صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين

صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين تعد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من أعظم الأوقات في الأجر والثواب، ففيها تجتمع أمهات العبادات من صلاة وصيام وحج، لذلك يهتم موقع المرجع في تبيان صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين، وفي تفصيل معنى الحديث الموضوع وحكم من ينقله، بالإضافة إلى ذكر ثلاثة أحاديث صحيحة عن صيام 9 ذي الحجة.

صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين

إن حديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين هو حديث موضوع لا أصل له، ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا وجود له في كتب السنة، وهو جزء من حديث ينتشر بكثرة بين الناس وخصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعية، وينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء فيه: “من صام 9 من ذي الحجة كمن تعبد عامين، ومن أبلغ الناس بها كمن تعبد 80 سنة” وهذا الحديث موضوع، مكذوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلامات الوضع واضحة عليه وهو الأجر العظيم على العمل الهين ولا سيما في مسألة التبليغ لهذا الكلام، ولا يجوز تداوله ونشره بين الناس إلا لبيان عدم صحته.

اقرأ أيضًا: ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل

ما هو الحديث الموضوع

بعد أن تعرفنا على صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين، لا بد من التعرف على الحديث الموضوع، فالحديث الموضوع هو الحديث المختلق من قبل الناس، والمنسوب كذبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويقسم إلى قسمين: قسم وقع على سبيل الخطأ لا عن قصد، وقسم تعمد أحد الرواة وضعه، وهؤلاء الرواة على أقسام  أيضًا: فمنهم من يضع الحديث لإفساد الدين، ومنهم من يضعه نصرة لمذهبه ورأيه، ومنهم من يضعه للتكسب، مثل حديث: “الهريسة تشد الظهر”، فإن واضعه محمد بن الحجاج النخعي الذي كان يبيع الهريسة، ومنهم من يضعه تقربًا للأمراء والسلاطين، ومنهم من يضعه زعمًا منه أنه يُرغب الناس في الدين.[1]

اقرأ أيضًا: صحة حديث من صلى علي الف صلاة لم يمت

حكم نقل الأحاديث الموضوعة

لا يجوز نشر الأحاديث الموضوعة، ولا التحديث بها إلا لبيان أنها مكذوبة، ومن فعل ذلك متعمدًا فقد عرض نفسه لغضب الله وعقابه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ[2] وقال أيضًا: “من حَدَّث عنى بحديثٍ يُرى أنَّه كَذِبٌ، فهو أحَدُ الكاذِبِينَ”،[3] وقال الإمام النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم: “لا فرق في تحريم الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم- بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك، فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع، ويحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعًا أو غلب على ظنه وضعه، فمن روى حديثًا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته وضعه فهو داخل في هذا الوعيد، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم”.[4]

اقرأ أيضًا: حديث يدل على خطورة ترك الصلاة

أحاديث صحيحة عن صيام 9 ذي الحجة

قبل ختام الحديث عن صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين، سنذكر ثلاثة أحاديث صحيحة عن صيام 9 ذي الحجة، فقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث الصحيحة التي تحث على صيام 9 ذي الحجة:

الحديث الأول

عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ“.[5]

الحديث الثاني

عن حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أربعٌ لم يكُنْ يدَعُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صيامَ يومِ عاشوراءَ والعَشْرَ وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ والرَّكعتَيْنِ قبْلَ الغَداةِ“.[6]

الحديث الثالث

روى أبو داود عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ تِسعَ ذي الحِجَّةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ: أوَّلُ اثنين من الشَّهرِ، والخميس“.[7]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، الذي تحدثنا فيه عن صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين، وعن الحديث الموضوع وحكم ناقلة، وذكرنا ثلاثة أحاديث صحيحة عن صيام 9 ذي الحجة.

المراجع

  1. alukah.net , شرح الحديث الموضوع , 20/05/2024
  2. صحيح البخاري , البخاري، المغيرة بن شعبة، 1291، صحيح.
  3. صحيح البخاري , الألباني، المغيرة بن شعبة، 2662، صحيح.
  4. islamweb.net , التحذير من نشر ورواية الأحاديث الموضوعة , 20/05/2024
  5. صحيح مسلم , مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1162، صحيح.
  6. صحيح ابن حبان , ابن حبان، حفصة أم المؤمنين، 6422، أخرجه في صحيحه.
  7. سنن أبي داود , أبو داود، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، 2437، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *