ما هي رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
جدول المحتويات
ما هي رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل؟ من الأسئلة المهمة التي سيتمّ الإجابة عنه في هذا المقال، حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث من عند الله لهداية الناس، ولإخراجهم من الضلال والكفر ومن الظلمات إلى النور والإيمان والتوحيد، لكنّهم أذوه وكفروا به وبما جاءهم به، و واجهوه بالكثير من الأذى والتكذيب، ولاقى من المشركين ما لا تحمله الجبال، فكان تخفيف الله عنه بأن أكرمه بهذه الرحلة المباركة، ويهتم موقع المرجع بتقديم قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل وبيان كلّ أحداثها.
تعريف الإسراء والمعراج
قبل المرور على رحلة الإسراء والمعراج لا بدّ من التعريف بها وبمعناها، وهي ليلة من الليالي العظيمة التي وقعت فيها إحدى المعجزات الكبيرة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أيّد الله سبحانه وتعالى نبيّه بالعديد من المعجزات ومنها معجزة الإسراء والمعراج، حيث أسرى الله سبحانه وتعالى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماء وما فوق السماء السابعة عند سدرة المنتهى، والإسراء هو في اللغة مأخوذٌ من السير في الليل، وهو أخذ النبي ليلًا من مكّة للمسجد الأقصى على ظهر البراق، والمعراج في اللغة من الصعود، وفي الاصطلاح الشرعي هو إصعاد الرسول من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى وإرجاعه، والإسراء حادثة والمعراج حادثةٌ منفصلة، لكنّهما جزآن لرحلةٍ مباركةٍ واحدة.[1]
اقرأ أيضًا: اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد عانى من المشركين أصنافًا من العذاب وألوانًا من المحن، وقد توفي أقرب الناس إليه وهم عمّه أبو طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، فكانت الرحلة العظيمة تخفيفًا له وتسريةً عن قلبه وفؤاده، وقد ثبتت قصّة الإسراء والمعراج في الكتاب والسنة، فقد قال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[2] وكانت رحلة الإسراء والمعراج بالجسد والروح معًا كما ورد عن جمهور أهل العلم، وكذلك كانتا في ليلةٍ واحدة، وقد روى مالك بن صعصة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ طويل يروي فيه هذه الرحلة العظيمة.
اقرأ أيضًا: ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج
البراق وسيلة الانتقال في الإسراء والمعراج
بدأت الرحلة بالإسراء من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وذلك على البراق، وهو الدابة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم والتي أتى بها جبريل عليه السلام، ومما ورد فيه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ”.[3]
وصول النبي للمسجد الأقصى وصلاته فيه
في طريق الإسراء من مكة إلى المقدس، كان جبريل عليه السلام يقف في أماكن معيّنة ويطلب من رسول الله أن ينزل ويصلي، فقد صلّى بيثرب التي ستكون وجهة هجرته، وصلّى عند شجرة موسى في مدين، وصلّى في بيت لحم مكان ولادة نبيّ الله عيسى عليه السلام، ثمّ انتهى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى وصلّى فيه، وترد بعض الروايات أنّه صلى منفردًا، وأخرى تقول أنّه صلّى بالأنبياء، والروايات الأولى تقول أنّه صلى بالأنبياء في رحلة العودة وليس في الذهاب والله أعلم.
اختيار النبي اللبن وبداية المعراج
بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى جاء جبريل ومعه عسلٌ وخمرٌ ولبن في أقداح وخيّر النبي صلى الله عليه وسلم فاختار اللبن، فقال له جبريل لو اخترت الخمر لغوت أمّتك، ثمّ تبدأ بعدها رحلة السماء فبعد اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للبن يعرج به جبريل إلى السماء، فيستفتح عند السماء الأولى فيفتح له.[4]
مرور النبي بالسموات السبع ولقاؤه الأنبياء
انطلق جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى وصل السماء الدنيا ففتحت أبوابها، فصادف النبي آدم عليه السلام فسلّم عليه، ثمّ استفتح في السماء الثانية فصادف فيها عيسى ويحيى عليهما السلام فسلّما عليه، ثمّ في الثالثة صادف يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّما مرّ بنبي سلم عليه وكلّمه.
وصول النبي لسدرة المنتهى
في السماء السابعة رأى النبي صلى الله عليه وسلم البيت المعمور الذي يصلي فيه كلّ يومٍ سبعين ألف ملك، ثمّ رُفع إلى سدرة المنتهى، وهي شجرةٌ عظيمة في السموات، وقيل أنّها في السماء السابعة، وف روايات أنّ أصلها في السادسة ونهاياتها فوق السابعة، فوصفها النبي “نبقُها كأنه قلالُ هجرَ، وورقَها كأنه آذانُ الفيولِ، في أصلِها أربعةُ أنهارٍ: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألتُ جبريلَ، فقال: أما الباطنان ففي الجنةِ، وأما الظاهران النيلُ والفراتُ” وعندها فرضت الصلوات على المسلمين، وكانت خمسون صلاة حتّى خففها الله عن عباده فصارت خمسًا والله أعلم.
ماقرأ رآها النبي في رحلة الإسراء والمعراج
رأى النبي في رحلته نهر الكوثر وهو نهرٌ خصّه به الله سبحانه وتعالى، وحافتيه من قباب الدر المجوف، وقد اقرأ أيضًا الجنّة ونعيمها، ووقف على بعض أحوال المعذّبين في نار جهنم، ممّن يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم، وقد اقرأ الملائكة الكرام ومنهم جبريل بهيئته الحقيقية ومالك خازن النار والله أعلم.
اقرأ أيضًا: اعمال ليلة الاسراء والمعراج وما هو دعاء هذه الليلة العظيمة
قصة الإسراء والمعراج وأهم أحداثها باختصار
إنّ معجزة الإسراء والمعراج من الأحداث العظيمة التي لا يمكن سردها وتفصيلها في موقفٍ واحد، لكن يمكن تلخيصها وبيان أهمّ أحداثها ومواقفها كما يأتي:[5]
- قام جبريل عليه السلام بمصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء من مكّة إلى المسجد الأقصى، وذلك على البراق الذي هو دابة ما بين الحمار والبغل، وكان موضع قدمه في آخر ما يراه طرفه.
- دخول النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى وصلاته إمامًا بالأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم.
- عرج جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماء، وفي كلّ سماء يصادف أحدًا من الأنبياء.
- رُفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت المعمور وإلى سدرة المنتهى.
- تم فرض الصلاة في تلك الرحلة فوق السموات، وكانت خمسون صلاة في اليوم والليلة إلى أن خُفّفت لخمس صلوات في اليوم والليلة.
- عاد النبي في ذات الليلة إلى مكة المكرمة وأخبر الناس بما حدث وكانوا بين مكذّبٍ ومصدّق.
سبب رحلة الإسراء والمعراج
إنّ رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل من الأمور التي ورد في سببها الكثير من الروايات، وقد رجح أنّها كانت بعد فترةٍ طويلة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو عشرة أو اثنتي عشرة سنة، والتي ذاق بها النبي والمسلمون أصنافًا من العذاب والاضطهاد، من كلّ الجوانب النفسية والاجتماعية، فعذّبهم المشركون وحاصروهم وقتلوا منهم وجوّعوهم، ومجيء عام الحزن الذي كان فيه وفاة أعزّ الناس لقلب النبي وأكبر الداعمين له، وهم عمّه أبو طالب وأمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها، حتّى امتلأ قلبه حزنًا وهمًّا مما لاقاه من الشدة، فكانت رحلة الإسراء والمعراج تثبيتًا لقلب النبي ومواساةً وتكريمًا له صلى الله عليه وسلم.[6]
اقرأ أيضًا: ما معنى الإسراء والمعراج
توقيت رحلة الاسراء والمعراج
لم يتفق أهل العلم في توقيت رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل، بل اختلفوا في الزمن الذي وقعت فيه، وكثرت الأقوال، فمن أهل العلم من قال أنّها كانت قبل الهجرة بعام، وقال آخرون أنّها كانت قبلها بثلاثة أعوام، وقيل أنّها في السنة الثانية عشرة للبعثة، وكلّ ما قيل لم يستند لرواياتٍ صحيحة فكلّ ما ورد فيها غير صحيح ووقتها الفعلي غير معروف والله أعلم.[7]
الدروس والعبر المستفادة من الإسراء والمعراج
كانت رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل من المعجزات التي حدثت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان حدوثها لحكمةٍ إلهيةٍ بالغة، ومنها الكثير من الدروس والعبر المستفادة، والتي منها:[8]
- إنّ من الضروري للمسلم أن يثبت على الحق مهما كانت ظروفه.
- إنّ الرسالات السماوية جميعها من عند الله وكان جامعها هو الإسلام.
- إنّ للمسجد الأقصى مكانةٌ كبيرة ومنزلة عالية في الإسلام.
- على المسلمين أن يدركوا قيمة الصلاة فهي عبادة فُرضت فوق سبع سماوات.
- كانت رحلة الإسراء والمعراج تخفيفًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواساةً له.
- كان الرحلة دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
بهذا القدر نختتم مقال ما هي رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل، والذي تمّ فيها تعريف الإسراء والمعراج، وبيان سبب رحلة الإسراء والمعراج وذكر توقيتها، وختم بسرد الدروس والعبر والحكمة من هذه الرحلة العظيمة.
المراجع
- islamweb.net , الإسراء والمعراج , 17/01/2024
- سورة الإسراء , الآية 1
- صحيح مسلم , مسلم/ أنس بن مالك/ 162/صحيح
- islamstory.com , رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى , 17/01/2024
- islamweb.net , أهم معالم معجزة الإسراء والمعراج , 17/01/2024
- islamstory.com , لماذا كان الإسراء والمعراج ؟ , 17/01/2024
- islamstory.com , تاريخ وتوقيت رحلة الإسراء والمعراج , 17/01/2024
- alukah.net , الإسراء والمعراج.. دروس وعبر , 17/01/2024
التعليقات