظيفتها، بنقل الأوكسجين، مما يعرّض الدماغ، لنوبات من نقص أكسجة عابر، تتظاهر بدوخة ودوار.
- هبوط ضغط الدم: والنوع الأكثر شيوعاً، هو هبوط ضغط الدم الانتصابي، الذي يحدث عند الوقوف السريع، من وضعية الجلوس الاستلقاء.
- انخفاض سكر الدم: تتمثل نوبة نقص السكر، بدوار مترافق مع تعرق، قد يتلوه فقدان وعي، وأكثر ما تحدث، عند السكريين، المعالجين بالأنسولين، عند تناول جرعة زائدة من الدواء.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: كاعتلالات العضلة القلبية، التي تسبب فشل القلب، في ضخ ما يكفي من الدم، إلى الدماغ. يتظاهر ذلك غالباً، بدوخة وتعب، مع نوبات غشي.
- الدورة الشهرية عند النساء: حيث يتم أثناء الدورة الطمثية، إفراز البروستاغلاندينات، وهي مقبضات وعائية، تسبب صداع ودوار، بسبب تدني تروية عابر للدماغ.
- الحمل: يسبب الحمل، إفراز هرمونات معينة، توسع الأوعية الدموية، مما يؤدي لانخفاض الضغط، بمقدار بسيط، بالإضافة إلى خسارة السوائل، بسبب الإقياء الحملي المعند، الذي يحدث عند بعض الحوامل.
- الجفاف، ونقص السوائل: وذلك بسبب خسارة الماء، ونقص حجم الدم، الموجود ضمن الأوعية الدموية، مما يسيء لتروية الأعضاء الهامة في الجسم.
شاهد أيضا: اعراض التهاب الاذن الداخلية
اضطراب في مستقبلات التوازن
توجد مستقبلات الحس العميق، في الأوتار والعضلات والمفاصل، وهي عبارة عن خلايا حساسة ميكانيكياً، وأي خلل في عملها، قد يؤدي إلى اختلال توازن، والشعور بالسقوط. قد تضعف هذه المستقبلات، للعديد من الأسباب منها:
- الصداع النصفي، والصرع.
- جرعة زائدة من فيتامين B6
- عوامل سامة للخلايا، مثل العلاج الكيميائي.
- الشيخوخة.
- بشكل عفوي، بسبب التعب والجهد.
- متلازمات وراثية.
- أمراض عصبية، مثل مرض باركنسون.
أما بالنسبة لاضطرابات الأذن الداخلية، فهي قد تسبب بالإضافة للدوخة والدوار، طنين مع نقص سمع عصبي غالباً، ومن هذه الاضطرابات:
- التهاب العصب الدهليزي: وهو التهاب فيروسي، يترافق مع التهاب الطرق التنفسية، يسبب أسوأ أنواع الدوار بالنسبة للمريض، حيث تستمر النوبة لساعات، أو أيام (7-10)، مع أعراض مبهمة شديدة، دون نقص سمع أو طنين.
- داء منيير: هو مرض مجهول السبب، أحادي الجانب عادةً. يسبب نوبات من الدوار، تدوم ثلث ساعة أو أكثر، مع أعراض مبهمية (غثيان، إقياء، رجفان، خوف وتعرق)، يترافق مع طنين، ونقص سمع حسي عصبي. ويكون سبب هذا الدوار، زيادة توتر سائل اللمف، في الدهليز.
- دوار الوضعة الاشتدادي السليم: وهو الدوار الأذني الأشيع، يستمر لثوان حتى دقيقة، حيث يثار بأخذ الرأس لوضعية معينة، مثل إدارة الرأس إلى أحد الجانبين، أو رفع الرأس نحو الأعلى. يعود سبب ذلك، إلى تراكم الرمال السمعية، في القناة نصف الهلالية، بشكل غير طبيعي، محرّضاً اختلال توازن.
الآثار الجانبية الجانبية لبعض الأدوية
أثبتت الدراسات، أن بعض الأدوية، كمضادات الاكتئاب، والصرع، وغيرها. كان لها تأثير جانبي مزعج، بإحداثها دوار ودوخة، تختفي بمجرد توقف تناول الدواء.
علاج الدوخة والدوار في أقل من دقيقة
تتوقف طريقة علاج الدوخة، على السبب الكامن وراءها، وأي علاج للدوخة، هو علاج عرضي مؤقت، حيث يمكن أن تتكرر، ما لم يُعالج المرض الأساسي، الذي سبب ظهورها. أما بالنسبة للعلاج السريع، الذي يعالج الدوار، نذكر ما يلي:[2]
- مناورة Epley: وهي العلاج السريع، لدوار الوضعة الاشتدادي، حيث تؤدي هذه المناورة، إلى عودة الرمال السمعية، إلى موضعها الطبيعي، وبالتالي التخلص من الأعراض، حيث يكفي القيام بها مرة واحدة، بالخطوات الصحيحة التالية:
- الجلوس على السرير، مع إدارة الرأس، للجهة المصابة، بزاوية 45 درجة.
- ينتقل المريض لوضعية الاستلقاء، مع الحفاظ على وضعية رأسه ثابتة.
- يدار الرأس إلى الجهة المقابلة ليصنع زاوية 45 درجة مع السرير، يبقى هكذا لمدة دقيقة.
- يستلقي المريض على جانبه المقابل لجهة الأذية، ويترك لمدة دقيقة أخرى.
- يعاد المريض لوضعية الجلوس، ويبقى هكذا لمدة 10 دقائق.
- عندما تكون الأسباب، نقص تروية دماغية عابر، يكون من الكافي، الاستلقاء على السرير، ورفع قدميك للأعلى، لتعزيز وصول الدم إلى الدماغ.
- إغماض العينين، ومحاولة الجلوس بمكان مريح.
- مضغ قطعة زنجبيل، حيث يعزز التروية الدموية، ويخفف من الغثيان.
- في حال اعتقدت أن السبب، نقص السكر، بسبب امتناع عن الطعام لمدة معينة، يكفي تناول قطعة من الحلوى، وشرب الماء، لكي تزول الدوخة.
- شرب كوب من القهوة.
- التدليك، قم بتدليك عضلات الرقبة الأمامية، وإلى الظهر، والرأس، بحركات دائرية لطيفة، سيعزز هذا التروية الدموية.
- شم عدة أوراق من الريحان، بسبب خصائصه المهدئة، التي تساعد على تخفيف الدوار.
شاهد أيضًا: تجربتي مع الكركم والزنجبيل للتنحيف
علاج الدوخة والدوار بالأدوية
تعالج عادةً، بمسكنات الألم البسيطة، كالباراسيتامول، ومضادات الاحتقان. أمّا في حال فقر الدم، يجب التعويض بأخذ حبوب الحديد، لرفع كفاءة الكريات الحمر، في نقل الأوكسجين. بينما يكون تدبير الدوار، الناجم عن التهاب العصب الدهليزي، بإعطاء مضادات الدوار المركزية، والتحسن عفوي بعد عدة أيام، لأنه كما ذكرنا سابقاً، التهاب فيروسي.
في الحالات المزمنة، كداء منيير، يكون العلاج متعلق بنمط الحياة، وذلك باتباع حمية قليلة الملح، لتخفيف الضغط، بالإضافة إلى قطع التدخين، وتجنب شرب كميات كبيرة من القهوة، والشاي، والكحول. نعتمد في العلاج الدوائي لداء منير على: إعطاء مضادات الدوار المركزية، خلال النوبة، مع المدرات، بالإضافة إلى دواء البيتاهيستين، واسمه التجاري بيتاسيرك. قد نلجأ إلى العلاج الجراحي، بحقن الجنتامايسين بشكل متكرر، أو خزع غشاء الطبل وتركيب أنبوب تهوية، وهي إجراءات قل اللجوء إليها، بعد وصف مضادات الدوار.[3]
شاهد أيضًا: سبب الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
نصائح لتجنب الدوخة والدوار
هناك العديد من الإجراءات اليومية، التي يمكننا اعتمادها، لتجنب محرضات الدوخة والدوار، منها:
- تجنب القيام مباشرة، وبشكل سريع من وضعية الاستلقاء، أو الجلوس.
- تجنب الضغط النفسي، أو الجسدي.
- شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً، لتجنب نقص السوائل.
- ممارسة الرياضة المعتدلة،لتعزيز التروية الدموية الدماغية.
- تناول ما يكفي من الخضروات والفواكه، الغنية بالألياف النباتية.
- النوم لسبع أو ثماني ساعات يومياً، وعدم تجاهل ضرورة تناول وجبة الفطور.
- الالتزام بالنظارة الطبية، التي وصفها لك الطبيب، وعدم تبديلها من دون مراجعته.
- تجنب الأماكن الحارة، أو المشي في الشمس الحارقة، لأنه في الطقس الحار، يزداد التعرق وخسارة السوائل، مما قد يحرض هبوط ضغط الدم.
- تجنب الأغذية الغنية بالدهون.
متى يجب مراجعة الطبيب للدوخة
بدا واضحاً لدينا الآن، أن الدوخة عرض لطيف واسع من الأسباب والأمراض، منها ما هو بسيط وعابر، ومنها ما يعد مشكلة صحية حقيقة، تستلزم مراجعة الطبيب، ومتابعتها. فإن ترافقت الدوخة مع ألم صدري وخفقان، أو تطورت لغشي وفقدان وعي، بالإضافة إلى برودة الأطراف، وشحوب الجلد، فلا عجب أن تكون المشكلة قلبية، تستوجب النقل إلى المشفى بأسرع وقت ممكن. كما أنه، إن ترافق الدوار مع غثيان وإقياء، بالإضافة لنقص سمع، فهي مشكلة بالأذن الداخلية، تستلزم فحص من قبل الطبيب. إن كنت مريض سكري، وتكررت لديك الحالة، فينبغي إعلام طبيبك على الفور، والذي سيطلب منك إجراء التحاليل، لإعادة ضبط جرعة الأنسولين الموصوفة لديك.
في ختام هذا المقال، الذي تحدثنا فيه، عن علاج الدوخة والدوار في أقل من دقيقة، موضحين فيه الأسباب وطرق العلاج، سيكون من المهم التأكيد، على عدم تجاهل عرض الدوار، مهما كان بسيطاُ وعابراً، ومناقشة الأمر مع نفسك، وملاحظة أي اضطرابات أخرى تشكو منها، أو تترافق معه، وسيكون ذلك عليك يسيراً، بعد قراءتك لهذا المقال، وفهم مختلف الأفكار المهمة التي أوردناها.
المراجع
- healthprep.com , What Causes Vertigo? How Posture Plays a Role , 21/11/2021
- nhsinform.scot.com , Vertigo , 21/11/2021
- taoofherbs.com , Natural Alternative For Meniere's (Vertigo) , 21/11/2021
التعليقات