البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها ، إنّ الإسلام والقرآن الكريم والسنّة النّبويّة الشريفة اهتمّوا جميعاً بصحّة المسلم، من الناحية الجسدية والنّفسية والروحيّة بل ومن كلّ جوانب الحياة، وقد وصّى الإسلام المسلمين بالمحافظة والاهتمام كذلك بصحّتهم وعدم إهمالها، فالجسد والرّوج أمانةٌ لدى البشر ومن واجبهم الحفاظ على تلك الأمانة، ولأنّ الشّريعة الإسلاميّة اهتمّت بموضوع الصّحة للمسلم، سيقوم موقع المرجع بالبحث عن ايات من سورة الاعراف تتحدث عن الصحة مع تفسيرها وفضلها.

أهمية الصحة في حياة الإنسان

قبل البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثمّ تفسيرها لا بدّ من بيان أهمية الصحة في حياة الإنسان، فالصّحة هي الحالة الطّبيّعية للإنسان الخالية من الأمراض، وتعني الرّاحة البدنية والعقلية والاجتماعية، وكلّ إنسانٍ صحيح يشعر بالسلامة البدنية وله نظرةٌ واقعيّةٌ للحياة، ويمكن للإنسان الصحيح أن يتعامل مع غيره من النّاس بصورة جيدة وتساعده الصّحة الجيد على الاستمتاع بالحياة وتقدّم للإنسان الفرص للوصول إلى هدفه في الحياة بصورةٍ أفضل، وعلى كلّ شخص ليحظى بالصّحّة ويُدرك معناها عليه أن يتعلّم على الأقل المعلومات المهمّة عن جسد الإنسان، وكيفيّة عمله وأدائه لوظائفه والعلاقة بين الجسد والرّوح والعقل، وذلك حتّى يتمكّن الإنسان من المجاراة بين صحّة العناصر الثّلاثة،  ويحتفظ لنفسه بصحّةٍ جيّدة فتتحسّن نوعيّة الحياة، ويتحسّن المجتمع بتحسّن الأفراد، وعلى الإنسان أن يتعلّم طرق الوقاية والحماية ويعي جملة التّصرفات التي تمكّنه من الحفاظ على صحته وعافيته، وذلك يتطلب عمل جميع أجزاء الجسم سوياً بصورة جيّدة وامتلاك الإنسان للصحة البدنية الجيدة يمكنه من الاستمتاع بالحياة ويمتلك القدرة على تحمّل ضغوطاتها اليومية.[1]

البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

سورة الأعراف من السور المكية والمدنية ، وعدد آياتها هو 206، وقد شملت على عديد الآيات التي تتحدث عن الصحة، وفيما يأتي سيتم تقديم البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها:

مقدمة البحث

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أتمّ المرسلين محمد الصّادق الوعد الأمين وعلى آله وأصحابة إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

اهتمّ الإسلام بصحة المسلمين ولأهميّة العقل وجلال قدره وسموّ منزلته ورفعته، وجّه الإسلام المسلمين للمحافظة عليه والاهتمام به، وتجنيبه كلّ ما يعرّضه للخلل في أداء وظيفته، وما دامت سلامة العقل وصحّته مرتبطة بسلامة الجسد وصحّته ارتباطاً وثيقاً، فلقد كانت سلامة الجسد وصحّته موضع رعاية الإسلام وعنايته، ولقد اهتمّ الإسلام بالصّحة الجسمية والصّحة النّفسية للمسلمين، فلقد كانت الصحة الجسمية مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بالطّهارة وبذلك شرّعها الإسلام وأمر بها، وأمر بالأكل الصّحي وحرّم ما فيه ضرر للإنسان في عقله وجسده وشرّع كلّ ما يحفظ صحة الإنسان.

 البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

إنّ سورة الأعراف من طوال السّور وهي سورة مكّية، وهي أوّل سورةٍ عرضت قصص الأنبياء بالتفصيل من خلق آدم إلى نهاية الخلق وخاتم الرّسل محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد سمّيت سورة الأعراف بهذا الاسم لورود اسم الأعراف فيها وهو سورٌ مضروب بين الجنة والنار يفصل بينهما ويحول بين أهليهما، ويُقال أنّهم القوم الذين يقفون على هذا السور، وقد اهتمّت سورة الأعراف بالصّحة لدى المسلمين، حيث وردت فيها آيات كريمة تنبّه إلى ضرورة الاعتناء بالجسد في أكثر من ناحية وفيما يأتي سنذكر الآيات في سورة الأعراف التي تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها:

• الآية الأولى: قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.[2] وتفسير هذه الآية كما ورد عن أهل العلم، أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد أمر عباده المسلمين بأن يرتدوا أجمل الثّياب عند ذهابهم للمسجد وخاصّةً المسجد الحرام حيث كان النّاس يطوفون به وهم عراة، وقد كانوا يحرّمون أكل ما أحلّ الله أكله، فأمر الله بالكساء واللباس لضمان صحّة الجسد والنّفس، وأمر بأكل الطّيبات ممّا حلّله الله ورزقه للمسلمين، وكذلك أمر بالشّراب المحلّل، ونهاهم عن تحريم إلا ما حرّمه عليهم في الكتاب أو على لسان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقد نهى عن الإسراف في المأكل والمشرب ففيهما مضرّةٌ للجسد.[3]

• الآية الثانية: قوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}.[4] فهذه الأرض التي أهبط البشر عليها وإليها، فيها حياتهم وفيها مماتهم، وفيها يُبعثون يوم القيامة، والحياة تكون بإعمار الأرض والسّعي بها، والحفاظ على ما وضعه الله أمانةً لدى البشر من نفسٍ وجسد وروح وعقل وحتّى النّعم، فالحياة تكون بالمحافظة عليها كلّها والاهتمام بصحّتها وشكر الله عليها وعدم تضييعها.[5]

خاتمة البحث

إنّ سورة الأعراف من سور القرآن الكريم التي تهتمّ بالكثير من القضايا، والآيات التي تمّ ذكرها في البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها، فلقد كان من شأنها الإهتمام بالمحافظة على التوازن في الحياة والمحافظة كذلك على الصّحة في باطن جسم الإنسان وظاهره، ففيها العديد من التّوجيهات المهمّة التي بالفعل فيها ما يضمن الصّحة الكثير، وفيها ما يقيم البدن ويحفظ الرّوح.

آيات أخرى تتحدث عن الصحة في سورة الاعراف

قد تمّ البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها، لكن لم يتم ذكر كلّ الآيات التي تتحدث عن الصّحة فيها، حيث يوجد آيات أخرى تتحدث عن الصحة في سورة الأعراف، سيتمّ ذكرها فيما يأتي:

• قال تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ}.[6] وفي هذه الآية ضمانٌ للصحّة الرّوحيّة، فلقد استنكر الله على من يعبدون الأوثان من دون الله، معرّفهم جهل ما يفعلونه، فعبادة الله الواحد القهّار دليلٌ على سلامة العقل، وكذلك فيها ضمانٌ لسلامة الرّوح وصحّتهما.[7]

• قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.[8] والمقصود بالنّفس الواحدة هو آدم، وزوجها هي حواء التي خلقها من ضلعٍ من أضلاعه ليسكن إليها، وليأوي إليها ويقضي حاجته النّفسية والجسدية وفي ذلك حكمةٌ من الله -عزّ وجل- وضمانٌ للمزيد من الصّحة للبشر من الرّجال والنّساء على حدٍّ سواء.[9]

آيات قرآنية تتحدث عن نعمة الصحة

إنّ الله -تبارك وتعالى- قد فضّل الإنسان على الكثير ممّن خلق وبثّ في الأرض، وأتمّ عليه نعمته ورزقه من فضله، وقد ذكر القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنيّة الّتي تهتمّ وتتحدّث عن صحّة الإنسان وأهميّتها، وتذكر الكثير من الأمور الّتي يجب أن يتجنّبها الإنسان المسلم، وبعضها يجب أن يتخذها المسلم ويمارسها في حياته اليوميّة، وسنعرض فيما يأتي آيات قرآنية تتحدث عن نعمة الصحة:

• قال الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}.[10]
• قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}.[11]
• قال الله تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.[12]
• قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}.[13]
• قال الله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.[14]
• قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.[15]

شاهد أيضًا: كم عدد ايات سورة البقرة

فضل سورة الأعراف

قد تحدّثنا سابقاً عن البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها، أمّا الآن فسنتحدّث عن فضل سورة الأعراف، فكما جاء عن أهل العلم فإنّ سورة الأعراف لم يرد فيها أيّ حديثٍ مخصوصٍ، وما روي فيها إمّا موضوعٌ أو ضعيف، لكن كون هذه السّورة من السّبع الطّوال، فقد وردت الكثير من الأحاديث النّبويّة المباركة ومن الآثار عن فضل السّبع الطّوال، ونذكر منها:[16]

• قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أخَذَ السَّبعَ فهو حَبرٌ”. [17]
• قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”.[18]
• قالت عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ النبيَّ قرَأَ في المغربِ بسورةِ الأعْرافِ فَرَّقَها في الركعَتَينِ”.[19]
• عن المروان بن الحكم أنّه قال: “أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ : ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ ! قلتُ : يا أبا عبدِ اللهِ ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ : الأعراف”.[20]
• ومن واجب المسلم أخذ الأحاديث الثّابتة والصّحيحة، وعدم الاخذ بما ضعف من الحديث وما كان موضوعاً، والله أعلم.

مضامين سورة الأعراف

إنّ سورة الأعراف حملت بين آياتها العدي من الموضوعات والمقاصد والمضامين، الّتي تناولت أموراً وقضايا شرعيّةٍ وأخرى إنسانيّةٍ عديدة، وسنذكر فيما يأتي ما تناولته هذه السّورة العظيمة من مضامين:

• أنزل الله -تبارك وتعالى- القرآن الكريم ليذكّر النّاس وينذرهم به، وأنزله ليحارب به المسلمون العقائد الفاسدة والباطلة.
• توجيه قلوب البشر وعقولهم إلى توحيد الله -تبارك وتعالى- والإيمان به، والعمل على تطبيق الشّريعة الإسلاميّة وعبادته وحده سبحانه على أكمل وجه.
• بيان سنّة الله تعالى الّتي تجري في الأرض والّتي ليس لها تبديلٌ أو تحويل، وتسليط الضّوء على مكنونات الكون وأسراره، لتليّن القلوب فتتوجّه لله تعالى بالعبادة والطّاعة.
• ذكرت السّورة المباركة أنّ الله تعالى هو خالق كلّ شيءٍ وهو مصوّر الكون ومدبّر الأمر، وهو الّذي بثّ الحياة في الأرض وسخّرها لخدمة الإنسان بكلّ ما فيها.
• تناولت السّورة بعض أحداث يوم القيامة كالبعث والميزان والحساب على الأعمال، كذلك السّؤال والحساب على تبليغ الرّسل للرّسالة، واستجابة البشر لهذه الدّعوة.
• ذكرت السّورة أيضاُ أنّ الأرض ليست ملكاً للملوك أو الدّول أيّ أحد، بل هي لله تبارك وتعالى، وهو الّذي يتصرّف ها ويبّر أمرها متى يشاء وكيفما شاء.
• تسليط الضّوء على أنّ الإيمان بالله تعالى والعمل بما أمر به، هو سببٌ عظيمٌ في حلول بركة الله تعالى في جميع الأمور.
• توجيه المسلمين إلى صورة من صور الأدب، وهي الإنصات للقرآن الكريم والاستماع إليه، بالإضافة إلى التّنبيه على اهميّة الذّكر والمداومة عليه.
• دعوة الإنسان إلى التّسامح واليسر والمرونة، والبقاء على الفطرة البشريّة بالبساطة والإعراض عن الجاهلين ومناقشتهم، والاحتفال بهم.
• وهذه بعضٌ من مضامين سورة الأعراف، حيث أنّها احتوت على الكثير من المقاصد والموضوعات الأخرى، والله أعلم.

شاهد أيضًا: من الذي رتب سور القران الكريم كما هي الان في المصحف

ختاماً نشير إلى انّ جميع سور القرآن الكريم عظيمةٌ وتحمل بين آياتها درراً فريدة، ولقد قدّمنا في مقال البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة وتفسيرها، العديد من الآيات من سورة الأعراف ومن غيرها من سور القرآن الكريم تتحدّث عن صحّة الإنسان، كما بيّنا أهمية الصحة، بالإضافة إلى ذكر مضامين سورة الأعراف وفضلها كما ورد في السّنّة النّبويّة المباركة.