كم مدة خلافة عثمان بن عفان

كم مدة خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخليفة الراشدي الثالث الذي حكم البلاد الإسلامية بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، هذا الخليفة السبّاق إلى الإسلام ذو النورين الذي تشرّب بمصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلّم- مرّتين، في هذا المقال يسلّط موقع المرجع الضوء على مدة خليفة هذا الإمام العادل ويقف مع إضاءة على الفتوحات في عهده، إضافة للحديث على ظروف اغتياله واستشهاده رضي الله عنه.

الخلفاء الراشدون

الخلفاء الراشدون هو مصطلح إسلامي يشير إلى الخلفاء الذين حكموا الدولة الإسلامية عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبدأ هذا العهد مع تولي أبي بكر الصديق خلافة المسلمين عام 11هـ، وينتهي بتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الحكم لصالح معاوية بن أبي سفيان عن الحكم سنة 41هـ الذي سمي عام الجماعة، فرضي الله عنهم أجمعين، وقد سمّوا بالراشدين لأنّهم التزموا النهج النبوي في سياسة الأمة وحكمها، وقد ورد هذا الوصف في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: “عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ”،[1] وهي ثلاثون سنة كما ثبت في الحديث الصحيح، وقد اكتملت هذه السنوات الثلاثون بنهاية أيام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

كم مدة خلافة عثمان بن عفان

إنّ مدّة خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه هي اثنتا عشرة سنة إلّا ست ليال كما يروي الإمام النووي في كتابه تهذيب الأسماء، وقيل غير ذلك كما نقل الإمام المنياوي في كتابه البدعة الشرعيّة، فذكر من أقوال العلماء أنّها اثنتا عشرة سنة، وقيل إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرًا وتسعة أيّام، فالله أعلم بالصواب.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي المستجاب الدعاء

من هو عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، كنيته أبو عبد الله أو أبو عمرو، من السابقين إلى الإسلام وأول المهاجرين إلى الحبشة مع زوجته رقية رضي الله عنهما، تزوّج برقيّة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاتها زوّجه النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأختها أم كلثوم بوحي من الله تعالى، كان -رضي الله عنه- ليس بالطويل ولا بالقصير، ضخم اللحية يخضّبها، حسن الوجه أسمر البشرة ليس نحيفًا ولا سمينًا، لثقّب بذي النورين لأنّه تزوّج بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يقول الحسن البصري: “إنّما سمي عثمان ذا النورين لأنّا لا نعلم أحدًا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره”، من مناقبه الشهيرة تجهيزه لجيش العسرة الذي قاتل في تبوك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ”،[4] وله غير ذلك كثيرٌ من المناقب رضي الله عنه وأرضاه.[5]

الفتوحات في عهد عثمان بن عفان

لقد اتسعت رقعة الدولة الإسلامية كثيرًا في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه، وتابع عثمان -رضي الله عنه- الفتوحات بعد عهد عمر رضي الله عنه، فأرسل الجيوش والسرايا في كل أنحاء الأرض التي تمكنت من الوصول  إليها، وقد فتحت في عهده أرمينيا وطرابلس الشام وجزيرة قبرص، وفي عهده غزت جيوش الإسلام إفريقيا وبلاد النوبة وبعض الجزر البحرية.[6]

استشهاد عثمان بن عفان

لقد كان لاستشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه جلبة كبيرة على الأمة الإسلامية والأحداث في تلك الفترة تصنف من أشد الفتن التي تعرض لها المسلمون، وتفصيل الحادثة فيما يلي:

بداية الفتنة

حدثت الفتنة لما بدأت يد الكفر تحاول تحطيم الإسلام من الداخل وهو ما فعله عبد الله بن سبأ حين أراد اقتلاع شوكة المسلمين ولكن بفتنة وليس بحرب حيث إنه يعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم هم الأشد على درء الكافرين ولكن الفتنة يكون وقعها أكبر، وكان ذلك لما جمع ابن سبأ أناسًا من حوله يتسترون بالدين يعجب التاس بأقوالهم ولكن ما تخفي صدورهم أعظم، وقد بدأ هؤلاء بنشر الفتنة عن طريق الطعن بخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه والمطالبة بأن يكون علي بن أبي طالب مكانه.[7]

مقتل عثمان

لما كثُرث القلاقل وحاصر المستسترون باسم الدين عثمان بن عفان رضي الله عنه ورفض عثمان أن يقاتل عنه أحد من الصحابة تشعبت الأمور ولاحت يد الموت على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فاستغفل أهل النفاق الصحابة الذين هم على الباب يحرسون عثمان ودخلوا عليه وهو يقرأ القرآن فقتلوه وتناثر دمه على المصحف الذي كان يتلو منه وقد قتل رضي الله عنه صائمًا وسقطت قطرة من دمه على قول الله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.[8][7]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي قتل مائة مشرك مبارزة

وهكذا يكون قد تم مقال كم مدة خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد أن فصّلنا فيه القول على المدة الزمنية التي حكم فيها عثمان -رضي الله عنه- الأمة الإسلامية، ومررنا على فتوحاته، وختمنا القول بالوقوف على لمحات من الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- شهيدًا في بيته وهو يتلو كتاب الله.