آخر آيتين من سورة البقرة

آخر آيتين من سورة البقرة هي من الآيات العظيمة من آيات القرآن الكريم، وهي كلمات الخالق -عزّ وجلّ- في أهمّ سور القرآن الكريم سـورة البقـرة، وقد ذكرت الشريعة الإسلاميّة أنّ لتلاوة هذه الآيات الفضل العظيم الذي يعود على المسلم في دينه ودنياه وآخرته إذا حرص على تلاوتها كلّ يوم، لذا يهتمّ موقع المرجع ببيان هذا الفضل الخاصّ بعد ذكر هذه الآيات، إضافةً إلى ذكر نبذة عن سورة البقرة وأذكار التحصين.

سورة البقرة

قبل كل شي وقبل الخوض بذكر آخر آيتين من سورة البقرة لا بدّ من التعريف بهذه السورة العظيمة، فهي من السور المدنية التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة المباركة في المدينة المنورة، وقد اهتمّت هذه السورة بالجانـب العقـديّ والتشريعيّ، حيث ذكرت آياتها أصول العقيدة وأدلّـة التوحيـد، وكذلك الأحكام الشرعية بالمعاملات والعبادات والحدود والأحوال الشخصية وغيرها، وقد خصّ الله -عزّ وجل- هذه السورة بفضائل وخصائص تميّزها عن غيرها من سور القرآن الكريم، ومن هذه الفضائل:[1]

  • تطرد الشيطان من البيت: حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ“.[2]
  • تدافع عن قارئها يوم القيامة: كذلك روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ“.[3]
  • تعظيم الصحابة لقارئـها: عن أنَسٍ قال: كان الرَّجلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ جَدَّ فِينَا“.[4]

شاهد أيضًا: قصة وردت في اواخر سورة البقرة

آخر آيتين من سورة البقرة

إنّ آخر آيتين من سورة البقرة أعطيتا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في السماء مع الصلوات الخمس، فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ، إلَيْها يَنْتَهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرْضِ فيُقْبَضُ مِنْها، وإلَيْها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِن فَوْقِها فيُقْبَضُ مِنْها، قالَ: {إِذْ يَغْشَى} (النَّجْمُ) {السِّدْرَةَ ما يَغْشَى} [النجم: 16]، قالَفَراشٌ مِن ذَهَبٍ، قالَفَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًاأُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ“.[5] وهذه الآيات هي قوله تعالى:

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين}.[6]

شاهد أيضًا: كم عدد صفحات سورة البقرة

أحاديث آخر آيتين من سورة البقرة

وقد ذكرت بعض الأحاديث بعضًا من فضائل آخر آيتين من سورة البقرة منها ما كان مرسلًا ومنها ما كان ضعيفًا، ومنها ما كان صحيحًا، وهذه الأحاديث:

  • عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ“.[7]
  • عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “كتَب اللهُ تعالى كتابًا قبْلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بألفَيْ عامٍ فأنزَل منه آيتَيْنِ ختَم بهما سورةَ البقرةِ فلا تُقرَأانِ في دارٍ ثلاثةَ أيَّامٍ فيقرَبَها شيطانٌ“.[8]
  • كذلك روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أُعطيتُ هذهِ الآياتِ من آخرِ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم يُعطَها نبيٌّ قبلي“.[9]
  • كما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “ما كنتُ أرى أحدًا يعقَلُ ينامُ قبلَ أن يقرأَ الآياتِ الثلاثِ من آخرِ سورةِ البقَرةِ“.[10]
  • كذلك روت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، قَرَأَهُنَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم في المَسْجِدِ، وحَرَّمَ التِّجَارَةَ في الخَمْرِ“.[11]
  • كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم قال: “آيتانِ هما قرآنٌ ، وهما يَشْفَعانِ ، وهما مِمُّا يُحِبُّهما اللهُ : الآيتانِ في آخِرِ سورةِ البقرةِ“.[12]

شاهد أيضًا: تجربتي مع سورة البقرة والشفاء ومتى يبدأ مفعول قراءتها

فضل آخر آيتين من سورة البقرة

أمّا عن فضل آخر آيتين من سورة البقرة فقد ورد فيها من الخير الكثير والفضل العظيم، وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ“.[7] وكذلك ورد في فضل خواتيم سورة البقرة ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حينما قال: “بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ“.[13] لذا يستحب للمسلم أن يكثر من قرائتها في كلّ يومٍ وليلة.

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار

متى يستحب قراءة الآيتين آخر سورة البقرة؟

وقد بيّن أهل العلم أنّه من المستحبّ قراءة هذه الآيات في أوّل الليل، أو أثنائه، وكذلك يستحبّ قرائتها قبل خلود المسلم إلى نومه مع أذكار النوم والتحصين، والله ورسوله أعلم.[14]

شاهد أيضًا: كم عدد ايات سورة البقرة

أذكار النوم والتحصين

كما يستحبّ للمسلم إذا دخل وقت نومه أن يقرأ وردًا من الأذكار قبل النوم، ومن هذه الأذكار نذكر ما يأتي:[15]

  • أن يقرأ المرء المعوذات وآية الكرسيّ وخواتيم سورة البقرة.
  • أن يدعو المسلم بما يأتي: “اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ”.
  • كذلك ترديد الدعاء المأثور عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل النوم، وهو: “بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ”.
  • التسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار والصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلا.

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة البقرة يوميا

آخر آيتين من سورة البقرة مقالٌ فيه تمّ الخوض بذكر نبذة عن سورة البقرة ومقاصدها وفضلها، وكذلك ذكر المقال فضل من قرأ آخر آيتيـن من هذه السورة العظيمة، وبيّن فضل تلاوة خواتيم السورة، إضافةً إلى ذكر بعض أذكار النوم والتحصين من الشرور.

المراجع

  1. dorar.net , سُورَةِ البَقَرَةِ , 14/10/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/780/صحيح
  3. صحيح مسلم , مسلم/أبو أمامة الباهلي/804/صحيح
  4. المقاصد الحسنة , السخاوي/-/496/أصله في البخاري
  5. صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن مسعود/173/صحيح
  6. سورة البقرة , الآية 285،286
  7. المعجم الأوسط , الطبراني/النعمان بن بشير/2/281/لا يروى هذا الحديث عن النعمان إلا بهذا الإسناد تفرد به حماد بن سلمة
  8. فتح القدير , الشوكاني/حذيفة بن اليمان/1/462/صحيح
  9. العلم الهيب , العيني/علي بن أبي طالب/165/إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم
  10. صحيح البخاري , البخاري/عائشة أم المؤمنين/4542/صحيح
  11. ضعيف الجامع , الألباني/أبو هريرة/18/ضعيف جدًا
  12. صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن عباس/806/صحيح
  13. binbaz.org.sa , متى يستحب قراءة الآيتين آخر سورة البقرة؟ , 14/10/2021
  14. alukah.net , من أذكار النوم , 14/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *