متى تظهر فائدة الحجامة

متى تظهر فائدة الحجامة، تعتبر وسيلة من الوسائل المستخدمة في الطب البديل، والتي عرفت منذ القدم وتم تطبيقها لدى الشعوب الصينية، حيث تم استعمالها في علاج بعض الحالات المرضية كآلام الرقبة والظهر وغيرها، ومن سياق الحديث وعبر موقع المرجع سوف يتم مناقشة سؤال متى تظهر فائدة الحجامة، كما سنتطرق فالحديث عن الحجامة وتاريخها، وأنواعها، واستخداماتها، وبالإضافة إلى فوائدها والآثار السلبية لها.

ما هي الحجامة؟

تُعرف الحجامة (بالإنجليزية: Cupping) وهي عبارة عن نمط من أنماط الطب النبوي الذي أوصى به الكثير من أطباء العرب المسلمون مثل، ابن سينا وغيره، فلقد شاع استخدامها قديمًا في العديد من البلدان العربية والإسلامية، وفي العصور الحديثة لدى الدول الأوربية، فهي تصنف ضمن العلاجات البديلة التي تتم من خلال استخدام أكواب على نقاط معينة من الجسم عن طريق الشفط أو الحرارة بغرض الوقاية من بعض الأمراض وعلاجها.[1]

ما هو تاريخ ظهور الحجامة؟

تعتبر الحجامة من الممارسات التي استخدمها الطب الصيني القديم منذ آلاف السنين، لعلاج بعض المشاكل الصحية المختلفة، وذلك بهدف التقليل من الالتهابات الموجودة بالجسم عن طريق الشفط، حيث تعتمد فكرتها على تسخين أكواب عادة ما تكون مصنوعة من الزجاج على الجلد، ويتم تسخين الهواء بداخلها، ومن ثم تفريغه، وعندما يتم وضعها على الجلد يتم سحب الأنسجة في الكوب، مما يعمل على زيادة تدفق الدم وتخفيف النسيج الضام، والاعتقاد في الشفاء، كما حظت الحجامة على شعبية عملاقة من قبل الشعوب المصرية والصينية منذ القدم، حتى تم تبنيها لدى العديد من الأشخاص، لذا يمكن القول بأنها علاج استخدم في الطب الصيني التقليدي بهدف تنشيط الدم والدورة الدموية للجسم، وإخماد الركود.

متى تظهر فائدة الحجامة

على الرغم من عدم وجود أبحاث كافية تحدد توقيت زمن معين لظهور نتائج للحجامة، إلا أنه يمكن أن نجيب عن هذا التساؤل بأن الأمر يستغرق من (أسبوع- أسبوعين) بحد أدنى تمتد ل 40 يوم بعد الانتهاء من كورس الجلسات المحددة وبعد زوال آثارها والبدء في التحسن، ويرجع ذلك حسب الحالة الصحية للشخص، حيث يظن البعض أنها تعلم على الموازنة بين الطاقة السلبية والإيجابية بالجسم، مما يساعد على زيادة تدفق الدم ومقاومة الجسم للأمراض وتقليل الآلام، كما يفضل اللجوء لشخص متخصص وتكرار التجربة كل شهر للحصول على أفضل النتائج.

شاهد أيضًا: فوائد الحجامة في الرأس وطريقة عملها

أنواع الحجامة وطرق عملها

يتم اختيار نوع الحجامة على حسب الغرض من العلاج، حيث نجد توافر العديد من خامات الأكواب المستخدمة، ولكن الشائع منها الزجاجية وتشبه دائرة الثلج مفتوحة من ناحية واحدة، وفيما يلي سيتم التطرق إلى نوعان رئيسيان منها وهما:

• الحجامة الجافة (Dry cupping): وتعمل بديناميكة الشفط فقط، ويقوم المتخصص بتسخين الأكواب من الداخل من خلال إشعال قطعة قطن مغموسة فالكحول، فتعمل على سحب الجلد عن طريق سحب الأكسجين الناتج من الفراغ.
  
• الحجامة الرطبة (Wet cupping): ويقوم فيها الإخصائي بعمل ثقوب صغيرة في الجلد من خلال إبرة قبل أو بعد الحجامة، وذلك لإخراج السموم من الجسم عن طريقها.

فوائد الحجامة

هناك بعض العلامات التي تدل على الاستفادة من الحجامة ومن ضمن هذه الفوائد ما يلي:

• من مميزات الحجامة أنها تعمل على تحسين الصحة العامة عن طريق إزالة حاجز الطاقة المانع لتدفق الطاقة على ما جاء به الطب الصيني التقليدي، فهي تعمل على استرخاء العضلات وتخفيف الآلام الموضعية.
• بالإضافة لذلك فيعتقد أنها تساعد في تدفق الدم للجلد وتحسن الدورة الدموية بالأنسجة، كما تعمل على جذب الدم الراكد لسطح الجسم وتوليك استجابة مناعية طفيفة، وتجميل العضلات المشدودة مما يزيد من المادة الكيميائية المضادة للالتهابات.
• وكذلك نجد أنها تساهم في علاج بعض الأمراض منها، الاكتئاب والقلق، واحتقان الشعب الهوائية ومشاكل الجلد، واضطرابات الخصوبة.
• كما تساعد الرياضيين في تحفيز تدفق الدم في الكتلة العضلية وتخفيف الألم وتم ملاحظة ذلك.
• وأيضًا يتم استخدامها في علاج العديد من الأمراض والمشاكل الصحية مثل، حب الشباب والسعال وضيق التنفس، الحزام الناري وسرطان عنق الرحم وشلل الوجه.

احتياطات وموانع العلاج بالحجامة

تعد الحجامة من العلاجات الآمنة تمامًا، ولكن توجد بعض الحالات الاستثنائية التي يجب فيها اختزالها أو عملها بصورة أكثر أمانا، ويمكن شرحها في الآتي:

• يحظر استخدامها بأي طريقة كانت للأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في السوائل، أو من ليديهم اشتباه في الإصابة بالأورام بما فيهم مرضى السل.
• يجب التعامل بحرص مع الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر في فترات الصيام الطويلة كرمضان، وكذلك في الصباح وقبل الطعام، لأن الجسم يكون ضعيف حينها.
• كما لا يسمح للمصابين بنوبات قلبية في الشهور الستة الماضية باستخدامها، ويجب التنبيه إلى الامتناع عن استخدام الحجامة الرطبة لمن يعاني من فقر الدم الحاد أو الهيموفيليا.
• وتجدر الإشارة إلى إمكانية استخدام الحجامة الخفيفة أو المعتدلة فقط في تصغير الظهر حتى الشهر السادس من الحمل، مع مراعاة تجنيها أسفل البطن أثناء الحمل، علاوة على الابتعاد عنها للأطفال تحت 4 سنوات وكبار السن كذلك.
• أيضًا يحظر استخدامها على العينين وحروق الشمس، أو الحروق المفتوحة عامة، كما أنه من الضروري تجنب الحجامة الرطبة في الأوعية الكبيرة كالدوالي، علاوة على منعها في كافة مراحل الأمراض المعدية الشديدة.

شاهد أيضًا: هل الحجامة تنقض الوضوء

استخدامات الحجامة

تتوافر العديد من الأسباب والاستخدامات للحجامة، وهذا ما سيتم طرحه في الفقرات التالية:

• لقد تم قبول استخدام الحجامة بعد العديد من البحث والتطوير منذ آلاف السنين من قبل الأشخاص والثقافات، حيث لاقت تأثير جيد في العلاج، كما تميزت بانخفاض تكلفتها وسهولة الاستخدام وأنها طريقة آمنة جدًا وليس لها آثار جانبية.
• فالحجامة تحفز الأعصاب الحسية للجلد، لأن علاج الظهر يرتكز على الأعصاب السمبتاوية المجاورة لخط الوسط، كما أن تحفيز قدرة بعض المناطق بالجسم لا يقتصر على الجهاز العصبي فحسب، بل يمتد أثره على مختلف الأعضاء الخاضعة له.
• فعال للأمراض الداخلية المزمنة مثل، ارتفاع الضغط والروماتيزم والألم العصبي، وبالتالي نجد تأثيره في تعزيز قدرة الشفاء للمرضى.
• تعالج الآلام والالتهابات والمتلازمات الثنائية، والدورة الدموية وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، وبعض الأمراض الجلدية كالإكزيما وضعف العضلات، والسكتة الدماغية.
• كما أثبتت فاعليتها في محاربة الأعراض الغير مريحة كالصداع المزمن، والتعب والدوخة، وأيضًا تقلل من نزلات البرد وارتفاع ضغط الدم، وتفيد في العلاجات التجميلية كالسيلوليت.

الحجامة على الوجه

تعمل الحجامة للوجه على شد الجلد وإعطائها النضارة والحيوية، بسبب تنشيطها للدم المحمل بالأكسجين وتعزيز السوائل بالجسم، وأيضًا تحفيز الجهاز اللمفاوي، وانتشار الدورة الدموية التي تغذي الجلد وتجعل البشرة حيوية وتبدو أصغر، فهي تعمل على إنتاج الكولاجين وتجديد الجلد، وبالتالي تؤدي إلى إزالة الخطوط الدقيقة وتقليل العميقة، وكسب البشرة ملمس أكثر جمالًا ونضارة، كما يمكن القول بأنها تحتاج لاهتمام خاص لرقة بشرة الوجه وخاصة حول العينين، ونود الإشارة إلى أن نتائجها فعالة ويمكن رؤيتها بعد الجلسة السادسة وهي تعتبر فترة قصيرة مقارنة بغيرها من التقنيات.

علاج الحجامة للكبار

عند استخدامها للبالغين لا يكفي تحديد نوعها على حسب الفئة العمرية للمريض، ولكن يجب الاستماع والتشخيص الجيد للمريض مع أخذ الاعتبارات السابقة في الحسبان والتأكد من سلامة تطبيقها بصورة تتماشى معه، فبغض النظر للصحة العامة للشخص إلا أنه يمكن الاستفادة الكاملة بفوائدها عند تطبيقها بالطريقة الصحيحة وعلى حسب التعليمات ونوع العلاج.

شاهد أيضًا: طريقة التخلص من كدمات الوجه

الاستحمام بعد الحجامة

لا يفضل الاستحمام بعد الحجامة مباشرة، حيث يجب ترك المنطقة المصابة دافئة مغطاة، فقد يحدث الشعور بالتعب وبعض أعراض الإنفلونزا في اليوم التالي من عملها، كما نجد أن الحجامة من الطرق المتبعة في التخلص من سحر تعطيل الزواج، ولكن مع مراعاة أن تتم بطريقة صحيحة، والمناطق المخصصة لذلك.

الآثار الجانبية للحجامة

تعتبر الحجامة من العلاجات الآمنة نسيبًا، ولكن نادرًا ما تحدث آثار جانبية نتيجة لوضع الأكواب على الجلد ونجد منها:[2]

• من أكثر التأثيرات وضوحًا هو حدوث تكسر في الجلد أو تلق في الأوعية الدموية.
• كذلك الشعور بالألم وعدم الراحة أو الحروق، وأيضًا الصداع والحكة.
• الندوب والالتهابات الجلدية نتيجة تسخين الأكواب.

لذا نجد أنه هناك بعض الفئات التي يجب أن تمتنع عن الخضوع للحجامة ومنهم:

• الأشخاص الذين ينزفون بسهولة والنساء الحوامل كذلك، ومن يعانون من مشاكل صحية كامنة.
• التهابات الجلد حيث أن العلامات الحمراء الناتجة من الشفط كلما كانت أغمق تدل على إزالة السموم بصورة أكبر وتستمر لأيام.
• الحمى الشديدة والتشنجات.

شاهد أيضًا: من الأعشاب المستخدمة في الطب النبوي

طريقة عمل الحجامة

تتم الحجامة عن طريق الوخز بالإبر أو جرح طفيف في الجلد بواسطة مشرط طبي بغرض وسحب الدم بقوة وإخراج السموم من أنسجة الجسم من خلال هذه الثقوب، ومن الخطوات المتبعة لتطبيق الحجامة ما يلي:

• تعقيم المنطقة المرادة بالمطهر، ومن ثم وضع الأكواب المطاطية على الجلد.
• تترك الكؤوس لمدة 5-10 د في الحجامة الجافة، أما في الرطبة فيتم تركها لبضع دقائق فقط والبدء في عمل شقوق سطحية بعمق 1مم وأطول من 5مم لسحب الدم منها، وتكون من 15-20 شق.
• يتم شفط الأكواب مرة أخرى لنفس المناطق والمتوقع أن تمتلئ بالدماء، كما يمكن تفريغ الكوب وتطبيقه وتكرار العملية من 1-3 مرات حتى يظهر الدم النقي.
• عند توقف خروج الدم يتم وقف السحب عن طريق تطهير المكان، فمن الضروري انتظار توقف الدم بدون ملامسة الجرح بعد انتهاء الجلسة.
• لا يلزم تنظيف الدم أو تطهير المنطقة بالمحلول، حيث يكتفي بتغطيتها لمنع الالتهابات.

ماذا تفعل الحجامة

توجد دراسات تشير إلى أن الحجامة لها تأثيرات قوية، فهي تساعد في استرخاء الجسم والشعور بالراحة، ومن هذه التأثيرات التي:

• تقليل الألم: على الرغم من عدم وجود ما يؤكد تأثير الحجامة على العضلات، إلا أننا نجد أنها تتماثل مع التدليك وخاصة النشطة منها، مما يساعد على تخفيف الألم وارتخاء العضلات.
• تخفيف التوتر العضلي: في الغالب تستهدف الحجامة عضلات أوتار الظهر والركب وغيرها، حيث تعمل على تليين أنسجة العضلات، وتهدئة العقد العضلية ومرونتها، مما يؤدي إلى الشعور بالراحة.
• تحسين الهضم والاضطرابات الهضمية: فهي تحفز الدورة الدموية ومن المعتقد أنها تحسن الهضم عن طريق ارتخاء الجسم وتخفيف التوتر المتسبب في ذلك، كما تحفز النسيج الضام وتعزز تدفق الدم نتيجة لسحب السموم من الجلد.

شاهد أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري مجرب

وفي ختام هذا المقال يكون قد تم إلقاء الضوء حول إجابة سؤال متى تظهر فائدة الحجامة، علاوة على تناول مجموعة من الاحتياطات والموانع التي يجب مراعاتها عند الخضوع للحجامة، وكذلك توضيح طريقة عمل الحجامة، وتأثيرها.