أشهر علماء المسلمين في الطب وأبرز إسهاماتهم
جدول المحتويات
أشهر علماء المسلمين في الطب واللذين لهم عظيم الأثر والفضل بما وصل إليه الطب اليوم، فالتاريخ الإسلامي زاخر على مر الحِقب والعصور بالعلماء اللذين أفنوا وكرسوا حياتهم في سبيل العلم والطب، وسبقوا العالم أجمع في هذا الميدان في حين كانت تعاني أوروبا والعالم من ظلام الجهل والخرافات؛ كان علماء وأطباء المسلون يبدعون ويضعون أساس هذا العلم ولبناته الأولى التي بنى عليها العالم لاحقًا ما وصل إليه الطبّ الحديث من تطور في عصرنا، وحرصًا منّا في موقع المرجع على إبراز جهود وأسماء أشهر علماء المسلمين في هذا المجال، سَنفرد أسطر هذا المقال للتعريف بالبعض منهم وإسهاماتهم في مجال الطبّ.
الإسلام والعلم
للعلم في الإسلام مكانة وقدر عظيم، فأول ما نزل من القرآن الكريم على النبي ﷺ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}، فالله تعالى حث نبيه ﷺ ومن بعده المسلمون على التعلم، وقد كان فبلغت العلوم في الإسلام مبلغًا عظيمًا؛ حتى إنهم تسيدوا العالم وبالأخص في مجال الطب والتداوي، وباتت دولة الإسلام مَحجّ للعلم والعلماء من شتى بقاع الأرض، حتى أنّ دول أوروبا وملوكها كأن يتوافدون على بلاد المسلمين ليُعالجوا بها؛ في حين كان بلادهم غارقة في الخرفات والجهل، وكانوا يتوددون لحكام المسلمين كي يُنعمون أبنائهم ويتقبلوهم للدراسة في جامعاتهم، كما كان الحال في قُرطبة والأندلس التي كانت زاخرة بالعلماء والجامعات.
أشهر علماء المسلمين في الطب
يَعُجّ التاريخ الإسلامي بأسماء العلماء والأطباء اللذين لم يقفوا في هذا المجال عند علاج الأمراض والأوبئة فحسب؛ لكن تخطى الأمر إلى أنهم وضعوا الأسس والمناهج التجريبية لهذا العلم، بالإضافة إلى العديد من الإسهامات الأخرى في كافة جوانبه وتخصصاته، ووضعوا اللبنات الأولى لهذا العلم ورسموا خطواته التي سارت عليها الأجيال ليومنا هذا، هذا بفضل علماء المسلمين وجهودهم طوال القرون الأولى، ومن أشهر علماء المسلمين في الطب على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:
أبو بكر الرازي
عَرف علماء المسلمين قبل غيرهم التخصّص، فمنهم من تخصص بالعيون وأمراض النساء وغيرها من التخصصات، وأبو بكر الرازي من أشهر علماء المسلمين في الطب بل والعالم أجمع في هذا المجال، وهو أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، من موالد عام 865 ميلادية بمدينة الرَّي بالقرب من طهران حاليًا، كان الرازي نابغة ومبدع حيث درس العديد من التخصصات والعلوم، أبرزها وعلى رأسها الطبّ بالإضافة إلى العلوم الأخرى كالكيمياء والفلسفة وعلم الأعشاب وغيرها من العلوم الأخرى، وتوفي في التاسع عشر من نوفمبر عام 923 ميلادية. [1]
إسهامات الرازي
وللرازي الكثير من الإسهامات في الطبّ وتخصصاته المختلفة، كما قدم للعالم عدة مؤلفات في هذا المجال أبرزها:
- كتاب تاريخ الطبّ، وكتاب الكافي في الطب وكتاب الحاوي في علم التداوي والذي طُبع في أوروبا وأخذ كمرجع للعديد من القرون.
- ألّف كتاب الأدوية المفردة والذي وضع فيه وصفًا دقيقًا لتشريح أعضاء الجسم، والعديد من الكتب الأخرى والتي تقارب من مائتي كتاب في شتى التخصصات
- بالإضافة إلى ابتكار العديد من الأدوات المستخدمة في الطب مثل، (خيوط الجراحة، المُسكنات، والمراهم).
ابن النفيس
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم، ويُعد من أشهر علماء المسلمين في الطب من مواليد دمشق عام 607 ميلادية، وقضى أغلب حياته في مصر بالقاهرة في المستشفى الناصريّ، له العديد من الإنجازات والمساهمات القيّمة في الطبّ، والتي جعلت اسمه كعلامه مميزة في هذا الميدان، حتى توفي في القاهرة عام 687 ميلادية.
إسهامات ابن النفيس
لابن النفيس كما ذكرنا الفضل في الكثير من الإسهامات والاكتشافات في مجال الطبّ أبرزها على سبيل الذكر:
- ابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية بجسم الإنسان، وصرّح بإمكانية انتقال الدم من البُطين الأيمن بالقلب إلى البُطين الأيسر عن طريق الرئتين.
- كتب ابن النفيس في أكتر من تخصص ومجال بجوار الطبّ، ومن أبرز مؤلفاته في الطبّ الشامل في الصناعات الطبية، بالإضافة إلى كتاباته في الفقه واللغة مثل المختصر في الحديث، وشرح تشريح القانون.
- أحد رواد وواضع العديد من النظريات في علم وظائف الأعضاء والتي لا زالت تُستخدم حتى الآن.[2]
ابن سينا
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخيّ، ومن أبرز وأشهر علماء المسلمين في الطب فعرفه العالم بلقب الشيخ الرئيس وأطلق عليه علماء الغرب أبو الطب الحديث، من مواليد عام 370 هجرية بقرية أفشنة قُرب بخارى أوزبكستان في الوقت الحالي، قدّم ابن سينا خدمات جليّة للإنسانية جمعا؛ من اكتشافات ومؤلفات وإسهامات لا حصر لها، وتوفي عام 427 هجرية الموافق 1037 ميلادية.
إسهامات ابن سينا
لابن سينا ما لا غيره من العلماء نظرًا لحجم إنجازاته ومساهماته في الطبّ، والتي لا يسعنا الوقت لذكرها جميعًا وعلى سبيل المثال ما يأتي:
- ألّف ابن سينا ما يربو عن مائتي كتاب في العديد من التخصصات المختلفة، وأبرز تلك المؤلفات في الطب كتاب القانون في الطب، والذي مكث للعديد من القرون كمرجع أساسي في الطبّ طيلة سبعة قرون في جامعات أوروبا.
- كما يُعد ابن سينا أول من اكتشف الالتهاب السحائي، وطفيل الإنكلستوما أو الدودة المستديرة، بالإضافة إلى اكتشاف طُرق العدوى للجدري والحصبة.
- وفرق ابن سينا بين الشلل الناتج عن الدماغ، وما بين الشلل الناجم عن أسباب خارجية، وكذلك فرق بين المغص الكلوي والمعوي.
- وكان ابن سينا يجري العمليات الدقيقة ويقوم باستئصال الأورام، كما تخصص في علاج البواسير بالربط وشق القصبة الهوائية والحنجرة وغيرها من العمليات الأخرى.
- وتميز في علاج أمراض النساء والأمراض التناسلية مثل، الأورام الليفية والانسداد المهبلي وتحدث عن احتباس الدم والنزيف لدى النساء.
ابن الهيثم
هو أبو العلي الحسن ابن الهيثم البصري من أشهر علماء المسلمين في الطب وطب العيون على وجه الخصوص ويُعتبر مؤسس علم المناظر، من مواليد عام 354 هجرية الموافق 965 ميلادية بمدينة البصرة العراقية، ولاحقًا انتقل إلى القاهرة وعاش بها حتى مات عام 430 هجرية، ولابن الهيثم إنجازات وإسهامات كثيرة في شتى المجالات.
إسهامات ابن الهيثم
ابن الهيثم لم يكُن عالم بطبّ العيون فحسب: بل برع في العديد من التخصصات والمجالات مثل الفيزياء والرياضيات والهندسة والفلسفة، ومن إنجازاته ما يلي:
- ابن النفس هو أول ما قام بتشريح العين تشريحًا كاملًا، وحدد وظائف كل عضو بها.
- كما صحح ابن الهيثم المفهوم الخاطئ بأن الضوء يأتي من العين إلى الأجسام، وأثبت العكس بأن الضوء ينبعث من الأجسام وينعكس على العين فتبصره.
- وقدم ابن الهيثم العديد من المؤلفات في شتى المجالات الأخرى.[3]
قدمنا خلال الأسطر السالفة ذكر أشهر علماء المسلمين في الطب، ولكن لم نذكر إلّا القلة القليلة جدًا، أمثال أبو بكر الرازي وابن النفس وابن الهيثم وابن سينا وبعض الإسهامات والإنجازات القليلة جدًا لكلٍ منهم.
المراجع
- Al-Rāzī , britannica , 12/2/2021
- Ibn al-Nafīs , bnf.fr , 12/2/2021
- ابن الهيثم , المكتبة المفتوحة , 12/2/2021
التعليقات