مالطا دولة صغيرة بالبحر الأبيض المتوسط، ما هي عاصمتها؟

مالطا دولة صغيرة بالبحر الأبيض المتوسط، ما هي عاصمتها؟ فالبحر الأبيض المتوسط يعتبر من أكثر البحار الهامة، والذي احتضن الكثير من الأحداث التاريخية على ضفتيه الشمالية والجنوبية، إضافة إلى ما احتواه من مظاهر جغرافية نحو الجزر والأرخبيلات والمضائق البحرية التي لعبت دوراً تاريخياً ومحورياً في سير الأحداث في العصور التاريخية وعصور ما قبل التاريخ لتلك المنطقة، ومن تلك المناطق البرية التي تمتلك تاريخها في هذا البحر العظيم تأتي جزيرة مالطا، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذه الجزيرة الهامة في تاريخ الصراع الحضاري وتاريخها وتاريخ عاصمتها وأهميتها وموقعها وتضاريسها واقتصادها وسكانها إضافة إلى ذكر كل ما يخص هذه الدولة الأوروبية المستقلة.

مالطا

مالطا هي ليست سوى جزيرة ودولة مستقلة وحسب كما يعتقد الكثيرين، وإنما هي أرخبيل، أي أنها دولة مكونة من عدة جزر، ولعب هذا الأرخبيل عبر تاريخها الطويل والمضطرب دورًا حيويًا في مراحل تعاقب القوى الكبرى التي حاولت السيطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط، كما أنها كانت جسر ثقافي وحيوي بين دول شمال المتوسط المتمثلة بأوروبا الناشئة، والثقافات القديمة والعريقة جنوبي المتوسط المتمثلة بدول أفريقيا.[1]

شاهد أيضاً: ما هي أكبر جزيرة في البحر المتوسط

تاريخ مالطا

بالرغم من صغر هذه الدولة التي تعد عاشر أصغر دولة في العالم، إلا أنها تمتلك تاريخ ثقافي يقدر بين 5200 إلى 5900 عام قبل الميلاد، وعبر تاريخها الطويل وبسبب موقعها وأهميتها، تم احتلالها وتدميرها عشرات المرات من قبل الغزاة، وتعد المعابد المغليثية القديمة من المعالم التاريخية الباقية حتى الآن وتخبر عن تاريخ هذه الدولة الصغيرة والتي تعود إلى عام 3900 قبل الميلاد، وتوالت على هذه البقعة الجغرافية من الأرض الكثير من الحضارات القديمة من القرطاجيين والفينيقيين والرومان والبيزنطيين، كما أنها تعرضت للغزو من جيرانها الأوروبيين في أواسط العصور التاريخية والوسطى والحديثة وكان آخرها الاحتلال البريطاني الذي دام 150 عاماً، وانتهى هذا الاحتلال باستقلال مالطا سنة 1964م وفي عام 1974م أصبحت مالطا جمهورية أوروبية مستقلة، وانضمت للاتحاد الأوروبي عام 2004م.

الهجرة إلى مالطا

كسائر جزر البحر المتوسط، تعد مالطا جسر بحري وجوي يربط القارة الأوروبية بالقارة الإفريقية، ولذلك نجد نوعين من الهجرة إلى مالطا، وهما هجرة الخارجية للسكان المحليين التي تستهدف دول أوروبا ذات الاقتصاد العالي، والهجرة الوافدة الشرعية والغير شرعية للأفارقة العرب والغير عرب إلى أوروبا، والتي غالباً ما تمر عبر البر المالطي، أو البر للجزر المتوسطية الأخرى التي تعد صلة الوصل بين القارتين الأوروبية والأفريقية.

مالطا دولة صغيرة بالبحر الأبيض المتوسط، ما هي عاصمتها؟

عاصمة دولة مالطة المتوسطية هي جزيرة فاليتا وفي بعض الأحيان، يطلق على مالطا اسم فاليتا لتمييز اسم الدولة ككل عن أكبر جزرها وهي مالطا، أما العاصمة فاليتا، فبنيت في منتصف القرن السادس عشر من قبل الدول الأوروبية لتوقف زحف القوات العثمانية التي غزت العالم لتوسيع إمبراطوريتها في تلك الحقبة الزمنية، وفي عام 1570م تم إعلان فاليتا التي تقع على الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة مالطا، لتكون الميناء البحري الرئيسي وعاصمة الدولة، وقد تم بناء نواة المدينة على نتوء جبل Sciberras الذي يمتد مثل اللسان في منتصف الخليج، ليقسم هذا الخليج إلى ميناءين وهما Grand Harbour إلى الشرق وميناء Marsam Ett إلى الغرب.[1]

التراث الحضاري في فاليتا 

بالرغم من أن العاصمة فاليتا لا يتجاوز عمرها 500 عام، إلا أنها جمعت الكثير التراث الحضاري الخاص بالدين المسيحي، فهي تعتبر مدينة الكنائس في أوروبا، ومن بينها كنيسة سيدة النصر التي تحتوي على حجر الأساس للمدينة، وكنيسة حطام سفينة القديس بولس، ومن أكثر المباني شهرة في فاليتا هو كاتدرائية القديس يوحنا التعاونية، وقصر جراند ماسترز وهو الآن مقر إقامة رئيس جمهورية مالطا ومقر مجلس النواب، وقصر أوبيرج دراجون وهو الآن موطن وزارة المالية والشؤون الاقتصادية.

الأهمية الاقتصادية والسياحية لفاليتا

بالرغم من أنها العاصمة الإدارية والاقتصادية للبلاد، إلا أن فاليتا ليست مدينة صناعية، وإنما مركز تجاري وإداري مهم، وأما من الناحية السياحية، فتشكل كنوز المدينة الفنية والتاريخية نقطة جذب سياحي رئيسية ومورد اقتصادي هام للدولة، وقد تم تصنيف فاليتا على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، على أنها موقع للتراث العالمي عام 1980م.

المساحة والسكان في فاليتا

بالنسبة لباقي المدن الموجودة في جمهورية مالطا، تبقى فاليتا هي الأحدث والصغيرة نسبياً من حيث البناء، كما أنها أثغر عاصمة أوروبية، ومع ذلك، بالنسبة لحجمها الصغير الذي يبلغ 0.61 كم² أي ما يعادل 61 هكتاراً فقط، فهي تعد مكتظة بالسكان، ويرجع ذلك كونها العاصمة الإدارية من جهة، ومركز سياحي واقتصادي فاخر للدولة، ويبلغ عدد سكانها الإجمالي ما يقارب 7000 نسمة تقريباً نسبة لإحصاءات عام 2014، وهذا يشكل فقط 1.6% من السكان لدولة مالطا.

أين تقع جزيرة مالطا على الخريطة

تقع جزيرة مالطا الأوروبية في منتصف البحر الأبيض المتوسط بين دول جنوب أوروبا والدول العربية في شمال إفريقيا، ولكنها أقرب إلى سواحل أوروبا، وتقع مالطا 93 كم جنوب صقلية و290 كم شمال ليبيا و290 كم شرق تونس، وهذا الموقع الهام عاد عليها بالخير من حيث السياحة والاقتصاد والتواصل الثقافي بين القارتين، إلا أن هذا الموقع أيضاً جعل منها مطمعاً استعمارياً على مر العصور السابقة التي كان آخرها الاحتلال الإنجليزي.[2]

موقع جزيرة مالطا على الخريطة

خريطة مالطا وحدودها

جمهورية مالطا المستقلة هي عبارة عن أرخبيل يتكون من ثلاث جزر، ولذا هي محاطة بالماء من كل الجهات وليس لها حدود برية مع أي دولة، وأقرب جزيرة إليها هي جزيرة صقلية الكبيرة جداً بالنسبة لها، ومع ذلك، فهي تشترك بحدودها البحرية في المياه الإقليمية لكل من إيطاليا وصقلية في الشمال والشمال الغربي، بينما تتصل مياهها الإقليمية مع تونس وليبيا في الجنوب والجنوب الغربي.[2]

خريطة مالطا وحدودها

جزر مالطا

تتكون مالطا بشكل رئيسي من عدة جزر، ولكن هناك ثلاث جزر رئيسية فقط هي الآهلة بالسكان بشكل طبيعي وهي جزيرة مالطا الأكبر مساحة بين الثلاثة الرئيسية وفيها العاصمة فاليتا، وفي المرتبة الثانية تأتي جوزو وهي تساوي ربع مساحة مالطا ومعظمها ريفية، بينما كومينو هي أصغر الجزر المأهولة بالسكان وتعتبر منطقة سياحية للاصطياف، وأما الجزر الأربعة الأخيرة فهي غير آهلة بالسكان وقد تتواجد بها بعض الفنادق السياحية والمطاعم وهي فيلفا وجزر سانت بول وجزيرة مانويل.

جزر مالطا

مساحة مالطا

تبلغ مساحة جمهورية مالطا الإجمالية 316 كم² فقط لا غير، وتتوزع على الشكل الآتي:

  • جزيرة مالطا الأكبر جغرافياً تشغل مساحة 246 كم تقريباً.
  • جزيرة جوزو تشغل مساحة 67 كم² بمعدل ربع مساحة جزيرة مالطا.
  • جزيرة كومينو تشغل مساحة 2.7 كم² من المساحة الإجمالية، بينما تشغل الجزر المتبقية 0.3 كم² فقط من المساحة.

تضاريس مالطا

لا تتضمن مالطا الكثير من التضاريس الجغرافية، ومع ذلك تهيمن على جزر مالطا تشكيلات من الحجر الجيري التي تكون الكثير من سواحلها على هيئة جروف شديدة الانحدار، وأكثر ما يميز سواحلها هو كثرة الخلجان فيها، إضافة إلى وجود بعض التلال الداخلية التي لا تتجاوز بارتفاعها 250 م فقط، وبشكل عام، تتكون الأراضي المرتفعة في الشمال والشمال الشرقي، في حين تنحدر هذه المرتفعات إلى الجنوب والجنوب الشرقي، أما بالنسبة للأنهار والبحيرات فهي غير موجودة إلا المؤقت منها بسبب الأمطار فقط.

عدد سكان مالطا ٢٠٢١

في آخر إحصائية لعدد السكان الحالي في مالطا وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد السكان 443208 نسمة وذلك اعتبارا من الخميس 2 ديسمبر لعام 2021م، فتكون بذلك الكثافة السكانية قد ازدادت 0.01% عن عدد سكان مالطا عام 2020م الذي قدر بنحو 441،543 نسمة وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.[3]

السكان الأصليين لمالطا

توالت على مالطا العديد من الحضارات منذ نشأتها التاريخية وحتى وقتنا الحاضر، ونتيجة لذلك، تم تشكيل المجتمع المالطي لعدة قرون من الحكم الأجنبي من قبل قوى مختلفة، بما في ذلك الفينيقيين والرومان واليونانيين والبيزنطيين والعرب والنورمانديين والصقليين والشوابيون والأراغون والفرنسيون وغيرهم، ولهذا السبب، لا نجد سكان أصليين لمالطا، وإنما مابطا هي عبارة عن تجمع لشعوب عرقية يربط بينها رابط الأرض المشتركة.

لغة السكان في مالطا

بالرغم من أن المالطيين هم شعوب عرقية وليس لهم عرق موحد، إلا أنهم يمتلكون لغتهم الخاصة التي نتجت عن الاندماج بين الأعراق المختلفة للسكان، وتعتبر اللغة المالطية هي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب اللغة الإنجليزية، كما أن اقتراب مالطا من سواحل أوروبا، جعل السكان يتكلمون اللغات الأخرى مثل الإيطالية واليونانية والفرنسية، حتى أن بعضهم يتكلم اللغة العربية.

الإسلام في مالطا

من بين الحضارات التي مرت على دولة مالطا، كانت الحضارة الإسلامية، والتي وصلت إليها في طريقها إلى فتح الأندلس على طارق بن زياد، ونتيجة لذلك، انتشر الإسلام في تلك الجزيرة البحرية التي تبعت للحكم الإسلامي في عهد الخليفة الأموي أبي عبد الله بن أحمد، وبالرغم من زوال الحكم الإسلامي فيها، إلا أن الإسلام لم يزل، حيث يعد الدين الإسلام هو الدين الثاني بعد الكاثوليكية المسيحية في البلاد، والجدير بالذكر أنه لا زالت الكثير من المساجد والفنون المعمارية الإسلامية موجودة فيها حتى الآن، إضافة إلى اللغة العربية التي يتكلمها المسلمين كونها لغة الدين، وغير المسلمين بسبب ارتباط مالطا بالدول العربية وخاصة في ليبيا وتونس.[3]

الاقتصاد في مالطا

في بدايات الاقتصاد المالطي، اعتمدت على الزراعة المحلية الضئيلة من التبغ والقطن، إضافة إلى أحواض موانئ السفن التي تعتبر صناعة قوية فيها كونها محطة استراحة للسفن التي تعبر من أوروبا إلى دول إفريقيا، ومع فتح قناة السويس، تقدمت عجلة الاقتصاد المالطي، وذلك لظهور تجارة جديدة الناتجة عن توقف سفن الشحن والركاب للتزود بالنفط والحصول على المستلزمات الضرورية على طريق التجارة الدولي من أوروبا إلى دول جنوب أفريقيا وشرق آسيا.[3]

السياحة في مالطا

السياحة جزء أساسي من عجلة الاقتصاد المالطي، حيث أن جمهورية مالطا لا تمتلك المقومات الصناعية التي تجعل منها بلد صناعي، وإنما تمتلك المناخ والمناظر الطبيعية الخلابة إضافة إلى الهواء النقي بعيداً عن التلوث الطبيعي، ومن أشهر معالمها السياحية المعابد المغليثية القديمة والكهف الأزرق وقرية الصيد مارسا شلوك الشهيرة فيها.

المناخ في مالطا

يعتبر المناخ العام لمالطا هو متوسطي نموذجي بامتياز بدءاً من الصيف الحار والجاف والخريف والربيع الدافئ والرطب بشكل متقطع، أما الشتاء فهو قصير وبارد مع هطول أمطار متوسطة طوال الفصل، في حين أكبر كميات الهطول للأمطار تأتي بين شهري أكتوبر ومارس، أما الرياح فقوية ومتكررة، وتتأثر الجزيرة بالرياح الباردة الشمالية الغربية والجافة الشمالية إضافة إلى رياح الخماسين، وبالنسبة لمعدلات الحرارة والرطوبة النسبية غالباً ما تكون مستقرة.[4]

الحياة النباتية في مالطا

يعد الغطاء النباتي محدود في جزيرة مالطا، ومع ذلك، يهيمن على السهوب في مالطا العديد من الأعشاب والأشواك والنباتات البقولية والبصلية، إضافة إلى أحواض القصب حيث المياه الوفيرة، أما الغابات فهي محدودة بسبب التوسع والتمدن واستغلال الغابات للحصول على الخشب، ومع ذلك توجد بقايا من غابات البلوط الهولم وبعض الشجيرات في عدة مناطق مثل الخروب والزيتون وغار الخليج والقليل من شجرة صمغ ساندراك التي تعتبر شجرة مالطا الوطنية، وفي الآونة الأخيرة تم إعادة إدخال الصنوبر الحلبي بنجاح.[4]

شاهد أيضاً: جزر القمر اين تقع

الثروة الحيوانية في مالطا

تعد الثروة الحيوانية في مالطا غنية ومتنوعة بأنواع كثير محلية ودخيلة، وتشمل هذه الثروة الثدييات مثل الخفافيش والقنفذ الجزائري وحرباء البحر الأبيض المتوسط ​​والأرانب وابن عرس، ويوجد أيضاً الزواحف مثل سحلية الجدار المالطية وسقنقور العين والوزغة التركية ، والثعبان السيوطي الغربي وثعبان النمر، بينما البرمائيات الوحيدة في مالطا هي الضفدع الملون إضافة إلى الحشرات والعناكب والقواقع، أما الطيور المحلية فهي قليلة نسبياً، ولكن بالمقابل تتواجد الطيور المهاجرة بكثرة وأنواع أخرى مثل العصفور الإسباني وطائر القلاع الصخري الأزرق الذي يعد طائر مالطا الوطني.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان مالطا دولة صغيرة بالبحر الأبيض المتوسط، ما هي عاصمتها؟ والذي تعرفنا من خلاله على هذه الدولة وعاصمتها وتاريخها العريق ودورها الحضاري وموقعها الجغرافي وتضاريسها ومناخها واقتصادها وسكانها ولغتها وكل ما يتعلق بهذه الدولة المستقلة. 

المراجع

  1. britannica.com , Valletta , 02/12/2021
  2. holidaysinmalta.net , Where is Malta Located , 02/12/2021
  3. maltauncovered.com , Where is Malta the country located? , 02/12/2021
  4. britannica.com , Malta , 02/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *