ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول هو ما سيتناوله هذا المقال، فنزول القرآن الكريم كان لسبب، حيث أنّه لم يتنزّل عبثاً، ولقد جعل الله تعالى لكلّ آيةٍ أو سورةٍ من سوره سببٌ وموقفٌ، ويهتمّ موقع المرجع بإطلاعنا على سبب نزول الآية ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً، كذلك يعرّفنا بتقوى الله تعالى وأهميّتها في حياة الإنسان، وما هي فضائلها وثمراتها.

تقوى الله

قبل بدء الحديث عن سبب نزول ون يتق الله يجعل له مخرجاً، لا بدّ من التّعريف بالتّقوى وأهميّتها، وكيف يكون الإنسان تقيّاً،  قال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.[1] فالتّقوى زادٌ يتزوّد به الإنسان من الدّنيا، ليكون ذُخراً له وعوناً في الآخرة يوم الحساب، وإنّها لخير ما يجنيه المسلم من الحياة الدّنيا، فتقيه العذاب والهلاك الأبديّ في الآخرة، وقد أوصى الله تعالى عباده بالتّقوى في الكثير من المواضع من القرآن الكريم، وكذلك أمر الأنبياء عليهم السّلام جميعهم، قد أمروا النّاس بعبادة الله تعالى والتّحلّي بالتّقوى والتّزيّن بها، وإنّ الإنسان يكون تقيّاً بالعمل بما أمر به الله تعالى، وما جاء في سنّة نبيّه الكريم، والابتعاد وترك كلّ ما نهى عنه جلّ جلاله، فيتّقّي بالمعروف من المنكرات في الدّنيا، وفي الآخرة تكون له وقايةٌ من العذاب الأليم، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة التحريم

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول

إنّ هذه الآية من الآيات الّتي تحمل شفاءً للهموم ومخرجاً وفرجاً من المصاعب والهموم والكربات، كذلك تحمل أملاً عظيماً لمن يحمل همّاً وقبله يائس، قال الله تعالى في محكم تنزيله: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.[3]  وإنّ سبب نزول هذه الآية هو ما رواه عبدالله بن عبّاس رضي الله عنه، حيث قال: “جاء عوفُ بنُ مالِكٍ الأشجعيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ابْنِي أسَرَهُ العدوُّ وجَزِعَت أُمُّه، فما تأْمُرُني؟ قال: آمُرُكَ وإيَّاها أنْ تستكثِرَا مِن قولِ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ. فقالت المرأةُ: نِعْمَ ما أمَرَكَ. فجَعَلَا يُكثِرانِ منها، فتغفَّلَ عنه العدوُّ، فاستاقَ غنَمَهم فجاء بها إلى أبيه، فنزَلَت: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] الآية”.[4]

وفي هذا الحديث رواياتٌ عديدة، فمن الروايات أن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد قال للرّجل: ” اتَّقِ اللهَ واصبِرْ”  ففي تقوى الله تعالى تسليمٌ له بما قدّر وكتب، وتفويض الأمر إليه، وعدم اليأس من فضله وعطائه ورحمته، فلا يجوز للمسلم أن يقنط وييأس، وقد قيل بأنّ عوف بن مالك الأشجعيّ كان يعاني الفقر والقلّة، لكّن بإيمانه وتقواه رزقه الله تعالى دون أن يدري أو يعلم، فقد ساق له ابنه عندما فرّ من الاسر أغنام العدوّ وأحضرها لوالده، فالله تعالى يعطي من اتّقاه، فضلاً عظيماً وعطاءً كبيراً وأجراً وخيراً، فهو صاحب الخير والنّفع والعطاء، فهو أرحم الرّاحمين.[5]

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة المدثر

تفسير آية ومن يتق الله يجعل له مخرجاً

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب سبب النزول هو ما تمّ الحديث عنه سابقاً، أمّا هنا فسنعرض لكم تفسير هذه الآية العظيمة الّتي نزلت على النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- عندما أوصى الصّحابيّ عوف بن مالك بكر الله تعالى والإكثار منه، فالله تعالى هو مفرّج الهموم، وهو المخرج من المصائب والكربات، وكما جاء عن أهل العلم في تفسير هذه الآية بأنّ من اتّقى الله تعالى ففعل ما أمر به من عباداتٍ وتكاليف شرعيّة، وواجباتٍ دينيّةٍ وغيرها، أمِن بإذن الله تعالى من العذاب والهلاك في جهنّم يوم القيامة، وهذا هو المخرج، أي أنّ التّقوى هي طوق نجاة العبد يوم القيامة.

كذلك قال بعضهم بأنّ فيها دليلٌ على أنّ التّقوى تقي الإنسان مفاتن الدّنيا وشبهاتها، وتقي من كربات الآخرة وظلماتها وأهوالها،  وقد روى ابن عبّاس أنّ من يتّق الله يجعل له مخرجاً من غمرات الموت وسكراته، ومن شبهات الدّنيا وفتنها وكذلك من شدائد يوم القيامة وأهوالها وكرباتها، وبتقوى الله تعالى تُفتح أبواب العطاء والرّزق والخير الجزيل، والله أعلم.[6]

فضل التقوى

إنّ التقوى طريق الّذين ثبت قلبهم على الإيمان فأطاعوا الله تعالى، ولم يشركوا به، وعملوا بما أمرهم به ونهاهم عنه، والمتّقين قد أثنى الله عليهم في القرىن الكريم، وجعل لهم المنازل الرّفيعة والدّرجات العالية في الدّنيا والآخرة، وفضائل التّقوى عظيمةٌ وكثيرةٌ، وفيما يأتي سيتمّ ذكر عددٍ منها:[7]

  • التّقوى هي الطّريق للهداية والصّواب، وهي طريق الجنّة.
  • التّقوى تفتح أبواب العلم للمؤمن، وتفتح العقل فيصبح قادراً على التّفريق بين الحقّ والباطل.
  • التّقوى هي نورٌ على طريق الحقّ تضيئه فيهتدي المؤمن بنورها.
  • التّقوى هي سبيل قبول الأعمال الصّالحة وقبول العبادات.
  • التّقوى هي عنوان الكرامة عند الله جلّ جلاله، فيكون الإنسان كريم المكانة والمنزلة عند ربّه.
  • التّقوى هي خير زادٍ يستزيد منه المؤمن من الدّنيا ليقيه ما في الآخرة.
  • التّقوى تيسّر الأمور وتجلب الرّزق، ويؤجر بها المؤمن أجراً جزيلاً.
  • التّقوى هي سببٌ في حلول البركة في العمر والمال والرّزق والأهل.
  • التّقوى سببٌ في الوقاية من الآثام والذّنوب والخطايا.
  • التّقوى سببٌ في دخول الجنّة يوم القيامة.
  • التّقوى تقي المسلم من نار جهنّم يوم القيامة.
  • التّقوى سببٌ في تأييد الله تعالى ونصرته.
  • التّقوى تُكسب المسلم محبذة الله تعالى وتكريمه والله أعلم.

ثمرات التقوى

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول، موضوع تم ذكره فيما سبق، حيث ذُكر تفسير الآية وسبب نزولها، وكذلك تعريف التّقوى وفضائلها، لكن ما هي ثمرات التّقوى؟ وما الّذي يجنيه المسلم إن اتّقى الله تعالى وحقّق مفهوم التّقوى في حياته، وأخلص قلبه لله تعالى، إن ثمرات التذقوى هي:[8]

  • إنّ من اتّقى الله تعالى يكون الله تعالى معه وفي عونه ويكسبّ محبّته وكرمه.
  • إنّ الله تعالى يُكرم من اتّقاه فيجعله من الّذين حسُنت عاقبتهم في الدّنيا والآخرة.
  • إنّ الله تعالى يجعل من اتّقاه ممّن تولذاهم برحمته وعنايته.
  • يجزي الله تعالى المتّقين بالدّرجات العالية والمنازل الرّفيعة.
  • يكسب المتّقين الأجر العظيم والخير الكثير في الدّنيا والآخرة.
  • جعل الله تعالى المتّقين من الّذين أفلحوا، وأثنى على فلاحهم وسيجزيهم أحسن الجزاء.
  • يجعل الله تعالى للمتّقين نصيبٌ كبيرٌ من التّوفيق والبركات والعطاء.
  • إنّ المتّقين يعرفون الحقّ ويفرّقونه عمّا كان باطلاً ويسلكون طريق الهداية والصّواب.
  • للمتّقين يوم القيامة جنّةٌ عرضها السّماوات والأرض، ولهم في الدّنيا الرّزق والفضل الكثير والله أعلم.

صور ومن يتق الله يجعل له مخرجا

كما يقدم موقع المرجع جملةً من أفضل وأجمل الصور التي تحمل الآية الكريمة، والتي يبحث عنها الكثير من المسلمين لنشرها على منصات التواصل الاجتماعي لعلها تلامس أرواح المسلمين وتردهم إلى دينهم وتقواهم، وفيما يأتي صور ومن يتق الله يجعل له مخرجا:



ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول

شاهد أيضًا: شرح حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه

وفي ختام المقال لا بدّ من القول بأنّ التّقوى هي طريق النّجاة في الىخرة، ومن اتّقى الله تعالى في الدّنيا، جزاه الله تعالى خير الجزاء في الدّنيا والآخرة، وأنّ الدنيا لا تساوي شيئاً ممّا في الآخرة، فعلى المسلم ألّا يبدّل ما هو خيرٌ بما هو أدنى وأشرّ، وقد قدّمنا في هذا المقال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول مع تعريف التقوى وفضائلها وثمراتها.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 197
  2. islamweb.net , التقوى خير زاد , 05/06/2021
  3. سورة الطلاق , الآية 2،3
  4. فتح القدير , الشوكاني/عبدالله بن عباس/346/5/له روايات تشهد له
  5. islamweb.net , قوله عز وجل " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " , 05/06/2021
  6. islamweb.net , تفسير قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا , 05/06/2021
  7. alukah.net , خطبة: فضائل التقوى , 05/06/2021
  8. saaid.net , ثمرات التقوى في القرآن , 05/06/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *