ما هي اول سورة نزلت في مكة

ما هي اول سورة نزلت في مكة وما هي السّورة الأولى الّتي نزلت في المدينة المنوّرة، أسئلة سنجيب عنها من خلال هذا المقال، فمّما لا شكّ فيه أنّ القرآن الكريم نزل منجّمًا ومفرّقًا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ بدأ البعثة وحتّى نهاية العهد المدنيّ، وقد أنزله الله تعالى على رسوله مفرّقًا لحكمةٍ عظيمةٍ وغاية سامية، وموقع المرجع يهتمّ ببيان السّورة الأولى التي نزلت من القرآن الكريم في مكّة المكرّمة، كذلك سيضع في عين الاعتبار الخلاف الحاصل بين أهل العلم في هذه المسألة.

ما هي اول سورة نزلت في مكة

اختلف أهل العلم في اول سورة نزلت في مكة المكرمة من القرآن الكريم، وسبب الاختلاف في هذا الأمر بالرغم من شهرة الكثير من الروايات روجحانها، يرجع أنّ الأمور التي تتعلق بالنقل والرواية يختلف الرأي فيها باختلاف الرواية، وتتعدد الأقوال بتعدد ما ثبت من الروايات، ولا يملك الباحث في موطن الروايات المنقولة إلا أن يقف موقف الحياد سامعًا للرواية، ناقدًا لسندها، ويدل الخلاف في معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل على أمرين، وهما اهتمام علماء القرآن بكل ما يتعلق بالقرآن من حيث النزول وتاريخه وأسبابه، وأمانة العلماء في تسجيل ما ثبت لديهم من روايات منقولة، ولعل أبرز الأقوال في أول ما نزل من القرآن ما يأتي:[1]

القول الأول

ذكر بعض أهل العلم أنّ أول ما نزل من القرآن هو صدر سورة العلق في أوّل خمسة آياتٍ منها، وقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان هذا القول أنّه الأصح، وقد استدلّ أصحاب هذا القول على ما روته أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في نزول الوحي قالت: “فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 – 5]. فَرَجَعَ بهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي”.[2]

القول الثاني

إنّ اول سورة نزلت في مكة بحسب القول الثاني لأهل العلم هي سورة المدثر، واستدلوا بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “جاوَرْتُ بحراءٍ شهرًا فلمَّا قضَيْتُ جِواري نزَلْتُ فاستبطَنْتُ الواديَ فنوديتَ فنظَرْتُ أمامي وخلْفي وعن يميني وعن شِمالي فلم أرَ أحدًا ثمَّ نوديتُ فنظَرْتُ إلى السَّماءِ فإذا هو على العرشِ في الهواءِ فأخَذَتْني رجفةٌ شديدةٌ فأتَيْتُ خديجةَ فأمَرْتُهم فدثَّروني ثمَّ صَبُّوا علَيَّ الماءَ وأنزَل اللهُ علَيَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 1 – 4]”.[3]

القول الثالث

أما أصحاب القول الثالث في اول سورة نزلت في مكة المكرمة قالوا أنّها سورة الفاتحة، وكان دليلهم ما رواه عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه قال: “فقال رسولُ اللهِ إني إذا خلوتُ وحدي سمعتُ نداءً خلفي يا محمدُ يا محمدُ فانطلق هاربًا في الأرضِ فقال له لا تفعلْ إذا أتاك فاثبُتْ حتى تسمعَ ما يقول لك ثم ائتِني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمدُ قل بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين حتى بلغ ولا الضَّالِّينَ قل لا إله إلا اللهُ فأتى ورقةَ فذكر له…..”.[4] والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها البعوض ؟

الجمع بين الأقوال في أول ما نزل

هناك العديد من الأقوال الّتي توصّل إليها أهل العلم في مسألة أوّل ما نزل من القرآن الكريم في مكّة المكرّمة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمّا عن القول الأوّل فهو قول عائشة رضي الله عنها بأنّ أوّل ما نزل هو الآيات الأولى من سورة العلق، وأمّا القول الثّاني فهو قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه هو أنّ أوّل ما نزل هو الآيات الأولى من سورة المدّثر، وقال أهل العلم أنّ القول الأول هو الأصحّ والراجح، وأمّا عن القول الثّالث فهو يفيد بأنّ أول سورةٍ نزلت كاملةً هي سورة الفاتحة، وبعد البحث الدّراسة نجد أنّه لا توجد الفروق الهائلة بين هذه الأقوال، لكنّ الرّاجح عند أهل العلم هو أنّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم هو سورة العلق في غار حراء، ومن ثمّ نزلت بعدها سورة المدثّر والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي سميت باسم وقت من أوقات الزمن

مميزات السور المكية

استنبط أهل القرآن والتّفسير العديد من الأمور الّتي تتميّز بها السّور المكيّة عن السّور المدنيّة، وسيتمّ في الآتي ذكر بعضٍ من هذه المزايا:[6]

  • تؤكد السّور المكيّة على توحيد الله تبارك وتنفي الشّرك والكفر وعبادة الأوثان.
  • ذكرت السّور المكيّة قصص الأنبياء والأقوام السّابقة وقصّة آدم مع إبليس.
  • في السّور المكية الكثير من الآيات الّتي تثبّت قلب رسول الله وتواسيه في حزنه.
  • تتضمّن السّور المكيّة جميع سجدات التّلاوة في القرآن الكريم.
  • كلّ الآيات والسّور الّتي تتضمّن كلمة “كلّا” هي سورٌ مكيّة.
  • كلّ السّور المكيّة قد ذكر الله تعالى فيها النّداء للناس.
  • تضمّنت السّور المكيّة قواعد التّشريع الإسلاميّ العامّة.
  • تتميّز السّور المكيّة بإيجاز آياتها وقصرها والكلمات الّتي لها جرسها الخاص ووقعها المميز في الأذن.
  • ذكرت السّور المكيّة الحياة بعد الموت والبعث والحساب.

شاهد أيضًا: ما هي السورة المكية الاقصر في عدد آياتها؟

ما أول سورة نزلت في المدينة المنورة

قيل عن أهل العلم أنّ أو سورةٍ نزلت في المدينة المنوّرة هي سورة البقرة، وقيل ذلك بالاتّفاق بين غالب أهل العلم، لكنّ البعض منهم يقول بأنّ السّورة الأولى الّتي نزلت في المدينة المنوّرة هي سورة المطففين، وذلكما نقله الواحديّ عن عليّ بن الحسين رضي الله عنهما، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي نزلت كاملة

هنا نختتم مقالنا ما هي اول سورة نزلت في مكة حيث قمنا بالإجابة عن السّؤال المطروح وذكرنا الأقوال والآراء الّتي ذكرها أهل العلم، بالإضافة إلى الحديث عن مزايا السور المكية والسّور الأولى التي نزلت في المدينة المنورة.

المراجع

  1. al-eman.com , الأقوال في أول ما نزل , 19/03/2022
  2. صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أم المؤمنين/ 6982/صحيح
  3. صحيح ابن حبان , ابن حبان/ جابر بن عبد الله/ 34/ أخرجه في صحيحه
  4. البداية والنهاية , ابن كثير/ عمرو بن شرحبيل/ 9/ 3/ مرسل وفيه غرابة
  5. islamweb.net , القول الصحيح في أول ما نزل من القرآن الكريم , 19/03/2022
  6. alukah.net , مزايا الآيات المكية , 19/03/2022
  7. al-eman.com , أول سورة نزلت بالمدينة وآخر سورة نزلت بها , 19/03/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *