صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين

صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين فيوم عرفة هو اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات، ويمحو عنهم الخطايا والزلات، ويعتقهم من النار، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين، وعن أقسام الحديث من حيث العمل به، وعن متى ترفع أعمال العباد إلى الله.

صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين

إن حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين هو حديث موضوع لا أصل له، ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا وجود له في كتب السنة، ولا يجوز الاحتجاج به إلا للتنبيه على أنه موضوع، ولا يوجد ما يدل على أن أعمال العباد ترفع إلى الله في يوم عرفة تحديدًا، وهذا لا يعني أن ننكر فضل يوم عرفة، فهو يوم عظيم من أيام عشر ذي الحجة، التي يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، وهو من الليالي العشر التي أقسم الله بها في سورة الفجر، على قول جماهير المفسرين.

وهو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه، وهو يوم أكمل الله فيه الملة والدين، وهو عيد أهل الموقف، وقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صيامه وأن صيامه يكفر السنة الماضية، والسنة القابلة، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، كما أن الحج عرفة، وغير ذلك من مزاياه وخصائصه، إلا أنه ليس هناك دليل على أن الأعمال ترفع إلى الله في هذا اليوم الفضيل.[1]

شاهد أيضًا: صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين

أقسام الحديث من حيث العمل به

بعد أن تعرفنا على صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين، سنتعرف على أقسام الحديث من حيث العمل به، فقد قسم العلماء الأحاديث من حيث العمل بها إلى أربعة أقسام:[2]

  • الحديث الصحيح: وهو ما رواه عدل تام الضبط متصل السند، غير معلٍّ ولا شاذ.
  • الحديث الحسن: وهو ما جمع شروط الحديث الصحيح، غير أن رواته أخف ضبطًا من رواة الصحيح، فهذان القسمان يجب العمل بهما، لأنهما يشتركان في الحجية، غير أن الصحيح أعلى مرتبة من الحسن.
  • الحديث الضعيف: وهو الذي لم تجتمع فيه صفات القبول، وهذا القسم لا يجوز الاحتجاج به في العقائد ولا في الحلال والحرام، وإنما جوز بعض المتأخرين العمل به في فضائل الأعمال بشروط وهي: أن يكون الحديث في فضائل الأعمال، وأن يكون ضعفه غير شديد، وأن يندرج تحت أصل معمول به، وأن لا يعتقد ثبوته عند العمل به، بل يعتقد الاحتياط.
  • الحديث الموضوع: وهو الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس، ونسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القسم لا يحل لأحد أن يرويه منسوبًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع علمه بوضعه.

شاهد أيضًا: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي

متى ترفع الأعمال إلى الله

وقبل أن نختم حديثنا حول صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين، سنتكلم عن مواعيد رفع أعمال العباد إلى الله، فقد ورد في القرآن والسنة أن أعمال العبد تُعرض على ربه يوميًا وأسبوعيًا وسنويًا أيضًا، نبينها كما يلي:[3]

التقارير اليومية

ترفع مرتين، الأولى في النهار عن الليل، والثانية في الليل عن النهار، عن أبي موسى الأشعري ضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا يَنامُ، ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ”.[4]

التقارير الأسبوعية

ترفع يومي الإثنين والخميس لذلك يستحب الصيام فيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كُلِّ جُمُعةٍ مَرَّتينِ: يومَ الاثنينِ، ويومَ الخَميسِ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ مُؤمِنٍ إلَّا عَبدًا بينه وبينَ أخيه شَحناءُ، فيُقالُ: اترُكوا -أو ارْكُوا- هذينِ حتى يَفيئَا”.[5]

التقارير السنوية

ترفع في شهر شعبان، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.[6]

التقارير الختامية

وتكون عند انتهاء الأجل، وانتقال الروح إلى باريها، فعندها تطوى صحيفة عمله، وينقطع عمله إلا من ثلاث، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.[7]

وهكذا نكون قد وصلنا غلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين، وعن أقسام الحديث من حيث العمل به، وعن متى ترفع أعمال العباد إلى الله.

المراجع

  1. dorar.net , أحاديث منتشرة لا تصح , 04/07/2021
  2. islamweb.net , أقسام الحديث من حيث العمل به , 04/07/2021
  3. alukah.net , مواقيت رفع أعمال العباد , 04/07/2021
  4. صحيح مسلم , مسلم، أبو موسى الأشعري، 179، صحيح.
  5. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2565، صحيح.
  6. صحيح النسائي , الألباني، أسامة بن زيد، 2356، حسن.
  7. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1631، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *