ماهو الاكتئاب وعلاماته وطرق علاجه

ما هو الاكتئاب يعد مرض الاكتئاب من المواضيع التي يهتم بها الطب النفسي في هذه الأيام، فهو يعتبر مرض العصر، حيث أن الأمراض النفسية تسبب ضررًا على الصحة العامة أكثر من الامراض العضوية، وذلك بسبب سهولة تحديد مكان الالم أو أسبابه، أما المرض النفسي يصعب تحديد أسبابه وتشخيصه بسهولة يحتاج إلى الوقت، كما تم القيام بالكثير من الاختبارات التي تسهم في الكشف عن الاكتئاب والمرحلة التي وصل إليها الفرد ومستوى الخطورة، ومن خلال موقع المرجع سيتم التطرق إلى ماهية الاكتئاب، وأسبابه، وأنواعه، وكيفية تشخيصه، وتوضيح الفرق بين القلق والحزن والاكتئاب، بالإضافة إلى نصائح للمصابين به.

ما هو الاكتئاب

يُعرف الاكتئاب أنه الشعور الذي يؤثر بشكل سلبي على المصاب وطريقة تفكيره ومشاعره وتصرفاته من خلال علامات شديدة ذات مدة طويلة، كما أنه يؤثر على قيامه بالوظائف اليومية، فهو يتعدى شعور الحزن الذي قد يتعرض له أي إنسان، إذ أنه أكثر الاضطرابات شيوعًا وانتشارًا، فكثير من الناس لا يذهبون إلى تشخيص هذا الاضطراب ولا يقومون بمراجعة الطبيب أو الأخصائي وذلك لعدة أسباب وهي: خجل بعض الناس من تشخيص اضطراب نفسي لديهم، وشعور الشخص عند الإصابة بالاكتئاب أنه ضعف في نفسه وليس حالة مرضية، ومن الجدير بالذكر بوجود علاجات تسهم في معالجة الاكتئاب والشفاء منه والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي ممارسة الوظائف الأنشطة اليومية، كما أيضًا مراجعة الطبيب في عند وجود أي أعراض من أعراض الاكتئاب، لأن لها مضاعفات على الشخص المصاب فهي تزيد من فكرة الانتحار وتراجع الحالة الصحية لديه، كما ترتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.[1][2]

شاهد أيضًا: هل تعاني من الاكتئاب وزارة الصحة

أعراض الاكتئاب

تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص المصاب الاكتئاب بناء على عدة عوامل: الجنس، والعمر، والخلفية الثقافية للمصاب، حيث أن الأطفال يعانون من صعوبة في التعبير عن مشاعر الاكتئاب فتجد الطفل يشكو من أعراض جسدية، أما إذا كان المصاب مراهقًا فيلجأ إلى التراجع في الدراسة، والانعزال الاجتماعي، وقيامه بأعمال خطرة وأيضًا التمرد، ومن الجدير بالذكر أن الاكتئاب يصعب ملاحظة عندما مصاب أكبر سنا وفي ما يلي يتم بيان أبرز الأعراض للإصابة بالاكتئاب:

تراجع في المزاج

حيث إن الشخص المصاب بالاكتئاب يشعر بالحزن، والانزعاج، وفقدان الحافز والأمل، والإحباط، والغضب، كما أيضًا قد لا يتم شعورهم في أي حدث قد حصل لهم بسبب إصابتهم بالاكتئاب ووصف أي شعور قد يحصل لهم بالتوتر وتراجع المزاج طوال الوقت، كما أيضًا فقدان المشاعر بشكل عام، فيتم ملاحظة هذا الوضع من خلال الشخص نفسه أو الأشخاص المحيطين به.[3]

فقدان الاهتمام

عند إصابة الشخص بالاكتئاب لا يشعر بأي اهتمام للقيام بالأنشطة اليومية أو هواياته أو تأدية عمله التي اعتاد عليها في الوضع الطبيعي، فمن الممكن أن يفقد الشخص المصاب بالاكتئاب جميع اهتماماته ورغباته وأيضًا اهتمامه بالأشخاص الموجودين حوله.[3]

حدوث تغيرات في الشهية والوزن

تتغير شهية وزن المصاب بالاكتئاب حيث قد تزيد أو تقل، لأن الاكتئاب يؤثر على زيادة شهية المصاب مما يجعله يتناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات والأطعمة الجاهزة أو تقل الشهية ويجبر نفسه على تناول الطعام.[3]

تغيرات في النوم

عند الإصابة بمرض الاكتئاب يحدث اضطرابات في النوم، حيث يصعب عليه النوم أو الاستيقاظ في وقت مبكر كل يوم، أو قد لا ينام إطلاقا فيشعر بما يسمى بالأرق، أو قد ينام لفترات طويلة ليعزي سبب راحته في النوم.[4]

زياده أو خمول في الحركة

حيث يظهر على المصاب بالاكتئاب الأعراض التالية كزيادة سرعة الخطى أو الضجر والتململ أو زيادة حركة اليدين، يحدث عكس هذه الأعراض تماما في الخمول وبطء الحركة، والتفكير، والتحدث.[4]

الإرهاق وضعف التركيز

يجد الشخص المصاب بالاكتئاب صعوبة في التفكير والتركيز، كما أيضًا يفقد الطاقة للقيام بالأنشطة التي اعتاد على القيام بها، لأنه يصبح بحاجة إلى فترات من الراحة، ليستطيع اتخاذ القرارات والتركيز بشكل جيد، لأنّ الإرهاق يسهم في صعوبة إكمال المهام وحدوث التشتت.[4]

التفكير بالموت أو الانتحار

عند إصابة الشخص بالاكتئاب يشعر بفقدان قيمة الحياة وشعوره بالذنب تجاه نفسه والآخرين، كما أيضًا يشعر بأنه غير مؤهل وعديم القيمة، ولذلك يفكر بالانتحار أي يفكر بطريقة يعمل بها على إنهاء حياته. [4]

شاهد أيضًا: ما هو اضطراب الاكل وما انواعه واعراضه واسبابه وطرق علاجه

أسباب مرض الاكتئاب

تتعدد النظريات في تفسير أسباب مرض الاكتئاب، حيث أن الأكثر شيوعًا هو التفاعلات الكيميائية والمواد التي تحصل في الدماغ، فنجد أن هناك المليارات من المواد الكيميائية في الجسم التي تتحكم في مزاج الشخص ونظرته للحياة وجميع الأمور التي تتعلق بها، حيث يوجد العديد من العوامل التي قد تكون بيولوجية أو مؤثرات خارجية لها دور كبير في إصابة الشخص بالاكتئاب، فلا يوجد سبب رئيسي ومعروف يوضح الإصابة بهذا المرض ولكن هناك عوامل يكون لها دور في تطور مرض الاكتئاب:[5][6]

  • كيمياء الدماغ: يحتوي دماغ على مواد كيميائية تسمى النواقل العصبية، لها تأثير كبير على مزاج الشخص مما يشعر بالاكتئاب ويبحث عن الطريقة لعلاجه، وهذه النواقل العصبية لها دور كبير في السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين.
  • الوراثة: حيث يكثر وجود مرض الاكتئاب عند الأشخاص الذين يتوفر لديهم في العائلة مصابون به، وما زال العلماء يحاولون للكشف عن الجينات التي تسبب الإصابة بالاكتئاب.
  • الهرمونات: وذلك بسبب اختلال توازن الهرمونات في فترة الحمل، أو في فترة بعد الولادة، أو عند بلوغ سن اليأس، أو عند حدوث مشاكل في الغدة الدرقية، وعند وجود اختلال في هذه الهرمونات يعمل على تحفيز الإصابة بالاكتئاب.
  • الاختلافات البيولوجية: يكون لدى الشخص المصاب بالاكتئاب اختلافات في شكل الدماغ.
  • عوامل حياتية أخرى: وهي العوامل التي تحدث للفرد نتيجة التعرض للإساءة، أو الصدمات، أو فقدان أشخاص عزيزين عليه، أو التعرض لمشاكل مالية، أو الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان وأمراض القلب، بالإضافة إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية واضطرابات الأكل والتوتر، وأيضًا طبيعة الشخصية ضعف بالشخصية ، أو نقص في الثقة بالذات.

شاهد أيضًا: متى يصادف يوم الصحة النفسية العالمي 2021

الفرق بين القلق والحزن والاكتئاب

يعتقد بعض الأشخاص أن الحزن والقلق والاكتئاب يشبهون بعضهم البعض ولكن هناك فرقاً واضحاً بينهما، بالاكتئاب كما تم تعريفه سابقًا أنه اضطراب نفسي يجعل الشخص في حالة من الحزن الشديد لفترات طويلة، كما يُسهم في الانعزال وصعوبة التكيف مع الحياة والابتعاد عن لبأمور التي تبهجه، وفيما يلي سيتم توضيح الفرق بين الحزن والقلق والاكتئاب:[7]

الحزن: هو شعور الذي يصيب الإنسان عند التعرض لمواقف ما  توقعات شخص عزيز عليه، أو فقدان وظيفة افقد أن علاقة عاطفية، فهو شعور يأتي بشكل مؤقت ويختفي مع الوقت إلا أنه لا يستطيع أشعر بالسعادة في بعض الأوقات وقد يستمر إلى أسبوعين أو أكثر بعكس الاكتئاب.

القلق: هو شعور بالضغط والخوف بشكل مستمر من احتمال حدوث شيء ما، ولكن تتميز عاطفة القلق والتوتر وتشتت الأفكار مع تغيرات جسدية كارتفاع ضغط الدم ولكن لا يعتبر حالة مرضية، كما أنه يعتبر عنصر مهم للنجاة عند مواجهة مواقف خطرة.

حيث يعتبر أن القلق والاكتئاب هما وجهان لعملة واحدة، حيث أنهما يتشابهان بنقص مستوى السيروتونين في المخ، كما يتم حصولهم من نفس الضعف البيولوجي، ويُعتبر أنهما يستمران إلى جانب بعضهم البعض أي كل منهما يؤثر في الآخر، فالقلق يجعل الاكتئاب يزداد والعكس صحيح.

أنواع الاكتئاب

يعتبر مرض الاكتئاب كأي مرض آخر له أسباب وأعراض وأيضًا له عدة أنواع تختلف باختلاف الأعراض والعلامات التي تظهر على المصاب، كما أيضًًا باختلاف الأسباب التي يواجهها المصاب وفيما يلي سيتم بيان أهم أنواع الاكتئاب:

 الاكتئاب الجزئي

وهو الذي يعرف باضطراب عسر المزاج، فمن خلاله يشعر المصاب بالحزن وتراجع مزاجه لفترات طويلة قد تصل إلى سنتين أو أكثر، فيشعر المصاب بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان معتاد على القيام بها، وضعف احترام الذات، والشعور بالإحباط، إن ظهوره يرتبط بالعوامل الوراثية والجينية، والاختلافات البيولوجية والكيميائية في الدماغ، وأيضًا التعرض لضغوطات الحياة والمواقف الصعبة كفقدان أحد الأشخاص المقربين أو التعرض لمشاكل مالية شديدة.[8]

اكتئاب ما بعد الولادة

هذا الاكتئاب يؤثر على النساء بعد الولادة بعدة أيام، وهو يعتبر اضطراب نفسي يؤثر على الصحة البدنية والسلوك بما يزيد احتمالية معاناة المرأة بالتغيرات المزاجية، وفترات من الإرهاق والحزن، تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوعين وعند استمرارية ذلك الوضع يتوجب طلب المساعدة الطبية، لأن السبب وراء ذلك هو التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة في هذه الفترة، وذلك بسبب انخفاض هرمون الإستروجين والبروجسترون بعد الولادة، حيث تستمر هذه الهرمونات بالارتفاع في فترة الحمل وتنخفض عند الولادة، ويعتبر هذا النوع من الاكتئاب سببه مرور النساء بألم الولادة، وزيادة الأعباء النفسية والجسدية بسبب اهتمامهم بشؤون الطفل والأمور المنزلية معًا، يمكن هذا من خلال أدوية أو الخضوع لجلسات بالصدمات الكهربائية، كما يمكن التأكد من إصابة المرأة بهذا الاكتئاب عند وجود عدد من هذه الأعراض:[9]

  •  الشعور بعدم الراحة بالإرهاق والحزن واليأس.
  •  الاستمرار في البكاء، فقدان الطاقة والدافع في التركيز.
  •  فقدان الرغبة في الاهتمام بالطفل والتواصل معه.
  •  وجود أفكار لأداء الطفل أو إيذاء النفس.
  •  حدوث اضطرابات في النوم والأكل، وأيضًا حدوث صداع وآلام في المعدة.
  • الانسحاب من العلاقات الاجتماعية.

الاكتئاب اللانمطي

فهو نوع غير مألوف حيث يصاحب المصاب شعور بالحزن المزاج السيئ وعدم الاستمتاع بالحياة، مما قد يتحسن من خلال الأحداث الإيجابية التي يتعرض لها المصاب، وقد يرافقها زيادة الشهية والوزن والرغبة في النوم، بالإضافة إلى الحساسية من الرفض والنقد، فعندما يتم زيادة هذه الأعراض يصل المصاب إلى مشاكل جسدية وعاطفية يتم معالجتها من خلال الأدوية أو العلاج النفسي أو القيام بتغيير نمط الحياة.[10]

الاكتئاب الذهاني

الاكتِئاب الذي يشعر المصاب من خلاله بأوهام وهلوسات تدفعه لسماع ورؤية أشياء غير حقيقية وغير موجودة على أرض الواقع، والاعتقاد بوجود أشياء غير عقلانية، فقد يتداخل مرض الذهان مع الاكتئاب وفي هذه الحالة يتوجب الرجوع إلى الطبيب بشكل فوري، لأن مرض الذهان قد يؤدي إلى ضرر كبير بالنفس وبالآخرين وفيما يلي من أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بالاكتئاب الذهاني:[11]

  •  اضطرابات في عادات النوم.
  •  مشاكل في الذاكرة وضعف التركيز.
  •  مشاكل في الجهاز الهضمي.
  •  الإحساس بالعجز واليأس والقلق والفراغ.
  •  فقدان المتعة والاهتمام الأنشطة والهوايات.
  •  صعوبة إنجاز أبسط المهام، وفقدان الطاقة.

الاكتئاب التفاعلي

وهو الذي يسمى باضطراب الأحكام أو اكتِئاب تغيير الحالات، حيث أنه يعد اكتئاب قصير الأجل فهو يحدث عند التعرض لتغيير مفاجئ أو حادث صادم، مما يؤدي لشعور المصاب بصراع داخلي والتكيف مع هذه التغيرات، مثل: وفاة شخص مقرب، أو التعرض لحادث خطير، أو حدوث الانفصال والطلاق، أو فقدان الوظيفة أو التقاعد، حيث تظهر هذه الأعراض خلال 90 يوماً من التعرض للأحداث السابقة ويظهر عليه عدة أعراض كالقلق واليأس والحزن، وصعوبة النوم، بالإضافة إلى فقدان التركيز، ويمكن التعافي من هذه الحالة من خلال التكيف مع الوضع الجديد.[12]

اضطراب ثنائي القطب

الاضطراب يعرف بمرض الهوس الاكتئابي حيث يحدث اضطراب في الدماغ بسبب تغير في مستوى النشاط والقدرة على القيام بالمهام اليومية، وأيضا اضطرابات في الحالة المزاجية، إضافة إلى حدوث سلوكات واضطرابات غير طبيعية في نمط النوم حيث يصبح المصاب يعاني من تقلبات شديدة في المزاج، يكون في بعض الأوقات مبتهجًا ومهووسًا بشكل كبير، وفي البعض الآخر يصاب بنوبات من الاكتئاب والحزن أو يمكن حدوث مزيج بينهما، فهو اضطراب قابل للعلاج من خلال العلاج السلوكي والنفسي بالتحدث مع الطبيب المختص، ويمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي على سبيل المثال، أيضًا الدعم من الأشخاص المصابين وعائلاتهم، كما يمكن وصف بعض العلاجات الدوائية التي تسهم في تحسين حالة الشخص الأدوية المهدئة، والأدوية التي تساعد على النوم، كما بعض الأطباء إلى استخدام الصدمات الكهربائية التي تعتبر من العلاجات الآمنة عند عدم استجابة المصاب للخيارات الدوائية.[13]

شاهد أيضًا: ما هو مرض ثنائي القطب وما اعراضه واسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه

تشخيص الاكتئاب

بعد معرفة أنواع الاكتئاب يتم في هذه المرحلة التحدث مع المصاب للوصول إلى أهم الأسباب التي دعت الشخص للوصول للاكتئاب، فلا يوجد أي فحص مخبري أو تحليل شخصي يسهم في تشخيص الاكتئاب، لذلك لابد من معرفة إذا بسبب عضوي لذلك يجب القيام بتحليل المخبرية الدم والبول وغيرها للوصول الى السبب العضوية، أما إذا كان سبب غير عضوي هنا يتطلب تشخيص الاكتئاب معرفة الأمور التالية:[1][14]

  • التاريخ العائلي للمصاب بالاكتئاب: حيث يكون مرتبط بعوامل جينية، وهذا ما يجب السؤال عنه عند إصابة الشخص بالاكتِئاب.
  • تاريخ ظهور أعراض الاكتئاب:  يتم سؤال  المصاب عن الأعراض النفسية والشخصية التي يعاني منها بشكل مفصل، وسؤاله أيضًا عن أي تغييرات قد حدثت في الفترة الماضية من حياته  التي قد يمكن أن تعود هذه الأعراض إليها، ومن الجدير بالذكر أن تشخيص الاكتئاب يعتمد على الأعراض التي تم ذكرها سابقًا، فإذا كان المصاب يعاني من خمسة أو أكثر من الأعراض لمدة أسبوعين متتاليين، ومن ضمنهما فقدان الاهتمام وتراجع المزاج، يتوجب أن تؤثر هذه الأعراض على حياته اليومية.
  • فحوصات واختبارات لاستبعاد أمراض واضطرابات أخرى: حيث لا يعتمد تشخيص الاكتِئاب على إجراء تحاليل مخبرية، فلا يوجد أي تحليل يحدد إذا كان الشخص يعاني من الاكتِئاب أم لا، فيوصي الطبيب بإجراء فحوصات لاستبعاد الحالات الصحية التي تسبب أعراض مشابهة للحزن والكآبة، مثل: فحص الغدة الدرقية، حيث أن الإصابة بقصور في الغدة الدرقية تجعل مزاج الشخص يتراجع، ومما يزيد شعوره بالحزن والقلق.

الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين

يشعر الطفل أو المراهق في بعض الأوقات بمشاعر الحزن، وذلك لا يعني بالضرورة أنه مصاب بالاكتِئاب، ولكن عند ملاحظة الأهل أن الطفل حزين باستمرار ولمدة تزيد عن أسبوعين، بالإضافة لعدم قدرته على التواصل الاجتماعي، وممارسة الهوايات والأنشطة اليومية، وصعوبة في الدراسة ذلك يستدعي وجود أخصائية نفسية لتقييم حالة الطفل وتشخيصه، بالإضافة إلى مساعدته في تجاوز مشاعر الحزن والاكتِئاب، وفي ما يلي سيتم توضيح الأعراض والعلامات التي ترافق الطفل المصاب بالاكتِئاب:[15]

  • الانسحاب الاجتماعي، وزيادة التحسس من التعرض من الرفض من قبل الآخرين.
  • ملاحظة تغيرات في شهية الطفل فقط تزداد أو تقل بشكل ملحوظ.
  • الشعور بالغضب، والانفعال، والتهيج السريع.
  • وجود تغيرات في نوم الطفل، فقد تزداد أو تقل ساعات نومه بشكل واضح.
  • الشكوى من آلام جسدية بدون سبب كالصداع وآلام البطن.
  • فقدان الطاقة والتعب العام.
  • الصعوبة في التركيز.
  • الشعور بعدم الأهمية.

علاج الاكتئاب

يعتمد الاكتِئاب بشكل أساسي على شدة الإصابة به، بعد تشخيص الإصابة باكتِئاب منخفض الشدة يوصي الطبيب بالانتظار لمدة لا تقل عن أسبوعين يتم مراقبة  تحسن المصاب، كما أن تم إجراء دراسات بينت أن ممارسة التمارين الرياضية تسهم في تخفيف حدة الاكتئاب، كما أن المصاب بالاكتئاب خفيف الشدة يرجع إلى الحوار مع الأصدقاء والأقارب والمختصين عن مشاعره للتخلص من الاكتئاب، إذا كان الاكتِئاب منخفضاً إلى متوسط ينصح بالعلاجات السلوكية أو علاجات التحدث أو العلاجات الدوائية، وفي حال كان الاكتِئاب شديد الحدة يوصي بأكثر من نوع للعلاج وفيما يلي بعض العلاجات التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب عند إصابة الشخص بالاكتِئاب المتوسط أو الشديد:[6][16][17]

  • العلاج النفسي: وهو نوع من أنواع العلاجات التي يتم استخدامها بسبب فاعليته في علاج الاكتِئاب، فهي تعتمد على مساعدة الأخصائي لتعزيز التفكير الإيجابي عند المصاب، بالإضافة إلى تحفيز القيام بالتغييرات اللازمة لتقليل الاكتئاب.
  • العلاج بالصدمة الكهربائية: حيث يوضع المريض تحت تأثير التّخدير الكامل، والقيام بتمرير تيارات كهربائيّة خلال الدّماغ لتحفيز حدوث نوبة قصيرة، ومن ثمّ إحداث فيضان للمشاعر.
  •  العلاج الدوائي: يتم استخدام أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب مثل: مثبطات رداد السيروتونين الانتقائية، ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين، ومثبطات السيروتونين النورابينفرين، ومضادات الاكتِئاب ثلاثية الحلقات، ويعتمد اختيار العلاج الدوائي للمصاب على عوامل معينة كالأعراض الجانبية، وسعر الدواء، واختيارات المصاب الشخصية، وأيضًا التجارب للمصاب مع مضادات الاكتِئاب عند وجودها، حيث أن هذه العلاجات الدوائية تتطلب مرور الوقت ليبدأ مفعولها وقد يتحسن المصاب بعد أسبوعين أو قد يتطلب من 6 إلى 12 أسبوعاً.

الوقاية من مرض الاكتئاب

طريقة محددة للوقاية من الاكتِئاب ولكن هناك بعض الأمور التي تمنع اوثقي الإنسان من تكرار هذه الأعراض وبالتالي وقاية من الإصابة بمرض الاكتِئاب وفي ما يلي من أبرز هذه الأمور:[6]

  •  رفع مستوى البهجة، والسعادة، ومستوى التقدير الذاتي.
  •  السيطرة على التوتر.
  •  تقديم الدعم النفسي من قبل الأهل والأصدقاء عند مواجهة فترات صعبة، بما يسهم في التغلب على الاكتِئاب.
  •  مراجعة الطبيب المختص عند وجود أو ظهور أي من العلامات والأعراض التي قد تساعد في تفاقم الاكتِئاب.

شاهد أيضًا: كيف اعالج نفسي من الاكتئاب

نصائح للمصابين بالاكتئاب

إن الاكتِئاب يجعل المصاب يواجه صعوبة عند ممارسة الحياة بشكل طبيعي، إلى أن هناك العديد من النصائح التي من الممكن عند اتباعها التخفيف من حدة تأثير الاكتِئاب على حياة المصاب، وهذا ما سيتم بيانه في النقاط الآتية:[18][19]

  • التحدث عن المشاكل التي يواجهها المصاب سواء مع صديق، أو القريب، أو مختص، أو مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الاكتِئاب.
  • القيام بإجراء تغييرات في أساليب النوم، كإطفاء الأجهزة الإلكترونية، والقيام بأنشطة الاسترخاء.
  • تغيير النظام الغذائي، حيث يشمل تناول الفواكه، والخضروات، وزيت الزيتون، والأسماك.
  • الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن المشروبات الكحولية.
  • محاولة المصاب بالسيطرة على الأفكار السلبية وتغييرها.
  • عدم تأجيل المهام اليومية التي يقوم بها، والحرص على القيام بها بالوقت والشكل المعتاد عليه.
  • الحرص على متابعة مصاب الاكتِئاب وعدم إهماله، فقد يفكر في الانتحار أو التحدث عن الموت أو إيذاء نفسه.
  • مراجعة الأخصائي في أقرب وقت عند ملاحظة أي من أعراض الاكتئاب.

المراجع

  1. uptodate.com , Patient education: Depression in adults (Beyond the Basics) , 29/11/2021
  2. psychiatry.org , What Is Depression? , 29/11/2021
  3. healthdirect.gov.au , Depression , 29/11/2021
  4. adaa.org , Symptoms of Depression , 29/11/2021
  5. health.harvard.edu , What causes depression? , 29/11/2021
  6. mayoclinic.org , Depression (major depressive disorder) , 29/11/2021
  7. webmd-com , Symptoms of Depression , 29/11/2021
  8. mayoclinic.org , Persistent depressive disorder (dysthymia) , 29/11/2021
  9. womenshealth.gov , Postpartum depression , 29/11/2021
  10. drugs.com , Atypical depression , 29/11/2021
  11. bridgestorecovery.com , Psychotic Depression , 29/11/2021
  12. medicalnewstoday.com , Situational depression or clinical depression? , 29/11/2021
  13. nimh.nih.gov , Bipolar Disorder , 29/11/2021
  14. news-medical.net , Depression Diagnosis , 29/11/2021
  15. webmd.com , Depression in Children , 29/11/2021
  16. nhs.uk , Treatment - Clinical depression , 29/11/2021
  17. uptodate.com , Patient education: Depression treatment options for adults (Beyond the Basics) , 29/11/2021
  18. verywellmind.com , 8 Tips for Living With Depression , 29/11/2021
  19. medicalnewstoday.com , What is depression and what can I do about it? , 29/11/2021

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *