متى توفيت حفصة زوجة الرسول

متى توفيت حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم؟، من الأمور التي يبحث عنها المسلمون الباحثين عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قد تزوّج عديد النّساء واللواتي بلغ عددهن تسع نساء، وباقي المسلمين يباح لهم أربع نسوة، وقد كانت حفصة من بين نساء الرسول، والتي يهتمّ موقع المرجع من خلال هذا المقال بإعطاء نبذة عن حياة حفصة وتاريخ وفاة حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.

حفصة زوجة الرسول

قبل بيان متى توفيت حفصة زوجة الرسول لا بدّ من المرور على نبذة من حياتها، فهي إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، التي أخذت عنه علوم القرآن والسنة وقامت بروي عديد الأحاديث النبوية الشريفة، وكانت موصوفةٌ بالذّكاء والفطنة، ونقل عنها الكثير من الصحابة رواية الحديث والعلم الشرعي، وقد أكرمها الله بالتّقى والصّلاح، فكانت عابدةً قانتة، ونزلت بها شهادةٌ من السّماء بصلاحها، وهي من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الجدير أنّ أبيها هو عمر الفاروق ابن الخطاب رضي الله عنهما وقد كانت ولادتها في السنة الخامسة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.[1]

متى توفيت حفصة زوجة الرسول

توفيت حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة والأربعين للهجرة، ولم يتفّق أهل العلم في تحديد تاريخ وفاتها ولذلك تعدّدت الروايات، فمن بينها ما قالت أنّها توفّيت في السنة السابعة والعشرين للهجرة في العام نفسه الذي تمّ فيه فتح افريقيا، وذلك في عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه،وقيل أنّها توفيت في سنة إحدى وأربعين للهجرة وهو عام الجماعة، وقيل في روايةٍ أخرى أنّ وفاتها كانت في السنة الخامسة والأربعين للهجرة، وهو القول الراجح والأصح وذلك لأنّها شهدت رضي الله عنها مقتل عثمان بن عفان، وكانت تريد الخروج مع السيدة عائشة رضي الله عنها إلى البصرة في السّنة السادسة والثلاثين للهجرة، وبذلك ثبت ورجح في هذه الرواية الصحّة والدقة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

من زوج حفصة قبل النبي

ببيان متى توفيت حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنّه سيتم بيان من هو زوج حفصة قبل النبي، فقد تزوّجها الصّحابي الجليل خنيس بن حذافة السّهمي -رضي الله عنه- والذي كان من السّباقين للإسلام، فكلاهما آمنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما أنزل عليه، وقد هاجرا معًا للمدينة المنورة، وعاشا واستقرّا بها، وببدء الغزوات الإسلامية كان خنيس من أوائل المجاهدين بين المسلمين، وقد حضر بدرًا وأصيب فيها، ووافته المنيّة على إثرها في السنة الثالثة للهجرة.[2]

زواج النبي من حفصة

بعد وفاة الصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي -رضي الله عنه- زوج حفصة رضي الله عنها قبل النبي، حزن أبيها عليها حزنًا شديدًا، فقرر أن يبحث لها عن عريسٍ ورجلٍ من خيرة رجال المسلمين، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنها- قال: “قال عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه: لَقِيتُ عثمانَ رضيَ اللهُ عنه، فعرَضْتُ علَيهِ حَفصةَ ابنةَ عُمرَ، قال: قلتُ: إنْ شِئتَ أَنكحْتُكَ حَفصةَ، قال: سأَنظُرُ في أمْري، فلَبِثْتُ لَياليَ، ثمَّ لَقِيَني فقال: قد بَدَا لي ألَّا أَتزوَّجَ يَوْمي هذا. قال عُمرُ: فلَقِيتُ أبا بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فقلْتُ: إنْ شِئتَ زَوَّجْتُكَ حفصةَ ابنةَ عُمرَ، قال: فصَمَتَ أبو بَكرٍ، فلمْ يَرجِعْ إليَّ شَيئًا، وكنتُ علَيهِ أَوْجَدَ مِنِّي على عثمانَ، فلَبِثتُ لَياليَ، ثمَّ «خَطَبَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَنكَحْتُها إيَّاهُ»، فلَقِيَني أبو بَكرٍ، فقال: لعلَّكَ وجَدْتَ عليَّ حينَ عَرَضْتَ عليَّ حفصةَ فلمْ أَرجِعْ إليك شَيئًا، قال عُمرُ: قلتُ: نعَمْ، قال: فإنَّه لم يَمنَعْني أنْ أَرجِعَ إليك فيما عَرَضْتَ عليَّ إلَّا أنِّي قد كنتُ علِمتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «قد ذَكَرَها»، فلمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولو تَرَكَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَبِلْتُها”.[3] وبذلك أصبحت زوجة أطهر الخلق وسيد البشر.[4]

شاهد أيضًا: من هي اخر من توفى من زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم

طلاق الرسول لحفصة

أكرم الله سبحانه وتعالى حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بعطف الرسول وحبّه كما فعل مع زوجاته الأخريات، فأكرمها وأعزّها وعاملها بخير ما يعامل الرّجل زوجته، والنبي -صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله، لكن قد ورد في الصحيح أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قد طلّق حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، ولم يرد نصًّا سبب ذلك الطلاق، لكن ربط بعض أهل العلم أنّه كان بسب حادثة التحريم وقد كانت في اليوم الذي يكون النبي عندها عند أبيها، ولما أتى النبي ولم يجدها أمر بماريّة وقضى يومه معها في بيت حفصة، فحزنت حفصة بعدما علمت ومن مواساة النبي لها حرّم ماريا على نفسه والذي نزل الوحي بتحريمه، وأسرّ النبي لحفصة ذلك فأفشت سرّ رسول الله فطلّقها، لكنّ جبريل عليه السلام نزل بالوحي بالأمر برجعتها ومدحًا لها في المرأة العابدة المؤمنة فأعادها الرسول إلى ذمّته صلى الله عليه وسلم.[5]

حياة حفصة بعد موت الرسول

إنّ القارئ الذي تبيّن له متى توفيت حفصة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم-  لا بدّ أن يعلم أن النبي قد توفي قبلها، وقد كانت السيدة حفصة بعد وفاة رسول الله معتكفةً في بيتها، وقد تفرغت للعبادة والعلم، وكانت تشاور السّيدة عائشة في كلّ أمورها، حتّى أنّها أرادت الخروج معها للبصرة بعد استشهاد خليفة المسلمين عثمان بن عفان، لولا أنّ أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنه منعها من ذلك، فبقيت في المدينة حتّى توفّيت.[2]

شاهد أيضًا: من هي ام المساكين زوجة الرسول

مناقب حفصة رضي الله عنها

قبل اختتام مقال متى توفيت حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون القارء قد تبيّن مناقب السيدة حفصة رضي الله عنها، فقد كانت عابدةً صوامة قوامة، ونزلت شهادةٌ فيها من السّماء مع الوحي جبريل عليه السلام، بأنّها امرأة صالحة وهي من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وقد كانت راوية للحديث الشريف، فروت وروي عنها، وتمّ تأمين نسخة القرآن الكريم التي جمعها أبو بكر عندها، وأخذها منها للفائدة عثمان بن عفان والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: اشتهرت حفصة رضي الله عنها

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال متى توفيت حفصة زوجة الرسول، الذي تمّ فيه تسليط الضوء على نبذة من حياة السيدة حفصة، وزواجها قبل النبي وزواج النبي وتطليقه لها، وحياتها بعد وفاته ومناقبها رضي الله عنها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *