طريقة تقسيم الاضحية

طريقة تقسيم الاضحية في الإسلام من المواضيع التي سيدور الحديث حولها، ولا بدَّ للمسلم من معرفة هذه المعلومات الشرعية من أجل معرفة الأحكام المختلفة المتعلقة بالأضحية، حتى يكون على اطلاع بأمور دينه، ولا يقع في المحظورات التي نهى الله تعالى عنها، وسوف يقدم موقع المرجع للزوار الكرام تعريفًا كاملاً حول حكم الأضحية وطريقة تقسيم الأضحية وحول كيفية توزيع الأضحية وشروط الأضحية ومحظورات المضحي.

حكم الأضحية في الإسلام

يمكن أن تعرَّف الأضحية في الإسلام بأنها الذبائح التي يتم ذبحها في يوم عيد الأضحى تقربًا إلى الله تعالى وابتغاء مرضاته، واتباعًا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأضحية في الإسلام سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب جمهور الفقهاء والأئمة من أهل العلم إلى هذا القول مثل الشافعية والحنفية والظاهرية والحنابلة والأشهر عند المالكية وغيرهم من أهل العلم، وفي الحديث عن أم سَلَمةَ زوج النبي -رَضِيَ اللهُ عنها- أن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: ” إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا “،[1] وقد قام رسول الله بتعليق الأضحية بإرادة المضحي في الحديث وهذا يدل على أنَّها سنة فقط وليست واجبة، لأن الواجب لا يعلق بإرادة الشخص والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: ما الحكمة من عدم قص الشعر والاظافر للمضحي

طريقة تقسيم الاضحية

إنَّ طريقة تقسيم الأضحية يتم وفق ثلاثة أقسام متساوية، وقد ورد هذا الفعل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في السّنّة المباركة أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقسِّم أضحيته لثلاثة أقسامٍ متساوية، فيأكل هو وأهله ثلث الأضحية، ويعطي المحتاجون والفقراء من جيرانه الثلث الثاني منها، ويعطي الثّلث الأخير من الأضحية للسّائلين، وهناك من العلماء من اتّبع سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، ومنهم من قال بأن المسلم يقسم أضحيته إلى نصفين متساويين، يأكل هو وأهله نصفًا، ويتصدّق ويوزّع النصف الثاني على الفقراء والمحتاجين ومن أراد من الناس، والله تعالى أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

شروط الأضحية للمضحي

لقد حدد الفقهاء والأئمة من أهل العلم عدد من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية المُراد ذبحها حتى تكون صحيحة كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، لأنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وسيتم فيما يأتي ذكرُ شروط الأضحية للمضحي بالتفصيل :[4]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام حصرًا وهي الإبل والبقر والغنم ولا يجوز أن يضحي المسلم من غير هذه الأنواع الثلاثة من الأنعام.
  • أن تبلغ الأضحية السنّ المعتبرة في الشريعة: لقد حدد الشرع الإسلامي عمرًا محددًا للأضحية، حتى تجزئ عن صاحبها المضحي، ولكل نوع من الذبائح سن محدد، ففي الإبل يجب أن تبلغ خمس سنوات، وفي البقر يجب أن تبلغ سنتان، وفي المعز سنة وفي الضأن ستة أشهر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْن “.[5]
  • أن تخلو من العيوب: يجب أن تكون الأضحية من الإبل أو البقر أو الغنم خالية من كل العيوب التي ورد ذكرها في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: ” لا يُجزِئ في الأضاحِي العوراءُ البينُ عورُها، والمريضةُ البيّنُ مرضهُا، والعرجاءُ البيّنُ ضلعُها، والكسيرةُ التي لا تبقى “.
  • أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد: كي تكون الأضحية صحيحة ومقبولة عند الله تعالى يجب أن يتم ذبحها في الوقت المحدد للأضحية في الشرع الإسلامي، والوقت كما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بعد صلاة عيد الأضحى حتى عصر رابع أيام التشريق وهو الثالث عشر من ذي الحجة، فقد في الحديث عن البراء بن عازب قال: “سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا، ومَن نَحَرَ فإنَّما هو لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ “.[6]

اقرأ أيضًا: اضحية البقر عن كم شخص

الحكمة من مشروعية الأضحية

بعد معرفة حكم الأضحية وشروطها في الإسلام لا بدَّ من معرفة الحكمة من مشروعيّة الأضحية وفضلها، فالأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام تقرّبًا إلى الله سبحانه، والبهيمة من الأنعام هي كل دابة ذات أربع من الأنعام، وتنحصر في أربعة أنواع: الإبل والبقر والغنم والمعز، وقد شرّع الله الأضحية  وأمر المسلمون بها كل عام، وجعل منها فرح عظيم يغمر قلوب المسلمين حين يسارعون لاتباع لأوامر الله ويتّبعون فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهديه وسنته، وقد شرع الله تعالى الأضحية لحكمة بالغة منه، ولما فيها من مصلحةٍ كبيرة لعباده المسلمين، وفيما يأتي الحكم من مشروعيتها بالتفصيل:[7]

  • الأضحية في الإسلام إحياءٌ لسنّة نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، وقد أمر الله تعالى باتباع ملة إبراهيم في التّبرؤ من الأوثان والتّديّن بالإسلام.
  • يتعلم المسلمون من الأضحية الصّبر والامتثال لأوامر الله تعالى، حينما يتذكرون كيف صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وأطاعا الله تعالى وامتثلا لأوامره حينما أمر إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، ومن ثمّ افتداه بذبح عظيمٍ من السماء.
  • إنّ نعم الله تعالى كثيرةٌ على عباده، وفي الأضحية وسيلةٌ على شكره على جميع تلك النعم الجزيلة، ومن أهم أسباب بقاء النّعم هو شكر الله على نعمه والتّضحية في سبيله من أشكال شكر الله تعالى.
  • إنّ الأضحية شكل من أشكال التوسعة على الأهل والجيران والأقارب والفقراء وإكرامهم ومساعدتهم، فإطعام الطعام والإهداء يزيد من روابط المحبة والأخوة والألفة بين المسلمين.

اقرأ أيضًا: دعاء الاضحية عند السنة الصحيح

سنن ذبح الأضحية

لقد ذكر الشعر الحنيف سنن ذبح الأضحية، والتي يجب على المسلم الالتزام بها وقت ذبح الأضحية، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم إدراج سنن ذبح الأضحية وآدابه ذبح الأضحية في الإسلام:[8]

  • أن يقوم الذابح بتحديد الشفرة المراد الذبح بها تحديدًا جيدًا، حتى لا تسبب ألمًا ووجعًا للذبيحة.
  • إمرار الشفرة أو السكين بقوّة ذهابًا وعودةً على عنق الأضحية لتكون عملية الذبح أسهل وأيسر على الذبيحة.
  • أن يستقبل الشخص الذابح القبلة، ويقوم بتوجيه ذبيحته إليها أيضًا، واستقبال القبلة في الطاعات والقربات يكون أشد استحبابًا.
  • التسمية عند الذبح بقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم، وعدم التّسمية بغيره أبدًا، فهذا لا يجوز ويعد من الشرك، وكذلك ترك التّسمية عند الذّبح لا يجوز على الإطلاق.
  • من الأمور المستحبّة عند الذّبح إن كانت الذّبيحة من الإبل أن ينحرها ويكون ذلك بقطع اللبّة أسفل العنق، وفي البقر والغنم يكون ذبحًا ويكون بقطع الحلق أعلى العنق.
  • ويستحب في ذبح الأضحية إن كانت الذّبيحة إبلًا أن ينحر قائماً على ثلاث قوائم معقول الرّكبة أو باركًا، أمّا إذا كانت الذبيحة من الغنم والبقر، فتضجع على جنبها الأيسر ويتم ذبحها.
  • يستحب عند الذبح أن يقول المضحي: اللهم منك وإليك تقبل مني.

اقرأ أيضًا: محظورات المضحي غير الحاج

وقت الأضحية لغير الحاج

إن وقت ذبح الأضاحي يبدأ بعد صلاة العيد في أول أيام عيد الأضحى مباشرة، ولا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد لأنها تكون عند ذلك ذبيحة عادية ولا تعدُّ أضحية، وهذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن جابر بن جندب برضي الله عنه قال: ” شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بالنَّاسِ نَظَرَ إلى غَنَمٍ قدْ ذُبِحَتْ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَن لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ “، وهذا يدلُّ على أنَّ الشاة التي يتم ذبحها قبل الصلاة هي ذبيحة عادية لا تعد أضحية ويجب على المضحي في هذه الحال أن يذبح أضحيةً مكانها، وينتهي وقت ذبح الأضحية عند غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الرابع من أيام التشريق، ويدل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” كل منى منحر ، وكل أيام التشريق ذبح “.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

أفضل وقت لذبح الأضحية

يعدُّ أفضل وقت لذبح الأضحية هو بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، لأن هذا هو ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما ضحى، فقد كان رسول الله يذبح أضحيته بعد صلاة العيد مباشرة، وأول أكله يوم العيد يكون من الأضحية نفسها، وفي الحديث عن بريدة رضي الله عنه قال: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلا يَأْكُلُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ ، فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ “.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية في الليل

شروط المضحي في الإسلام

يجب أن تتوافر في الشخص الذي يريد أن يضحي  العديد من الشروط حسب ما ذكره علماء المسلمين، وفيما يأتي سيتم توضيح تلك الشروط:[9]

  • الإسلام: يعد الإسلام شرطًا لوجوب الأضحية وقبولها مثل بقية العبادات في الإسلام، ولا تصح الأضحية من غير المسلم، لأنها عبادة يختص بها المسلمون للتقرب إلى الله تعالى.
  • البلوغ: يجب على المضحي أن يكون بالغًا، لأن الأضحية لا تجب على الصغير، وذهب الحنفية إلى أنها تجب على الصغير من أمواله، ويقوم بذبحها وصية، أمَّا الشافعية والحنابلة، فذهبوا إلى أنها سنة في حق الصغير.
  • امتلاك المال: ومن شروط الأضحية والمضحي امتلاك المال الكافي للأضحية شرط في وجوبها، وهي أن يمتلك المضحي المال الزائد عن قوته يوم وليلة بما يكفي ثمن الأضحية حسب الراجح من الأقوال.
  • ألا يكون حاج: لا يجوز للمضحي أن يكون في الحج، لأن سنة الحاج أن يقوم بذبح الهدي وليس الأضحية.
  • الإقامة: اشترط الحنفية الإقامة على المضحي وألا يكون مسافرًا، لأنَّ المسافر لا يمتلك مقومات الأضحية والمقدرة عليها فتسقط عنه.

اقرأ أيضًا: ذبح محمد أضحيته و هي مريضة، فحكم الأضحية

محظورات المضحي غير الحاج

يوجد بعض الأمور التي يجب على المضحي أن يمتنع عنها، ومحظورات المضحي غير الحاج هي الامتناع عن أخذ شيء من الشعر أو الأظافر أو الجلد، وقد وردَ هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشهير حيثُ قال: “إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا”، ولذلك لا يجوز للمضحي أن يأخذ من شعر الرأس، أو من شعر الجسم أي شيء ولا من الأظافر، ولا يجوز للمضحي أن يأخذ من جلده شيئًا أيضًا حسب الحديث، وتبقى هذه المحظورات مقتصرة على الشخص الذي يريد أن يضحي فقط، وليس على غيره، دون سائر أفراد أسرته الذي لا يكون محظوراً عليهم أي شيء، وينطبق ذلك على الرجل والمرأة على حد سواء، فالمرأة إذا نوَت أن تضحي لا تأخذ من الشعر ولا الأظافر ولا الجلد، وذلك لعموم ما ورد الحديث الذي جاء فيه المنع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.[10]

اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

ماذا يفعل المضحي قبل ذبح الأضحية

تبيَّن أن المحظورات بالنسبة للمضحي مقتصرة قبل ذبح الأضحية على عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر أو الجلد، ويجوز للمضحي غير ذلك على الإطلاق دون حدود أو قيود لأنه ليس محرم، فيجوز للمضحي مثلًا أن يضع الطيب أو الحناء، ولا يحرم عليه شيء من ذلك، ويجوز له أن يجامع زوجته ويباشرها ويعاشرها كما يشاء وليس عليه شيءٌ في ذلك أيضًا، لأنَّ الشخص الذي يريد أن يضحي لا يعدُّ محرمًا، ويجوز له أن يلبس اللباس الجديد والمخيط وغير ذلك.[10]

في نهاية مقال طريقة تقسيم الأضحية تعرفنا على حكم الأضحية في الإسلام وعلى طريقة تقسيم الأضحية وشروط الأضحية للمضحي، كما تعرفنا على الحكمة من مشروعية الأضحية في الإسلام وعلى محظورات المضحي غير الحاج وهي الأمور التي يجب أن يمتنع عنها إلى وقت ذبح الأضحية.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة، 1977، صحيح
  2. dorar.net , تعريف الأضحية , 06/06/2024
  3. islamweb.net , السنة في تقسيم الأضحية , 06/06/2024
  4. islamweb.net , أحكام الأضحية , 06/06/2024
  5. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1963، صحيح
  6. صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، 5560، صحيح
  7. alukah.net , حكمة مشروعية الأضحية , 06/06/2024
  8. islamweb.net , فصل في سنن الذبح وآدابه سواء الأضحية وغيرها , 06/06/2024
  9. al-maktaba.org , الفقه الإسلامي وأدلته , 06/06/2024
  10. islamweb.net , حكم حلق المضحي شعره في العشر الأول من ذي الحجة , 06/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *