الفرق بين القرآن والحديث القدسي

الفرق بين القرآن والحديث القدسي اللذين يعدان من مصادر التشريع الإسلامي، فهذه كلها من عند الله -عز وجل- نزلت لتبين للناس الأحكام والشرائع الدينية، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على تعريف القرآن والحديث القدسي، والفرق بينهم، ومن ثم التعرف على الفرق بين الحديث القدسي والنبوي، وكل ذلك في هذا المقال.

تعريف القرآن الكريم

جاء تعريف القرآن لغة: بالجمع، حيث تقول: قرأت الشيء قرآنًا؛ أي إذا جمعت بعضه إلى بعض، قال أبو عبيدةوسمي القرآن، لأنه يجمع السور ويضمها فيما بينها، أما في الاصطلاح الشرعي فالقرآن: “هو كلام الله تعالى المُنزَّل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- المُعجز بلفظه ومعناه، المُتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس”، قال السيوطي: “فخرج “بالمنزل على محمد” التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية، وبالإعجاز “الأحاديث الربانية القدسية” والاقتصار على الإعجاز -وإن نزل القرآن لغيره أيضًا- لأنه المحتاج إليه في التمييز “أي بين كلام الله وكلام البشر”.[1]

شاهد أيضًا: من هو أول من سمى القرآن بالمصحف

تعريف الحديث القدسي

جاء تعريف الحديث القدسي في اللغة: فالقدسي قيل: نسبة إلى القدس وهو الطُّهر، حيث قال ابن منظور: “التَّقديسُ: تنزيهُ اللهِ، والتَّقديسُ التَطَّهيرُ والتبريكُ، وتقدَّسَ: تطَّهر”، قال تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}،[2] وقال الزجاج: “نُقدِّسُ لَكَ، أي: نُطهِّرُ أنفُسنا لَكَ”، ومنه رُوحُ القُدُس: أي جبريل عليه السَّلام، وفي الحديث:”إنَّ رُوحَ القُدُسُ نَفَثَ في رُوعِي”، وكلها لا تخرج عن مضمونها اللُّغوي.

فيُسمى بالأحاديث “القُدُسية” أو بالأحاديث “الإلهية”؛ نسبة إلى الذات الإلهية وهو الله، ويُسمى أيضًا بالأحاديث “الرَّبانية”؛ نسبة إلى الرَّب عز وجل، أما في الاصطلاح قال الحافظُ ابن حجر: فقَالَ: “هو مَا نُقل إلينا آحادًا عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع إسناده عن رَّبه”، وقيل:”هو الحديثُ الذي يسنده النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الله، فيرويه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أنه كلام الله تَعَالىَ” أو “ما أُضِيفَ إلى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسنده إلى ربه عز وجل”.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن

الفرق بين القرآن والحديث القدسي

لقد ذكر العلماء فروقًا متعددة بين القرآن الكريم والحديث القدسي، ولهذا سنذكر ونلخص كلام أهل العلم، في ذلك على النحو الآتي:[4]

  • أن القرآن الكريم لفظه ومعناه من عند الله تعالى، وليس للنبي -صلى الله عليه وسلم- منه إلا التبليغ، وأما الحديث القدسي فمعناه من عند الله تعالى، ولفظه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • القرآن الكريم معجزة الله تعالى الباقية، المحفوظ من التغيير، وقد تحدى اللهُ به العرب، أما الحديث القدسي فهو بخلاف ذلك، فهو غير متحد به، ولم يسلم من الوضع فيه، من قبل الزنادقة، وأصحاب الأهواء المختلفة.
  • القُرآن الكريم لا يجوز روايته بالمعنى؛ لأنه متعبد بلفظه ومعناه، أما رواية الحديث القدسي والنبوي تجوز بالمعنى.
  • يتعين قراءة القرآن الكريم في الصلوات كلها سواء كانت الجهرية أو السرية؛ إذ لا تصح الصلاة إلا به، بخلاف الحديث القدسي فإنه لا تجوز قراءته في الصلاة.
  • القُرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر، أما الحديث القدسي ففيه المتواتر والآحاد.
  • تسمية الجملة منه آية، ومقدارًا من الآيات سورة، بخلاف الحديث القدسي فلا يسمى آية.
  • حرمة مس القرآن الكريم للمحدث، وحرمة تلاوته للجنب، أما الحديث القدسي فلا يحرم مسه للمحدث ولا قراءته للجنُب وغيره.
  • التعبد بقراءة القرآن الكريم، حيث إنه بكل حرف عشر حسنات، أما الحديث القدسي فلا يتعبد بقراءته، وليس فيه بكل حرف عشر حسنات.
  • القرآن الكريم لا يُنسب إلا إلى الله تعالى، أما الحديث القدسي فيُنسب إلى الله تعالى نسبة إنشاء، ويروى مضافًا إلى رسول الله نسبة إخبار، فيُقَالُ: “قَالَ رسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن رَّبه”.
  •  تسميته قُرآنًا، بخلاف الحديث القدسي فلا يسمى قرآنًا.
  • القرآن الكريم يحرم بيعه عند الإمام أحمد، ويكره عند الإمام الشافعي، وهذا بخلاف الحديث القدسي فلا يمنع بيعه.
  • تشرع الاستعاذة والبسملة عند قراءة القرآن الكريم، بخلاف الحديث القدسي فيقرأ من غير استعاذة وبسملة.

شاهد أيضًا: اكثر الصحابة رواية للحديث هو

الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي

تعرفنا فيما سبق على معنى القرآن والحديث وبينا الفروق الواضحة فيما بينهم، وأما الحديث النبوي فهو: ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها، ولهذا سنفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي فيما يأتي:[4]

  • الأولى: أن الحديث النبوي يشمل أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته وصفاته الخَلقية والخُلُقية، بخلاف الحديث القدسي فإنه خاص بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الثانية: الاختلاف في صيغة الرواية، فالحديث القدسي ما أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه -عز وجل- أو قيل فيه: قال فيه فيما رواه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قَالَ الكِرمانيُّ: “الفرق – أي بين القُدُسيِّ والنبويِّ- بأن القُدُسيِّ مُضاف إلى الله، ومروي عنه بخلاف غيره”.
  • الثالثة: هو ما ذكره القاسمي عن الشيخ عبد العزيز حيث قال: “إذا تكلم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان الكلامُ بغير اختياره فهو “القُرآن”وإن كان باختياره، فإن سطعت حينئذٍ أنوار عارضةٌ، فهو الحديث القُدُسي، وإن كانت الأنوار الدائمة، فهو الحديث الذي ليس بقُدُسي، ولأجل أن كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بد أن تكون معه أنوارُ الحق سُبحانه”.

ومن هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال الفرق بين القرآن والحديث القدسي، وتعرفنا على معنى كل منهم، وبينا الفروق التي ذكرها أهل العلم في ذلك، ثم تطرقنا للحديث عن الفرق بين الحديث النبوي والقدسي.

المراجع

  1. islamweb.net , تعريف القرآن لغة واصطلاحا , 08/09/2021
  2. سورة البقرة , الآية 30
  3. al-maktaba.org , تعريف الحديث القدسي , 08/09/2021
  4. al-maktaba.org , الفروق بين القرآن والحديث القدسي , 08/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *