من هو أبو أيوب الأنصاري

من هو أبو أيوب الأنصاري من الأسئلة الّتي كثر البحث عنها في الآونة الأخيرة، وسنعرف الإجابة ضمن هذا المقال، ويقال أنصاريّ لمن ناصر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ونصر أهل مكّة المسلمين، والأنصاريّ هو من آمن برسول صلّى الله عليه وسلّم من أهل المدينة المنوّرة، ويساعدنا موقع المرجع على معرفة من هو هذا الصّحابيّ الجليل، ويساعدنا على التّعرّف على سيرته كاملةً، كما سيبيّن لنا مكانة الصّحابة الكرام وفضلهم رضوان الله عليهم أجمعين.

الصحابة رضي الله عنهم

إنّ صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين، هم الّذين آمنوا به وصدّقّوا دعوته الإسلاميّة، قد رأوه ولو مرّةً واحدة، وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، فقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على صحابة نبيّه الكريم في كتابه العزيز ووعدهم بالجنان يوم القيامة، يدخلوها دون حسابٍ أو عذاب، قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[1] كما شهد لهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم بأنّهم هم أفضل البشر وأحسن النّاس بعد الأنبياء، فقد قال: “خيرُ النَّاسِ قَرْني ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم”.[2] كما أمر رسول الله بأن يحبّهم النّاس على محبّته، وأن يحترموهم وأن ينصروهم في الشّدّة، فمقامهم رفيعٌ وعالٍ، فهم كانوا بمثابة وزراء رسول الله، وبسعيهم وجهودهم قامت الدّولة الإسلاميّة، فهم من نقلوا سنّ رسول الله إلينا دون الزّيادة والنّقصان، وهم من جمعوا القرآن وكتبوا الوحي خشية ضياعه، ومن شرار النّا من يسبّ الصّحابة، فذلك قد وقع في الكفر والنّفاق والعياذ بالله، وواجبٌ على كلّ مسلمٍ حق، أن يحبّ الصّحابة وينصرهم، وأن يعادي من يؤذيهم بكلمةٍ، قلوبهم خير القلوب، ودينهم هو الدّين الأعظم، وشريعتهم هي الشّريعة المستقيمة الصّحيحة، والله أعلم.[3]

من هو أبو أيوب الأنصاري

أبو أيوب الأنصاري هو الصّحابيّ الجليل زيد بن كليب بن مالك بن النّجار الأنصاريّ، الّذي يكنّى بأبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه وأرضاه، أمّه هي هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج، وهو من السّابقين للإسلام، فقد أسلم أبو أيّوب -رضي الله عنه- قبل أن يهاجر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة مع المسلمين، وكان في المدينة مسلماً وناصراً لله ورسوله في الشّدائد وفي الرّخاء، وعندما هاجر رسول الله إلى المدينة، أقام في بيت أبي أيّوب حتّى بُني المسجد النّبويّ وبُنيت حجرات النّبيّ، وقد روى عبد الله بن عبّاسٍ أنّ أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، قد تقابلا مرّةً في المدينة فسألا بعضهما عن سبب الخروج في هذا الوقت الّذي اشتدّ فيه الحر، حيث أنّهما خرجا بسبب الجوع الشّديد، حين لم يجدا شيئاً يأكلانه، ولقيا النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين خرج للسّبب نفسه، وقد كان رسول الله متوجّهاً لبيت أبي أيّوب الأنصاريّ، لأنّه قد اعتاد أن يخبّأ الطّعام للنبيّ، فذهب النّبيّ وأخذ معه صاحبيه، فرحّب بهم أبا أيّوبٍ، وقدّم لهم التّمر والرّطب، فأكلوا منها، ثمّ ذبح لهم شاةً فأكلوا منها، وعندما رجع رسول الله إلى بيته، أحبّ أن يجازي أبا أيّزبٍ على صنيعه معه ومع صاحبيه رضي الله عنهما، فأهداه جاريةً صغيرةً تخدمه، وأوصّاه بها خيراً، وأن يحسن إليها، فرأى أبا أيّوبٍ أنّ قمّة الإحسان لهذه الجارية بأن يعتقها لوجه الله تعالى وفعل ذلك، وفعله هذا قد بيّن أثر تربية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في نفس هذا الصّحابيّ الجليل رضي الله عنه.

كذلك قد روى أبو أيّوب عن رسول الله الكثير من الأحاديث المباركة، ومن ثمّ روى عنه عددٌ من الصّحابة الكرام كأبيّ بن كعب، والمقدام بن معد يكرب، وزيد بن خالد، والبراء بن عازب، كما روى عنه بعض التّابعين، ومن الأحاديث الّتي رواها عن النّبيّ أنّه قال: “إِذَا أتَى أحَدُكُمُ الغَائِطَ، فلا يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ ولَا يُوَلِّهَا ظَهْرَهُ، شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا”.[4] وكذلك ما نقله عن النّبيّ المصطفى فقال: “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ وجَبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَقالَ: يَهُودُ تُعَذَّبُ في قُبُورِهَا”.[5] ومن مناقبه -رضي الله عنه- أنّه شهد العقبة، وشهد جميع الغزوات الّتي غزاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكان غازياً في سبيل الله والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بأسد الله

من هي زوجة أبو أيوب الأنصاري

بعد أن تحدّثنا عن إجابة من السّؤال من هو أبو أيوب الأنصاري، وجب التّعريف بزوجته الصّحابيّة الجليلة أمّ أيّوب الأنصاريّة، وهي ابنة قيس بن سعيد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس، وهي من بني الخزرج، وقد أسلمت مع زوجها رضي الله عنها، وقد روي بأنّه عندما نزل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بيتهم صنعت له طعاماً فيه بقول، فكرهه رسول الله وأمر أصحابه بأن يأكلوا، وكره ذلك فقال: “كُلُوهُ ؛ فإني لَسْتُ كأَحَدِكم ؛ إني أخافُ أن أُوذِيَ صاحِبِي – يعني : المَلَكَ”.[7] وهذا الحديث ضعيفٌ كما قال علماء الحديث النّبويّ، والله اعلم.[8]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن

مواقف أبو أيوب الأنصاري

حصلت العديد من المواقف الّتي كان بطلها الصّحابيّ الجليل أبو أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه، منها ما يأتي:[6]

  • أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما وصل إلى المدينة المنوّرة، استقبله النّاس، وتسابقوا إلى ناقته، وكانوا يشدّون زمامها رغبةً منهم بأن يستضيفوا رسول الله كلّ واحدٍ في بيته، لكنّ الرّسول قد شكرهم وقال لهم بأنّها مأمورة، فخلّوا سبيلها، وسارت النّاقة حتّى وصلت إلى دار أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه، فبركت، ثمّ قامت فحامت حول الدّار ثمّ بركت مرّةً أخرى، فكان الشّرف لأبي أيّوب بأن يمكث النّبيّ في بيته.
  • أنّ أبا أيّوب الأنصاريّ كان يخالف مروان في الصّلوات، فسأله مروان عن سبب ذلك، فقال له: إنّي رأيت رسول الله يصلّي الصّلوات، فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك.

شاهد أيضًا: اول مولود في الاسلام من الانصار بعد الهجرة هو

الغازي أبو أيوب الأنصاري

مررنا سابقاً على إجابة السّؤال الذّي يقول: من هو أبو أيوب الأنصاري، حيث عرّفنا به وتحدّثنا عن سيرته، لكن ما قصّته مع الغزو؟ فلقد كان أبو أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه، محبّاً للجهاد في سبيل الله، وشهد مع رسول الله جميع الغزوات، ولم يتخلّف عن أيّ واحدةٍ منها إطلاقاً،  وبعد وفاة النّبيّ، تابع أبو أيّوب طريقه في الجهاد، فكان يشارك في المعارك والفتوحات رغم كبر سنّه، وآخر ما شارك فيه هو الزّحف نحو القسطنطينيّة، حيث توفيّ بعد أن داهمه المرض وهو في طريق السّفر، ودُفن عند سور القسطنطينية، فقد أراد أن يشارك رغم أنّه قد بلغ الثّمانين من عمره،  وذلك لأنّه قد سمع من رسول الله بأنّ خير الجيوش الجيش الّذي سيفتح القسطنطينية، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

وفاة أبو أيوب الأنصاري

بعد أن ذكرنا إجابة السّؤال المطروح من هو أبو أيوب الأنصاري، وجب الحديث عن وفاته، فقد توفّي في السّنة الثّانية والخمسين للهجرة المباركة، وذلك في عهد معاوية رضي الله عنه، وقد كان ذاهباً مع الجيش الّذي توجّه لفتح القسطنطينيّة، وفي الطّريق غزا جسده المرض، وتوفّي قبل الفتح، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أوصى الجنود بأن يحملوه معهم وأن يدفنوه عن سور القسطنطينيّة، ونفذّ الجنود المسلمين وصيّته، ودفن هناك، وقد كان عمره عندما توفّي ثمانون عاماً والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: من هو اخر الصحابة موتا بالبصرة

مسجد أبو أيوب الأنصاري رمز للحكم العثماني

بعد أن فتح السّلطان محمّد الفاتح القسطنطينية، إسطنبول حالياّ، علم بوجود قبر الصّحابيّ الجليل أبو أيّوب الأنصاري، فقام ببناء مسجدٍ بجانب قبره، وسمّى المسجد أيّوب سلطان، وكان العثمانيّون على علمٍ بقصّة أبي أيوبٍ الغازي، وكيف مات وهو في طريقه للفتح، واتّخذوه قدوةً لهم، وصارت لدى السّلاطين عادةً أنّهم عند تقلّدهم سيف السّلطنة، فإنّهم يقيمون الاحتفالات الدّينيّة بساحة المسجد، ومن أبرزهم السّلطان عبد الحميد الثّاني، والله أعلم.

مكانة أبي أيوب الأنصاري عند الأتراك اليوم

احتل أبو أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه مكانةً عظيمةً عند الأتراك، فهو رمزٌ لحبّ الجهاد والغزو في سبيل الله تعالى، كما أنّه المضيف الّذي مكث عنده رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنوّرة، كما حمل لواء جيش رسول الله في الغزوات والمعارك، ومكانته عظيمةٌ لوجود قبره في مدينة إسطنبول حاليّاً، الّذي بني بجانبه مسجد أيّوب سلطان، واتّخذ قبره أهميّةً كبيرةً على الصّعيد الرّسمي والشّعبي، واعتاد الرّئيس التّركيّ على الصّلاة في هذا المسجد عند كل ّمناسبة رسميّة، أو عند الانتخابات أو عند الأزمات.

شاهد أيضًا: من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه

في هذا المقال قدّمنا لكم نبذاتٍ ومقتطفاتٍ من حياة الصّحابيّ الجليل أبو أيّوبٍ الأنصاريّ رضي الله عنه، حيث بيّنا من خلاله إجابة السّؤال الّذي يقول من هو أبو أيوب الأنصاري، بالإضافة إلى ذكر بعض المواقف الّتي تجسدّت فيها مناقبه، وعقيدته الثّابتة والرّاسخة، كذلك تحدّثنا عن مكانته عن العثمانيين قديماً والأتراك حديثاً.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 100
  2. صحيح ابن حبان , ابن حبان/عبدالله بن مسعود/7228/أخرجه في صحيحه
  3. alukah.net , فضل الصحابة , 31/07/2021
  4. صحيح البخاري , البخاري/أبو أيوب الأنصاري/144/صحيح
  5. صحيح البخاري , البخاري/أبو أيوب الأنصاري/1375/صحيح
  6. islamstory.com , أبو أيوب الأنصاري , 31/07/2021
  7. السلسلة الضعيفة , الألباني/أم أيوب بنت قيس بن سعد/4100/ضعيف
  8. al-eman.com , أم أيوب الأنصارية , 31/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *