معلومات عن سورة الاعراف

معلومات عن سورة الاعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى عليهم السلام، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن معلومات عن سورة الاعراف، وعن لماذا سُميت سورة الأعراف بهذا الاسم، وعن مواضيع سورة الأعراف، وعن سبب نزول سورة الأعراف، وعن فضل سورة الأعراف.

معلومات عن سورة الاعراف

سورة الأعراف سورة مكية ماعدا الآية 163 والآية 170 فهما مدنيتان، وهي من السبع الطوال، يبلغ عدد آياتها مئتين وست، وكلماتها ثلاثة آلاف وثلاثمئة وخمس وعشرين، وحروفها أربعة عشر ألفاً وعشرة، ترتيبها بين السور في القرآن الكريم فهي السابعة، وترتيبها بين السور التي بُدئت بحروف الهجاء من حيث النزول فهي الرابعة، وترتيبها بين طِوال السور من حيث النزول فهي الأولى، تمتد من منتصف الجزء الثامن إلى نهاية الجزء التاسع، نزلت بعد سورة ص، تحتوي سورة الاعراف على أول سجدة تلاوة في المصحف في الآية 206، وهي من أطول السور المكية، وسورة الأعراف هي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق مرورًا بنوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى عليهم السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض، وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته.[1]

شاهد أيضًا: البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

لماذا سميت سورة الاعراف بهذا الاسم

سميت السورة الأعراف بهذا الاسم لورود ذكر اسم الأعراف فيها الذي لم يذكر فيما سواها من سور القرآن الكريم، والأعراف هو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وأصحاب الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله بينهم، روى جرير عن حذيفة أنه سُئل عن أصحاب الأعراف فقال: “هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله فيهم”.[1]

مواضيع سورة الاعراف

تحمل سورة الأعراف بين آياتها العديد من الموضوعات والمقاصد والمضامين، ومن هذه المواضيع:[1]

  • توجيه قلوب البشر وعقولهم إلى توحيد الله -تبارك وتعالى- والإيمان به، والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية وعبادته وحده سبحانه على أكمل وجه.
  • بيان سنة الله تعالى التي تجري في الأرض والتي ليس لها تبديل أو تحويل، وتسليط الضوء على مكنونات الكون وأسراره، لتلين القلوب فتتوجه لله تعالى بالعبادة والطاعة.
  • ذكرت السورة المباركة أن الله تعالى هو خالق كل شيء وهو مصور الكون ومدبر الأمر، وهو الذي بث الحياة في الأرض وسخرها لخدمة الإنسان بكل ما فيها.
  • تناولت السورة بعض أحداث يوم القيامة كالبعث والميزان والحساب على الأعمال، كذلك السؤال والحساب على تبليغ الرسل للرسالة، واستجابة البشر لهذه الدعوة.
  • تسليط الضوء على أن الإيمان بالله تعالى والعمل بما أمر به، هو سبب عظيم في حلول بركة الله تعالى في جميع الأمور.
  • توجيه المسلمين إلى صورة من صور الأدب، وهي الإنصات للقرآن الكريم والاستماع إليه، بالإضافة إلى التنبيه على اهمية الذكر والمداومة عليه.
  • دعوة الإنسان إلى التسامح واليسر والمرونة، والبقاء على الفطرة البشرية بالبساطة والإعراض عن الجاهلين ومناقشتهم، والاحتفال بهم.

شاهد أيضًا: ايات من سورة الاعراف تتحدث عن الصحة مع تفسيرها

سبب نزول سورة الاعراف

نزلت سورة الأعراف في مكة المكرمة، بعد سورة ص وقبل سورة الجن، نزلت سورة الأعراف في السنة العاشرة من البعثة في الفترة الزمنية الواقعة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج، ولم يذكر أهل العلم سبب نزول لسورة الأعراف بالعموم ولكنّهم ذكروا أسباب نزول لبعضٍ من آيات هذه السورة الكريمة، منها:[2]

  • ييَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ: ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ المرأة كانت تطوف في البيت الحرام وهي عريانة وتطلب خرقةً من الثياب تضعها على فرجها، وتقول: “الْيَومَ يَبْدُو بَعْضُهُ، أَوْ كُلُّهُ، فَما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ”، فنزلت هذه الآية.
  • وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا: ورد في سبب نزول هذه الآية أنّها نزلت في رجل من بني إسرائيل واسمه “بلعام بن باعوراء” كان يعلم اسم الله الأعظم؛ فلمّا أرسل الله تعالى النبي موسى -عليه السلام- طلب قومه أن يردّه عنهم بدعائه فقد كان مستجاب الدعوة لعلمه باسم الله الأعظم، فأبى ذلك لأنّه خشي عذاب الله في الدنيا والآخرة، فظلّوا يطلبون منه ذلك حتّى استجاب طلبهم، فكان هو المقصود من هذه الآية، وقيل أيضًا أنّ المقصود هو أميّة بن أبي الصلت، كان لديه علمًا ومعرفة بنزول نبي في فترة بعثة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّه رجا أن يكون هو هذا النبي، فلمّا أرسل الله تعالى نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لم يؤمن به بل كفر به وحسده.
  • يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا: كان سبب نزول هذه الآية أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد سُئل عن موعد قيام الساعة فنزلت هذه الآية، وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ الذي سأله هما رجلان من اليهود، وقيل إنّ قوم من قريش هم الذين سألوه عن وقتها وناشدوه بالقرابة التي بينه وبينهم وطلبوا إليه أن يقول لهم هذا السر، فنزلت هذه الآية.
  • قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا: قيل إنّ أهل مكة سألوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هل يُخبره الله تعالى بأسعار السلع وما سعره رخيص وسوف يرتفع فيشتري فيربح، وبالأرض التي سيصيبها الجدْب فيرحل عنها إلى أرض خصبة، فنزلت هذه الآية.
  • هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ: ورد في سبب نزول هذه الآية أنّ آدم وحواء لم يكن يعيش لهما أولاد، فوسوس لهما الشيطان: إذا جاءكما ولد فسمياه عبد الحارث وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث فاستجابا لقوله، وهذا سبب نزول هذه الآية.
  • وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا: نزلت هذه الآية لأنّ المسلمين كانوا يتكلمون في الصلاة خلف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويرفعون أصواتهم فيها فنهوا عن ذلك وأمروا بالإنصات، وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما- إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرأ القرآن الكريم في إحدى الصلوات المفروضة، فقرأ الصحابة خلفه وهم يرفعون أصواتهم فخلطوا عليه قراءته فنزلت هذه الآية، وقال قتادة إنّ ذلك كان أول ما فُرضت الصلاة يأتي الرجل فيسأل صاحبه كم صليتم فيجيبه، وقال الزهري إنّها نزلت في فتى من الأنصار كان كلّما قرأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأ هو، وقيل إنّها نزلت في وجوب الإنصات للإمام في خطبة الجمعة.

فضل سورة الاعراف

لم يرد في فضل سورة الأعراف أي حديث مخصوص، وما روي فيها إما موضوع أو ضعيف، فمن واجب المسلم أخذ الأحاديث الثابتة والصحيحة، وعدم الأخذ بما ضعف من الحديث وما كان موضوعاً، لكن كون هذه السورة من السبع الطوال، فقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية المباركة في فضلهن، ومن الآثار عن فضل السبع الطوال:[3]

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أخَذَ السَّبعَ فهو حَبرٌ”.[4]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”.[5]
  • قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ النبيَّ قرَأَ في المغربِ بسورةِ الأعْرافِ فَرَّقَها في الركعَتَينِ”.[6]
  • عن المروان بن الحكم أنه قال: “أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ: ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ: الأعراف”.[7]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن معلومات عن سورة الاعراف، وعن لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم، وعن مواضيع سورة الأعراف ، وعن سبب نزول سورة الأعراف، وعن فضل سورة الأعراف.

المراجع

  1. marefa.org , سورة الأعراف , 13/09/2021
  2. al-maktaba.org , سُورَةُ الْأَعْرَافِ , 13/09/2021
  3. al-eman.com , مَا وَرَدَ فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ , 13/09/2021
  4. تخريج مشكل الآثار , شعيب الأرناؤوط، عائشة أم المؤمنين، 1378، إسناده حسن.
  5. بداية السول , الألباني، وائلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، 59، صحيح.
  6. تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط، عائشة أم المؤمنين، 204/1، إسناده صحيح.
  7. صحيح النسائي , الألباني، مروان بن الحكم، 989، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *