ما هو اضطراب الشخصية الفصامية

ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟ يعد أحد أهم الأسئلة التي يبحث عنها كافة من يشكون في إصابتهم بهذا الاضطراب وعائلاتهم لمعرفة أسباب  الإصابة به وأعراضه ومضاعفاته الممكنة والطريقة الصحيحة للعلاجه، لذا في هذا المقال يبين موقع المرجع  كل ما يخص اضطراب الشخصية الفصامية وعلاجها وكيفية التفرقة بينها وبين غيرها من الاضطرابات النفسية المشابهة حتى يكون هذا المقال مرجعًا لكل ما يخص اضطرابات الشخصية الفصامية.

ما هو اضطراب الشخصية الفصامية

اضطراب الشخصية الفصامية يعد أحد الاضطرابات النفسية الشائعة حيث أثبتت الإحصائيات أنه عادة ما يصاب به نسبة تزيد عن 3% من إجمالي عدد سكان العالم أكثرهم من الرجال، ويعرف اضطراب الشخصية الفصامية على أنه مرض نفسي يؤدي إلى انفصال المريض عن الواقع بشكل جزئي وانسياقه وراء الأوهام والضلالات وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين، كما يؤدي أيضًا إلى الإصابة بخلل جزئي في الإدراك يدفع المريض لتوهم أشياء غير حقيقية وتفسير المواقف المختلفة على غير حقيقتها، وعلى الرغم من أعراض مرض اضطراب الشخصية الفصامية الغريبة إلا أنه لا يعد مرضًا خطرًا ويمكن التعامل معه بسهولة لكون المريض به عادة ما يكون مدركًا لمرضه ويحاول التخلص منه.[1]

شاهد أيضًا: ما هو اضطرابات الإصغاء والتركيز adhd

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

حتى الآن لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة باضطراب الشخصيات الفصامية لكن من المرجح أن الإصابة به غالبًا ما تكون ناتجة عن خليط من العوامل الورائية التي تؤدي إلى استعداد الشخص للإصابة بالاضطراب والعوامل البيئية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة التعرض لمواقف صعبة أو طفولة مشوهة أو تلقي تربية غير صحيحة، كما يعد تناول الكحوليات والمواد المخدرة في سن صغير عاملًا مهمًا من عوامل تحفيز الإصابة بالاضطراب لدى المريض.

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

عوامل خطورة زيادة فرص الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

تزداد فرصة الشخص للإصابة باضطراب الشخصيات الفصامية إذا كان أحد أفراد أسرته القريبة أو عائلته مصابًا به حيث يشي ذلك بكون الشخص يملك استعدادًا وراثيًا للإصابة بالمرض، مما يعني أنه ينبغي العناية بتنشئة الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات تشتمل على مصاب بهذا الاضطراب بطريقة سليمة وتوفير العناية التربوية والنفسية لهم بشكل مكثف لضمان عدم إصابتهم به فيما بعد.

شاهد أيضًا: ما هو الوسواس القهري وما أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه

أعراض اضطراب الشخصية الفصامية

عادة ما يظهر على المصابين بهذا الاضطراب العديد من الأعراض الغريبة التي سنذكرها في السطور التالية:

  • عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء خارج نطاق أفراد العائلة.
  • عدم القدرة على الشعور بالآخرين وبرود المشاعر وسوء الاستجابات العاطفية بشكل عام.
  • المعاناة من قلق اجتماعي دائم.
  • عدم القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل سوي.
  • العجز عن تفسير الأحداث والوقائع اليومية بشكل صحيح.
  • الإيمان بمعتقدات خرافية أو غريبة وغير منطقية.
  • عدم القدرة على الثقة في الآخرين والشعور بشك دائم في ولائهم.
  • الإيمان بالقدرات الخاصة والخارقة مثل التنبؤ وقراءة الأفكار بشكل مبالغ فيه.
  • توهم امتلاك قدرات خارقة.
  • الإصابة بضلالات وأوهام مثل اعتقاد وجود شخص غير موجود أو سماع صوته.
  • التحدث بطريقة غريبة وغير معتادة.
  • العجز عن تنسيق الملابس وارتدائها بشكل غير مهندم وغير متناسق.
  • الشعور بالعظمة والأفضلية عن الآخرين.
  • الشعور بارتباك شديد عند التعامل مع الغرباء.
  • عدم القدرة على ضبط ردود الأفعال على تصرفات الآخرين وكلامهم.
  • التفكير في أشياء شاذة أو مؤذية للنفس أو الآخرين.

شاهد أيضًا: ما هو مرض ثنائي القطب وما أعراضه وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه

مضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

عادة ما تؤدي الإصابة باضطراب الشخصيات الفصامية إلى العديد من المضاعفات إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، وهذه المضاعفات هي:

  • الإصابة بالاكتئاب.
  • المعاناة من القلق والتوتر الدائمين.
  • الإصابة باضطرابات الشخصية بشكل عام.
  • الإصابة بالفصام.
  • المعاناة من نوبات ذهانية جزئية مؤقتة، لكن قد تتطور إلى ذهان كامل إذا لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب.
  • الشعور برغبة في الانتحار.
  • الإدمان على الكحول أو المواد المخدرة.
  • العجز عن ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي نتيجة النبذ بسبب التصرفات الاجتماعية الغريبة.

مضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام

على الرغم من أن الكثيرين من الناس يعتقدون أن اضطراب الشخصيات الفصامية والفصام هما مرض واحد إلا أن بينهما الكثير من الفروق الناتجة عن كون أعراض اضطراب الشخصيات الفصامية غالبًا ما تكون أبسط وأقل حدة من أعراض الفصام الذي يؤدي إلى الذهان الكامل وعدم القدرة على التفرقة بين الواقع والخيال، فبشكل عام يعتبر اضطراب الشخصيات الفصامية نوعًا من أنواع الفصام البسيط الذي يمكن علاجه بسهولة، ويمكن التفرقة بين الفصام واضطراب الشخصيات الفصامية عن طريق الأمور التالية:[2]

  • نوبات الذهان: عادة ما تكون النوبات الذهانية لاضطراب الشخصيات الفصامية أقصر وأقل حدة من نوبات الفصام.
  • القدرة على تمييز الواقع: على عكس مرضى الفصام الذين لا يستطيعون التفرقة بين الواقع والخيال يستطيع مرضى اضطراب الشخصيات الفصامية التفرقة بين الواقع والهلاوس الخيالية التي يعانون منها ويمكن توعيتهم بحقيقة كونهم يتوهمون بسهولة.
  • العلاج: عادة ما يكون علاج مرض اضطراب الشخصيات الفصامية أسهل وأبسط ويحتاج إلى وقت قصير نسبيًا بالنسبة إلى مرض الفصام الذي يكون علاجه معقدًا وغير مجد في الكثير من الأحيان.

متى يجب على مريض الشخصية الفصامية زيارة الطبيب

عادة ما يرفض مرضى اضطراب الشخصية الفصامية زيارة الطبيب النفسي في بدايات المرض لكونهم يرفضون تصديق حقيقة كونهم مرضى ولا يوافقون على الذهاب إليه إلا بعد تقدم حالتهم المرضية وإصابتهم بالعديد من المضاعفات مثل التوتر والاكتئاب والميول الانتحارية وشدة نوبات الذهان وطول مدتها بعد أن كانت قصيرة وعلى فترات متباعدة مما يجعل علاجهم أكثر صعوبة، لذا ينبغي على من يلاحظ إصابة أحد المقربين منه بهذا الاضطراب أن يلح عليه في طلب الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاج المرض قبل تفاقمه، فلا يجب الانتظار حتى يستفحل المرض ويصبح من الصعب علاجه بل يجب زيارة الطبيب فور ملاحظة وجوده.

كيف يشخص اضطراب الشخصية الفصامية

على الرغم من أن الأعراض الأولية لمرض اضطراب الشخصية الفصامية عادة ما تظهر خلال فترتي الطفولة والمراهقة عن طريق التأخر الدراسي وضعف القدرة على التواصل أو تكوين الصداقات والمعاناة من القلق والحساسية الشديدين وعدم القدرة على التأقلم مع الآخرين وغرابة الأطوار بشكل عام إلا أن التشخيص الفعلي للأعراض لا يمكن أن يحدث إلا بعد الوصول إلى سن النضج، حيث يتم التشخيص من خلال ملاحظة ظهور الأعراض التالية على المريض:

  • انعدام وجود أي أصدقاء مقربين خارج الدائرة العائلية.
  • ملاحظة وجود سلوكيات أو أفكار أو عقائد خرافية لدى المريض.
  • الإيمان بالأمور الغيبية بشكل مبالغ فيه.
  • شك المريض في عائلته وأفراد أسرته المقربين على الرغم من حبه الشديد لهم.
  • العجز عن تناول الأمور ببساطة ومحاولة إيجاد تفسيرات خرافية أو غير واقعية لها.
  • التحدث بطريقة غريبة كأن تكون سريعة جدًا أو بطيئة جدًا.
  • معاناة المريض من أوهام جسدية إدراكية مرعبة مثل التوهم بفقد عضو من أعضاء الجسد.
  • محدودية الاستجابات العاطفية.

شاهد أيضًا: أفضل دكتور نفسي بمستشفى سليمان الحبيب

كيف يعالج اضطراب الشخصية الفصامية

عادة ما يتم علاج اضطراب الشخصية الفصامية عن طريق الخلط بين العلاجات النفسية والعلاجات الدوائية، حيث يحتاج المريض إلى الاستعانة بالأدوية الكيمائية بالإضافة للعلاج النفسي للسيطرة على كيمياء مخه لتقبل العلاج النفسي، ونقوم بذكر كافة العلاجات النفسية والدوائية لهذا الاضطراب في السطور التالية:

شاهد أيضًا: كيف أعالج نفسي من الاكتئاب

العلاج النفسي

ينقسم العلاج النفسي الذي يتم استخدامه لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية إلى ثلاثة أقسام هم:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يقوم العلاج السلوكي المعرفي على قيام الطبيب النفسي بتحسين المهارات الاجتماعية لدى المريض وتقويم أفكاره المشوهة وغرس أفكار صحيحة عن نفسه والآخرين في عقله.
  • العلاج الداعم: يقوم العلاج الداعم على دعم المريض من قِبل الطبيب والعائلة على تلقي العلاج وتغيير الأفكار الخاطئة إلى أفكار صحيحة وتقوية ثقته بنفسه حتى يستطيع التواصل بشكل طبيعي مع المجتمع.
  • العلاج الأسري: يقوم العلاج الأسري على مساعدة أسرة المريض له على عدم الاستسلام للمرض والتحمس لتلقي العلاج للحصول على حياة صحية وطبيعية.

العلاج الدوائي

بشكل عام لا توجد أدية مخصصة لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية فقط، لكن عادة ما يصف الأطباء النفسيين للمرضى بهذا الاضطراب العديد من الأدوية النفسية للتحسين من حالتهم العقلية وهذه الأدوية هي:

  • الأدوية المضادة للذهان.
  • الأدوية المثبتة للمزاج.
  • مضادات الاكتئاب.
  • مضادات القلق.

كيف يعالج اضطراب الشخصية الفصامية

كيفية التعايش مع اضطراب الشخصية الفصامية

حتى يستطيع مريض اضطراب الشخصيات الفصامية تجنب ظهور أعراض المرض عليه بشكل شديد يتوجب عليه أن يقوم باتباع التعليمات التالية:

  • بناء علاقات قوية: ينبغي على مريض اضطراب الشخصيات الفصامية بناء علاقات قوية مع المحيطين به من العائلة والأصدقاء حتى تكون دعمًا له في أثناء مواجهته للمرض.
  • إنجاز الأعمال بشكل منظم: يجب على مرضى اضطراب الشخصيات الفصامية الالتزام بإنجاز أعمالهم في المواقيت المحددة لها، حيث يعد إنجاز الأعمال بشكل منتظم أحد أكثر الأشياء التي يمكن أن ترفع من معنويات المريض وتزيد من ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة المرض.
  • الالتزام بروتين يومي: يجب على المريض الالتزام بروتين يومي منتظم يحدد وقت تناوله لدواءه وطعامه وأوقات نومه وساعاته ومواعيد ممارسته للرياضة للسيطرة على أعراض المرض الفصامية بقدر الإمكان.

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

كيف يجب التعامل مع المصابين باضطراب الشخصية الفصامية

عادة ما يرفض مرضى اضطراب الشخصية الفصامية الاعتراف بمرضهم والذهاب للطبيب النفسي ويشعرون بغضب شديد من انتقادهم أو التشكيك في أوهامهم، لذا يتوجب على المقربين من مرضى هذا الاضطراب الحرص على عدم جرح شعورهم والاهتمام بهم ومحاولة التقرب منهم والفوز بثقتهم بقدر الإمكان حتى يستطيعوا تقويمهم وإقناعهم بحقيقة كونهم يعانون من مرض نفسي ويحتاجون إلى اللجوء للطبيب.

بينا في هذا المقال إجابة سؤال ما هو اضطراب الشخصية الفصامية لمساعدة من يشكون في إصابتهم به وعائلاتهم على معرفة أسبابه وأعراضه والفرق بينه وبين ما يشابهه من الأمراض النفسية والطرق المثلى لعلاعه أو التعايش معه حتى يستطيعوا أن يعيشوا حياة طبيعية بقدر الإمكان.

المراجع

  1. mayoclinic.org , Schizotypal personality disorder , 15/01/2022
  2. healthline.com , Schizotypal Personality Disorder (STPD) , 15/01/2022

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *