الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث

الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث هو الموضوع الذي سوف يتم البحث فيه في هذا المقال، حيث يشكك البعض في أصل هذه المقولة فيما غذا كانت حديث أم لا، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، وعن أقسام الحديث من حيث العمل به وشروط العمل بالحديث الضعيف، وعن أحاديث صحيحة وآيات قرآنية عن الأم، وعن مكانة الأم في الإسلام، وعن بر الوالدين عند السلف الصالح.

الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث

إن حديث الجنة تحت اقدام الامهات هو حديث ضعيف، رواه ابن عدي في الكامل من طريق موسى بن محمد المقدسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات؛ مَن شِئن أَدْخَلْن، ومَنْ شِئن أَخْرَجْن”،[1] قال ابن عدي: موسى بن محمد المقدسي منكر الحديث، كما ورد الشطر الأول من هذا الحديث: “الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ”،[2] من حديث أنس رضي الله عنه، وهذا الحديث وإن كان لفظه ضعيفًا لعدم صحة إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه صحيح من حيث المعنى لوجود آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة تدل على هذا المعنى، قال الإمام المناوي في فيض القدير: “الأمهات يُلتمس رضاهن المبلغ إلى الجنة بالتواضع لهن، وإلقاء النفس تحت أقدامهن والتذلل لهن”، والخلاصة: أن حديث: “الجنة تحت أقدام الأمهات”، وردت فيه روايات كثيرة؛ منها ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف؛ فيقوي بعضها بعضًا، وهو صريح في الحض على بر الأم والتواضع لها.

شاهد أيضًا: صحة حديث يا اول الاولين واخر الاخرين

أقسام الحديث من حيث العمل به

بعد أن تعرفنا على الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، سنتعرف على أقسام الحديث من حيث العمل به، فقد قسم العلماء الأحاديث من حيث العمل بها إلى أربعة أقسام:[3]

  • الحديث الصحيح: وهو ما رواه عدل تام الضبط متصل السند، غير معلٍّ ولا شاذ.
  • الحديث الحسن: وهو ما جمع شروط الحديث الصحيح، غير أن رواته أخف ضبطًا من رواة الصحيح، فهذان القسمان يجب العمل بهما، لأنهما يشتركان في الحجية، غير أن الصحيح أعلى مرتبة من الحسن.
  • الحديث الضعيف: وهو الذي لم تجتمع فيه صفات القبول، وهذا القسم لا يجوز الاحتجاج به في العقائد ولا في الحلال والحرام، وإنما جوز بعض المتأخرين العمل به في فضائل الأعمال.
  • الحديث الموضوع: وهو الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس، ونسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القسم لا يحل لأحد أن يرويه منسوبًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع علمه بوضعه.

شروط العمل بالحديث الضعيف

بعد أن تعرفنا على الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، وعلى أقسام الحديث من حيث العمل به، سنتعرف على شروط العمل بالحديث الضعيف، الراجح عند جمهور العلماء جواز العمل بالحديث الضعيف ولكن بشروط، وهي على النحو الآتي:[4]

  • أن يكون الحديث في فضائل الأعمال.
  • أن يكون العمل مندرجاً تحت أصل معمول به.
  • أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
  • أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد صاحبه الاحتياط، مع التنبه للمراد من العمل بالحديث الضعيف.

شاهد أيضًا: صحة حديث الله اكبر كبيرا عدد الشفع

أحاديث صحيحة عن الأم

عند الحديث عن الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، لا بد من التعرف على الاحاديث الصحيحة التي وردت عن الام، حيث وردت في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين فضل الأم وبرها والإحسان إليها، وفيما يأتي ذكر بعضها:

  • سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”.[5]
  • جاء رجل اسمه جاهمة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها”.[6]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”.[7]
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، و سخطُهُ في سخطِهما”.[8]
  • سأل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال: الصَّلاةُ لِوَقتِها، فقُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: ثم بِرُّ الوالدينِ، ثم قُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولوِ استَزَدتُه لزادَني”.[9]

آيات قرآنية عن الأم

عند الحديث عن الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، لا بد من ذكر الآيات التي تتحدث عن الأم وفضلها، ومنها:

  • قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.[10]
  • قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.[11]
  • قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.[12]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل

مكانة الأم في الإسلام

أعلى الإسلام من مكانة الأم، وجعل لها فضلاً كبيراً، وشأناً عظيماً، ورسالةً ساميةً، فهي المدرسة الأولى الخالدة والقدوة المباشرة الملازمة الدائبة، وهي للأسرة مثال القلب للجسم، فهي الأمومة المقدسة لإنجاب الأولاد، وحضانة الأطفال، والمشاركة الممتازة في حفظ النوع البشري، أما رسالتها الخطيرة فتتمثل في رعاية الأطفال وتنشئة الأولاد تنشئة صالحة وتعويدهم على أحسن العادات وأكرم التقاليد، وتهيئتهم للرجولة والكفاح وتصنع منهم الأبطال لتخرج لنا النوابغ وقادة الأمة والأوطان، وهي بعد شريكة الرجل في الحياة الزوجية والشؤون الاجتماعية اللائقة بأمومتها ورسالتها.[13]

بر الوالدين عند السلف الصالح

إن السلف الصالح هم خير قدوة في برهم لأمهاتهم وآبائهم، والإحسان إليهم، والعطف عليهم، واحترامهم، وفيما يأتي بيان مواقف من السلف في بر الوالدين:[14]

  • “كان علي بن الحسن لايأكل مع والديه، فقيل له في ذلك، فقال: لأنه ربما يكون بين يدي لقمة أطيب مما يكون بين أيديهما، وهما يتمنيان ذلك، فإذا أكلت بخست بحقهما”.
  • “كان محمد بن سيرين إذا اشترى لوالدته ثوباً اشترى ألْين مايجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثياباً، وما رفع صوته عليها، كان يكلمها كالمصغي إليها، ومن رآه عند أمه لا يعرفه ظن أن به مرضاً من خفض كلامة عندها”.
  • “كان أبوهريرة إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتيني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً، وإذا أراد أن يدخل صنع مثله”.
  • “كان أبوحنيفة يُضرب كل يوم ليدخل في القضاء، فأبى، ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق قال: كان غم والدتي أشد علي من الضرب”.
  • “كان حجر بن عدي يلمس فراش أمه بيده، فيتهم غلظ يده، فيتقلب عليه على ظهره، فإذا أمن يكون عليه شيء اضجعها”.
  • “كان الربيع بن خثيم يميط الأذى عن الطريق ويقول: هذا لأمي، وهذا لأبي”.
  • قال حميد: “لما ماتت أم أياس بن معاوية بكى، فقيل له: مايبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة. وأُغلق أحدهما”.
  • قال سعيد بن عامر: “بات أخي عمر يصلي، وبت أغمز قدم أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته”.
  • قال عبد الله بن عون: “أن أمه نادته فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين”.
  • قال عبد الله بن عباس: “كن مع الوالدين كالعبد المذنب الذليل للسيد الفظ الغليظ”.

شاهد أيضًا: صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن الجنة تحت اقدام الامهات هل هو حديث، وعن أقسام الحديث من حيث العمل به وشروط العمل بالحديث الضعيف، وعن أحاديث صحيحة وآيات قرآنية عن الأم، وعن مكانة الأم في الإسلام، وعن بر الوالدين عند السلف الصالح.

المراجع

  1. السلسلة الضعيفة , الألباني، عبد الله بن عباس، 593، موضوع.
  2. ضعيف الجامع , الألباني، أنس بن مالك، 2666، ضعيف.
  3. islamweb.net , أقسام الحديث من حيث العمل به , 25/08/2021
  4. islamweb.net , كلام نفيس لابن تيمية بشأن العمل بالحديث الضعيف , 25/08/2021
  5. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5971، صحيح.
  6. صحيح النسائي , الألباني، معاوية بن جاهمة السلمي، 3104، صحيح.
  7. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2551، صحيح.
  8. الجامع الصغير , السيوطي، عبد الله بن عمرو، 4441، صحيح.
  9. تخريج مشكل الآثار , شعيب الأرناؤوط، عبد الله مسعود، 2125، إسناده صحيح على شرط البخاري.
  10. سورة لقمان , الآية 14
  11. سورة الأحقاف , الآية 15
  12. سورة الإسراء , 23-24
  13. islamway.net , مكانة الأم في الإسلام , 25/08/2021
  14. saaid.net , بر الوالدين عند السلف الصالح , 25/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *