هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد
جدول المحتويات
هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد سؤالٌ سنجيب عنه ضمن هذا المقال، فللأضحية أحكامٌ وشروطٌ يجب على المسلم أن يلمّ لها إن أراد أن يضحّي في عيد الأضحى المبارك، وذلك لتكون أضحيته صحيحة ًومقبولةً عند الله تعالى، ويهتمّ موقع المرجع بعرض بعضٍ من أحكام الأضحية، بالإضافة إلى ذكر الوقت المخصّص للذبح حسبما جاء في السّنّة المباركة.
حكم الأضحية
قبل الإجابة عن سؤال هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد، لا بدّ من التّعريف بالأضحية وحكمها في الإسلام، فالأضحية هي البهائم الّتي يذبحها المسلم ليتقرّب بها على الله تبارك وتعالى، وتكون في عيد الأضحى خلال أيّامه الأربعة، يوم النّحر وأيّام التّشريق الثّلاثة، ونقل مشروعيّتها ابن قدامة وابن دقيق العيد وابن حجر، وقد قال فقهاء المذهب المالكيّ والشّافعيّ والحنبليّ والظّاهريّ، أن الأضحية سنّةٌ مؤكّدةٌ على المسلمين، أمّا المذهب الحنفيّ فقد ذهب إلى أنّ الأضحية واجبٌ على المسلم، لكنّ الرّاجح والاصحّ هو القول الأوّل الّذي ذهب إليه أكثر أهل العلم، وقد روت أمّ سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”.[1] وقد ربط رسول الله الأضحية بإرادة المسلم فإن أراد ضحّى وله أجرٌ بذلك، وإن لم يرد أن يضحّي فلا حرج عليه ولا إثم بإذن الله تعالى، والله أعلم.[2]
اقرأ أيضًا: الأضحية في عيد الأضحى حكمها وشروطها ووقتها
هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد
لا يجوز للمسلم أن يذبح الأضحية قبل الصّلاة العيد، فذلك لا يجزئ وهو مخالفٌ لشروط صحّة الضّحيّة، فالشّريعة الإسلاميّة قد نصّت على عدّة شروطٍ يجب على المسلم مراعاتها إذا أراد أن يضحّي، وأحد هذه الشّروط هو ذبح الأضحية في وقتها المخصّص، وذلك بعد صلاة العيد، وليس قبلها، ومن ذبح قبل صلاة العيد فقد ذبح لنفسه وليس لله تعالى، وذلك ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد روى البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: ” خَطَبَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ النَّحْرِ، قَالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”.[3]
ولا يجوز للمسلم أن يذبح أضحيته في فجر يوم النّحر وقبل صلاة العيد، فلا تعدّ عندئذٍ أضحية، بل تكون ذبيحة ينتفع المسلم من لحمها ولا أجر لها، وعليه أن يذبح مكانها واحدةً بعد صلاة العيد لتجزئ وتكون أضحيةً مقبولةً بإذن الله تعالى، فقد روى جندب بن عبد الله فقال: “ضَحَّيْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُضْحِيَةً ذَاتَ يَومٍ، فَإِذَا أُنَاسٌ قدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، رَآهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُمْ قدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، ومَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ حتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ”.[4]وفوقت الأضحية الأوّل يكون بعد انتهاء صلاة العيد مباشرةً ويستمرّ إلى غروب شمس ثالث أيّام التّشريق، والله أعلم.[5]
اقرأ أيضًا: دعاء الاضحية عند السنة الصحيح
شروط الأضحية
بعد الإجابة على هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد، سيتمّ الحديث عن شروط الأضحية، فالأضحية التي يريد المسلم أن يضحّي بها يجب أن تمتاز بشروط ومواصفات معيّنة حتّى تُجزئ العمل المُراد بها، وتكون مُتقبّلةً من الله -عز وجل- ومن تلك المواصفات والشروط:[6]
- أن يُضحّي المضحي من بهيمة الأنعام من إبلٍ وبقر وغنمٍ وماعز.
- أن تكون الأضحية قد بلغت سنّاً محدّدةً شرعاً فأن تكون جذعةً من الضّأن، وثنيةً من غيره، فالجذع هو ما أتمّ نصف سنةٍ من الضّأن، والثني من الإبل ما تمّ له خمس سنين وزاد عليها، والثّني من البقرما تمّ له سنتان، والغنم ما تمّ له السّنة.
- أن يختار المضحّي أضحيته خاليةً من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي العوراء الظّاهر عورها، والمريضةُ البيّن مرضها، والعرجاء التي يمنعها عرجها من مسايرة السّليمة في المشي، والهزيلة، ويلحق بهذه العيوب ما كان مثلها أو أشدّ منها.
- أن يملك المضحّي أضحيته، فلا ييجوز للمسلم أن يضحي بالمسروق أو المغصوب أو المنهوب.
- أن تكون خالصةً لله -سبحانه وتعالى- ولا يشاركه حقّ لأحدٍ فيها، فلا يجوز التّضحية بمرهون وما يشابهه.
- أن تُذبح الأضحية في الوقت المخصّص شرعاً، من بعد صلاة العيد حتّى غروب آخر أيّام النّحر وهو الثّالث عر من ذي الحجّة، فأيّام النحر أربعة ومن نحر في غير هذا الوقت لم تكن ذبيحته أذحية بل ذبيحة لحم.
اقرأ أيضًا: حكم من نوى الأضحية وحلق
كيفية توزيع الأضحية
إنّ المستحبّ للمضحي أن يقسم أضحيته لثلاثة أجزاء، يتصدّق بجزءٍ منها للفقراء، ويهدي جزء منها ويأكل الجزء الثّالث، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.[7]فالصّدقة من الأضحية واجبة إن كانت الأضحية تطوع، والأكثر استحباباً أن يتمّ التصدّق بمعظمها، وأمّا التّقسيم لثلاثة أثلاث فهو أدنى الكمال، والأكل من الأضحية مستحبٌّ غير واجب، وقد ورد عن بعض أهل العلم أنّهم قالوا لا حدّ ولا تخصيص لما يأكل ويتصدّق ويطعم ويهدي ولو شاء وزّعه نيّئاً ولو شاء مطبوخاً، ويُختصر القول أنّ أقوال أهل العلم انقسمت في توزيع لحم الأضحية لثلاثة أقوال هي:[8]
- استحباب تقسيم الأضحية لثلاثة أجزاء وهذا قول الحنفية والحنابلة.
- استحباب التّصدّق بكامل الأضحية أو معظمها على الفقراء وهذا قول الشّافعية.
- لا وجود لقسمةٍ معيّنة في تقسيم الأضحية وتوزيعها فللمسلم أن يفعل بها ما شاء أكلها أو أهداها أو تصدّق بها فله ذلك ولا شيء عليه ولا ينقص من أجره، وهذا قول المالكيّة.
- والسّبب في اختلاف آراء العلماء في القدر الواجب في التّصدّق من الأضحية هو اختلاف الرّوايات، فلا حرج على المسلم أن يصنع بتوزيع أضحيته كما شاء.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجبنا فيه عن سؤال هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد ، وبيّنا فيه حكم الأضحية في الإسلام وشروطها وكيفيّة توزيعها.
المراجع
- صحيح مسلم , مسلم/أم سلمة أم المؤمنين/1977/صحيح
- dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 19/05/2024
- صحيح البخاري , البخاري/البراء بن عازب/968/صحيح
- صحيح البخاري , البخاري/جندب بن عبد الله/5500/صحيح
- dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 19/05/2024
- islamqa.info , شروط الأضحية , 19/05/2024
- سورة الحج , الآية 28
- islamqa.info , كيفية تقسيم الأضحية في الأكل والصدقة , 19/05/2024
التعليقات