قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة
جدول المحتويات
قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة هو الموضوع الذي سيتمّ تقديمه في هذا المقال، فالصّحابة الكرام هم الرّجال الذين عاصروا النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعلّموا منه وتخلّقوا بأخلاقه، فكانوا خير النّاس بعد الأنبياء والمرسلين -صلوات الله وسلامه عليهم- أجمعين، ومن فضل الصحابة أنّهم كانوا من نقل للمسلمين الشريعة الإسلامية عن النبي، فكان لزامًا على المسلمين تدارس سيرهم والاتّعاظ بها، وفي هذا المقال يقدّم موقع المرجع قصّةً جمعت ثلاثة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة
تبدأ قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة عندما عاد مصعب بن عمير إلى مكّة من الحبشة، وذلك ليهيّئه الله -سبحانه وتعالى- ليكون رسول النّبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى يثرب ليدعوا أهلها للإسلام، فعند موسم الحجّ قدم بعض الأنصار من بني النّجار إلى النّبي -صلى لله عليه وسلّم- فدعاهم للإسلام وبيّن لهم الخبر الذي أتاه وبيّن لهم نبوته، وقرأ عليهم القرآن، فرقّت قلوبهم وصدّقوه وآمنوا به، لكنّهم طلبوا من النّبي أن يمهلهم وقتًا ليدعوا به قومهم، لعل الله يُصلح بين الأوس والخزرج، فعادوا ودعوا قومهم حتّى أسلم معظم أهل المدينة، فأرسلوا للنّبي -صلى الله عليه وسلم- يطلبون منه رجلًا يعلّمهم أصول دينهم، فكان مصعب ابن عمير من وقع الاختيار عليه، فخرج للمدينة ونزل في دار أسعد بن زرارة، وأخذ يدعوا النّاس في السّر للإسلام، ومازال على ذلك والإسلام يفشو في المدينة.[1]
شاهد أيضًا: قصة الصحابي الذي وأد ابنته
قصة مصعب بن عمير مع سعد بن معاذ
في ذات مرّة خرج مصعب بن عمير مع أسعد بن زرارة حتّى وصلا بالقرب من بئر مرى، وخرج إليهما رهطٌ من أهل الأرض في الخفاء، وجلس مصعب -رضي الله عنه- يحدّثهم عن الإسلام ويقرأ عليهم القرآن، حتّى وصل خبرهم إلى سعد بن معاذ وكان لم يُسلم بعد، فجاءهم وهو في غضبه يحمل معه رمحه، حتّى وصل إليهم، فوبّخهم واستنكر عليهم أنّهم يرغبون فيمن يأتي إليهم ويدعوهم للباطل وهو يقصد مصعب بن عمير ودعوته للإسلام، ثمّ هددهم أن لا يراهم مجتمعين حوله ثانيةً فتفرّقوا تحت تهديده، لكنّهم بعد فترةٍ وجيزة اجتمعوا ثانيةً حول مصعب بن عمير، فسمع بخبرهم سعد بن معاذ مرّة ثانية فخرج إليهم غاضبًا، ولكنّه توعّدهم وعيدًا أقلّ من سابقه، ولما رأى منه أسعد لينًا، دعاه ليستمع فإن سمع منكرًا ردّه وإن سمع خيرًا أجابه، فاستمع سعد لتلاوة مصعب بن عمير، ودخل الإسلام قلبه، ورجع لقومه دون إظهار إسلامه، ودعاهم للإسلام وهم بنو عبد الأشهل، ودعاهم أن يُحذروا ما هو أهدى من هذا الدين ليؤمن به، لكنّه لن يوجد، فدخل قومه جميعهم للإسلام، وهم أول دارٍ من الأنصار تُسلم جميعها.[1]
قصة مصعب بن عمير مع أسيد بن حضير
كان مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يجلس مع أسعد بن زرارة يعظ النّاس ويرشدهم للإسلام، ليفاجئهما أسيد بن حضير وهو يحمل حربته، ليخبر أسعد مصعب أنّ هذا سيّد قومه، وكان أسيد غاضبًا مشاتمًا لهما، مستنكرًا عليهما ما يصنعانه من تسفيه الأصنام، ودعوة الضّعفاء للإسلام، ووقف أمامهما يهدّد ويتوعّد ويشير برمحه، حتّى استقبله مصعب بن عمير بابتسامةٍ مشرقة، ويطلب منه أن يستمع لما يدعو إليه من الخير، فقال له اجلس واسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته وإن كرهته افعل ما شئت، سمع أسيد كلام مصعب ووافق مقتنعًا بإنصافه، فركز حربته وجلس، فكلّمه مصعب بن عمير بالإسلام وتلا عليه القرآن حتّى أيقنا من ملامح وجهه أنّه أسلم قلبه لله، فنطق أسيد ما أحسن هذا الكلام، وسألهما عن كيفية الدخول في الإسلام، فطلبا منه التّطهر ففعل ولقّناه الشّهادة وعلّماه الصّلاة، فقام فنطق الشهادتين وصلى ركعتين، وانطلق خبر إسلامه في المدينة فاجتمع الناس وعلا التّكبير، وعاد مصعب لمكّة ليبشّر النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بدخول النّاس للإسلام.[1]
شاهد أيضًا: قصة أصحاب الكهف مختصرة
من هو الصحابي مصعب بن عمير
بعد سرد قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة فإنّه سيتمّ التّعرف على الصحابي الجليل مصعب بن عمير -رضي الله عنه- وهو صحابيٌّ من أهل بدر والسّابقين للإسلام، وهو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، كان من أغنياء أهل مكّة، فنشأ حياةً مُترفة مرتديًا أجمل الثياب وأحسنها ومتعطّرًا بأطيب الطّيب، عندما بُعث النّبي -صلى الله عليه وسلم- أسلم سرًّا خوفًا من أمّه، فكان من السّابقين للإسلام وبقي إسلامه سرًّا حتّى رآه قومه يصلّي فحبسوه ثمّ هاجر للحبشة، وقد أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب ليدعو أهلها للإسلام، فهو أوّل من هاجر للمدينة، وآخى النبي بينه وبين سعد بن أبي وقّاص، شهد مع المسلمين بدرًا وأحد، وكان من خيرة أصحاب النّبي عليه الصلاة والسلام.[2]
مكانة مصعب بن عمير ووفاته
كان مصعب بن عمير صحابيًّا من المقرّبين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من خيرة الصحابة والسباقين للإسلام، وقد روى الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن النّي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “نظر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى مصعبِ بنِ عميرٍ مقبلًا وعليه إهابُ كبشٍ قد تنطَّقَ به، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: انظروا إلى هذا الرجلِ الذي نوَّرَ اللهُ قلبَه لقد رأيتُه بين أبويْهِ يغذوانِه بأطيبِ الطعامِ والشرابِ فدعاه حبُّ اللهِ ورسولِه إلى ما تروْنَ”.[3] وفي شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة كانت غزوة أحد، التي حمل مصعب بن عمير اللواء فيها، وعندما جال المسلمون ثبت مصعب، فأقبل عليه ابن قميئة فضرب يده اليمنى وقطعها، فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى فضربه عليها وقطعها، فشدّ مصعب اللواء بين عضديه، فقتله ابن قميئة بالرمح، فمرّ عليه النّبي ودعا له وقرأ له آياتٍ من كتاب الله، فقد فارق مصعب الدّنيا شهيدًا، مؤثرًا الآخرة على نعيم الدنيا.[4]
شاهد أيضًا: قصة المولد النبوي الشريف مكتوبة
من هو سعد بن معاذ
كان سعد بن معاذ أحد أبطال قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة التي مرّت فيما سبق، وهو سعد بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس الأوسي الأنصاري الأشهلي، سيّد قبيلة الأوس قبل الهجرة، أسلم على يد مصعب بن عمير ودعا قومه للإسلام فأسلموا، وبعد الهجرة النّبوية الشريفة آخى النّبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أبي عبيدة بن الجرّاح، وشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر، وقد حمل راية الأوس فيها، وشهد أحد وكان من الذين ثبتوا مع النّبي لمّا ولّى المسلمون، وحضر غزوة الخندق، وقد أصيب بسهم قطع منه الأكحل، فدعا سعد ربّه أن لا يميته إن كتب عليه الموت إلا بعد أن تقرّ عينه ببني قريظة.[5]
وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه
بعد أن انتهت غزوة الخندق، دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحابة الكرام ليقاتلوا بنو قريظة لأنّهم نقضوا العهد مع المسلمين، فحاصروهم في حصونهم 25 يومًا، حتّى استسلموا واختاروا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ وهو حليفٌ لهم في الجاهليّة، فنودي لسعد وجاء إلى النّبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مُتعب من جرحه الذي أصابه في الخندق، فحكم فيهم بما رواه أبو سعيد الخدري قال: “فإنِّي أَحكُمُ أنْ تُقتَلَ مُقاتِلَتُهم، وتُسْبى ذُرِّيَّتُهم، فقال: “لقد حكَمْتَ فيهم بحُكمِ اللهِ”، وقال مرَّةً: “لقد حكَمْتَ فيهم بحُكمِ المَلِكِ”.[6] ولمّا نُفّذ الحكم انفجر الدّم من عرق معاذ، وتوفّي على أثرها، وحُمل ودُفن في البقيع، وكانت وفاته في السّنة الخامسة للهجرة بعد الخندق بشهرٍ واحد.[5]
شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة
من هو أسيد بن حضير الأوسي
أحد الشخصيات التي تحدّثت عنها قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حصير وسعد بن معاذ مختصرة، هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن يعرب بن قحطان الأشهلي الأوسي، أمّه أم أسيد بنت السكن، كان زعيم الأوس في المدينة قبل الإسلام، وورث مكانته عن أبيه، وكان واحدًا من أشراف العرب في الجاهلية وكان مقاتلًا شديدًا قويّا، كان صاحب عقلٍ راجح وشخصية مستقيمة وناصعة، وقد أسلم على يد مصعب بن عمير، وقد اشتهر بصوته الحسن في القرآن الكريم، حتّى أنّ الملائكة كانت تقترب منه لسماع صوته أثناء تلاوة القرآن، وكان ممّن أثنى عليهم النّبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روى الحديث الشريف عن النّبي، وكان له الكثير من المواقف المشرّفة والمناقب العظيمة في الإسلام.[7]
وفاة أسيد بن حضير
عاش أسيد بن حضير بعد وفاة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وتوفّي في عهد عمر الفاروق، حيث توفّي في شعبان سنة عشرين للهجرة، وقد حمله عمر بن الخطّاب ودفنه في البقيع وصلّى عليه، وقد كتب أسيد إلى عمر وصيّة، فوجد عليه دينًا أربعة آلاف دينار، فما رضي أمير المؤمنين إلا أن يقضي دينه بعد أن باع نخله أربع سنين كلّ سنة بألف دينار.[8]
شاهد أيضًا: ما هي قصة راس السنة الهجرية للأطفال
بهذا نصل لختام مقال قصة مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير وسعد بن معاذ مختصرة، الذي تمّ فيه التّفصيل في قصّة دعوة مصعب بن عمير لأسيد بن حضير وسعد بن معاذ للإسلام، ثمّ عرّف المقال بالصّحابة الثلاثة الكرام، وبيّن فضلهم ومناقبهم في الإسلام، وتحدّث عن وفاتهم رضوان الله عنهم أجمعين.
المراجع
- islamstory.com , مصعب بن عمير , 05/11/2021
- marefa.org , مصعب بن عمير , 05/11/2021
- تخريج الإحياء , العراقي، عمر الخطاب، 5/4، إسناده حسن.
- islamweb.net , مصعب بن عمير من شهداء أُحُد , 05/11/2021
- marefa.org , سعد بن معاذ , 05/11/2021
- تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط، أبو سعيد الخدري،11170، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- wikiwand.com , أسيد بن حضير , 05/11/2021
- islamstory.com , أسيد بن حضير , 05/11/2021
التعليقات